الإستشراق والميتشرقون
للكاتب مصطفى السباعى
تقديم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فإن لمن المؤسف حقاً، أن يقف المسلم أمام تاريخه العظيم خجلاً، مطأطئ الرأس، لا يدري كيف يوفق بين ما يعرفه عن تمسك الصحابة (رضوان الله عليهم) والتابعين وتابعيهم بهذا الدين، وتفانيهم في خدمته على كافة المستويات، وبين هذه الصورة القاتمة المظلمة في صفحات هذا التاريخ، فيقف هذا الموقف الذي لا يليق برجل العقيدة في حال من الأحوال.
والسبب في هذا –كما هو معلوم –أنه عبثت بتاريخنا أريدٍ خبيثة، ودونته أخرى غير أمينة، ولا يراد من ذلك إلا تشويه حقيقة تاريخ هذه الأمة، وتشكيكها في قدرتها على تأدية رسالتها، وحملها إلى البشر كلهم. إننا حين نقرأ التاريخ الذي يتعلمه أبناؤنا، ويدرسونه في المدارس والجامعات، نرى –بوضوح –أثر هذه الحملة المسعورة ضد أمتنا المسلمة وتاريخها المشرق، والذي يسهر على تنفيذها وتطبيقها أبناؤنا الذين رباهم المستشرقون، وأرضعوهم من ألبانهم، ونفثوا السموم في عقولهم حتى أصبحوا أدوات طيعة في أيدي أسيادهم، يقولون بألسنتهم ما يشاءون، وينفذون عن طريقهم كل ما يحلو لهم، ويمليه عليهم حقدهم الدفين. ولنأخذ مثلاً على ذلك فترة الحكم العثماني للوطن العربي، فنجد فيما يحكى عن هذه الفترة العجب العجاب، فليس الأتراك المسلمون في نظر هؤلاء إلا مستعمرين لبلادنا ممتصين لخيراتنا، وليست رابطة العقيدة التي حملوا لواءها إلا قناعاً، نفذوا من خلاله مآربهم وأطماعهم الاستعمارية. وقد صور لنا هؤلاء الحضارة الإسلامية تصويراً كاذباً مبايناً للواقع كل التباين، وما ذلك إلا ليهونوا من شأنها، وليحتقروا منجزاتها التي قدمتها للبشرية، ليهون بعد ذلك الإسلام في نفوس أتباعه، وليحتقره أيضاً. هذا ولم يقتصر اهتمام المسشترقين والمستغربين على دراسة التاريخ الإسلامي وتشويهه، بل تعداه إلى الدراسات الإسلامية من تفسير وحديث وفقه، فحرفوا النصوص حيناً، وأساءوا فهمها حين لم يجدوا المجال لتحريفها. وإنه لمن المؤسف أيضاً أن تكون كتبهم قد بحثت في كل ما يتصل بالإسلام والمسلمين من تفسير وحديث وفقه وأدب وحضارة وسكان و...،فأصبحت كتبهم هذه المراجِعَ الأولى لطلبة العلم المتخصصين في المعاهد والجامعات العالمية، وأصبح هؤلاء هم حملة آراء وأفكار أسيادهم كما تقدم. لهذا كله –وغيره كثير –تصدى بعض علماء المسلمين الذين يغارون على هذا الدين وأمة القرآن العظيم: تصدوا لمحاولات المستشرقين وفضحها وكشفها للناس على حقيقتها. هذه الرسالة –الصغيرة في حجمها، العظيمة في معانيها –هي بعض ما كتبه والدي الشيخ مصطفى السباعي –طيب الله ثراه –حول هذا الموضوع، وكان ينوي توسيعه والزيادة فيه، لما لهذا البحث من أهمية بالغة وخطورة كبيرة. وقد سبق أن نشرت بعض محتويات هذه الرسالة[1] في مجلة "حضارة الإسلام"وكتاب "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي"،وقد وافته المنية قبل أن يحقق ما كان يأمله، فأصبحت أمانة في عنق العاملين في حقل الدعوة الإسلامية، والغيورين عليها.
فرحمه الله رحمة واسعة، وأمطره سحائب الرحمة والرضوان، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
حسان مصطفى السباعي
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستشراق والمستشرقون بحث لم يعن أحد من الكاتبين بأمرهما عناية علمية واسعة تبحث عن تاريخ الاستشراق وأهدافه ومراميه وحسناته وسيئاته، وعن المستشرقين وطوائفهم وأعمالهم وما أصابوا وما أخطأوا فيه من أبحاث ومؤلفات، وكل ما كتب في هذا الموضوع لا يخلو عن أن يكون تمجيداً لهم مثل كتاب "المستشرقون"للأستاذ نجيب العقيقي، أو أن يكون كشفاً موجزاً عن أهدافهم التبشيرية والاستعمارية، وأهم بحث في هذا الشأن محاضرة قيمة للأستاذ الدكتور محمد البهي المدير العام للثقافة الإسلامية في الجامع الأزهر ألقاها في قاعة المحاضرات الكبرى الأزهرية. وقد أفرط منا أناس في الثقة بهم والاعتماد عليهم والثناء المطلق على جهودهم ويمثل هؤلاء المعجبين بهم الدكتور طه حسين من أوائل تلاميذ المستشرقين في تاريخنا الأدبي المعاصر، حيث يقول في مقدمة كتابه "الأدب الجاهلي":
"وكيف تتصور أستاذاً للأدب العربي لا يلم ولا ينتظر أن يلم بما انتهى إليه الفرنج (المستشرقون) من النتائج العلمية المختلفة حين درسوا تاريخ الشرق وأدبه ولغاته المختلفة، وإنما يلتمس العلم الآن عند هؤلاء الناس، ولا بد من التماسه عندهم، حتى يتاح لنا نحن أن ننهض على أقدامنا، ونطير بأجنحتنا، ونسترد ما غلبنا عليه هؤلاء الناس من علومنا وتاريخنا وآدابنا".
ولا ريب في أن هذا الكلام يمثل دوراً من أدوار العبودية الفكرية التي مررنا بها في مطلع نهضتنا العلمية والفكرية الحديثة، وهذه العبودية تتمثل في كتاب الدكتور طه حسين نفسه "الأدب الجاهلي"الذي كان ترديداً مخلصاً لآراء غلاة المستشرقين المتعصبين ضد العرب والإسلام أمثال "مرجليوث"الذي نقل آراءه، كلها في كتابه "الأدب الجاهلي"ونسبها إلى نفسه وليس له في الكتاب رأي جديد نتيجة بحث علمي قام به أو تعب في سبيله. ويمثل هؤلاء أيضاً الأستاذ أحمد أمين في كتابيه "فجر الإسلام"و "ضحى الإسلام"وقد بينت ما في فصل "الحديث"من كتاب فجر الإسلام من سرقة لآراء المستشرقين دون أن ينسبها إليهم في كتابي الذي صدر حديثاً "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي". ومن هؤلاء أيضاً الدكتور علي حسن عبد القادر في كتابه "نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي"وهو ترجمة حرفية لما كتبه جولد تسيهر في كتابيه "دراسات إسلامية"و "العقيدة والشريعة في الإسلام"وكذلك كان كسابقيه غير أمين حين نسب هذه الآراء إلى نفسه ولم ينسبها إلى أساتيذه المستشرقين. والدكتور علي حسن عبد القادر يشغل الآن منصب –مدير المركز الثقافي الإسلامي بلندن على ما بلغني –ولقد كانت لي معه قصة أجد من الخير ذكرها هنا، لما فيها من العبرة... وهي التي كانت سبباً في تأليفي لكتاب "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي". وقبل أن أروي قصتي معه أحب أن أعترف بفضله ودماثة خلقه واعترافه بالحق حين يظهر له...
ولما كنا طلاباً في السنة الثانية والثالثة في قسم تخصص المادة في الفقه والأصول وتاريخ التشريع "العالمية من درجة أستاذ"في كلية الشريعة، وكان ذلك عام 1939م، عينت مشيخة الأزهر في عهد الشيخ المراغي رحمه الله الدكتور علي حسن عبد القادر أستاذاً لنا يدرس تاريخ التشريع الإسلامي، وكان قد أنهى دراسته في ألمانيا حديثاً، وهو مجاز من كلية أصول الدين في قسم التاريخ، ومكث في ألمانيا أربع سنوات حتى أخذ شهادة الدكتوراة في قسم الفلسفة على ما أذكر. كان أول درس تلقيناه عنه أن بدأه بمثل هذا الكلام: إني سأدرس لكم تاريخ التشريع الإسلامي، ولكن على طريقة علمية لا عهد للأزهر بها، وإني أعترف لكم بأني تعلمت في الأزهر قرابة أربعة عشر عاماً فلم أفهم الإسلام ولكني فهمت الإسلام حين دراستي في ألمانيا، فعجبنا –نحن الطلاب –من مثل هذا القول وقلنا فيما بيننا: لنستمع إلى أستاذنا لعله حقّاً قد علم شيئاً جديراً بأن نعلمه عن الإسلام مما لا عهد للأزهر به، وابتدأ درسه عن تاريخ السنة النبوية ترجمة حرفية عن كتاب ضخم بين يديه، علما فيما بعد أنه كتاب جولد تسيهر "دراسات إسلامية"وكان أستاذنا ينقل عبارته ويتبناها على أنها حقيقة علمية، واستمر في دروسه نناقشه فيما يبدو لنا –نحن الطلاب –أنه غير صحيح، فكان يأبى أن يخالف جولد تسيهر بشيء مما ورد في هذا الكتاب، حتى إذا وصل في دروسه إلى الحديث عن الزهري واتهامه بوضع الأحاديث للأمويين ناقشته في ذلك –بحسب معلوماتي المجملة عن الزهري من أنه إمام في السنّة، موضع ثقة العلماء جميعاً –فلم يرجع عن رأيه، مما حملني على أن أطلب منه ترجمة ما قاله جولد تسيهر عن الزهري تماماً، فترجمه لي في ورقتين بخط يده، وبدأت أرجع إلى المكتبات العامة للتحقيق في سيرة الزهري وفي حقيقة ما اتهمه به هذا المستشرق، ولم أترك كتاباً مخطوطاً في مكتبة الأزهر وفي دار الكتب المصرية من كتب التراجم إلا رجعت إليها ونقلت منها ما يتعلق بالزهري، واستغرق ذلك ثلاثة أشهر كنت أشتغل فيها منذ مغادرتي كلية الشريعة بعد الدرس حتى أواخر الليل، فلما تجمعت لدي المعلومات الصحيحة، قلت لأستاذنا الدكتور عبد القادر: لقد تبين لي أن جولد تسيهر قد حرّف نصوص الأقدمين فيما يتعلق بالزهري، فأجابني بقوله: لا يمكن هذا، لأن المستشرقين –وخاصة جولد تسيهر –قوم علماء منصفون لا يحرفون النصوص ولا الحقائق!.. عندئذ أزمعت على إلقاء محاضرة في الموضوع في دار جمعية الهداية الإسلامية –قرب سراي عابدين قديماً –وأرسلت إدارة الجمعية بطاقات الدعوة لهذه المحاضرة إلى علماء الأزهر وطلابه، فاجتمع يومئذ عدد كبير منهم ما بين أساتذة وطلاب، ومن بينهم أستاذنا الدكتور عبد القادر –الذي رجوته حضور هذه المحاضرة، وإبداء رأيه فيما أقول، فتفضل مشكوراً بالحضور، وأصغى إلى المحاضرة كلها التي كانت تدور حول ما كتبه جولد تسيهر عن الإمام الزهري، وختمتها بقولي: هذا هو ما أراه في هذا الموضوع، وهذا هو رأي علمائنا في الزهري فإن كان لأستاذنا الدكتور عبد القادر مناقشة حول هذا الموضوع إن لم يقتنع بما ذكرته، فأرجو أن يتفضل بالكلام، فنهض الدكتور –حفظه الله –وقال بصوت سمعه الحاضرون جميعاً: إني أعترف بأني لم أكن أعرف من هو الزهري حتى عرفته الآن، وليس لي اعتراض على كل ما ذكرته، وانفض الاجتماع، ثم دخلنا إلى غرفة الأستاذ السيد الخضر حسين –رحمه الله –رئيس الجمعية –الأستاذ الأكبر للجامع الأزهر فيما بعد –فكان مما قاله لي أستاذنا الدكتور –حفظه الله –وكان ذلك بحضور السيد الخضر حسين –رحمه الله - : إن بحثك هذا فتح جديد في بحوث المستشرقين، وأرجو أن تعطيني نسخة من هذه المحاضرة، لأبعث بها إلى المجلات العلمية التي تعنى ببحوث المستشرقين في ألمانيا، وإني أعتقد أنها ستحدث دويّاً في أوساط المستشرقين، فشكرته على ذلك واعتبرته تشجيع أستاذ لتلميذه. وبعد أيام دعاني لزيارته في البيت، فكان مما اتفقنا عليه أن نتفرغ معاً في الصيف لترجمة كتاب جولد تسيهر والرد عليه، ولكني اعتقلت بعد ذلك من قبل السلطات العسكرية الإنجليزية في القاهرة في بدء قيام الحرب العالمية الثانية، وأقصيت عنها سبع سنوات، وفي خلال هذه الفترة أصدر الدكتور عبد القادر كتابه "نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي"ولم يتح لي الاطلاع عليه إلا بعد ثلاث سنوات حين أفرج عني في أواسط الحرب الأخيرة.
هذه هي قصتي مع الدكتور علي حسين عبد القادر، وأظن أنه عدل عن رأيه السابق في المستشرقين وخاصة جولد تسيهر، وبدّل رأيه في أمانته وإخلاصه للحق وعدم تحريفه للنصوص.
ويقابل هذا الاتجاه المفرط في الثقة ببحوث المستشرقين اتجاه يحمل على المستشرقين واتجاهاتهم المغرضة المفرطة في التعصب، ويمثله قول أحمد فارس الشدياق في كتابه "ذيل الفارياق":
"إن هؤلاء الأساتيذ (المستشرقين) لم يأخذوا العلم عن شيوخه، وإنما تطفلوا عليه تطفلاً، وتوثبوا فيه توثباً، ومن تخرج فيه بشيء فإنما تخرج على القسس، ثم أدخل رأسه في أضغاث أحلام، أو أدخل أضغاث أحلام في رأسه، وتوهم أنه يعرف شيئاً وهو يجهله، وكل منهم إذا درس في إحدى لغات الشرق أو ترجم شيئاً منها تراه يخبط فيها خبط عشواء، فما اشتبه عليه منها رفعه من عنده بما شاء، وما كان بين الشبهة واليقين حدس فيه وخمّن فرجّح منه المرجوح، وفضّل المفضول". وفي الحق أن كلا من الثناء المطلق والتحامل المطلق يتنافى مع الحقيقة التاريخية التي سجلها هؤلاء المستشرقون فيما قاموا به من أعمال، وما تطرقوا إليه من أبحاث، ونحن من قوم يأمرهم دينهم بالعدل حتى مع أعدائهم {ولا يجرمنكم شنئان قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقربُ للتقوى}.
تاريخ الاستشراق:
لا يعرف بالضبط من هو أول غربي عني بالدراسات الشرقية ولا في أي وقت كان ذلك، ولكن المؤكد أن بعض الرهبان الغربيين قصدوا الأندلس في إبان عظمتها ومجدها، وتثقفوا في مدارسها، وترجموا القرآن والكتب العربية إلى لغاتهم، وتتلمذوا على علماء المسلمين في مختلف العلوم وبخاصة في الفلسفة والطب والرياضيات... ومن أوائل هؤلاء الرهبان، الراهب الفرنسي "جربرت Jerbert"الذي انتخب باباً لكنيسة روما عام 999م بعد تعلمه في معاهد الأندلس وعودته إلى بلاده، "وبطرس المحترم" 1092 – 1156 Pierrele Aénéré "وجيراردي كريمون" 1114 – 1187 Gérard de Grémone. وبعد أن عاد هؤلاء الرهبان إلى بلادهم نشروا ثقافة العرب ومؤلفات أشهر علمائهم، ثم أسست المعاهد للدراسات العربية أمثال مدرسة "بادوي"العربية، وأخذت الأديرة والمدارس العربية تدرس مؤلفات العرب المترجمة إلى اللاتينية –وهي لغة العلم في جميع بلاد أوربا يومئذ –واستمرت الجامعات العربية تعتمد على كتب العرب وتعتبرها المراجع الأصلية للدراسة قرابة ستة قرون. ولم ينقطع منذ ذلك الوقت وجود أفراد درسوا الإسلام واللغة العربية، وترجموا القرآن وبعض الكتب العربية العلمية والأدبية حتى جاء القرن الثامن عشر –وهو العصر الذي بدأ فيه الغرب في استعمار العالم الإسلامي والاستيلاء على ممتلكاته فإذا بعدد من علماء الغرب ينبغون في الاستشراق، ويصدرون لذلك المجلات في جميع الممالك الغربية، ويغيرون على المخطوطات العربية في البلاد العربية والإسلامية، فيشترونها من أصحابها الجهلة، أو يسرقونها من المكتبات العامة التي كانت في نهاية الفوضى، وينقلونها إلى بلادهم ومكتباتهم، وإذا بأعداد هائلة من نوادر المخطوطات العربية تنتقل إلى مكتاب أوربا، وقد بلغت في أوائل القرن التاسع عشر مائتين وخمسين ألف مجلداً، وما زال هذا العدد يتزايد حتى اليوم. وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر عقد أول مؤتمر للمستشرقين في باريس عام 1873،وتتالى عقد المؤتمرات التي تلقى فيها الدراسات عن الشرق وأدبائه وحضاراته وما تزال تعقد حتى هذه الأيام.
ميدانُ الاستشراق:
بدأ الاستشراق كما رأينا بدراسة اللغة العربية والإسلام، وانتهى –بعد التوسع الاستعماري الغربي في الشرق –إلى دراسة جميع ديانات الشرق وعاداته وحضاراته وجغرافيته وتقاليده وأشهر لغاته، وإن كانت العناية بالإسلام والآداب العربية والحضارة الإسلامية هي أهم ما يعنى به المستشرقون حتى اليوم، نظراً للدوافع الدينية والسياسية التي شجعت على الدراسات الشرقية كما سنذكره فيما بعد.
دوافع الاستشراق:
1- الدافع الديني:
لا نحتاج إلى استنتاج وجهد في البحث لنتعرف إلى الدافع الأول للاستشراق عند الغربيين وهو الدافع الديني. فقد بدأ بالرهبان –كما رأينا –واستمر كذلك حتى عصرنا الحاضر –كما سنرى –وهؤلاء كان يهمهم أن يطعنوا في الإسلام ويشوّهوا محاسنه ويحرّفوا حقائقه ليثبتوا لجماهيرهم التي تخضع لزعامتهم الدينية أن الإسلام –وقد كان يومئذ الخصم الوحيد للمسيحية في نظر الغربيين –دين لا يستحق الانتشار، وأن المسلمين قوم همج لصوص وسفاكو دماء، يحثهم دينهم على الملذات الجسدية، ويبعدهم عن كل سمو روحي وخلقي. ثم اشتدت حاجتهم إلى هذا الهجوم في العصر الحاضر بعد أن رأوا الحضارة الحديثة قد زعزعت أسس العقيدة عند الغربيين، وأخذت تشككهم بكل التعاليم التي كانوا يتلقونها عن رجال الدين عندهم فيما مضى، فلم يجدوا خيراً من تشديد الهجوم على الإسلام لصرف أنظار الغربيين عن نقد ما عندهم من عقيدة وكتب مقدسة، وهم يعلمون ما تركته الفتوحات الإسلامية الأولى ثم الحروب الصليبية ثم الفتوحات العثمانية في أوربا بعد ذلك في نفوس الغربيين من خوف من قوة الإسلام وكرهٍ لأهله، فاستغلوا هذا الجو النفسي، وازدادوا نشاطاً في الدراسات الإسلامية. وهنالك الهدف التبشيري الذي لم يتناسوه في دراساتهم العلمية، وهم قبل كل شيء رجال دين، فأخذوا يهدفون إلى تشويه سمعة الإسلام في نفوس رواد ثقافتهم من المسلمين، لإدخال الوهن إلى العقيدة الإسلامية، والتشكيك في التراث الإسلامي والحضارة الإسلامية وكل ما يتصل بالإسلام من علم وأدب وتراث.
2- الدافع الاستعماري:
لما انتهت الحروب الصليبية بهزيمة الصليبيين وهي في ظاهرها حروب دينية وفي حقيقتها حروب استعمارية، لم ييأس الغربيون من العودة إلى احتلال بلاد العرب فبلاد الإسلام، فاتجهوا إلى دراسة هذه البلاد في كل شؤونها من عقيدة وعادات وأخلاق وثروات، ليتعرفوا إلى مواطن القوة فيها فيضعفوها، وإلى مواطن الضعف فيتغنموه، ولما تمّ لهم الاستيلاء العسكري والسيطرة السياسية كان من دوافع تشجيع الاستشراق إضعاف المقاومة الروحية والمعنوية في نفوسنا، وبث الوهن والارتباك في تفكيرنا وذلك عن طريق التشكيك بفائدة ما في أيدينا من تراث، وما عندنا من عقيدة وقيم إنسانية، فنفقد الثقة بأنفسنا، وترتمي في أحضان الغرب نستجدي منه المقاييس الأخلاقية والمبادئ العقائدية، وبذلك يتم لهم ما يريدون من خضوعنا لحضارتهم وثقافتهم خضوعاً لا تقوم لنا من بعده قائمة. انظر إليهم كيف يشجعون في بلادنا القوميات التاريخية التي عفى عليها الزمن، واندثرت منذ حمل العرب رسالة الإسلام، فتوحدت لغتهم وعقيدتهم وبلادهم، وحملوا هذه الرسالة إلى العالم فأقاموا بينهم وبين الشعوب روابط إنسانية وتاريخية وثقافية ازدادوا بها قوة، وازدادت الشعوب بها رفعة وهداية، إنهم ما برحوا منذ نصف قرن يحاولون إحياء الفرعونية في مصر، والفينيقية في سوريا ولبنان وفلسطين، والآشورية في العراق وهكذا، ليتسنى لهم تشتيت شملنا كأمة واحدة، وليعوقوا قوة الاندفاع التحررية عن عملها في قوتنا وتحررنا وسيادتنا على أرضنا وثرواتنا وعودتنا من جديد إلى قيادة ركب الحضارة، والتقائنا مع إخوتنا في العقيدة والمثل العليا والتاريخ المشترك والمصالح المشتركة.
3- الدافع التجاري:
ومن الدوافع التي كان لها أثرها في تنشيط الاستشراق، رغبة الغربيين في التعامل معنا لترويج بضائعهم وشراء مواردنا الطبيعية الخام بأبخس الأثمان ولقتل صناعتنا المحلية التي كانت لها مصانع قائمة مزدهرة في مختلف بلاد العرب والمسلمين.
4- الدافع السياسي:
وهنالك دافع آخر أخذ يتجلى في عصرنا الحاضر بعد استقلال أكثر الدول العربية والإسلامية، ففي كل سفارة من سفارات الدول الغربية لدى هذه الدول سكرتير أو ملحق ثقافي يحسن اللغة العربية، ليتمكن من الاتصال برجال الفكر والصحافة والسياسة فيتعرف إلى أفكارهم، ويبث فيهم من الاتجاهات السياسية ما تريده دولته، وكثيراً ما كان لهذا الاتصال أثره الخطير في الماضي حين كان السفراء الغربيون –ولا يزالون في بعض البلاد العربية والإسلامية –يبثون الدسائس للتفرقة بين الدول العربية بعضها مع بعض، وبين الدول العربية والدول الإسلامية، بحجة توجيه النصح وإسداء المعونة بعد أن درسوا تماماً نفسية كثيرين من المسؤولين في تلك البلاد، وعرفوا نواحي الضعف في سياستهم العامة، كما عرفوا الاتجاهات الشعبية الخطيرة على مصالحهم واستعمارهم.
5- الدافع العلمي:
ومن المستشرقين نفر قليل جدّاً أقبلوا على الاستشراق بدافع من حب الإطلاع على حضارات الأمم وأديانهم وثقافاتهم ولغاتهم، وهؤلاء كانوا أقل من غيرهم خطأ في فهم الإسلام وتراثه، لأنهم لم يكونوا يتعمدون الدس والتحريف، فجاءت أبحاثهم أقرب إلى الحق وإلى المنهج العملي السليم من أبحاث الجمهرة الغالبية إلى المستشرقين، بل إن منهم من اهتدى إلى الإسلام وآمن برسالته. على أن هؤلاء لا يوجدون إلا حين يكون لهم من الموارد المالية الخاصة ما يمكنهم من الانصراف إلى الاستشراق بأمانة وإخلاص، لأن أبحاثهم المجردة عن الهوى، لا تلقى رواجاً، لا عند رجال الدين، ولا عند رجال السياسة، ولا عند عامة الباحثين، ومن ثمة فهي لا تدر عليهم ربحاً ولا مالاً، ولهذا ندر وجود هذه الفئة في أوساط المستشرقين.
أهداف الاستشراق ووسائله:
تنقسم أهداف المستشرقين في جملتهم من الدراسات الاستشراقية إلى ثلاثة أقسام:
أ- هدف علمي مشبوه، ويهدف إلى:
1- التشكيك بصحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ومصدرها الإلهي، فجمهورهم ينكر أن يكون الرسول نبيّاً موحى إليه من عند الله –جل شأنه –ويتخبطون في تفسير مظاهر الوحي التي كان يراها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً، وبخاصة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فمن المسشترقين من يرجع ذلك إلى "صرع"كان ينتاب النبي صلى الله عليه وسلم حيناً بعد حين، ومنهم من يرجعه إلى تخيلات كانت تملأ ذهن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يفسرها بمرض نفسي، وهكذا، كأن الله لم يرسل نبياً قبله حتى يصعب عليهم تفسير ظاهرة الوحي، ولما كانوا كلهم ما بين يهود ومسيحيين يعترفون بأنبياء التوراة، وهم كانوا أقل شأناً من محمد صلى الله عليه وسلم في التاريخ والتأثير والمبادئ التي نادى بها، كان إنكارهم لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم تعنتاً مبعثه التعصب الديني الذي يملأ نفوس أكثرهم كرهبان وقسس ومبشرين. ويتبع ذلك إنكارهم أن يكون القرآن كتاباً منزلاً عليه من عند الله عز وجل، وحين يفحمهم ما ورد فيه من حقائق تاريخية عن الأمم الماضية مما يستحيل صدوره عن أمي مثل محمد صلى الله عليه وسلم، يزعمون ما زعمه المشركون الجاهليون في عهد الرسول من أنه استمد هذه المعلومات من أناس كانوا يخبرونه بها، ويتخبطون في ذلك تخبطاً عجيباً، وحين يفحمهم ما جاء في القرآن من حقائق علمية لم تعرف وتكتشف إلا في هذا العصر، يرجعون ذلك إلى ذكاء النبي صلى الله عليه وسلم، فيقعون في تخبط أشد غرابة من سابقه.
2- ويتبع إنكارهم لنبوة الرسول وسماوية القرآن، إنكارهم أن يكون الإسلام ديناً من عند الله وإنما هو ملفق –عندهم –من الديانتين اليهودية والمسيحية، وليس لهم في ذلك مستند يؤيده البحث العلمي، وإنما هي ادعاءات تستند على بعض نقاط الإلتقاء بين الإسلام والدينين السابقين. ويلاحظ أن المستشرقين اليهود –أمثال جولد تسيهر وشاخت –هم أشد حرصاً على ادعاء استمداد الإسلام من اليهودية وتأثيرها فيه، أما المستشرقون المسيحيون فيجرون وراءهم في هذه الدعوى، إذ ليس في المسيحية تشريع يستطيعون أن يزعموا تأثر الإسلام به وأخذه منه، وإنما فيه مبادئ أخلاقية زعموا أنها أثرت في الإسلام، ودخلت عليه منها، كأن المفروض في الديانات الإلهية أن تتعارض مبادؤها الأخلاقية، وكأن الذي أوحى بدين هو غير الذي أوحى بدين آخر، فتعالى الله عما يقولون علوّاً كبيراً.
3- التشكيك في صحة الحديث النبوي الذي اعتمده علماؤنا المحققون، ويتذرع هؤلاء المستشرقون بما دخل على الحديث النبوي من وضع ودس، متجاهلين تلك الجهود التي بذلها علماؤنا لتنقية الحديث الصحيح من غيره، مستندين إلى قواعد بالغة الدقة في التثبت والتحري، مما لم يعهد عندهم في ديانتهم عشر معشاره في التأكد من صحة الكتب المقدسة عندهم، وقد ناقشتهم في ذلك نقاشاً علميّاً في كتابي: "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي"الذي صدر حديثاً. والذي حملهم على ركوب متن الشطط في دعواهم هذه، ما رأوه في الحديث النبوي الذي اعتمده علماؤنا من ثروة فكرية وتشريعية مدهشة، وهم لا يعتقدون بنبوة الرسول، فادعوا أن هذا لا يعقل أن يصدر كله عن محمد الأمي بل عو عمل المسلمين خلال القرون الثلاثة الأولى، فالعقدة النفسية عندهم هي عدم تصديقهم بنبوة الرسول، ومنها ينبعث كل تخبطاتهم وأوهامهم.
4- التشكيك بقيمة الفقه الإسلامي الذاتية، ذلك التشريع الهائل الذي لم يجتمع مثله لجميع الأمم في جميع العصور، لقد سقط في أيديهم حين إطلاعهم على عظمته وهم لا يؤمنون بنبوة الرسول، فلم يجدوا بدّاً من الزعم بأن هذا الفقه العظيم مستمد من الفقه الروماني، أي أنه مستمد منهم –الغربيين –وقد بيّن علماؤنا الباحثون تهافت هذه الدعوى، وفيما قرره مؤتمر القانون المقارن المنعقد بلاهاي من أن الفقه الإسلامي فقه مستقل بذاته وليس مستمدّاً من أي فقه آخر، ما يفحم المتعنتين منهم، ويقنع المنصفين الذين لا يبغون غير الحق سبيلاً.
5- التشكيك في قدرة اللغة العربية على مسايرة التطور العلمي، لتظل عالة على مصطلحاتهم، التي تشعرنا بفضلهم وسلطانهم الأدبي علينا، وتشكيكهم في غنى الأدب العربي، وإظهاره مجدياً فقيراً لنتّجه إلى آدابهم، وذلك هو الاستعمار الأدبي الذي يبغونه مع الاستعمار العسكري الذي يرتكبونه...
تلك هي الأهداف العلمية التي يعمل لها أكثرهم أو جمهرتهم الساحقة.
ب- الأهداف الدينية والسياسية:
وتتلخص فيما يلي:
1- تشكيك المسلمين ينبيّهم وقرآنهم وشريعتهم وفقههم، ففي ذلك هدفان: ديني واستعماري.
2- تشكيك المسلمين بقيمة تراثهم الحضاري، يدّعون أن الحضارة الإسلامية منقولة عن حضارة الرومان، ولم يكن العرب والمسلمون إلا نقلة لفلسفة تلك الحضارة وآثارها، لم يكن لهم إبداع فكري ولا ابتكار حضاري، وكان في حضارتهم كل النقائص، وإذا تحدثوا بشيء عن حسناتها –وقليلاً ما يفعلون –يذكرونها على مضض مع انتقاص كبير.
3- إضعاف ثقة المسلمين بتراثهم، وبث روح الشك في كل ما بين أيديهم من قيم وعقيدة ومثل عليا، ليسهل على الاستعمار تشديد وطأته عليهم، ونشر ثقافته الحضارية فيما بينهم. فيكونوا عبيداً لها، يجرهم حبها إلى حبهم أو إضعاف روح المقاومة في نفوسهم.
4- إضعاف روح الإخاء الإسلامي بين المسلمين في مختلف أقطارهم عن طريق إحياء القوميات التي كانت لهم قبل الإسلام، وإثارة الخلافات والنعرات بين شعوبهم، وكذلك يفعلون في البلاد العربية، يجهدون لمنع اجتماع شملها ووحدة كلمتها بكل ما في أذهانهم من قدرة على تحريف الحقائق، وتصيُّد الحوادث الفردية في التاريخ ليصنعوا منها تاريخاً جديداً يدعو إلى ما يريدون من منع الوحدة بين البلاد العربية والتفاهم على الحق والخير بين جماهيرها.
ت- أهداف علمية خالصة لا يقصد منها إلا البحث والتمحيص، ودراسة التراث العربي والإسلامي دراسة تجلو لهم بعض الحقائق الخافية عنهم، وهذا الصنف قليل عدده جدّاً، وهم مع إخلاصهم في البحث والدراسة لا يسلمون من الأخطاء والاستنتاجات البعيدة عن الحق، إما لجهلهم بأساليب اللغة العربية، وإما لجهلهم بالأجواء الإسلامية التاريخية على حقيقتها، فيحبون أن يتصوروها كما يتصورون مجتمعاتهم، ناسين الفروق الطبيعية والنفسية والزمنية التي تفرق بين الأجواء التاريخية التي يدرسونها، وبين الأجواء الحاضرة التي يعيشونها.
وهذه الفئة أسلم الفئات الثلاث في أهدافها، وأقلها خطراً، إذ سرعان ما يرجعون إلى الحق حين يتبين لهم، ومنهم من يعيش بقلبه وفكره في جو البيئة التي يدرسها، فيأتي بنتائج تنطبق مع الحق والصدق والواقع، ولكنهم يلقون عنتاً من أصحاب الهدفين السابقين، إذ سرعان ما يتهمونهم بالانحراف عن النهج العلمي، أو الانسياق وراء العاطفة، أو الرغبة في مجاملة المسلمين والتقرب إليهم، كما فعلوا مع "توماس أرنولد"حين أنصف المسلمين في كتابه العظيم "الدعوة إلى الإسلام"فقد برهن على تسامح المسلمين في جميع العصور مع مخالفيهم في الدين، على عكس مخالفيهم معهم، هذا الكتاب الذي يعتبر من أدق وأوثق المراجع في تاريخ التسامح الديني في الإسلام، يطعن فيه المستشرقون المتعصبون وخاصة المبشرين منهم، بأن مؤلفه كان مندفعاً بعاطفة قوية من الحب والعطف على المسلمين، مع أنه لم يذكر فيه حادثة إلا أرجعها إلى مصدرها. ومن هؤلاء من يؤدي بهم البحث الخالص لوجه الحق إلى اعتناق الإسلام والدفاع عنه في أوساط أقوامهم الغربيين، كما فعل المستشرق الفرنسي الفنان "دينيه"الذي عاش في الجزائر، فأعجب بالإسلام وأعلن إسلامه، وتسمى باسم "ناصر الدين دينيه"وألّف مع عالم جزائري كتاباً عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وله كتاب "أشعة خاصة بنور الإسلام"بيّن فيه تحامل قومه على الإسلام ورسوله، وقد توفي هذا المستشرق المسلم في فرنسا، ونقل جثمانه إلى الجزائر ودفن فيها.
وسائل المستشرقين لتحقيق أهدافهم:
ولم يترك المستشرقون وسيلة لنشر أبحاثهم وبث آرائهم إلا سلكوها، ومنها:
1- تأليف الكتب في موضوعات مختلفة عن الإسلام واتجاهاته ورسوله وقرآنه، وفي أكثرها كثير من التحريف المتعمد في نقل النصوص أو ابتارها، وفي فهم الوقائع التاريخية، والاستنتاج منها.
2- إصدار المجلات الخاصة ببحوثهم حول الإسلام وبلاده وشعوبه.
3- إرساليات التبشير إلى العالم الإسلامي لتزاول أعمالاً إنسانية في الظاهر كالمستشفيات والجمعيات والمدارس والملاجئ والمياتم، ودور الضيافة كجمعيات الشبان المسيحية وأشباهها.
4- إلقاء المحاضرات في الجامعات والجمعيات العلمية، ومن المؤسف أن أشدهم خطراً وعداءً للإسلام كانوا يستدعون إلى الجامعات العربية والإسلامية في القاهرة ودمشق وبغداد والرباط وكراتشي ولاهور وعليكرة وغيرها ليتحدثوا عن الإسلام!..
5- مقالات في الصحف المحلية عندهم، وقد استطاعوا شراء عدد من الصحف المحلية في بلادنا، وقد جاء في كتاب "التبشير والاستعمار"للدكتورين عمر فروخ ومصطفى الخالدي وهو من أهم الوثائق التاريخية عن نشاط المستشرقين والمبشرين لخدمة الاستعمار[1] ما يلي:
"يعلن المبشرون أنهم استغلوا الصحافة المصرية على الأخص للتعبير عن الآراء المسيحية أكثر مما استطاعوا في أي بلد إسلامي آخر، لقد ظهرت مقالات كثيرة في عدد من الصحف المصرية، إما مأجورة في أكثر الأحيان، أو بلا أجرة في أحوال نادرة".
6- عقد المؤتمرات لإحكام خططهم في الحقيقة، ولبحوث عامة في الظاهر، وما زالوا يعقدون هذه المؤتمرات منذ عام 1783 حتى الآن.
7- إنشاء الموسوعة "دائرة المعارف الإسلامية"،وقد أصدروها بعدة لغات، وبدأوا بإصدار طبعة جديدة منها، وقد اطلعت على الأجزاء الأولى للطبعة الثانية من سكرتير الموسوعة حين زرت أكسفورد عام 195،وقد بدئ بترجمة الطبعة الأولى إلى اللغة العربية، صدر منها حتى الآن ثلاثة عشر مجلداً. وفي هذه الموسوعة التي حشد لها كبار المستشرقين وأشدهم عداءً للإسلام، قد دس السم في الدسم، وملئت بالأباطيل عن الإسلام وما يتعلق به. ومن المؤسف أنها مرجع لكثير من المثقفين عندنا بحيث يعتبرونها حجة فيما تتكلم به، وهذا من مظاهر الجهل بالثقافة الإسلامية وعقدة النقص عند هؤلاء المثقفين.
هذه كلمة موجزة عن المستشرقين وأصنافهم وأهدافهم ووسائلهم، ونرى من إتمام الفائدة للقراء أن نذيلها بذكر أخطر المستشرقين المعاصرين وأهم كتبهم، وبأهم المجلات التي يصدرها المستشرقون في الدول الاستعمارية الكبرى[2].
أهم المجلات التي يصدرونها:
أ- في عام 1787 أنشأ الفرنسيون جمعية للمستشرقين ألحقوها بأخرى في عام 1820،ثم أصدروا "المجلة الآسوية".
ب- وفي لندن تألفت جمعية لتشجيع الدراسات الشرقية في عام 1823م، وقبل الملك أن يكون ولي أمرها، وأصدرت "مجلة الجمعية الآسيوية الملكية".
ت- وفي عام 1842 أنشأ الأمريكيون جمعية ومجلة باسم "الجمعية الشرقية الأمريكية"وفي العام نفسه أصدر المستشرقون الألمان مجلة خاصة بهم، وكذلك فعل المستشرقون في كل من النمسا وإيطاليا وروسيا.
ث- ومن المجلات التي أصدرها المستشرقون الأمريكيون في هذا القرن "مجلة جمعية الدراسات الشرقية"وكانت تصدر في مدينة جامبير Gambier بولاية Ohio ولها فروع في لندن وباريس وليبزج، وتورونتو في كندا، ولا يعرف إن كانت تصدر الآن، وطابعها العام على كل حال طابع الاستشراق السياسي وإن كانت تعرض من وقت لآخر لبعض المشكلات الدينية، وخاصة في باب الكتب.
ج- ويصدر المستشرقون الأمريكيون في الوقت الحاضر، "مجلة شؤون الشرق الأوسط". وكذلك "مجلة الشرق الأوسط". وطابعها على العموم طابع الاستشراق السياسي كذلك.
ح- وأخطر المجلات التي يصدرها المستشرقون الأمريكيون في الوقت الحاضر هي مجلة "العالم الإسلامي" The Muslim World أنشأها صمويل زويمر Zweimer في سنة 1911م، وتصدر الآن من هارتفورد Hartford بأمريكا ورئيس تحريرها كنيث كراج K. Gragg وطابع هذه المجلة تبشيري سافر.
خ- وللمستشرقين الفرنسيين مجلة شبيهة بمجلة "العالم الإسلامي"في روحها واتجاهها العدائي التبشيري، واسمها أيضاً Le Monde Musulman.
أسماء أخطر المستشرقين المعاصرين وأهمّ كُتبهم:
أ. ج أربري A.J. Arberry إنجليزي معروف بالتعصب ضد الإسلام والمسلمين ومن محرري (دائرة المعارف الإسلامية) والآن أستاذ بجامعة كمبردج. ومن المؤسف أنه أستاذ لكثير من المصريين الذين تخرجوا في الدراسات الإسلامية واللغوية في إنجلترا. ومن كتبه:
1- "الإسلام اليوم"صدر في عام 1943.
2- "مقدمة لتاريخ التصوف"صدر في عام 1947.
3- "التصوف"صدر في عام 1950.
4- "ترجمة القرآن"صدر في عام 1950.
ألفرد جيوم: A. Geom إنجليزي معاصر، اشتهر بالتعصب ضد الإسلام، حاضر في جامعات إنجلترا وأمريكا. وتغلب على كتابته وآرائه الروح التبشيرية. ومن كتبه "الإسلام"ومن المؤسف أنه تخرج عليه كثير ممن أرسلتهم الحكومة المصرية في بعثات رسمية للخارج لدراسة اللغات الشرقية.
بارون كارا دي فو: Baron Garra de Vaux فرنسي متعصب جداً ضد الإسلام والمسلمين. ساهم بنصيب بارز في تحرير "دائرة المعارف الإسلامية".
هـ. أ. ر. جب"": H. A. R. Gibb أكبر مستشرقي إنجلترا المعاصرين. كان عضواً بالمجمع اللغوي في مصر والآن أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة هارفرد الأمريكية. من كبار محرري وناشري "دائرة المعارف الإسلامية". له كتابات كثيرة فيها عمق وخطورة وهذا هو سر خطورته. ومن كتبه:
1- "طريق الإسلام"ألّفه بالاشتراك مع آخرين وترجم من الإنجليزية إلى العربية تحت العنوان المذكور.
2- "الاتجاهات الحديثة في الإسلام". صدر في عام 1947 وأعيد طبعه وترجم إلى العربية تحت العنوان المذكور.
3- "المذهب المحمدي"صدر في عام 1947 وأعيد طبعه.
4- "الإسلام والمجتمع الغربي"يصدر في أجزاء، وقد اشترك معه آخرون في التأليف. وله مقالات أخرى متفرقة.
جولد تسهير: Gold Ziher مَجَري، عرف بعدائه للإسلام وبخطورة كتاباته عنه، ومن محرري "دائرة المعارف الإسلامية"كتب عن القرآن والحديث، ومن كتبه "تاريخ مذاهب التفسير الإسلامي"المترجم إلى العربية تحت العنوان السابق.
جون ماينارد: Maynard أمريكي متعصب، كان يساهم في تحرير "مجلة جمعية الدراسات الشرقية"الأمريكية، وخاصة باب الكتب الجديدة التي لها صلة بالإسلام وبالشرق على العموم. (انظر –مثلاً ص22 وما بعدها من العدد 2،من المجلد 8،إبريل سنة 1924 من المجلة المذكورة).
س. م. زويمر: S. M. Zweimer مستشرق مبشر، اشتهر بعدائه الشديد للإسلام، مؤسس مجلة "العالم الإسلامي"الأمريكية التبشيرية. مؤلف كتاب "الإسلام تحد لعقيدة"صدر في سنة 1908،وناشر كتاب "الإسلام"وهو مجموعة مقالات قدمت للمؤتمر التبشيري الثاني في سنة 1911 بلكنهو في الهند. وتقديراً لجهوده التبشيرية أنشأ الأمريكيون وقفاً باسمه على دراسة اللاهوت وإعداد المبشرين.
عزيز عطية سوريال: مصري مسيحي، كان أستاذاً بجامعة الإسكندرية والآن يدرس بإحدى جامعات أمريكا، شديد الحقد على الإسلام والمسلمين وكثير التحريف للتعاليم الإسلامية. يستعين على الحقد والتحريف بكونه بعيداً عن مصر والمسلمين، له بعض الكتب عن الحروب الصليبية.
غ. فون جروتباوم: G. Von Grunbaum من أصل ألماني يهودي مستورد إلى أمريكا للتدريس بجامعاتها وكان أستاذاً بجامعة شيكاغو، من ألد أعداء الإسلام. في جميع كتاباته تخبط واعتداء على القيم الإسلامية والمسلمين، كثير الكتابة وله معجبون من المستشرقين. ومن كتبه:
1- "إسلام العصور الوسطى"صدر في عام 1946.
2- "الأعياد المحمدية"صدر في عام 1951.
3- "محاولات في شرح الإسلام المعاصر"صدر في عام 1947.
4- "دراسات في تاريخ الثقافة الإسلامية"صدر في عام 1954.
5- "الإسلام"مجموعة من المقالات المتفرقة، صدر في عام 1957.
6- "الوحدة والتنوع في الحضارة الإسلامية"صدر في عام 1955.
فيليب حِتي: Ph. Hith لبناني مسيحي تأمرك، كان أستاذاً بقسم الدراسات الشرقية بجامعة برنستون بأمريكا ثم رئيساً لهذا القسم، وهو الآن بالمعاش. من ألد أعداء الإسلام، ويتظاهر بالدفاع عن القضايا العربية في أمريكا، وهو مسشار غير رسمي لوزارة الخارجية الأمريكية في شئون الشرق الأوسط، يحاول دائماً أن ينتقص دور الإسلام في بناء الثقافة الإنسانية ويكره أن يسنب للمسلمين أي فضل، فقد كتب –على سبيل المثال –في "دائرة المعارف الأمريكية"طبع سنة 1948 تحت عنوان "الأدب العربي"ص 129 يقول: "ولم تبدأ أمارات الحياة الأدبية الجديدة بالظهور إلا في القسم الأخير من القرن التاسع عشر، وكان الكثرة من قادة هذه الحركة الجديدة نصارى من لبنان تعلموا واستوحوا من جهود المبشرين الأمريكيين". ومحاولات "حتي"انتقاص فضل الإسلام والمسلمين ليست فقط قاصرة على العصر الحديث، ولكنها تنطبق على جميع مراحل التاريخ الإسلامي كما هو موضح في كتبه التي نذكر منها:
1- "تاريخ العرب"ظهر بالإنجليزية، وأعيد طبعه عدة مرات، وهو مليء بالطعن في الإسلام والسخرية من نبيه، وكله حقد وسم وكراهية، انظر مثلاً مجلة "الإسلام"الإنجليزية Al-Islam التي تصدر في كراتشي –باكستان ص 138 من عدد أبريل سنة 1958،ص 146 من عدد أول مايو سنة 1958.
2- "تاريخ سوريا".
3- "أصل الدروز وديانتهم"صدر في سنة 1928.
أ. ج فينسينك A. J. Wensink: عدو لدود للإسلام ونبيه، كان عضواً بالمجمع اللغوي المصري ثم أخرج منه على أثر أزمة أثارها الدكتور الطبيب حسين الهواري مؤلف كتاب "المستشرقون والإسلام"صدر في سنة 1936،وحدث ذلك بعد أن نشر فينسينك رأيه في القرآن والرسول مدّعياً أن الرسول ألف القرآن من خلاصة الكتب الدينية والفلسفية التي سبقته، انظر "المستشرقون والإسلام"ص 71 وما بعدها. هذا والمعروف لفينسينك كتاب تحت عنوان "عقيدة الإسلام"صدر في سنة 1932.
كينيت كراج: K. Gragg أمريكي شديد التعصب ضد الإسلام. قام بالتدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة لفترة من الوقت والآن رئيس تحرير مجلة "العالم الإسلامي"الأمريكية التبشيرية ورئيس قسم اللاهوت المسيحي في هارتفورد ومتعهد مبشرين. ومن كتبه "دعوة المئذنة"صدر في عام 1956.
لوي ماسينيون: L. Massignon أكبر مستشرقي فرنسا المعاصرين، ومستشار وزارة المتسعمرات الفرنسية في شئون شمال أفريقيا، والراعي الروحي للجمعيات التبشيرية الفرنسية في مصر. زار العالم الإسلامي أكثر من مرة وخدم بالجيش الفرنسي خمس سنوات في الحرب العالمية الأولى، كان عضواً بالمجمع اللغوي المصري والمجمع العلمي العربي في دمشق، متخصص في الفلسفة والتصوف الإسلامي، ومن كتبه:
"الحلاج الصوفي الشهيد في الإسلام"صدر في سنة 1922 وله كتب وأبحاث أخرى عن الفلسفة والتصوف، وهو من كبار محرري "دائرة المعارف الإسلامية".
د. ب. ماكدونالد: D. B. Macdonald أمريكي من أشد المتعصبين ضد الإسلام والمسلمين، يصدر في كتاباته عن روح تبشيرية متأصلة. من كبار محرري دائرة المعارف الإسلامية ومن كتبه:
1- "تطور علم الكلام والفقه والنظرية الدستورية في الإسلام"صدر في سنة 1903.
2- "الموقف الديني والحياة في الإسلام"صدر في سنة 1908.
مايلز جرين: M. Green سكرتير تحرير مجلة "الشرق الأوسط".
مجيد قدوري: مسيحي عراقي، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة جون هويكنز في واشنطن، ومدير معهد الشرق الأوسط للأبحاث والتربية بواشنطن، متعصب حقود على الإسلام وأبنائه. ومن كتبه المشحونة بالطعون والأخطاء "الحرب والسلام في الإسلام"صدر في سنة 1955،وله مقالات أخرى.
د. س. مرجوليوث: D. S. Margoliouth إنجليزي متعصب ضد الإسلام ومن محرري "دائرة المعارف الإسلامية"كان عضواً بالمجمع اللغوي المصري والمجمع العلمي في دمشق. ومن كتبه:
1- "التطورات المبكرة في الإسلام"صدر في سنة 1913.
2- "محمد ومطلع الإسلام"صدر في سنة 1905.
3- "الجامعة الإسلامية"،صدر في سنة 1912.
ر. أ. نيكولسون: R. A. Nicklson كان من أكبر مستشرقي إنلجترا المعاصرين ومن محرري "دائرة المعارف". تخصص في التصوف الإسلامي والفلسفة وكان عضواً بالمجمع اللغوي المصري. وهو من المنكرين على الإسلام أنه دين روحي ويصفه بالمادية وعدم السمو الإنساني. ومن كتبه:
1- "متصوفو الإسلام"صدر في سنة 1910.
2- "التاريخ الأدبي للعرب"،صدر في سنة 1930.
هارفلي هول: رئيس تحرير مجلة الشرق الأوسط الأمريكية. وخطورته أنه يوجه سياسة مجلة من أهم المجلات المعنية بشؤون الشرق الأوسط السياسية والثقافية في العصر الحديث.
هنري لامنس اليسوعي: H. Lammens فرنسي 1872 – 1937 من محرري دائرة المعارف الإسلامية، شديد التعصب ضد الإسلام والحقد عليه، مفرط في عدائه وافتراءاته لدرجة أقلقت بعض المستشرقين أنفسهم (انظر ص 15 – 16 من 1،من المجلد 9 يناير سنة 1925 من "مجلة جمعية الدراسات الشرقية"الأمريكية). ومن كتبه بالفرنسية:
1- "الإسلام".
2- "الطائف".
يوسف شاخت: J. Schacht ألماني متعصب ضد الإسلام والمسلمين، له كتب كثيرة عن الفقه الإسلامي وأصوله. من محرري "دائرة المعارف الإسلامية"ودائرة معارف العلوم الاجتماعية. وأشهر كتبه: "أصول الفقه الإسلامي".
بعض الكتب الخطيرة التي لها
مكانة علمية عند بعض الناس:
موضوعات:
1- دائرة المعارف الإسلامية:
The Encyclopedia of Islam صدر بعدة لغات حية يعاد طبعها في الوقت الحاضر، وقد ظهر بعض أجزاء الطبعة الجديدة.
2- "موجز دائرة المعارف الإسلامية":
Shorter Encyclopedia of Islam
3- "دائرة معارف الدين والأخلاق":
Encyclopedia of Religion and Ethics.
(المقالات المتعلقة بموضوعات إسلامية):
4- "دائرة معارف العلوم الاجتماعية":
Encyclopedia of Social Sciences.
(الموضوعات المتصلة بالإسلام والعرب):
5- "دراسة في التاريخ".
(القسم المتصل بالإسلام ورسوله) من تأليف أرنولد توينبي: A. Toynbee
الكتب:
1- "حياة محمد": من تأليف وليام موير: W. Muir.
2- "الإسلام": من تأليف ألفرد جيوم: A. Geom.
3- "دين الشيعة": من تأليف د. م دونالدسون D. M. Donaldson.
4- "تاريخ شارل الكبير": من تأليف القس تيربن Bishop Tarpin.
5- "الإسلام": ظهر بالفرنسية من تأليف هنري لامنس: H. Lammens.
6- "الإسلام" (تحد لعقيدة): ظهر بالإنجليزية من تأليف المبشر زويمر S. m. Zweimer.
7- "دعوة المئذنة": ظهر بالإنجليزية من تأليف كينيت كراج: K. Gragg.
8- "الإسلام اليوم": بالإنجليزية من تأليف أ. ج. آربري: A. J. Arberry.
9- "ترجمة القرآن": الترجمة الإنجليزية من وضع أ. ج. آربري.
10- "تاريخ مذاهب التفسير الإسلامي": ظهر بالألمانية وترجم إلى العربية، من تأليف جولد تسيهر: Gold Ziher.
11- "تاريخ العرب": ظهر بالإنجليزية والعربية وطبع عدة طبعات، من تأليف فيليب حتي.
12- "اليهودية في الإسلام": ظهر بالإنجليزية من تأليف إبراهام كاش.
13- "عقيدة الإسلام": ظهر بالإنجليزية من تأليف أ. ج. فينسينك: Wensink.
14- "الحلاج الصوفي الشهيد في الإسلام": ظهر بالفرنسية من تأليف لوي ماسينيون: L. Massignon.
15- "الحرب والسلام في الإسلام": ظهر بالإنجليزية من تأليف مجيد قدوري.
16- "تطور علم الكلام والفقه والنظرية الدستورية في الإسلام": ظهر بالإنجليزية من تأليف د. ب. ماكدونالد: D. B. Macdonald.
17- "الاتجاهات الحديثة في الإسلام": ظهر بالإنجليزية وترجم إلى العربية، من تأليف هـ. أ. ر. جب Gibb.
18- "طريق الإسلام": ظهر بالإنجليزية وترجم إلى العربية من تأليف جماعة من المستشرقين. اشترك في تأليفه ونشره هـ. أ. ر. جب Gibb.
19- "التصوف في الإسلام": ظهر بالإنجليزية وترجم إلى العربية من تأليف ر. أ. نيكلسون Nicholson.
20- "مصادر تاريخ القرآن": بالإنجليزية من تأليف آرثر جيفري: Arthur Jeffry.
21- "أصول الإسلام في بيئته المسيحية": بالإنجليزية من تأليف ر. بل: R. Bell.
22- "مقدمة القرآن": بالإنجليزية من تأليف ر. بل.
23- "التطورات المبكرة في الإسلام": بالإنجليزية من تأليف د. س. مرحوليوث: D. S. Margoliouth.
24- "محمد ومطلع الإسلام": بالإنجليزية ولنفس المؤلف.
25- "الإسلام": بالإنجليزية ولنفس المؤلف.
26- "الجامعة الإسلامية": بالإنجليزية ولنفس المؤلف.
27- "قنطرة إلى الإسلام": ظهر بالإنجليزية من تأليف أريك بيتمان.
28- "إسلام العصور الوسطى": ظهر بالإنجليزية من تأليف ج. فون جرونباوم: G. Von Grunebaum.
29- "الإسلام": مجموعة مقالات متفرقة ظهرت بالإنجليزية للمؤلف السابق.
30- "الأعياد المحمدية": بالإنجليزية ولنفس المؤلف.
31- "الوحدة والتنوع في الحضارة الإسلامية": بالإنجليزية ولنفس المؤلف.
32- "دراسات في تاريخ الثقافة الإسلامية": بالإنجليزية ولنفس المؤلف.
33- "محاولات.. في شرح الإسلام المعاصر": مجموعة مقالات ظهرت بالإنجليزية لنفس المؤلف.
[1]هذا الكتاب يجب على كل مثقف مسلم قراءته، وقد طبع مرتين في بيروت وحاول بعض أذناب الاستعمار في العهد الماضي منع تداوله في سورية العربية المسلمة.
[2]هذا التثبت بأسماء مجلات المستشرقين وأسماء مشاهيرهم وكتبهم مأخوذة من محاضر للدكتور محمد البهي بعنوان: المبشرون والمستشرقون وموقفهم من الإسلام.