كنت قد كتبت لكم منذ عدة سنوات أن المرشدين الملاحيين ليسوا خاضعين لقواعد المسئولية أثناء تأدية عملهم فى قيادة السفن داخل المجري الملاحي وأنهم فى هذه الحالة يعتبرون مفوضين من قبل مالك السفينة حتي تضاف إليه تبعات أخطائهم، وهي النظرية التي تبناها الفقه لكي يخرجهم من مسئولية الأخطاء التي تحدث أثناء الملاحة حيث أن الدول صاحبة الحق فى إستغلال الممرات الملاحية تريد تنمية مواردها عن طريق الرسوم ولكن بدون التعرض للمسئوليات الناجمة عن عمل موظفيها أو من تستخدمهم فى قضاء مسئولياتها.
وهذه القاعدة تطبق فى حالات الخطأ الذي يفترض الفقهاء أنه لا يقع إلا عن طريق عدم التحوط العادي وعدم بذل القدر الكافي من العناية..
أما حالة الإهمال الجسيم الناتج عن رعونة أحد المرشدين ورغبته فى التسابق مع مرشد آخر علي حساب مال الغير فهو ما لم يفكر فيه الفقهاء من قبل ولا عملوا له حسابا لكونهم قد إفترضوا البلوغ والرجولة فى من يقوم بهذا العمل ويمسك بيده مسئولية تقدر بعشرات الملايين.
وقعت أمس حادثة تصادم فى مدخل قناة السويس بين سفينتين يقودهما مرشدان مصريان وقد صورت على اليوتيوب وتظهر واحدة منهما تسبق الأخري وكأننا بشأن زوج من المكوجية يركبان العجلة فى شارع شبرا..
هذا علي الأقل ما ظهر فى شريط اليوتيوب..