Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

أطلس العمارة الإسلامية والقبطية

$
0
0

رحم الله الحاج محمد مدبولي، الناشر، الموزع، خادم الثقافة بحق، تذكرته وأنا أقلب بعض المراجع عن الآثار الإسلامية والقبطية في مصر. توقفت أمام موسوعة ضخمة أصدرها منذ عدة سنوات للدكتور عاصم محمد رزق، تقع في حوالي أربعة آلاف صفحة من القطع الكبير. تضمها سبعة مجلدات. ورغم صدورها منذ سنوات عديدة إلا أنني لم أقرأ عنها ولو سطورا تخبر بظهورها.

الآثار الإسلامية، خاصة في العمارة موضوع لعديد من المؤلفات الأجنبية والمصرية. أذكر منها موسوعة كريزويل عن مساجد مصر والتي ترجم الجزء الأول منها وصدر عن دار زهراء المشرق وقد عرضت لها عند صدورها. وكتاب »مساجد مصر« للدكتور حسن عبدالوهاب الذي أعادت اصداره الدار العربية للنشر، و»مساجد مصر« للدكتور أحمد فكري عن دار المعارف في جزءين. وموسوعة الدكتورة سعاد ماهر عن مساجد مصر والتي تقترب من شمولية الرؤية التي تتميز بها موسوعة الدكتور عاصم محمد رزق، كثيرة المؤلفات التي صدرت غير أنها تقتصر علي المساجد، أو أثر واحد، أو منشئ واحد لعمارة معينة، جاء هذا العمل ليسد الفراغ، إذ إنه يتناول بالشرح والوصف والتحليل والصور كافة ما وصل إلينا من آثار إسلامية مساجد، مدارس، خوانق، وكالات، اسبلة، تكايا، أربطة، ترب، كهوف، مآذن متبقية، قصور، سرايات، منازل، رباع، حصون، إيوانات، حمامات وسقائف وبيمارستانات وقناطر مياه، وبوابات، إلي جانب الكنائس القبطية والعمارة القبطية، من هنا يعتبر هذا الأطلس الفريد عملا جديدا شاملا في المكتبة العربية (عنوان الموسوعة: أطلس العمارة الإسلامية والقبطية في القاهرة) ويقع في خمسة أجزاء، يختص أولها بالآثار التي وصلت إلينا من الفتح العربي ونهاية عصر الدولة الأيوبية من سنة 21هـ 641م إلي سنة 648هـ - 1382م. ويختص ثانيها بآثار دولة المماليك البحرية من سنة 648هـ - 1250م. إلي سنة 784هـ - 1382م، ويختص ثالثها بآثار عصر دولة المماليك البرجية من سنة 784هـ - 1382م، إلي سنة 923هـ - 1517م، ويختص رابعها بآثار العصر العثماني من 923هـ - 1517م، إلي سنة 1220هـ - 1805م، أما الخامس والأخير فيضم آثار عصر محمد علي من سنة 1220هـ - 1805م حتي سنة 1372هـ - 1952م وقد راعي المؤلف التتابع الزمني الدقيق للآثار المسجلة وعددها أكثر من ستمائة، وقد أورد الأسماء الدقيقة لكل منها ممثلة في اسمه وموقعه وتاريخه ورقم تسجيله، ثم ترجمة وافية عن منشئه سلطانا أو أميرا أو قاضيا أو تاجرا. ووصفا أثريا شاملا يوضح مكوناته المعمارية وخصائصها الفنية، ورقم الحجة الخاصة به ومكان حفظها واسم واقفها (صاحب الوقف) إضافة إلي صور فوتوغرافية دقيقة تكمن أهميتها في توثيقها للآثار الإسلامية التي تتعرض لأخطر ظروف مرت بها منذ دخول العرب إلي مصر في القرن الأول الهجري، في ظل خطة ممنهجة لسرقتها وغياب أي جهد حقيقي لحمايتها وإنني لأتوقع يوما يأتي فلن نتعرف علي هذه الآثار إلا من الصور واللوحات، يبقي الشكر والاحترام للمؤلف والناشر الذي قام بما لم تقدم عليه الدولة.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles