حد يبلغ السيسي، عندي فكرة موفرة أجدع من المصابيح: اقفل وزارة الخارجية (2 مليار جنيه/السنة) أو 90% منها. لن يلاحظ أحد، في الخارج أو الداخل. لا أمزح.
استخدم شباب البلد في إنشاء موقع إلكتروني لكل الاستمارات القنصلية. وكل المراسلات الدبلوماسية تتم بالإيميل بالفعل. إيجار المقار الدبلوماسية كفيل بالانفاق على وزارة الصحة.
فكرة السفارة الدائمة تعود للقرن الثامن عشر. وقد جعلتها وسائل الاتصالات الحديثة من التراث. فمعظم الاتصالات الهامة بين دولتين أصبحت، مع اختراع الاتصالات الدولية للهاتف في الستينات، تجري مباشرة بين العاصمتين. وبالنسبة للمهام القنصلية، فقد حلت تطبيقات الحكومة الإلكترونية محل كل مهام القنصلية، من طلب وتقديم استمارات.
أما بالنسبة للاستثمار الباهظ، ألا وهو العقار الذي يأوي البعثة الدبلوماسية أو القنصلية، فقد قررت المملكة المتحدة (بريطانيا) وكندا في 2012، تقاسم مباني البعثات الدبلوماسية خفضاً للتكاليف.
في نيويورك وواشنطن فقط وزارة الخارجية المصرية لديها أكثر من 20 سائق مصري عشان مدام فتحي سرور لما تيجي تعمل شوبنج.
أهم معيار لكفاءة الدبلوماسي المصري هو إلمامه بكافة أنواع الشوبنج، وسهره على طلبات المسؤولين الزائرين. ولذا تقاس أهمية الدبلوماسي بعدد السائقين تحته، فيقول الدبلوماسيون لبعضهم "فلان ذهب إلى بعثة بخمس سائقين".
أعرف دبلوماسيين شغلوا مناصب في دول هامة لسنوات طويلة، ولا يقدرون حتى الآن على تسمية أهم خمس مناصب بتلك الدولة ولا ذِكر أو نطق أسماء شاغلي تلك المناصب أثناء خدمتهم أو قبلها أو بعدها.
وعن احتياج المسؤولين وزوجاتهم لسائقين حين يزورون مختلف البلدان، فأعتقد أن اتفاقية مع شركة تأجير سيارات مثل "أفيس"كفيلة بتلبية طلبات الزوار. وبدلاً من أفيس، يمكن تشجيع بزنس المصريين في المهجر التعاقد مع شركات سيارات ليموزين يملكها مصريين في كافة أصقاع الكوكب، فهذه المهنة هي أحد أكثر المهن التي برع فيها المصريون المغتربون.
يبقى التحدي الكبير: لو أغلقنا البعثات الدبلوماسية والقنصلية، أين سيجلس المخبرين؟ وكيف يجمعوا تقاريرهم؟
ولو سأل شخص في دولة أجنبية عن غياب بعثة دبلوماسية لمصر، يبقى فيه الخير، وعلينا تعيينه فوراً قنصلاً فخرياً، ونرسل له كرتونة عصير مانجو كل شهرين.