Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

يهود وكاثوليك (5)

$
0
0

كانت الأرض تزلزل تحت أقدام الكنيسة حيث أن صدي تلك الدعوة الإصلاحية التحديثية التي أطلقها مارتن لوثر إجتذبت كثيرا جدا من المواطنين بحيث أن وضع الكنيسة قد أصبح حرجا ويلزم لها الدفاع عن بقائها. والبابا الذى كان موجودا وقتها هو البابا ليو العاشر وهو لم يكن من البابوات الأقوياء بل ظل نهج الكنيسة منذ بدأت الدعوة إلى هذه الإصلاحات وحتي مجىء البابا بولس الرابع، بعد عدة رؤساء للكنيسة كانوا جميعا حيارى فيما يفعلوه، ظل فى حالة حيرة وعدم قدرة على إبداء أى رد فعل حاسم.

والبابا بولس الرابع كان رجلا إيطاليا يرى أن البابا الإسباني ألكساندر قد تجاوز الحدود وخلط الديني بالدنيوي وكانت له عشيقات وأسرة وأولاد وهو بذلك قد تعدي الحدود وعليه هو إذن أن يوسد الأمر إلى أهله فأعاد التوكيد على عزوبية البابا وأراد العودة بالعقيدة المسيحية إلى أصولها فأصدر بيانا أو نشرة بابوية فى هذا الشأن.. وكما هو الحال مع معظم هذه النشرات فهي تسمي بعبارة هى نفسها العبارة الأولي التى يحويها نص النشرة. وصدرت بذلك تلك النشرة عام 1555 أى بعد أكثر من 35 عاما من بدء الحركة الإصلاحية على يد مارتن لوثر.

وسميت هذه النشرة البابوية Cum nimis absurdumوهي عبارة لاتينية معناها أنه أيضا من شديد السخف .... والمقصود من نص هذه النشرة أنه من السخف أن اليهود الذين جلبوا على أنفسهم بفعلهم إثم العبودية الأبدية جزاءا نكالا لما إقترفوه فى حق المسيح،  من السخف أن يجاوروا اليوم المسيحيين ويشاركونهم حياتهم....إلخ...

وهكذا أسست هذه النشرة البابوية لإنشاء ما أطلق عليه فيما بعد الجيتو فى روما (وقد أعقبه جيتو فى كل مدينة أوروبية بل وفى كل مدينة من مدن العالم القديم (حارة اليهود)..

وفرض هذا المنشور البابوي على اليهود ذكورا وإناث أن يظهروا يهوديتهم عن طريق إرتداء علامات معينة وشارات لا تخطئها العين (تكرر ذلك فيما بعد فى عهد هتلر فى ألمانيا)..


Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles