فى عام 1907 تم توقيع إتفاق لاهاى بشأن حماية السفن الطبية (المستشفيات العائمة) فى زمن الحرب.. وفى بداية الحرب العالمية الأولى قام المتحاربون باحترام أحكام هذه الإتفاقية التى كانت تسبغ الحماية على السفن التى تحمل إشارات واضحة بأنها سفن طبية وتسير مضيئة ليلا بطريقة تجعلها مرئية تماما ومن حق الطرف المعادى أن يصعد إليها ويفتشها لضمان خلوها من الجنود والعتادبل ونصت الإتفاقية على أنه من حق الأطقم الطبية على هذه السفن أن تعالج الجرحى من الطرفين !!! وقد إندهشت عندما قرأت هذا النص فى الإتفاقية !! المهم أن طلقات المدافع الفارغة المصنوعة من النحاس تكدست على أرض المعركة فى نفس الوقت الذى عز فيه النحاس فى إنجلترا جدا مما حدا ببعض الجنرالات إلى أن يخططوا لنقل الطلقات الفارغة من فرنسا إلى إنجلترا فى هذه السفن الطبية حيث أنها ليست عتادا ولا جنودا وذلك لإعادة إستخدامها فى صناعة مقذوفات جديدة..(وصل عدد المقذوفات المستخدمة على الجبهة الفرنسية 900 مليون مقذوف خلال الحرب كلها).. ولما وصلت هذه المعلومة للألمان أغرقوا عددا من السفن الطبية باعتبارها تستخدم فى غير الغرض الذى فرضت من أجله الحماية.. وبالطبع هاجت قيامة الإنجليز وقاموا بحملة تصف الألمان بالجزارين والقتلة وسفاحى الممرضات البريئات إلخ.. لأن ضرب هذه السفن كان يشكل جريمة حرب ..لكن أعمال البحث فى الحطام أثبتت وجود طلقة مدفع واحدة على متنن السفينة الغارقة ولم يستطع الباحثون العثور على غيرها لأنه من الطبيعى أن الطلقات مخبأة فى مكان ما داخل السفينة توقيا لخطر التفتيش من قبل الألمان.
المفاجأة هى أن دفتر يوميات أحد الجنود الإنجليز - وجد محفوظا فى متحف حربى فى إنجلترا نفسها - فضح الممارسة البريطانية حيث كتب أنه فى الرحلة من إنجلترا إلى اليونان ومصر عام 1915 حملت السفينة الطبية سيارة حربية وعتاد لتعزيز القوات البريطانية فى مصر ثم أردف هذا الجندى وهذا يشكل خرقا لاتفاقية لاهاى.
ولكن يبقى الخطأ الألمانى ممثلا فى حقيقة أنهم كان لهم أن يتأكدوا من وجود عتاد حربى على ظهر السفن قبل البدء فى إغراقها بالطوريبيد لأن ذلك كما أسلفت من حقهم، لكنهم لم يفعلوا.
ولكن يبقى الخطأ الألمانى ممثلا فى حقيقة أنهم كان لهم أن يتأكدوا من وجود عتاد حربى على ظهر السفن قبل البدء فى إغراقها بالطوريبيد لأن ذلك كما أسلفت من حقهم، لكنهم لم يفعلوا.
المهم أن قادة الغواصات الألمانية الذين أعطوا أوامر الضرب لم يقدموا لأى محاكمة ويبدو أن بريطانيا المنتصرة كانت تعلم أن ماضيها فى ذلك الشأن ملوث ومن السهل إثبات تحايلها فلم تصر على مطالبتها الأولية.