Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

شهب لا تـُرد وصواعق لا تـُصد

$
0
0

 
السعودية (ومثلها كل الدول العربية) تلعب دور محوري في نزع السلاح القديم من العالم - أي لم خردة سلاح العالم. فتشتري صفقة صواريخ صينية DF-21 موديل 1991.

متى سيفهم العرب (بما فيهم مصر) أن دخول الإلكترونيات والاتصالات في القطع الحربية الكبيرة جعل من المحال استخدام أي طرف لأي سلاح كبير ضد رغبة صانعه. وبالتالي فاللهاث وراء جمع الأسلحة الكبيرة لا يفيد في شيء إلا بهجة الجموع غير المتعلمة. ولعل الأزمة البسيطة في العلاقات المصرية الأمريكية أوضحت كيف أن كل الأسلحة الكبيرة (طائرات، دبابات، ...) أصبحت حبيسة المخازن بمجرد حجب الصيانة عنها.

لقد ولى عهد (نجاعة) شراء السلاح إلى غير رجعة.
الأسلحة الذكية تحيل تجارة السلاح التقليدي الكبير للانقراض.

فمثلاً بالاضافة لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التي تحد من تحريك المقاتلات والدبابات المصرية إلى سيناء، فأنا لن أستغرب إن اكتشف الجيش المصري أن مقاتلاته ودباباته الحديثة لن تعمل (لن تستجيب تقنياً) إذا حاول تحريكها مثلاً إلى سيناء. 

لذلك فنحن أمام لحظة تاريخية فارقة. فالجيوش كما عهدناها في القرن العشرين مآلها الانقراض السريع للدول غير الصناعية. وهو أمر يتسق مع تآكل مفهوم السيادة في عصرنا الحالي. 
ولكن انتظروا. إذا لم يعد هناك جيوش عربية، فمن يحكمنا؟ وماذا نفعل بثلث ميزانياتنا الذي ننفقه على شراء كتل الصلب لكي نرسم عليها أعلام بلادنا؟

فعلى القادة العرب تحاشي سخرية الدول الكبرى بالإلحاح على اقتناء أسلحة كبيرة من تراث القرن العشرين. 

إغداق الأموال على الدول الكبرى لن يطيل بقاء حكمك.

انفق فلوسك في تعليم شعبك ورعايته، فيحميك.


من يهدد السعودية؟

العنوان المسجوع "شهب لا تـُرد وصواعق لا تـُصد لحماية الحرمين الشريفين"كان مانشيت جريدة عكاظ للإعلان رسمياً عن شراء السعودية للصواريخ الصينية القديمة، عن لسان اللواء أنور عشقي، الخبير الاستراتيجي السعودي. ولكننا نعلم أن مكة والمدينة لا يوجد من يهددهما على الاطلاق. كما أن السجع وغيره من المحسنات البلاغية لن يـُلقي الرعب في قلوب الإيرانيين، فأكثرهم لا يتكلم العربية. 

والتهديد الوحيد لقصف السعودية هو من صواريخ إيرانية قصيرة المدى والتي لن تُطلق من إيران، بل من ميليشيات حليفة لإيران في محيط السعودية (الحوثيون باليمن، أو عصائب أهل الحق في العراق) أو من داخل السعودية (في القطيف مثلا، لا قدر الله). والرد على عصابات كر وفر لا يكون بصواريخ بالستية ثمن الواحدة منها نحو 20 مليون دولار، رداً على صاروخ تكلفته بضعة ألاف من الدولارات. لذلك فردع ذلك التهديد لا يكون عسكرياً، خاصة حين يكون الخصم منتج لتلك الصواريخ ويمد أحد حلفائه (حزب الله) بعشرات الآلاف من الصواريخ، فكم يا ترى يكون كم الصواريخ المكدسة لدى الصانع نفسه؟

إيران قد توغر النعرات الطائفية لإثارة الضغينة بين شيعة القطيف ووهابيي نجد. الصاروخ البالستي البالغ ثمن الواحد منه 20 مليون دولار لن يحمي السعودية من هذه المشكلة. ولكن قديماً قالوا: "أن ترد الماء بالماء أكيس". إيران أيضا لديها طوائف وأديان وأعراق ولغات متعددة. ولكنها تؤمّن نفسها بالمساواة ولو نظرياً. فقد كان وزير دفاعها منذ 8 سنوات عربياً من الأحواز، "علي شمخاني"، فهل تستطيع السعودية تعيين وزير دفاع من خارج آل سعود، ولا أقول شيعي من القطيف؟

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20140918/Con20140918723944.htm

صفقات السلاح لشراء ود الدول الكبرى

ببساطة السعودية تريد شراء ود الصين، وبذات الوقت لا الصين ولاأمريكا سيسمحوا، حسب مدونة منع انتشار الصواريخ البالستية، ببيع صواريخ متقدمة للسعودية أو أي دولة من العالم الثالث.

http://www.marefa.org/index.php/مدونة_السلوك_الدولية_ضد_انتشار_الصواريخ_البالستية


فضيحة الميج-29 الجزائرية:

ولعل فضيحة صفقة الطائرات الميج-29 الجزائرية عام 2007 هي خير دليل على ضعف وهوان العرب واستهانة صناع السلاح بنا، لولا الصدفة. فقد اشترت الجزائر 34 ميج-29 بمبلغ 3.1 مليار دولار. ولدى وصول طائرات الميج الجديدة، فوجئ عمال الصيانة بالقوات الجوية الجزائرية بكتابات باللغة العربية على بعض أجزاء الطائرات. وبالتمحيص اكتشفوا أن الكتابات هي أرقام تخزين الورش الجزائرية لقطع من طائرات ميج-21 كانت الجزائر قد استبدلتها بقطع أحدث ضمن خطة تطوير في عام 1990. روسيا رفضت الاتهامات لمدة عام كامل، حتى واجهتها الجزائر بالأدلة الدامغة، فاضطرت روسيا لسحب كل طائرات الميج-29 من الجزائر واستبدلتها بطائرات أخرى "جديدة"من طراز ميج-35. ليس الهدف من تلك الرواية التعريض بروسيا أو الاشادة بيقظة الجزائر - وكلاهما واجب، بل لأننا العرب كلنا ذاك الرجل، فنتعرض للنصب والاحتيال ليل نهار.

http://ar.algerie360.com/مسؤول-روسي-يعترف-بـالاحتيال-على-الجز/


pic.twitter.com/ZROIFbOQUt

Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles