بالرغم من أني مَن كشف في 2012 عن مرور الشاحنات التركية مجاناً عبر مصر منذ 1-12-2011، وطالبت بتحصيل رسوم عنها، متكافئة مع رسوم قناة السويس، في عدة صحف (الأهرام والأخبار والشروق والحياة). وسأكون أول المؤيدين للسيسي لو قام بتحصيل رسوم أو أوقف الشاحنات التركية. إلا إني أظن أن مصر لن تحاول منع عبور الشاحنات.
لأن أمريكا لن تسمح بذلك. لأن إيقاف مرور الشاحنات، يزعزع حكم أردغان، وهو ما يؤدي إلى وقف الدعم التركي للمعارضة السورية. والحرب الأهلية السورية هي رقعة شطرنج هامة في الصراع الأمريكي الروسي الحالي.
الخبر المذاع في اليومين الماضيين، يقول أن مصر لن تجدد الاتفاقية عند انتهائها في نهاية أبريل 2015. وأنا أقول الشاحنات ظلت تمر مجانا بدون اتفاقية لمدة 18 شهر. ثم إن الاتفاقية تنتهي في يونيو 2016. ويبدو أن تطويح موعد منع مرور الشاحنات إلى مايو 2015، هو كما قال جحا: "يا الحمار (أي الخـِلاف) يموت، يا الناس تنسى،"
ماذا أقترح؟
أقترح أن تتشجع مصر وتصر على موقفها في فرض رسوم مرور على الشاحنات، متكافئة مع رسوم قناة السويس. وبذلك يخرج الجميع رابحين Win-Win proposition. وتُظهر مصر أنها لا تحاول عرقلة المشيئة الأمريكية. وكلي ثقة أن واشنطن لن تعييها الحيلة في العثور على ممول يتكفل بدفع رسوم عبور الشاحنات.
يبقى نحاول نفكر:
ما هو الدافع وراء هذا الشو الإعلامي الآن؟
أخشى أن تكون الاجابة هي أن قراراً ما سيتخذ في قمة الكالاماتا في 8 نوفمبر 2014، وسيتم تصويره على أنه ضمن صراع مصر الدائر مع تركيا.