Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

عقل عربى

$
0
0

هناك موضوعان مرتبطان لا أدرى إن كان من الأفضل الكتابة عنهما معا أم على إنفصال..
الموضوع الأول هو عقلية الضحية التى تسيطر على الفكر العربى.
والموضوع الثانى هو سوء التقدير السياسى الذى يقع فيه العرب دائما.
وقد آثرت أن أضمهما فى حديث واحد لأن فصلهما قد يعطى الإيحاء بعدم الإرتباط بينما الإرتباط واضح بالنسبة لى تماما. والحكم فى النهاية لكم على كل حال.
فى عام 1972 وفى أحد أيام الجمعة كانت العائلة تزور عائلة أخرى فى منزلهم الموجود فى إحدى جهات الدقى وأظنها كانت منطقة المهندسين فى بدايات تكوينها .. المهم أنه قد حان موعد صلاة الجمعة فنزل الرجال ونزلت معهم للقيام بواجب الصلاة.
وكانت الخطبة (صيف عام 1972 لم تكن هناك أى قوى إسلامية سياسية قد وجدت بعد) تدور حول موضوع لم يحدده الإمام بالضبط ولكنه جعلنا نفهم أنه مؤامرة ضد الإسلام. فحرب باكستان والهند كان قد مضى عليها نصف عام وأسفرت عن هزيمة نكراء لباكستان وإنقسام البلاد إلى بلدين وهيمنة الهند على شبه القارة هيمنة كاملة وإنشاء دولة بنجالاديش. وقد قال الخطيب صراحة أن حرب 1967 هزم فيها العرب الذين يدينون بالإسلام ويحملون سلاحا سوفيتى الصنع. وحرب الهند وباكستان هزم فيها الباكستان الذين يدينون بالإسلام ويحملون سلاحا أمريكي الصنع.
أى أن المسلمين مقدر لهم أو مخطط لهم (بلفظه على ما أذكر) أن يخسروا بغض النظر عن مصدر سلاحهم.
ومضى يقول كلاما لا أذكره طبعا وانتهت الخطبة وعدنا إلى منزل المضيف وتناقش الكبار وفهمت منهم أن الخطيب يحذر أنور السادات من مغبة الإعتماد على أمريكا بعد أن كان قد طرد الخبراء السوفيت فى ذلك الصيف منذ عدة أسابيع فقط.
واليوم وبعد كل هذا العمر أجد أن الخطيب ربما يكون على حق فى أن الإعتماد على أمريكا خطر لأنها لا تحتفظ بأى أصدقاء. ولكننى أجده مخطئا تماما فى الإعتقاد أن السلاح وحده يكفى لكسب الحروب أو أنه دلالة على أهلية كسب الحروب. وأظن أن عقلية الضحية هذه لاتزال هى المسيطرة على كثير من العرب سواء مسيحيين أو مسلمين. بل أننى أعترف أننى فى بدايات حياتى فى ألمانيا وجدت من ينبهنى إلى ذلك عندما كنت أتناقش مع أحد زملاء العمل وقلت له أن الخطأ ليس منا ولكنه نتيجة ظروف أكبر وأقوى تتحكم فى حياة الدول العربية إلخ... فرد على بعبارة:
"منذ متى كانت الحياة سهلة على أى إنسان يريد تحسين أوضاعه؟". أ أنه اراد أن يقول أن النجاح هو فى تحدى الظروف وتعديلها على حسب ما يريد المرء أى أنه يقع فى رفض الواقع السيىء.
وأظن أن سبب نظرة الضحية إلى النفس هذه كان واقعا فى فترة حكم ثورة يوليو. فقد عود نظام الضباط الأحرار الناس على تبريرات من كل صنف وشكل عقب كل ملمة يدخل الناس فيها ولا يستطيع إخراجهم. فحرب 1956 كانت نصرا سياسيا رغم تدمير كل الجيش. وفشل الوحدة مع سوريا يحمل وزره الملك فيصل والإستعمار. والفشل فى حرب اليمن وخسائرها المادية كان السبب فيه الإنجليز فى عدن. وحرب 67 كان السبب فيها هو التآمر الأمريكى والخداع الغربى بصفة عامة. وفى الداخل كان الفشل الإقتصادى والتردى فى مستويات المعيشة وكبت الحريات ما هو إلا نتائج مباشرة للحرب التى يشنها علينا الإستعمار ومؤامرات الرجعيين... وفى جميع الحالات فنحن ضحية ولا نحمل أية أوزار حاشى لله !!!
فى عام 1914 وصل السيد/ توماس إدوارد لورنس الشهير بلورانس العرب إلى ميناء السويس فى طريقه إلى الحجاز لكى يقوم بمهام خدمته فى المخابرات البريطانية ويؤلب عرب الجزيرة على الحكم التركى. وقد ذكر فى كتابه الشهير "أعمدة الحكمة السبعة"أن أكثر ما شد إنتباهه فى السويس هو "كمية الغبار وقلة العناية بالأشياء المعروضة للبيع، وأظن أن هذه الفوضى سوف تقف دائما حائلا بين التقدم وهذه البلاد"..
وإنجلترا التى جاء منها السيد/ لورنس لم تكن فى ذلك الزمان هكذا نظيفة جدا ومتقدمة كما نراها اليوم. بل كانت متسخة أيضا وبها مشاكل صحية وأمراض معدية تحصد الناس فى بعض الأحيان. ولكن إنجلترا كان بها نظام فى العمل. وهذا النظام هو ما أشار إليه فتحى زغلول فى كتابه الشهير عن بريطانيا ولماذا تسيدت العالم. والنظام هو أيضا ما نجح فى رفع المانيا من مرتبة المجتمع الزراعى المتخلف إلى دولة صناعية متقدمة فى كل شىء وذلك فى غضون أقل من قرن من الزمان. والنظام السائد فى تلك المجتمعات منشأه قاعدة قانونية قديمة معروفة كان الرومان قد صاغوها مبكرا وهى قاعدة Quid Pro Quo وهو ما يقابلها لدى العرب مقولة "هذه لتلك". وهى تعنى ألا يستحق شخص شيئا إلا إن هو قام بتقديم شىء مقابل. ونحن فى عقليتنا الراهنة نريد كسر هذه القاعدة والحصول على نتائج دون تقديم مقابل.

وعندما لا نحصل على نتائج من أى نوع أو نحصل على نتائج سيئة لا نريد الإعتراف بأننا مقصرون أصلا فى تقديم المقابل المستحق علينا وإنما نتجه فورا لوضع اللائمة على راس كل من يتصادف تواجده فى تلك اللحظة سواء إنسان أو جماد أو حتى شبح!! وفى هذا نتساوى جميعا حكاما ومحكومون.
وإمام الجامع الذى قال بتلك الفكرة منذ أكثر من أربعين عاما لم يتوقف ليسأل نفسه إن كان المسلم حامل السلاح السوفيتى أو الأمريكى قد قام بواجبه كاملا فى كل حالة قبل أن ينهزم هو وسلاحه. فالجيش المصرى ذو السلاح السوفيتى فى 67 لم ينهزم بسبب مؤامرة على الإسلام وإنما بسبب إهمال جسيم وتقصير بين وجهل واستهتار من القيادتين العليا والمباشرة. والجيش الباكستانى ذو السلاح الأمريكى لم ينهزم فى عام 1971 بسبب مؤامرة على الإسلام ولكن بسبب محاربة البنغاليين فى شرق البلاد لهذا الجيش الذى قام بارتكاب ما يشابه الهولوكوست على أرض البنغال التى تحولت إلى بنجالاديش. كذلك هزم الجيش بسبب عند القيادة السياسية الباكستانية التى رفضت الإعتراف بنتائج الإنتخابات التى جعلت من حزب عوامى برئاسة الشيخ مجيب الرحمن السياسى البنغالى صاحب أكبر مقاعد فى البرلمان وكان من حقه تشكيل الوزارة ولكن رئيس الدولة رفض تكليفه لأنه من الشرق وليس من غرب البلاد.
أى أن الحالتين "الإسلاميتين"من الخسارة كانتا مرتبطتين بقصور وإهمال وإستهتار من جانب المسلمين وليس بمؤامرة ضد الدين كما قال الشيخ. ونفس هذا السلاح السوفيتى هو الذى تم إستعماله بعد ذلك بنجاح فى الحرب التالية على قناة السويس وحقق لمصر نصرا عسكريا على السلاح الأمريكى الذى وقع هذه المرة فى يد طرف مهمل.

كنت قد قرأت فى مجلة العربى الكويتية منذ أكثر من 40 عاما بحثا عن فهم الأطفال للجنس عموما فى العالم. وكتب محرر المقال وكان أجنبيا غربيا يقول أن الطفل (الذكر بالذات) لو حدث أنه دخل على والديه فى لحظة غير مناسبة وشاهد ما بينهما من أمر فإن أول ما يجىء إلى ذهنه هو أن والده يعتدى على أمه ويؤلمها. وبعد أن يخرجه الأبوان من الغرفة ويهدئان من روعه تأتى فكرة أخرى على راسه هى فكرة ضلوع الأم مع الأب فى مؤامرة تكون الأم هى الضحية فيها ولكنها نظرا لضعفها تتواطأ مع الأب الذى يهددها لو أنها قاومت وبالتالى تأخذ الأم المتواطئة جانب الأب المعتدى ويحاولان صرف الإبن الشهم عن الموضوع بأسره. وهذا التحليل القديم الذى أشرت إليه نشر منذ حوالى 45 عاما أى قبل أن يقرر القائمون على التعليم فى الغرب أن يقوموا بشرح الأمور بصراحة للأطفال وفى مرحلة مبكرة تتراوح ما بين الصف الثالث والصف الخامس الإبتدائى.
والحقيقة أن الشرح هو أفضل الحلول حيث أن الأطفال الذين يتواجدون فى بيئات طبيعية كالأرياف وبعيدا عن مجال تأثير أغبياء المدن يعرفون هذه الأمور من الممارسة اليومية للحيوانات أمام عيونهم ولهذا فهم ممتنعون عن العقد التى يعانيها أطفال المدن.
والذى يهمنا هنا هو بزوغ فكرة التآمر كأول تبرير يقفز للذهن الطفولى. وهذا المفهوم التآمرى هو ما يسهل الفشل ولا يجعله شديد الوطأة على الفاشلين. فصاحب عقلية المؤامرة لديه دائما نوع من الراحة النفسية الناتجة عن فعل القوة القاهرة متمثلة فى تآمر الآخرين.
وهذه العقلية التى تقترب من الطفولة هى التى تؤدى إلى كثير مما نراه حتى يومنا هذا بل نراه بصورة أكثر كثافة عن الصورة الساذجة التى عرفناها فى خطاب شيخ الجامع منذ 40 عاما.
وهذه الطريقة الساذجة فى التفكير تقوم على رؤية الحياة على أساس من الأبيض والأسود فقط لا غير. وبما أن الاسود مكروه أو سيىء فكل ما يشتبه فى كونه أسود هو مرفوض. وهذه الرؤية تنهض على تسطيح الأمور تسطيحا مخلا بكل المحتوى ومتجاهلا لكثير جدا من الحقائق.
فى عام 2000 كان المرشح الجمهورى جورج بوش الإبن يسعى للحصول على رئاسة أمريكا وكان منافسه فى الحملة الديموقراطية هو آل جور الذى كان يشغل نائب الرئيس بيل كلينتون. واختار آل جور نائبا له فى حالة فوزه النائب الديموقراطى جوزيف ليبرمان اليهودى الديانة. وعلى الرغم من أن فريق العمل الذى كان جورج بوش يعتمد عليه فى حملته هو فريق معظمه من التيار المحافظ الجديد الذين يرون أن إسرائيل هى علامة مقدسة وأن يقاءها قوية محصنة ضد كل شىء هو من الوصايا التى وردت فى الكتاب المقدس إلا أن مجرد كون نائب الرئيس يهوديا قد صرف الجالية العربية فى أمريكا عن الحزب الديموقراطى قاطبة والقوا بكل تأييدهم ودعمهم فى كفة المرشح الجمهورى بوش الذى لم يتوانى عن تنفيذ عهوده التى قطعها على نفسه قبل الإنتخابات بدعم وتأييد إسرائيل بالكامل وتحصينها ضد كل شىء بما فى ذلك تحصينها ضد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بالإضافة إلى إنهاء العمل الذى صرح أكثر من مرة أن اباه لم يتمه، غزو العراق !!
وهكذا رأى العرب على يدى جورج بوش الأصولى المسيحى ما لم يروه على يدى 9 إدارات لرؤساء سابقين بداية بآيزنهاور.
وهذه الواقعة بالذات يبدو أن كاتبا إسرائيليا قد إستوحى منها قصة خيالية أشار هيكل إليها فى أحد كتبه وكان إسمها هيبرون وهو الإسم العبرى والأجنبى لبلدة الخليل فى إسرائيل والتى دفن فيها النبى إبراهيم والتى يتمتع عدة مئات من المستوطنين اليهود فيها بحقوق تفوق حقوق أكثر من 100 ألف فلسطينى يعيشون فيها منذ الأزل. وتدور أحداث القصة حول عملية سرية جاسوسية للمخابرات الإسرائيلية فى داخل الولايات المتحدة تتلخص فى تجنيد أحد مرشحى الرئاسة الأمريكيين لصالح مخابرات إسرائيل. ومن غير المعروف من هو هذا المرشح وهل هو جمهورى أم ديموقراطى. وتمضى أحداث القصة متصاعدة حتى ندرك فى النهاية أن المرشح اليهودى أو المتعاطف علنا مع إسرائيل هو المرشح الأمريكى الوطنى المخلص بينما المرشح الذى ينحدر من أصول لا صلة لليهود بها هو العميل الإسرائيلى. ولست أدرى لو أن حملة عام 2000 كانت ماثلة فى ذهن كاتب القصة لدى تأليفها حيث أنها ظهرت فى الاسواق فى تلك الفترة، ولكن على كل حال هناك توازى واضح بين القصة الوهمية التى كتبها ذلك الروائى والقصة الوهمية التى آمن بها العرب عندما ساندوا حملة جورج بوش الإبن فى عام 2000.
وفى عام 1992 كان لى لقاء مع عدد من الدبلوماسيين العرب والمصريين فى بون. وكانت الحملة الإنتخابية الأمريكية على أشدها بين الرئيس جورج بوش الأب والسياسى المغمور من آركنسا بيل كلينتون. وكانت كافة تقارير إستطلاع الرأى منذ ربيع ذلك العام تؤكد خسارة جورج بوش المحققة بسبب سوء حالة الإقتصاد الأمريكى الذى خرج لتوه من حرب باردة حقق فيها نصرا هائل التكاليف المادية ثم أقحم الولايات المتحدة فى نزاع قبلى فى الصومال نتج عنه سحل جثة الطيار الامريكى الذى سقطت طائرته وتم ذلك على شاشات التليفزيون العالمية على الهواء. وقد أجمع كل من تحدث فى ذلك الإجتماع عن ثقته فى أن جورج بوش سوف يعاد إنتخابه لفترة ثانية مؤكدة بل وقال بعضهم أن الإتجاه المحافظ فى الولايات المتحدة بل وفى كل أوروبا أيضا هو الذى سوف يغلب خلال العشرة أعوام القادمة حتى ما بعد عام 2000. والواقع أننى لست أدرى هل هذا التنبؤ كان مبناه أوامر علوية من الرؤساء فى الدول التى ارسلتهم أم أنهم جميعا بالصدفة كانوا من المجانين؟ فالأمر كان أوضح من أن يخضع للتنبؤات.
وأظن أن ما وقر فى ذهن هؤلاء الدبلوماسيين هو ما يطلق عليه باللغة الإنجليزية wishful thinking أى الأفكار القائمة على التمنى وليس على الوقائع. وهؤلاء للاسف هم مستودع الخبرة العربى، إنها العقول العربية ذات الرؤية الثنائية ما بين أبيض وأسود..

وقصة الآمال المعلقة على الرئيس أوباما والتى أجهضت فيما بعد هى تكرار متشابه لما وقع من قبل مع عدة رؤساء.
فخبرة التعامل مع الولايات المتحدة الداخلة فى صراع حياة أو موت يطلق عليه الحرب الباردة التى كانت نظريا تحتمل التحول إلى حرب ساخنة فى أى لحظة هى خبرة مختلفة تماما عن خبرة التعامل مع قوة ترى أن العالم بأسره هو مجال عملها وعمل مجالسها التشريعية وسلطتها التنفيذية إضافة إلى المؤسسات الأخرى من تعليمية وثقافية وفنية وأدبية وتجارية إلخ.. هذه ولايات متحدة أخرى غير الولايات المتحدة فى خمسينات القرن العشرين وستيناته وسبعيناته.
ولعل أفضل من يفهم الولايات المتحدة تاريخيا هى إنجلترا تليها إسرائيل وحاليا ربما الصين أيضا.

ثم شاء القدر لى من جديد أن أتعامل مع العقلية الجمعية العربية التى تعيش فى ألمانيا مستوطنة ومقيمة ولا تنوى العودة إلى مضارب العرب. إذ وقع منذ عدة سنوات حادث قتلت على إثره إمرأة مصرية فى مدينة دريسدن الألمانية الشرقية وكانت إمرأة محجبة. وقد عشت مع العرب كل نظريات المؤامرة والتآمر والإتفاق بين القاضى والجانى والصفقات القذرة والفساد وكل ما يمكن تصوره من أوهام وفى النهاية حدث تماما ما كنت أتوقعه وحصل المتهم الذى هو فى حقيقة أمره مختل ومضطرب عاطفيا على أقصى عقوبة يمكن النطق بها من قبل محكمة ألمانية. وحتى ذلك لم يقبل به هؤلاء المقيمون على أرض ألمانيا والعارفون بقوانينها. فقد خرجت المسيرات تطالب بتنفيذ الشريعة الإسلامية التى تقضى بقتل القاتل والقصاص منه !!!
ولست أدرى كيف يمكن لعاقل يعى ما يقول أن يعرض تلك المطالب. فالقوانين لا تتغير وتتبدل على هوى الضحايا أو المتهمين. ولكنها العقلية العربية التى لا ترى فى كل الكون سوى نفسها وثقافتها وإن لم تتحقق مطالبها تنجرف بسرعة إلى إفتراض المؤامرة.
ربما كان طريق خلاصنا مما نحن فيه يبدأ بإعادة النظر إلى داخل عقولنا وفرز الصالح من الطالح من أفكارنا الثابتة والتى لم نخرج عن مقتضاها منذ عدة قرون. فالزمان لا ينتظرنا وهو على كل حال لم ينتظر أحدا من قبل، أبدا..


Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles