من أوائل الدروس التي يتعلمها طلبة الحقوق درس فيما يسمونه نظرية الحق. وكلمة نظرية فى الدراسات الإنسانية تعني كنه أو معني أو محتوي أو طبيعة.
وهذا الدرس يقول بأن لكل حق ثابت قوة تحميه وإلا أصبح الحق لغوا لا قيمة له.فباب الشقة الخشب مثلا لا يحمي الشقة من أي خطر لأنه قابل للكسر بمجرد المجهود البسيط. ولكنه رمز لما هو أقوي منه كثيرا، رمز للقانون الذى يحمي الملكية أو الحيازة. وهذه القوة هي إحتكار للدولة لا يشاركها فيه سواها.
وقد شاهدت في الليل برنامجا إخباريا عن حال المهاجرين الأفارقة فى المغرب التي يأخذون إقليمها معبرا إلى أوروبا. وقد إشتكوا جميعا من المعاملة السيئة من جانب المواطنين المغاربة وكيف أنهم يطلقون عليهم إيبولا، أي أنهم يحملون المرض الخطير.
وعلي الجانب الآخر إشتكي المغاربة من أن الافارقة يغتصبون الشقق المغلقة ويدخلونها عنوة دون إستئذان ويقيومن فيها رغما عن إرادة ملاكها أو حائزيها الشرعيين. وقد سأل برنامج قناة فرانس 24 أحد الأفارقة عن ذلك فأجاب بكل صراحة: إن هؤلاء المغاربة أصحاب الشقق يعيشون في أوروبا ويحتفظون بشقق مغلقة وقد سألناهم مرارا إن كانوا يريدون تأجيرها لنا ولكنهم يرفضون..
ولكنه لم يقل أنهم يدخلونها عنوة.. وفى النهاية وعقب مناوشات ونزاعات بين الطرفين قرر الافارقة أن يبيتوا ليلهم على مرتبة ملتحفين بطانية على أرض سطوح العمارات التي يرفض حائزو شققها أن يؤجروها لهم.. وكأن السطوح لا مالك ولا حائز له !!
المشكلة هي أن المغرب قريب جدا جدا من إسبانيا ولهذا يفضله الأفارقة كبلد عبور. ولكن ليست جميع محاولات العبور هي من المحاولات الناجحة إذ يحدث في معظم الأحيان أن تفشل لتعيدهم السلطات الإسبانية إلى المغرب فيضطرون إلى الإقامة فيه إلي حين القيام بالمحاولة التالية.
والملاحظ هو أن هؤلاء الافارقة لديهم مال كاف للحياة إذ أنهم يعرضون اسعارا معقولة ثمنا لإيجار تلك الشقق.
ولكن مع تفاقم المشكلة فإن هناك خوف سائد بين المغاربة من أن الحماية القانونية قد تنهار قريبا بحيث يفرض الافارقة أمرهم الواقع..
وموضوع الهجرة الجماعية لابد من دراسته دراسة مستفيضة لأنه أصبح ظاهرة تنذر بتغييرات هائلة فى العالم.
وموضوع PEGIDA في ألمانيا ليس بعيدا عن ذلك بل هو واقع فى القلب من ذلك الأمر الهام..