Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

أغثنا أدركنا أيها الجبرتي (7) !!

$
0
0

 

كلمة جانبية

على الرغم من كل تلك المثالب التي لا ينكرها أحد على حكم العثمانيين وعلى الرغم من التردي الكبير فى أوضاع البلاد فى الصحة والتعليم والإقتصاد والإجتماع والأمن إلا أننا فى القرن الواحد والعشرين لا نعدم من يترحم على أيام حكم آل عثمان تحت دعوي أنها كانت خلافة ترفع راية لا إله إلا الله !!

فمنذ سقوط الخلافة العثمانية بالهزيمة فى الحرب العالمية الأولي يقيم تيار الإسلام السياسي خطابه الجماهيري ودعواه للناس على أساس إعادة الخلافة التي لم ير الناس منها إلا كل ما يقع في باب الجور ويندرج تحت بند الظلم. وأتحاد صفتي الحاكم والخليفة فى نفس الشخص أدي إلى خمول حضاري وإنحطاط فكرى ندفع إلي اليوم فاتورته. وفى مصر بالذات لم تبال الخلافة التي كانت قائمة فى بغداد بحال المصريين أثناء المجاعة التي وقعت بسبب غياب الفيضان وسميت بالشدة المستنصرية، نسبة إلى عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي. إذ لم يسجل التاريخ وصول أي معونات من دار الخلافة إلى مصر. وعلي كل حال فإن الخلافة العباسية كانت قد ضعفت جدا فى أواخر عهدها بحيث اصبح حكام الاقاليم (السلاطين) هم أصحاب القرار السياسي بينما كان الخليفة مجرد واجهة. وكما ذكر من قبل فإن كل طفل يعرف إسم السلطان بطل المقاومة ضد الحروب الصليبية بينما لا أحد يعرف إسم الخليفة الذى عاش صلاح الدين الأيوبي فى ظل سلطة خلافته الدينية.

وتتبدي سذاجة أو غرض التيار الإسلامي السياسي فى عصرنا هذا فى المطالبة بل والحلم بعودة إتحاد السلطة الدينية والسلطة السياسية  مع الإشارة المستمرة إلى الدولة العثمانية التي كما سمعت من فم أحد المنادين بافكار تيار الإسلام السياسي "كانت دولة منيعة تفرض الجزية على الدول الأوروبية المسيحية حتي النمسا والمجر"!! ولكن فات صديقي هذا أن يري أن الجزية التي يقول أنها كانت تفرض على النمسا والمجر المسيحيتين كان قدرها يسيرا جدا إلى جانب التعسف الضريبي والظلم القضائي البين والإكراه البدني الذى يتعرض له المواطن المصري أو العربي المسلم!!

إن هؤلاء القوم لا يحسنون التفكير ولا يرون الحياة إلا من منظور الأبيض والأسود وهو منظور ساذج لا يعي أحوال العالم على حقيقتها.. أو أنهم من المغرضين الذين يسعون لتسويق تلك الأفكار لتحقيق مآرب شخصية تتعلق بعناصر القوة الثلاثة، المال والجنس والسيطرة..

أو أنهم خليط من الجهل والغرض..

وفى كلي الحالين فإن أفكار الإسلام السياسي لا يمكن بوضعها على موازين الجدية إلا أن يطرحها المرء ويلقي بها جانبا، فلا هي تصلح اليوم ولا كانت صالحة فى أى وقت مضي..


Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles