تأليف : محمد السويسي
قد لاتكون شرارة "البوعزيزي "التونسية بتفاعلاتها وتداعياتها على امتداد الأرض العربية متوقعة من قبل الغرب ، إلا أنه لم يكن متوقعاً بالمطلق من قبل الحكام العرب هذا التبني لها من قبل شعوبها ودول أمريكا وأوروبا ، وكأنها كانت بانتظارها أو كأنها قد خططت لها لتعديل مسار الأنظمة العربية إقتصادياً وإجتماعياً ومالياً بما يتلائم ومسيرة الإقتصاد العالمي الجديد بما نراه من فوضى وعدم استقرار في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وفلسطين المحتلة كنقطة انطلاق فوضوية للإمتداد الى معظم الوطن العربي والمنطقة .
فما هي الأسباب التي أدت إلى هذه الإنتفاضات ؟.وما هي أسباب دعم العالم الغربي لها ، خاصة أمريكا ، وما مطالبه ؟
لولا الأزمة المالية التي انفجرت في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2008 وانعكست سلباً على العالم الغربي بأكمله لما أعار الغرب إهتماماً لتطلعات شعوب المنطقة نحو "الربيع العربي "في تغيير أنظمته الفاسدة . فما مشكلة هذه الأنظمة الموالية للغرب في بعضها ، والمهادنة له من بعضها الآخر على حساب مصالح نهضة شعوبها وتطورها وتقدمها العلمي والإقتصادي والإجتماعي ؟
حتى لاندخل في تفاصيل وضع كل دولة عربية على حدة وتوجهاتها ، فلنأخذ من مصر عنواناً اساسياً ومثالاً في تطلعات الغرب نحو الأنظمة العربية وما تريده منها .
لاشك أنه كان هناك علاقة وثيقة تربط بين النظام المصري التي اشتدت وتعاظمت في عهد الرئيس أنور السادات الذي طرد السوفيات من مصر مطلع السبعينات للتقرب من أمريكا في سبيل تحرير سيناء وطتدها باعترافه بإسرائيل وإقامة علاقات ديبلوماسية معها . ليستمر الرئيس حسني مبارك باتباع نهج سلفه في علاقاته مع إسرائيل ، إلا أنه وقع ضحية المقولة المخادعة بأنه مجرد تمتين العلاقة مع أمريكا وإسرائيل تجعل نظامه آمناً من الزوال وقابلاً للتوريث العائلي تحت يافطة جمهورية زائفة .
هذا الإنشغال بالتوريث للحكم ومصادرة السلطة ، الهاه عما يجري حوله من أزمات إقتصادية وإجتماعية محلية وإقليمية وعالمية وفوضى وإرهاب ؛ زادت من حدتها تداعيات الأزمة المالية وتنامي البطالة في العالم الغربي بشكل غير مسبوق كما وتردي مؤسساته وشركاته ، من مالية وإقتصادية . إذ كان همّ من حوله هو العمل بقوة على تحقيق توريث السلطة لأحد من أفراد عائلته سعياً واء مصالحهم الخاصة ، كما كل بطانة للحاكم ، على حساب بناء الشعب المصري والنهوض به في التقديمات الصحية والإجتماعية وتوفير السيولة بين أيدي مواطنيه من اجل الإنفاق على شراء السلع الغربية المصدرة لمصر الذي يفترض ان تكون كمياتها متلائمة والتعداد السكاني ، كما إجتثاث الفساد السياسي والإداري ليصبح بالإمكان جلب الإستثمارات الغربية من مختلف القطاعات لتوفر الأيدي العاملة المصرية الرخيصة .
وتحقيق هذا الأمر يتطلب نظاماً إجتماعياً متكاملاً من حيث مجانية التعليم على مختلف درجاته والتطبيب والإستشفاء الشامل مع دفع تعويضات بطالة للعاطلين عن العمل ، كما إقرار ضمان الشيخوخة لتوفير القدرات الشرائية لدى المواطنين ولإيجاد المناخ الملائم للإستثمار الأجنبي والمحلي بشكل سليم بعيداً عن مناخ الإرهاب الذي يزدهر عادة في بيئة من الفقر والعوز والفساد الإداري والسياسي .
ومع غياب هذه الأولويات البديهية لبناء مجتمع إقتصادي كاف و قوي صالح للإستثمار الأجنبي والمحلي أهمل الغرب الدفاع عن الرئيس حسني مبارك ، بل سعى للتخلص منه أمام عاصفة الربيع العربي التي طالت مصر من تونس عابرة ليبيا بما لم يكن متوقعاً سرعتها . ليأتي بعده الإخوان المسلمون الذين أصروا على محاسبة الرئيس مبارك ونظامه ليكون عبرة لغيره في سبيل التقرب من المحرومين من الشعب المصري وكسب ثقتهم .
ولكن السؤال المطروح يبقى ملحاً وهو لما اختارت امريكا الحركات والأحزاب والعصبيات والمذاهب الإسلامية لتنصيبها على العالم العربي والإسلامي بديلاً عن الأنظمة الجمهورية الموجودة التي سبق لها أن نصبتها أو دعمتها ، كما رأينا في إيران وتركيا ومصر في زمن ولاية الرئيس محمد مرسي المنتخب ، واعترافها بداعش الإسلامية كدولة أمر واقع في أجزاء من سوريا والعراق ،كما جاء في المؤتمر الصحفي للرئيس أوباما في صيف العام 2014 ، ودعم الأحزاب الإسلامية الموالية لإيران في العراق واليمن ولبنان وغزة لتكون الحاكم الفعلي بديلاً عن السلطة الدستورية كدول أو قوى أمر واقع كما تنظيم داعش الأصولي المتطرف .
بالعودة قليلاً الى الوراء في القرن المنصرم نجد بأن الحرب العالمية الأولى قد افرزت الأحزاب الدينية الإسلامية في العالم العربي إثر تقويض الخلافة العثمانية لتكون استمراراً لها في بعدها الديني ، وتحريضها من الغرب بالتهيئة والإستعداد لتولي السلطة في الوقت المناسب بديلاً عن الأنظمة الجمهورية التي اقيمت من قبل الغرب عقب الحرب العالمية الثانية .
إلا أن الأمريكيين مع بروزهم السياسي والإقتصادي وتوسعهم في العالم لم يجدوا في الأنظمة الملكية العربية اي جدوى في النهوض ببلدانهم التي كانوا يحكمونها حتى وقت قريب بعقلية ملوك القرون الوسطى التي تحررت منها أوروبا لاعتقادهم ان العلة في هؤلاء الحكام بشكل خاص وليس في الإنسان العربي بشكل عام وفق القول الشائع : "مثلما تكونوا يولى عليكم " . لذا عمدوا الى الدفع بقلب هذه الأنظمة وتغييرها واستبدالها بأنظمة جمهورية وحزبية جعلت الشعب العربي يتحسر على الأنظمة الملكية لشدة ماأساءت وفجرت ، إذ حولت هذه الأنظمة البلاد الى إقطاع علني عائلي خاص للحاكم وأعوانه مع قهر مخابراتي قائم على الوشاية والظلم وديكتاتورية فاشية فاسدة تحت يافطة ديمقراطية مخادعة دون احترام للقانون أو القضاء أوالدستور بما يشبه حكم المافيات والعصابات الإجرامية دون وازع أو ضمير .
والهدف الأمريكي من إقامة الأنظمة الجمهورية هو سهولة تغييرها متى أرادات إن حادت عن التعاون معها في مسعاها لبناء جبهة واسعة لتسهيل تدخلها العسكري مع إقامة قواعد عسكرية عند الضرورة في مواجهة الإتحاد السوفياتي الخصم اللدود لأمريكا وقتذاك الذي كان يسعى الى قلب الأنظمة الغربية الرأسمالية جميعها لصالح الكادحين والعمال وفق مبادىء ماركس ولينين الشيوعية الإشتراكية .
ولكن إحتلال فلسطين من قبل اليهود ، بدعم أمريكي بريطاني ، وتشريد شعبها على دول الجوار في مخيمات مهينة دائمة مع حرمانهم من حقوق المواطنة والشعور بالإنتماء الإنساني بما لحق بهم ويلحق من ظلم بطردهم من وطنهم وسؤ معاملة الأنظمة العربية لهم جعل الشعور القومي العربي ينمو في صدر الشعب العربي في الإعتراض على أي مشروع غربي لإقامة قاعدة عسكرية في أي بقعة من وطنه مع إعتباره لها شكلاً من أشكال الإستعمار المرفوض .
إلا أن تعاون الحركات والأحزاب الإسلامية والسلفية المتطرفة مع الأمريكان والبريطانيين في مسألة أفغانستان بمواجهة الإحتلال السوفياتي نهاية القرن الماضي ، أذهل الأمريكيين وجعلهم يغيرون نظرتهم بشأن المسلمين فانكبوا على دراسة التاريخ الإسلامي فدهشوا أن وجدوا بأن تعاليم الإسلام في التكافل الإجتماعي والرحمة والمودة واجتثاث الفقر لاتطبق في العالمين العربي والإسلامي إلا في كتب الفقه فيما يعرف بالتأمينات الإجتماعية والصحية وتعويضات الشيخوخة والبطالة المطبقة في أمريكا وسائر العالم الغربي ، وأن الإرهاب والتسلط والظلم وغياب العدالة والقانون حل محل المودة والرحمة الإسلامية في جميع الأنظمة والدول العربية بما يتعارض وتعاليم الإسلام في النص القرآني والحديث .
فأجروا إتصالاتهم بقادة الأنظمة العربية لحثم على تحقيق هذه التأمينات الإجتماعية والصحية لتوفير السيولة بين أيدي المواطنين للشراء وخلق طبقة تجارية وسطى واسعة للتبضع والإستيراد من الغرب ، إلا أنهم كانوا يلقون صدوداً واعتذارات منهم بعدم القدرة المالية على توفير ذلك لشعوبهم ، بينما كانت أرصدتهم في البنوك السويسرية تزداد يوماً عن يوم وتتضخم بأرقام فلكية بما يشبه النهب المنظم لأموال الخزينة والشعب .
وقد كشف الربيع العربي عن بعض فضائح حكام هذه الأنظمة ، إلى حد أن خزائنهم الخشبية في غرف النوم والجلوس كانت متخمة بعشرات الملايين من الدولارات ، بل ومئات الملايين من المطابع مباشرة ، ليغرف منها من يشاء من افراد الأسرة متى اراد دون اي حساب او رقيب ؟!
وبنتيجة المشاورات الأمريكية البريطانية والأوروبية في الوضعين العربي والأقليمي في المنطقة في بداية الربع الأخير من القرن الماضي ، أشارت بريطانيا على أمريكا إعتماد إيران كمنطلق نحو العالمين العربي والإسلامي من أجل تعاون إقتصادي عربي إسلامي برعاية غربية .
وقد رحبت أمريكا بتلك الفكرة فمكنت النظام الديني الإيراني الحالي من الوصول الى السلطة بديلاً عن نظام الشاه الذي كان يسعى الى النهوض بإيران صناعياً واقتصادياً دون مشاركة الرأسمالية الغربية معتمداً على دخل إيران النفطي بما لايتلائم والمصالح الأمريكية مما دفعهم الى تنحيته مقابل شروط محددة مع النظام الجديد ، منها : السماح بالتمدد الإقتصادي والمالي الأمريكي داخل إيران كمعبر للتمدد نحو الداخل الإسلامي للدول الأسيوية المجاروة لها في محاولة لوضع حدد للتعاظم الإقتصادي والتجاري الصيني كما وقطع الطريق على تنامي النفوذ الروسي .
لذا طلبت أمريكا من الشاه محمد رضا بهلوي التخلي عن العرش والمغادرة الفورية . إلا أن تصفية القيادة العسكرية للشاه بشكل سريع من قبل نظام الملالي خوفاً من قيام إنقلاب عسكري والإطاحة بهم ، أوجد الصدام مع الأمريكيين وقد شعروا انه قد غُدر بهم من حلفائهم الدينيين الجدد المحتملين ، ولكن الوساطة البريطانية اعادت الحوار بين أمريكا وطهران .
إلا أن عدم الثقة كان هو الغالب بينهما ، إذ تعذر إقامة اي شراكة للإستثمار او إقامة اي مؤسسات مالية أمريكية في إيران بضغط من الجماعات المحافظة الدينية المتزمتة التي وجدت ان لامصلحة لها في الإنفتاح على أمريكا بعد ان استكملت حاجتها منها مع إستئثارها بالحكم والسلطة بقبضة حديدية وبالتالي اللجؤ للروس والتحالف معهم ضد النفوذ الأمريكي في المنطقة ، خاصة وأن عدم ثقتهم بهم تنبع من تصرف واشنطن مع حليفها الشاه بتخليها عنه لقاء مصالحها المستجدة .
وقد تصاعد عدم الثقة والإفتراقب تحالف إيران مع الروس في سياستها الخارجية والتنسيق بينهما في سوريا والعراق والمنطقة ، زادها حدةً ، الملف النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية والغربية على طهران بسببه .
هذه السلبيات دفعت امريكا إلى استبدال إيران بتركيا كمنطلق إسلامي نحو الدول العربية مع دعم أردوغان مقابل تعهده باستجابة مطالب أمريكية معينة تتلائم وتطلعاته التي يعمل على تنفيذها بدقة مقابل إطلاق يده في تركيا ضد أخصامه السياسيين مع السماح بمد نفوذه الى سوريا والعراق عدا الدول العربية الأخرى .
من ضمن هذه المستجدات جاء الدعم الأمريكي اللامحدود لحكومة الرئيس محمد مرسي ضد الرئيس حسني مبارك آملة في تحقيق شراكة قوية غربية مالية وإقتصادية معه في مشاريع أمريكية ضخمة على أن يبدأ التمهيد لها بالتعاون مع تركيا بما لديها من خبرة في هذا الحقل لتهيئة الإستثمار الأمريكي والأوروبي . إلا أن ذلك كان يشترط الإصلاح السياسي والإداري والإجتماعي لكسب ثقة الرأسماليين الغربيين للإستثمار في مصر ودعمهم للنظام المصري الإسلامي . ولكن الإنقلاب العسكري للرئيس عبد الفتاح السيسي أطاح بكل المخططات الأمريكية لمصر التي كانت في تسابق بينها وبين إيران لوضع اليد على مصر ، كل وفق تطلعات معينة وغايات مغايرة للآخر ، خابت كلاهما .
إلا أن الإطاحة بالرئيس مرسي ونظامه أدى إلى إنفجار الخلاف بين أمريكا ومصر مما جعل القاهرة تتجه نحو روسيا للتفاهم معها على التسلح أمام تصاعد الهجمات الإرهابية ضد الجنود المصريين في سيناء ، بما أحرج الحكومة الأمريكية واقلقها من هذا التوجه المصري نحو موسكو ، لذا بدأت بإعادة تقويم موقفها للتقرب من مصر مجدداً وبالتالي التخلي عن الرئيس مرسي وحكومته لصالح النظام الجديد بما يضمن مصالحها ووقف تنامي النفوذ الروسي فيها .
وعليه فإن ماهو مطلوب من مصر من إصلاحات إجتماعية وصحية وإدارية لتمكين الشراكة مع الغرب هي نفس المطالب من كل الدول العربية دون استثناء وإلا طالها "الربيع"الفوضوي الغاضب الساخن الذي بدأ بتونس التي اسرعت في تطبيق كل المطالب الأمريكية الممكنة في هذا الشأن حقناً للخراب والفوضى التي نرى نموذج عنها في العراق وسوريا وليبيا واليمن .
لذا فإن تونس تعتبر حالياً الأسرع للأخذ بشروط الشراكة الأمريكية والغربية بالتعاون مع تركيا . اما ليبيا فلازالت في صراع قبلي وحزبي أصولي عنيف يحتاج الى وقت طويل لإنهائه إذا لم يتم تدخل غربي عسكري لحسمه ووضع حد له في حال اقتربت المعارك من مصبات النفط و آباره ، وإلا فإن الغرب لايرى ضررة للتدخل او تقصير المعركة طالما انها تستنزف ليبيا عسكرياً واقتصاديا ومالياً دون التعرض لمصالح شركاتها النفطية .
إلا أن وضع المجتمع العربي لبعض الدول لازال دون المناخ الأمني والإجتماعي الملائم للإستثمار الصناعي والمالي الغربي في العالم العربي كما ينبغي .إذ لازال هناك بعض العقبات الرئيسية المقلقة بالنسبة لهم ، منها : ضرورة تحرير المرأة من العادات السلبية الموروثة في معاملتها بما يخالف التعاليم والمبادىء الإسلامية السمحة ، كما ضرورة تحديث المواصلات العامة والسكك الحديدية وتطويرها لتكون بمتناول المواطنين لتسهيل تنقلاتهم .
غير أن العلة الأساسية تبقى في الجماعات والأحزاب والتنظيمات الأصولية المتطرفة الجاهلة للفقه الإسلامي ومقاصد شريعته وفقاُ لتحليلاتها الدينية الخرقاء وتصرفاتها الإجتماعية البعيدة عن الدين والأخلاق والحضارة والمدنية . كما وتفشي الفساد الإداري والسياسي والحزبي على كل صعيد بما يعرقل النمو الإقتصادي للبلدان العربية برمتها .
أما بشأن سوريا فمشكلتها معقدة أكثر مما هو في الظاهر ، وليست المشكلة في عناد النظام المدعوم عسكريا من روسيا وإيران ، إذ أنه الأكثر هشاشة بين كل الأنظمة العربية ، ولكن يتم تأخيرحل مشاكله عمداً من قبل أمريكا وقد سلطت عليه داعش بهدف تدمير الجيش السوري نهائياً ، إذ لاتزال فيه بقية من قوة بما يشكل خطراً على إسرائيل مستقبلاً .
من أجل هذا فإنها لايمكن ان تسمح بانتصار الجيش الحر لأنه في النهاية هو جزء من الجيش العربي السوري النظامي المعادي لإسرائيل الذي تسعى للتخلص منه .ولو انتصر هذا الجيش في ثورته لاعاد بناء الجيش كأفضل مما كان عليه في مواجهة إسرائيل لكسب التأييد الشعبي وثقة الجماهير العربية .
من أجل هذا قلت ان الوضع في سوريا شائك ومعقد ، إذ تسعى أمريكا الى تأمين جماعة موالية لها بطابع ديني إسلامي ولو من خلال دولة اخرى ولكن ليس قبل ان تنهك سوريا بجيشها وكيانها كما وإنهاك إيران إقتصادياً ومالياً وعسكرياً حتى العظم مع تورطها في الوحول السورية والعراقية واليمنية .