تأليف : محمد السويسي
فلنناقش أمر هذه المجرزة والأعمال الإرهابية بهدؤ ، إذ أن أمريكا أعلنت مطلع القرن الحالي عن تفجيرات 11 أيلول واتهمت تنظيم القاعدة بأنه من فجّر برجي نيويورك ؟
والسؤال هو : من صنع تنظيم القاعدة ومده بالسلاح ؟ ولأي هدف ؟.
والجواب : ان من صنع تنظيم القاعدة في الربع الأخير من القرن العشرين هي الولايات المتحدة الأمريكية بهدف إنهاء الاحتلال السوفياتي لأفغانستان ،إلا أنها تخلت عنه بعد أن نجحت بإجبار السوفيات على الإنسحاب وإنهاء الإحتلال الشيوعي .
إلا أن أعضاء تنظيم القاعدة بعد أن انتهت الحرب الأفغانية اتخذوا من أفغانستان مركزاً لهم بناء لنصيحة واشنطن لمساندة طالبان في السلطة والحكم.خاصة وأن اي من الدول العربية لم يقبل إستضافة "القاعدة "أو تمويلها خوفاً من سعيها للسلطة وقلب انظمتها وفقاً لنهجها التكفيري المعارض لفقه الشريعة وتعاليم الإسلام ، خاصة وأنها اضحت معروفة لديهم بأنها صناعة امريكية صهيونية اشبه بحصان طروادة للتسلل الى الدول العربية لبث الإرهاب والخراب فيها ، مستغلة جهل العامة بدينهم الإسلامي السلمي وأحكامه .
إلا أن أمريكا كانت تطمع باحتلال أفغانستان التي تضم أكبر مخزون لليورانيوم في العالم . فلجأت الى تفجير برجي نيويورك بمساندة إسرائيل ، الذي تعود ملكيتهما ليهودي ، بعد أن طلبت من اليهود الموظفين فيه أن يتغيبوا يوم التفجير الذي تم بحرفية عاليه بتلغيمه من الداخل ومن ثم الإدعاء ان طيارين من القاعدة هم من فجروه بواسطة طائرتين ؟!
ليبقى السؤال الأهم وهو من سهّل لهما في الداخل الأمريكي ركوب الطائرتين وارتكاب هذه الجريمة المعقدة الشبيهة بتعقيدات اغتيال الرئيس كينيدي من قبل يهود وول ستريت في أعظم دولة عسكرية واستخباراتية في العالم ، والتي تحتاج الى خبراء في التفجير الداخلي ، بحيث ان هذا التفجير قد ادى الى انهيار البرجين في موقعهما بسرعة هائلة بما تعجز عنه خبراء الدول العربية مجتمعة ، فكيف بمجموعة من الإرهابيين العاطلين عن العمل أن يقدروا على هذا الفعل ؟! إنه استغباء للعقول الجاهلة ؟!
وإن صح أن القاعدة دمرت البرجين ، وهذا مستحيل نظراً لصعوبة الأمر الذي لايستطيع عليه سوى دول إرهابية كإسرائيل او ذات خبرة عسكرية كأمريكا ، فإن أمريكا هي من تتحمل مسؤولية تفجيرهما لأن تنظيم القاعدة من صنعها وقراره وتحركه بيدها وإمرتها وإمرة الصهيونية العالمية نظراً لعدائه الشديد للأمة العربية ودينها وعقيدتها ودولها وأنظمتها والأزهر الشريف .
وبالعودة الى مذبحة شارلي ابيدو الفرنسية فإن الإتهامات ، من قبل أن يبدأ التحقيق ، سيقت ضد داعش والقاعدة الإرهابيتان التكفيريتان معاً وبالتالي ضد العرب والمسلمين لعداء هذان التنظيمان للإسلام والعرب لخروجها عن الجماعة أي عن إرادة الدول العربية مجتمعة والأزهر ، مما يعني أن مصدرهما الإرهابي واحد وهي امريكا والصهيونية العالمية التي تمولهما وتحميهما .
وقد عرفنا مصدر "القاعدة"وهي أمريكا التي أعلنت في وقت لاحق انها قد تخلت عن هذا التنظيم بدليل أنها سعت وقتلت زعيمه بن لادن ، ولكن بعد ان إنتهت فاعلية هذا التنظيم ولم يعد له وجود سوى إعلامي ، ليعلن الرئيس باراك أوباما في مؤتمر من البيت الأبيض آب الماضي عن إيجاد تنظيم إرهابي بديل عن القاعدة و هو "دولة داعش الإسلامية " ك"دولة أمر واقع " رغماً عن إرادة العرب ؛ فرسم حدودها الممتدة من وسط سوريا حتى وسط العراق حيث أبار النفط لتمكينها مالياً بعد ان تم تزويدها بالسلاح والعتاد الحديث ، معلناً سقوط تقسيمات سايكس بيكو لصالح هذه الدولة التكفيرية بعنوان إسلامي مزيف معاد للعرب والمسلمين التي تعمل على قتلهم في سوريا والعراق ، كما أعلن عن تقسيم العراق الى ثلاث دول هي الدولة الكردية في الشمال ودولة داعش في الوسط ودولة شيعية في الجنوب دون استشارة اي دولة العربية أو مراعاة شعوبها لأنه بهذه التقسيمات ، مع إعلان الإعتراف بدولة داعش الإرهابية ، إنما يستهدف الأمة العربية لتفتيتها وبث الفرقة والخراب فيها .
وبما أن داعش صنيعة المخابرات الأمريكية والدوائر الرأسمالية الصهيونية كما القاعدة ، فإن ذلك يعني أن ارتكاب مجزرة الصحيفة الفرنسية هي من صنع المخابرات الأمريكية دون أدنى شك . ولكن مع دعوة نتنياهو اليهود الفرنسيين الى مغادرة فرنسا إلى إسرائيل حيث موطنهم فإنه فضح احد أهداف المجرزة وبالتالي محاولة بث الكراهية ضد العرب والمسلمين في دول الغرب التي أكدها اليهودي الصهيوني روبرت ميردوخ المدير التنفيذي لشركة "نيوز كورب "العملاقة بتحميله المسلمين مسؤولية هذه الجريمة النكراء إلى أن يتمكنوا من الإقرار بوجود سرطان الجهاد المتنامي وتدميره "؟!
وقد ردت الكاتبة جي كاي رولينغ، مؤلفة سلسلة "هاري بوتر"الشهيرة على ميردوخ بالقول: "ولدت مسيحية، وإذا كان هذا الأمر يعني أنني أتحمل مسؤولية روبرت ميردوخ فأنا سأطرد نفسي من الكنيسة."
وتابعت: "إذا كانت غالبية المسلمين تتحمل مسؤولية أفعال قلة متطرفة فالمسيحية تتحمل وزر محاكم التفتيش الإسبانية وعنف المتشددين المسيحيين."
وقال بيل دونو هو ، رئيس الرابطة الكاثوليكية في أمريكا ، إن للمسلمين الحق في الشعور بالغضب من الرسوم الكرتونية التي نشرتها صحيفة تشارلي ابيدو الساخرة والتي تناولت في إحدى إصدارتها النبي محمد .
ولكن مع ذلك يبقى السؤال كيف بإمكان العرب أن يدمروا دولة داعش وهي صنيعة أمريكا ورعايتها وتلقى الدعم العسكري والمالي منها ؟! خاصة وأنها قد ولدت في العراق إثر احتلال أمريكا له الذي يعتبر قاعدة نفوذ واشنطن الأقوى في المنطقة حتى الآن ؟!
ومن هنا نتساءل كيف يمكن للعرب مقاومة داعش وقد اثتبتت تصريحات نتنياهو وميردوخ المعادية للعرب والمسلمين أن إسرائيل مشاركة في العملية الإجرامية ضد الصحيفة كما مشاركتها في تفجير برجي نيويورك ؟!.
يحمّلون العرب والمسلمين مسؤولية داعش التي تستهدف بإجرامها شعبي سوريا والعراق على مختلف طوائفهم ومذاهبهم دون هوادة أو رحمة خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة .
وكيف يتحمل المسلمون مسؤولية داعش في نفس الوقت الذي هاجمت فيه عناصرها المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومنبع الإسلام في محاولة إقتحام معبر عرعر الحدودي قادمين من العراق حيث النفوذ الأمريكي الصهيوني ونفوذ كافة أعداء العرب والإسلام ؟!
مجزرة شارلي ابيدو ارتكبها الموساد الإسرائيلي تحت عنوان داعش الذي يأتمر بأوامرها مع قيادته المباشرة لها من ضباط يهود مستعربين بعيون زرقاء ملثمين همهم قتل العرب وقطع رؤوسهم دون اي ذنب ارتكبوه سوى انهم مسلمون وعرب بدعم أمريكي علني .
وقد تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى ، فيس بوك وتويتر ، فيديو لاحد الصحفيات الناجيات من حادث الاعتداء على صحيفة تشارلي إيبدو حيث تقول فيه ان احد المعتدين كانت عيناة جميلتان ولونهما ازرق ، فى حين ان السلطات الفرنسية قد اتهمت أخيّن ينسب اليهم العمل ليس لديهم عينان زرقاوان ، وهذا قد يكون لغزا محيرا كما اوضحت القناة الثانية الفرنسية وان الاخوين ليسا هما مرتكبى هذا الحادث الارهابى .
كما وأن عميدا يشغل نائبا لمدير الشرطة القضائية الفرنسية في مدينة "ليموج"وضع حدا لحياته بعد ايام من الجريمة ، في مقر الشرطة القضائية خلال مداولته الليلية، مستعملا سلاحه الوظيفي. والعميد كان ضمن فريق المحققين في قضية الاعتداء على أسبوعية "شارلي إيبدو"وكان بصدد إعداد تقرير في الموضوع. وتطرقت قناة "فرانس 3"لهذا الخبر وزادت عليه أن "عميد الشرطة المنتحر هو أرليك فريدو الذي يشغل منصب المدير الجهوي للشرطة القضائية بمدينة ليموج الفرنسية، وانتحر قبل أن يسلم تقريره حول الهجوم الذي استهدف صحفيي "شارلي إيبدو".
وفور انتشار هذا الخبر، وجه نشطاء فرنسيون في مواقع التواصل الاجتماعي، أصابع الاتهام للمخابرات الفرنسية بمقتله، حيث رجحوا أن يكون القتيل قد اكتشف تخطيطها لهذه العملية منذ البداية، وقد يكون ضم معلومات تؤكد تورطها الفعلي في تقريره، وذلك ما لم تسمح به، فآثرت قتله بمسدسه، وتصوير الأمر على انه انتحار".
إن تمادي الصهيونية العالمية من خلال امريكا وإسرائيل في تشكيل التنظيمات الإرهابية والتكفيرية وبث الإرهاب ضد المسلمين يعود لجبن من الحكام العرب وأنظمتها ومثقفيها وصحافتها واجهزتها الإعلامية عن مواجهة أمريكا إعلامياً وفضحها بأنها وراء هذه التنظيمات التكفيرية ووراء كل عداء وإرهاب وعدوان ضد الأمة العربية والمسلمين .
ولكن يظل الهدف الرئيسي لجريمة باريس الإرهابية من قبل الموساد وهو انزعاج اليهود وتخوفهم من هذا التمدد المالي الخليجي العربي نحو أوروبا وأمريكا بالإستثمار في القطاع المالي وإنشاء بنوك يودعون فيه اموالهم وهم الذين اعتادوا، أي اليهود ، على إفلاس البنوك الغربية كل عقد من الزمن وبالتالي الإستيلاء على كل المدخرات العربية . من اجل هذا بدأوا يتشددون في وضع العراقيل العديدة فيما يتعلق بتحويل الأموال من مكان الى آخر ، وبالتالي الإدعاء زوراً على البنك العربي في نيويورك بأنه يمول التنظيمات الإرهابية في سعي لإغلاقه لصالح البنوك اليهودية العائدة لوول ستريت ؟! علماً ان اليهود يمولون إسرائيل رغم أنها أكبر دولة عنصرية إرهابية في العالم .
ولكن مع كل هذا التشدد فإن المصارف الإسلامية والعربية تلاقي رواجاً في الغرب من العرب والمسلمين والغربيين ، لذا لجأوا الى بث الصهاينة الإرهاب مباشرة بايديهم بتعاون مع المخابرات الغربية وإسرائيل من اجل بث الكراهية ضد العرب وطرد استثماراتهم المصرفية من الغرب لصالح اليهود .
ويبقى تعليق أخير إذ ان سماح فرنسا لصحيفة فرنسية بالسخرية من الدين الإسلامي ورسوله الكريم تحت عنوان الحرية الصحفية فإن هذه الحرية نفتقدها عند اي انتقاد سياسي لليهود بحجة معاداة السامية فكيف لو تم انتقاد دينهم أو انبيائهم ؟! إذ ان القوانين الفرنسية والأوروبية والأمريكة تعاقب اي شخص يتعرض لليهود بحجة معاداة السامية ، الى حد انها حاكمت وعاقبت المفكر الفرنسي روجيه غارودي لمجرد ان طلب اثباتاً من اليهود عن حقيقة المحرقة التي لم يستطع احداً أن يثبت حدوثها .وقد اختلقوها لابتزاز المانيا بمليارات الدولارات تعويضاً عن أرواح اليهود الذين ماتوا في هذه المحرقة الوهمية التي لاأساس لها حتى الآن .
ولكن يبقى السؤال ، هل هي صدفة أن يقوم مجموعة من رسامي الكاريكاتير من رجال ونساء في أوروبا وأمريكا دفعة واحدة في وضع رسومات مسيئة للرسول الكريم والسخرية من المسلمين ؟!
فمن يمولهم ويحرضهم على هذه الرسومات ويعممها على الصحافة ويدفع لهم ؟!
لاشك إنها الصهيونية العالمية التي تحض على هذه الرسومات في نفس الوقت الذي تُنشىء فيه تنظيمات إرهابية تحت عنوان إسلامي تكفيري من حثالة المجتمع من الحشاشين والمجرمين وعملاء المخابرات من مختلف أنحاء العالم بعنوان تكفيري معادي للإسلام بتشويه صورته على غير حقيقته وموجه ضد العرب حيث يضم بمعظمه ضباط من الموساد المستعربين في أزياء رجال دين مسلمين ملثمين متطرفين مسلحين ، بتعاون بين أمريكا وإسرائيل لبث الإرهاب في العالم العربي وتقويض أنظمته وجيوشه وبث الكراهية في أوروبا والعالم الغربي ضد العرب والمسلمين .
وأختم بأن مجزرة شارلي ابيدو الطفولية لسذاجتها ، مشابهة في تداعياتها ضد العرب والمسلمين لتفجير برجي نيويورك . وكلاهما من إنتاج وصناعة الصهيونية العالمية بتعاون بين أمريكا وإسرائيل .
كما انها مشابهة لعملية لافون التي عرفت بفضيحة لافون الشهيرة في مطلع الخمسينات في القاهرة من عملاء إرهابيين يهود مباشرين تصدت لهم حكومة الثورة المصرية وقتذاك وشهّرت بإسرائيل مما اطاح برؤوس سياسية واستخباراتية كبيرة فيها في حينه .
إلا ان حكام الدول العربية تتحمل التمادي في هذه المؤامرة الصهيونية ضد العرب والمسلمين منذ سنوات لأنها تعرف الحقيقة ولاتتصدى لأمريكا والصهيونية العالمية وإسرائيل في فضحهم إعلامياً على الأقل بأنهم وراء كل هذه التنظيمات والأنظمة الإرهابية التي ترتدي قناعاً إسلامياً زائفاً وأن معظم ضباطها وأمرائها من ضباط الموساد من اليهود المستعربين المدربين في المعهد الديني في تل ابيب من اجل هذا الهدف لإرسالهم الى العالم العربي للتخريب فيه وتشويه رسالة الإسلام السلمية .
وعليه فأن سكوت الحكام العرب عن هذه المؤامرة تجعلهم في موضع المشارك بها بسكوتهم عن أمريكا وفضحها خوفاً من فقدانهم مناصبهم وتداعي أنظمتهم .
وفي النهاية إن الموقف الفرنسي والغربي في السخرية من المسلمين ونبيهم في رسوماتهم الكاريكاتورية المعيبة والمهينة لهم يدل على مستوى الإنحدار الأخلاقي لديهم وتخلفهم ، بل إنه صراع الحضارات بين حسن الأخلاق التي يمثلها العرب وسؤ الأدب والقاحة التي يمثلها الغرب . إذ أن صحيفة شارلي ابيدو ممولة من الصهاينة لنشر الرسومات المسيئة للإسلام عمداً بما لامعنى ولاضرورة له ، فقط من أجل ان يعطوا الذريعة لقتل الصحافيين المعنيين بهذه الرسومات من قبل عناصر من الموساد تحت عنوان إرهابي إسلامي تكفيري باسم تنظيم داعش الذي لم يعترف به لم ويتبناه سوى أمريكا على لسان الرئيس اوباما الذي اعترف به كدولة إسلامية رغم اعتراض المسلمين والعرب في كل اصقاع الأرض على هذه الدولة الإرهابية التكفيرية المعادية للمسلمين والأمة العربية ؟!