هل يحتاج الأمر لبقية من كلام ؟ مجموعة من كوادر قيادية في حزب ديمقراطي معترف به هو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي نشأ في حضن ثورة كاسحة ( وقعنا بيان تأسيسه يوم 9 فبراير 2011 ) وخرجوا في مسيرة لتحية ذكري الثورة معلن عنها جيداً ومشت حوالي كيلو متر من مقر الحزب في شارع هدي شعراوي وسط هتافات مدققة حول شعارات يناير حتي ميدان طلعت حرب ووقفنا لا أكثر من دقائق وأنا بجانب شيماء وراء شعار كبير جدا يحمل اسم الحزب وبد هنا رفض الشرطة لوقوفنا لاول مرة فذهب الامين العام طلعت فهمي للتفاهم مع قيادة الشرطة الواقف وسط الميدان مدججا بالعشرا وربما مئات من الشرطة ليخبره بما اتفقنا عليه وهو ان مجموعة صغيرة ستنطلق حالا ببوكيه الورد الي ميدان التحرير حيث نصب الشهداء ... وفي ثواني من ذلك سمعنا غير المتوقع من طلقات كثيفة وغاز كثيف شعرت به في ضيق نفسي ... وطبيعي ان اتجه الجميع للتفرق... ومشيت بقدر من السرعة مع الهامي ميرغني في طلعت حرب في اتجاه موازي لمقهي ريش... والكل يحاول في اكثر من اتجاه تجنب الغاز وما هو باالضرورة خرطوش لان الفرقعة كانت عالية جدا ( وليس لي خبرة بنوع طلقات الاسلحة ) .. وبعد ثواني اخري وعلي بعد امتار من الميدان كنت والهامي علي الرصيف و والشرطة تلاحق البعض وزهدي الشامي قادم خلفنا يمسك حاجبه المجروح من خبطة عمود ( كما ذكر بعد )
وعند هذه اللحظة ووسط هذا اضجيج ومحاولة تجنب الغاز او ما اعتبرناه طلقات نارية نظرت خلفي لاجد شيماء مطروحة ارضا والدماء تشلب من جبهتها وجانب من وجهها في حدود رؤيتنا الجانبية وفي نفس اللحظة كان اثنان من زملائها يحملانها في ظل اعتقادي انها وقعت علي الرصيف وجرحت ويحاولون انقاذها ... والكل يتصور اننا في طريق التفرق لمعالجة الموقف والجرحي .... وكل الشهادات تقول ان من حمل شيماء ومن صاحبها كان يعتقد او يتصور انه في طريق ثضميد جروح ولسنا امام جريمة قتل تبدو تماما متعمدة ..... لاننا كنا مجموعة متقاربة وكان يمكن لو انه مجرد رشات خرطوش للامن او البوليس العادي ان يصيب معظمنا بالجروح ....الح .. ولو انه "دسيسة "ويحمل مدفعا يقصد شيماء لكان مكشوفا تماما لمئات رجال الشرطة المحيطين بنا وبالميدان كله وعرباتهم المصفحة ! ويستحيل لمواطن ان يتحرك وسط كل ذلك حركة غير عادية...
ولو صممت الشرطة علي اتهام اخرين لاصبحت الشرطة متهمة بالاهمال في حماية المواطنين.
إن تفرقنا السريع من الميدان يشىر الي اننا لم نكن ننوي ولا نقدر علي التحول الي مقاتلين ! ولم يتصور احد ان يتحول اشاوس الشرطة بهذا الشكل الي قناصة ..! ولذا اؤكد أنني، وأظن غيري، أعتبر أننا أمام بنت مجروحة حملها زملاء للمعالجة بدليل جلستها علي كرسي في مقهي البستان ولمدة ملحوظة انتظارا لعلاج بينما هي متوفاة ... لأنه لا توقع لدي كثيرين للأسف أننا أمام شرطة وحشية تعطي دروسا في التاديب لمجموعات متحضرة في هذا المجتمع ليقول الناس بعدها ما شاؤا .... إنني أربأ بالجميع ألا يتسلوا بالدخول في متاهات ساذجة بهذا الشكل العامي من بعض نحترمه لطمس الحقيقة الكبري وهي التساؤل عن حرص نظام مابعد يونيو علي مواجهة المخاطر علي هذا البلد بالتسليم بوجود حلف ديمقراطي حقيقي يسند أهداف هذا الشعب وثورته ولا أقول مجرد الحكم أمام التوغل الأمريكي الأوربي الذي بات يجبر الحكومات الهزيلة ديمقراطياً في سوريا وليبيا واليمن وغيرها علي تفاوض لا تقبله جماهيرها لكن القوي الكبري باتت تقبله وتفرضه ..... والإخوان يعبثون معهم بكل القيم.
أيها الحاكمون ..."مالم تقبلوا بمشاركتنا، أخشي أن تضطروا لقبول مشاركة " آخرين "... والقوي المجتمعية الحقيقية لا تستجدي الرضي.