Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Little Boy and Fat Man - 1

$
0
0


 
فى لقاء جمع السيد/ جيمس بيرنز الذى كان رجلا متعدد المواهب نشأ فى أروقة السطات الثلاثة من تشريعية (عضوا منتخبا فى مجلسى الكونجرس) إلى تنفيذية (رئيسا لمكتب إعداد الدولة للحرب ) ثم (رئيسا لمكتب الإستقرار الإقتصادي)  ثم وزيرا للخارجية كما أنه خدم حاكما منتخبا لولاية ساوث كارولينا،  إلى موهبة قضائية (قاضي فى المحكمة العليا) مع الرئيس روزفلت كان على الولايات المتحدة أن تدخل فى مفاوضات مع بريطانيا لترتيب الأوضاع بعد الحرب التى كان قد وضح أن النصر فيها للحلفاء وأن قوات المحور على وشك الإنهيار. فى هذا اللقاء عرض السيد/ بيرنز على الرئيس روزفلت الإمكانيات البترولية الهائلة للشرق الأوسط وأن السعودية هى بمثابة المركز الذى تدور حوله كواكب المجموعة البترولية وأن الحديث مع البريطانيين سوف يركز فى المقام الأول وربما الأخير على تقسيم مصادر الطاقة. وقد سأل رئيسه عن النسبة التى يعتقد الرئيس أنها مناسبة للولايات المتحدة فى نظير كل ما بذلته من تضحيات مادية وبشرية كانت حاسمة فى تحقيق نصر لم تكن بريطانيا تقدر وحدها على تحقيقه.

وحسب روايته فقد أطرق الرئيس طويلا وفكر فى الأمر مليا وفى نهاية فترة من التفكير العميق نظر إلى بيرنز وقال له :

أرجو ألا يكون فى ذهنك وأنت تفاوض البريطانيين أى نسبة للولايات المتحدة تقل عن نسبة 100% !! 

وبعد وفاة الرئيس روزفلت عين خلفه الرئيس ترومان السيد/ بيرنز وزيرا للخارجية لعله يستطيع تنفيذ هذه الرؤية التى وضعها بالإشتراك مع الرئيس الراحل.فرد عليه السيد بيرنز قائلا: لم يدر بخلدى أى نسبة أقل من ذلك سيدى الرئيس !!!

روزفلت يصافح بيرنز إثر تعيينه قاضيا في المحكمة العليا، صيف 1940إذ أن الرئيس روزفلت عندما التقى العالم الفذ ألبرت آينشتاين النازح من ألمانيا وسمع منه عن التقدم فى العلوم الطبيعية فى الجامعات ومراكز البحث الألمانية لكى تستخرج الطاقة من الإنشطار الذرى، فهم من آينشتاين أنه من الممكن إستعمال ذلك فى سلاح فتاك وذلك إما عن طريق إنشطار ذرة اليورانيوم أو عن طريق إنشطار ذرة البلوتونيوم. وقد نوه السيد/ آينشتاين إلى أن الحل الثانى هو الحل الأكثر كلفة مادية وإلى أن الخيار لابد أن يقع على أحد النهجين لكى يبدأ العمل إن كانت الولايات المتحدة تنتوى اللحاق بالأبحاث الألمانية.

وقد جاء رد الرئيس روزفلت متسقا مع فكره الطامح متمشيا مع بصيرته الثاقبة إذ وقع خياره على أن تفوز الولايات المتحدة بالحسنيين، قنبلة اليورانيوم وقتبلة البلوتونيوم. 

وهكذا أمر بالشروع فى إنتاج القنبلتين فى نفس الوقت وفى نفس الموقع وبالتالى توافر للولايات المتحدة ما لم يتوافر لغيرها من الحضارات من أسباب القوة وعوامل المنعة التى ظهرت أولا فى يوليو كتجربة أولى ثم تم إستخدامها بالفعل كقنبلة حقيقة على مدينة هيروشيما أطلق عليها إسم Little Boy  أى الولد الصغير فى أغسطس من ذلك العام 1945 وكان أساسها اليورانيوم ثم تم إستعمال القنبلة الثانية والأشد فتكا وكان يطلق عليها إسم Fat Man أى الرجل البدين وكان أساسها البلوتونيوم وألقيت على مدينة ناجازاكى بعد الأولى بثلاثة أيام.

وتحولت الولايات المتحدة الأمريكية من الدولة رقم 17 علي مقياس القوة العسكرية قبل أن تدخل الحرب الي القوة الأولي عسكريا بلا منازع وهي تحتل هذه القمة حتي اليوم ويبلغ إنفاقها العسكري اليوم  مجموع ما تنفق كل الدول الست عشر التالية لها في الترتيب.

فكيف حدث ذلك؟


Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles