Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

عن أي أزهر أتحدث؟

$
0
0

أثار الرأي الذي أبديته في جريدة الوفد، الخميس الماضي. عبر الحوار الذي أجراه معي الزميل ممدوح الدسوقي بخصوص جامعة الازهر ردود فعل، في معظمها يبدو عدم فهم ما قلته إما سهوا أو أو عمدا. لست بحاجة إلي تأكيد موقفي من الازهر. ما كتبته طوال خمسين عاما يؤكد إجلالي لهذه المؤسسة العريقة التي أعتبرها العمود الرئيسي للثقافة المصرية عبر أكثر من ألف عام ومنبر الجهاد وملجأ الشعب، لكن عن أي أزهر نتحدث؟

الازهر العريق الذي يقع في الجامع والجامعة، الذي تحيط به أروقة الطلاب من جميع انحاء العالم الاسلامي، الازهر الذي كان الطلاب يملأون ساحته، يتنقلون بحرية بين الاعمدة التي يستند إلي كل منها استاذ عالم يلقي درسا ويجلس فوق كرسي ومن هنا جاءت عبارة  »أستاذ كرسي« التي تعبر عن أعلي مراتب العلم، هل نتحدث عن أزهر العلماء الاجلاء عبر العصور وصولا إلي الامام الاكبر فضيلة الشيخ أحمد الطيب، أم عن الجامعة التي تقع في مدينة نصر والتي ليس لها من الازهر إلا الاسم؟، بكل وضوح أعني الازهر المستمر منذ عشرة قرون في مكانه، الجامع والجامعة، والكليات التابعة له، كليات أصول الدين الركن الركين لروح الازهر وفلسفته ومنهجه الاشعري الوسطي الذي نشر الاسلام في العالم بدون تطرف، كذلك كلية الشريعة، وكلية اللغة العربية، وما دار في هذا الفلك من معاهد ومدارس، أعني أزهر العلوم الشرعية، أما الجامعة التي أنشئت في الستينيات فكانت كيانا مفروضا علي الازهر من خارجه، كما قيل وقتئذ الهدف منها إضافة كليات عملية يخرج منها أطباء ومهندسون ومتخصصون في العلوم، يكونون ايضا دعاة، الفكرة نظريا رائعة، لكنها بعد ما يقارب النصف قرن تبدو فاشلة، فلا الجامعة تخرج طلبة درسوا العلوم الحديثة بعمق كنظرائهم في الكليات المماثلة، ولا تخصصوا في العلوم الشرعية مثل الطلبة المتفرغين لدراستها في الكليات التي اشرت إليها والتي تقع بجوار الجامع والجامعة التاريخيين، كان الهدف الحقيقي لانشاء الجامعة الحديثة تقليص دور الازهر التاريخي والذي لم يقتصر علي تدريس العلوم الشرعية، بل كان له دور عام في الحياة السياسية والاجتماعية، لقد أسند مشروع تطوير الازهر - كما سُمي - إلي كمال رفعت وهو أحد رجال الثورة المحترمين، لكن ما علاقته بالازهر؟، تطوير الازهر يجب أن يتم من داخله، نتج عن هذا المشروع تلك الجامعة في مدينة نصر، والتي يسود طلابها الاحباط واليأس من المستقبل نتيجة غموضه وضعف المستوي العلمي للخريجين وهذا يكمن وراء أسباب العنف غير العادي الذي يمارسه الطلاب، يقول رئيس نادي هيئة التدريس إن اقتراحي بالغاء هذه الجامعة، أي إنهاء تبعيتها للأزهر وتحويلها إلي جامعة مثل القاهرة وعين شمس، سوف يؤدي إلي زيادة الإرهاب، إن وجودها بالوضع الحالي أحد أسباب الارهاب الفعلي الذي نري عنفه يوميا، لاول مرة في تاريخ التظاهر الطلابي يدمر الطلبة منشآت تعليمية مفروض أنهم ينتمون إليها وتخصهم، هل فكر أحد من الاساتذة في دراسة هذه الظاهرة؟ ما يستحق الدعم والمساندة هو الازهر الحقيقي وليس هذه الجامعة التي تنتمي إلي الكيان التاريخي بالاسم فقط.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles