أشاهد التليفزيون وحدى.. يرتفع الأدرنالين.. يحترق دمى.. أصرخ: يا غبى! يا منافق!، هذا المتقعر فى كرسيه أمام ابتسامة المذيعة يقول: لن أنتخب السيسى حتى أقرأ برنامجه! أرد عليه وهو لا يسمعنى: لقد قرأنا برنامجه أيها الأحمق الأجوف منذ ٣/ ٧/ ٢٠١٣.. كان موقفه مثل أثناسيوس.. قالوا له: العالم كله ضدك يا إثناسيوس.. قال: وأنا ضد العالم!.
د/ وسيم السيسى كتب هذا الكلام حرفيا فى فى الفقرة الأولى من مقاله يوم ٨/ ٢/ ٢٠١٤، بعنوان ''العالم كله ضدك يا سيسى! قال: وأنا ضد العالم!'فى مُنتصف المقال كتب يقول: ''أنا شخصياً لا أريد برنامجاً للسيسى.. فقد أعطانا برنامجه الجينى.. الكروموزومى.. ألا وهو: إن الشجاعة فى القلوب كثيرة، ورأيت شجعان العقول قليلاً!. إنتهى كلام دكتور السيسى. لو كنا بالفعل ندرك ما تتطلبه منا مصر فى الحاضر و المستقبل، لأستيقظنا لنعرف أن زمن الحاكم البطل الذى يأتى محمولاً على الأكتاف مُحاطاً بضجيجٍ من الطبل و الزمر و التصفيق و زغاريد النساء قد ولى. نحن الآن فى زمن الموظف العام الذى يدخل إلى قصر الرئاسة ليعمل و هو مدعومًا بفريق عمل متحضر و برنامج يليق بمصر و يتناسب مع طموحات شعبها. برنامج يُحقق العدالة الإجتماعية و يُعيد الأمل الذى دب فى قلوب الفقراء والمُهمشين مع قيام ثورة يناير و الذى كانوا قد إفتقدوه مؤخراً بسبب الأزمات السياسة و الإقتصادية المتلاحقة و التى أدت إلى تردى الأوضاع المعيشية .
دع الحديث يأخذنا نحو تطلعات الكادحين و هم الأغلبية العظمى من هذا الشعب، لهم مطلب واحد فقط و هو إقامة العدالة الإجتماعية على أرض مصر. إذا تحدثنا عن العدالة الإجتماعية فسنجد أنها مُرتبطة كُلياً بالإقتصاد الشبه متوقف و المُكبَّل بالمشاكل التى تجعله لا يفى بتلبية الحد الأدنى من طموحات الأغلبية العظمى. إذاً كان الأمر كذلك، فعلينا أن نقوم بعمل دراسة شاملة تتضمن تشريح النظم الإدارية للإقتصاد لتجفيف منابع الفساد و وضع حلول للمشكلات التى تُكبِل الإقتصاد و تجعله عقيماً يسبح فى فَلَك الفساد و يصُب فى مصلحة الفاسدين و الصفوة. هذه المشكلات لاتزال قائمة و مُتفاقمة، إصطنعها و صنعها رموز الفساد كى تزداد قدراتهم على النهب. لذلك يجب أن يكون هناك عملية إصلاح جذرى بوضع إطار جديد للنظام الإقتصادى يهدف إلى إقامة حياة كريمة للمواطن، قائم على الكفاية و العدالة و الضمان الإجتماعى للفرد.
بإمكان الرئيس الفائز تغيير نظام موازنة الدولة بالعمل على زيادة الإيرادات الضريبية بالقضاء على الفساد فى مصلحة الضرائب و من ثَمَ مكافحة التهرب الضريبى و فرض المحاسبات الضريبية بأثر رجعى على المُتهربين. مع إقرار نظام جاد للضرائب التصاعدية على الدخل بدلاً من القانون المايع الذى تم إقراره فى عهد الجماعة التكفيرية الإرهابية. أيضاً رفع قيمة الضرائب على الرأسماليات الكبرى -الأجنبية و المحلية- التى تبيع منتجاتها بالأسعار العالمية مع رفع دعم الطاقة عنهم، علماً بأن هذه الإجراءات لن تؤثر على عملية جذب الإستثمار لأن عوامل جذب الاستثمارات تعتمد على كفاءة البنية التحتية و مدى القدرة الإنتاجية للأيدى العاملة و الاستقرار السياسى و تسهيل الإجراءات الإدارية و العدل الذى يتمثل فى إستقلال القضاء. هناك أيضاً إجراء هام جداً آخر يُمكن إتخاذه على الفور و هو إلغاء الصناديق الخاصة و إدماج مخصصاتها و ملياراتها في الموازنة العامة للدولة، فهى تعتبر حديقة خلفية خِصبة لتلاعب و فساد كبار موظفى هيئات الدولة.
كل هذه الإجراءات ستُمكن الدولة من النظر بجدية لتحسين حال المواطن الكادِح و الشعب المصرى أصيل و مُكافح و يتمتع بعقل جمعى مُتميز سيُمكنه من أن يرى من يعمل فى مصلحته و سيدعُمه بقوة و بكل ما يملُك من طاقة للمُضى نحو مستقبل أفضل. إن كان الرئيس الفائز ذو خلفية عسكرية، فلايزال شعب مصر يكن كل الود و التقدير لقواته المسلحة و يتوسم فيهم الخير و كم من جيوشٍ أثبتت و جودها بعد الثورات بالمساهمة الفعلية فى نهوض بلادها.
الإطلاع على برنامج المرشح الرئاسى سيعطى للمواطن خلفية عن الإتجاه الذى سيأخذنا المرشح الرئاسى نحوه حينما يفوز و يدخل ساحة الحكم. لا تنسى أننا قد تعلمنا الدرس الذى لقنتنا إياه الجماعة الإرهابية الخائنة التى كادت تتجه بنا نحو الهلاك.اللهم احفظ مصر و شعبها من كل سوء.
مع الإعتذار للدكتور وسيم السيسى، له تقديرى و إحترامى.
↧
المُتقعر و إثناسيوس
↧