تأليف : محمد السويسي
كان يجب أن يمتد الربيع العربي إلى لبنان لينسف الإقطاع المالي السياسي الحاكم الذي افتعل حرب السنتين ليعطل جميع مرافق الدولة الرسمية في مدينة طرابلس فأهمل محطة الكهرباء التي كانت تغذي الشمال وبعضاً من جبل لبنان و بيروت ..
وأرسل هذا الإقطاع وقتذاك من يقصف خزانات المصفاة من أجل تعطيلها وتدميرها ..
وحرب السنتين انفجرت قبل اشهر من تدشين معرض طرابلس عالمياً بعد أن استكملت جميع تجهيزاته ..
كما عطلوا المرفأ والسكة الحديد والمستشفى الحكومي ودمروها كما دمروا مصانع البحصاص التي كانت تضم الآف العمال زيادة في قهر طرابلس وإفقارها ..
إلى حد أنهم لم يوفروا البلدية من أذاهم بتعطليها الدائم خوفاً من تحسين المدينة وتجمليها لعرقلة مجىء السياح إليها واستحضار المليشيات الإرهابية المسلحة للتقاتل فيما بينها بتمثيليات مفتعلة لأنها كانت تتقاتل من أجل لاشيء سوى تعطيل المدينة وخرابها ..
وبعد أن رحلت فإنهم يرسلون من يفجر هنا وهناك حتى يعطلوا مصالح المدينة وتجاراتها من زوار الأقضية والجوار وليس من السواح فقط ..
كل ذلك ليضعوا يدهم على واردات الدولة ويحصرونها ببضعة اشخاص فقط بدلاً من أن يعود ريعها للخزينة والشعب عدا المتاجرة بالدواء واللحوم الفاسدة ..
ومع هذا النهب المتمادي امتنعوا عن تقديم أي ضمانات إجتماعية للشعب خوفاُ من أن تنقص أرباحهم ، فلاتأمينات إجتماعية أو صحية ولاضمان شيخوخة أو تعويض بطالة للعاطلين عن العمل ..
وكلفة ذلك كله 1300 مليون دولار تشكل 20% بالمئة من ارباحهم المنهوبة من الشعب ...
كان يمكن إرغامهم على ذلك ولكنهم اشتروا كل الأحزاب بالرشوة بالمال والمناصب والنيابة والوزارات بعد أن حصنوا أنفسهم بسلاح المليشيات التي يحمونها على حسب الشعب والوطن ..
واخترعوا مليشيا حزب اللاه لحمايتهم تحت عنوان المقاومة بمساعدة سوريا ، رغم وجود الجيش اللبناني الوطني ، زيادة في الخداع و التضليل والسرقة والنهب ..
ولو انتهى الحزب وذهب مع ذهاب النظام الإيراني فسيأتون بمليشيا أخرى حماية لأرباحهم وقد جعلوا من اي مليشيا شريكة في نهبهم وارباحهم .
ومع كل هذا الألم فإنهم لو أزاحوا عن السلطة والحكم فبالإمكان إعادة تصحيح موازنة الخزينة وإعادة التوازن للرواتب والأجور ووقف النهب وإصلاح وضع الكهرباء والإدارة وقف السرقة فيها والهدر وتحقيق كل الضمانات الإجتماعية لدفع مسيرة الوطن نحو الأفضل في خدمة الشعب والوطن ..
إنهم لايحتاجون لمن يعلمهم على إصلاح الوضع وخدمة الوطن والشعب ..ولكنهم يتعمدون أذلال الناس وقهرها بسلاح حزب اللاه في مواجهة الجيش الذي يخشونه لئلا يغضب عليهم اسوة بجيوش العالم ..وقد امنوا مع دعم الأمريكان لهم ، أعداء الحرية والإنسان .