Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

المفهوم الخاطئ يفضي إلي مشروع فاشل آخرته سيئة (الأخيرة)

$
0
0

والآن وبعد كل هذا العرض، ما هي النتيجة المتوقعة لما عرفنا من أمر المهاجرين بالجسم فقط؟

نظرا لأن المشروع محكوم عليه بالفشل فلابد من إفتراض أن هذا الفشل سوف ينعكس فى التلقي المجتمعي الغربي لهؤلاء القائمين عليه. فالمجتمعات الغربية بعد أن قطعت شوطا كبيرا على طريق الحرية السياسية والإجتماعية ليست على إستعداد لأن تتراجع عن هذه المكاسب التي تحققت لها. فقيم مثل تحرير الإرادة السياسية عن طريق الإنتخاب المباشر أو تحرير الفكر العقائدي عن طريق فتح باب العقل أمام جميع أنواع الفكر بما فيها الفكر الرافض للأديان وللسيطرة الكنسية أو تحرير الحياة الإجتماعية بقبول العلاقات الغير قائمة على الزواج أو بمساواة المرأة بالرجل أو غير ذلك من الحريات الأخري كحرية النشر وحرية النقد وحرية التعبير بالرسومات والكلمات فى كل الأمور، جميع هذه القيم هي من القيم المتصادمة بشكل مباشر مع القيم الشرقية التي لا يريد المهاجرون أن يتنازلوا عنها. وهذا هو مربط الفرس.

فالصورة التي تنطبع فى الخلفية الجماعية للمجتمعات الغربية عن الشرقيين سوف تزداد سوءا كلما غالي هؤلاء فى التمسك بهذه القيم التي يفاخر الغرب غيره بأنه قد تعدي مرحلتها. وصورة المسلمين اليوم فى العالم الغربي أسوأ كثيرا جدا عنها منذ ربع قرن مضي.. والسبب لا يقع فقط فى كل تلك الأحداث العامة التي وقعت خلال تلك المدة، سواء الإرهاب أو جرائم الفردية،  ولكنه يقع بنسبة أكبر فى طبيعة التصرفات التي يمارسها الشرقيون فى مجتمعهم الجديد.

فرفض دروس السباحة مثلا لبنات المدارس هو مما لا يستطيع الغربيون تفهمه بسهولة وإن وافقوا عليه تجئ هذه الموافقة على مضض ولأسباب "دينية"إحتراما لعقائد الآخرين.

أما الخطأ الهائل الذى يرتكبه أهل الشرق فى حياتهم فى الغرب فهو المحاولة الدائمة لجذب الغربيين لدخول الدين الإسلامي. وهي محاولة قد يكون الباعث إليها طيبا، ولكن الطريقة التي يتم بها التنفيذ تجئ فى معظم الأحيان سيئة جدا ومعدومة الذكاء. فالأسلوب مبناه أولا الهجوم على القيم الغربية سواء منها الديني أو الدنيوي لكي لا يبقي أمام السامعين إلا التحول إلى الإسلام طريقا للخلاص. وثانيا يأتي هذا الهجوم من متحدث هو نفسه عادة ليس صاحب أي تجربة ناجحة تجعل منه مستحقا للتصديق..  وكثير من هؤلاء الداعين أو الدعاة لا يعملون ولا يكسبون أي مكاسب مادية تجعل منهم ممولين للضرائب، بل على العكس هم فى معظم الأحيان يعيشون على الإعانات الإجتماعية التي تصرفها الدولة من أموال دافعي الضرائب، وهذا عامل هام جدا فى جذب قدر هائل من عدم الإحترام إلي اشخاصهم.

وهكذا ومع مرور الوقت بدأ يتكون فى الغرب إقتناع عام بأن المسلمين هم من الحضارات المتخلفة التي لن تتحسن ولن تغير عاداتها المتخلفة مهما طال بها المقام فى الغرب، وهو ظلم بين يقع على الكل بسبب سوء تصرف البعض.

وما أتوقعه أنا شخصيا هو موجة كبيرة من العداء للمهاجرين لا تفرق بين من تأقلم ومن لم يستطع إليه سبيلا  أو لم يرغب فيه. وقد يأتي يوم يكون فيه على حفيد المهاجر الذى لا يزال يحمل إسم جده أن يخرج من الغرب حيث أن أحدا لا يريد أن يؤجر له سكنا ولا أحد يريد أن يمنحه وظيفة أو يتعامل معه، فقط بسبب إسمه الذى يحمله دون إعتبار لطباعه وصفاته وإمكانياته الشخصية.. وهذا هو الخطر الذى قصدته بالنهاية السيئة للمشروع الفاشل المبني على المفهوم الخاطئ.

اللهم نسألك اللطف..


Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles