Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

الإسلام والأحزاب

$
0
0


تأليف : محمد السويسي 

جاء الاسلام لينهي العصبية الفئوية والفردية والعائلية التي كانت سبباً في تخلف العرب وتقهقرهم وتسلط الفرس والروم عليهم  وتشرذمهم . 

فلا فئوية أو عائلية أو عشائرية في الإسلام ، بل عصبية قومية تصهر جميع العرب  تشد أزرهم وتحفظهم في قوم متماسكين وفقاً للنص القرآني الذي لالبس فيه بقوله تعالى :

"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف .. "
وهذا الخيار ليس عبثياً بل لشمائل اختصت بالعرب في حسن تعاملهم مع الآخرين وفيما بينهم على أسس اخلاقية بما فيها من عزة وإباء وشرف افتقدتها الشعوب الأخرى ، خاصة أثناء الحروب ؛ فكانت التوصية باحترام الشيوخ والأطفال والنساء واصحاب الديانات الأخرى واحترام مراكز عباداتهم ورموزهم الدينية وعدم التعدي عليها او استحلالها  ، أمراً دينياً إسلامياً ملزماً،  الذي نراه بإيجاز في التعهد  الذي أعطاه الخليفة عمر بن الخطاب  للمسيحيين عند  فتح بيت المقدس ، بما يعبر عن اخلاقيات المسلمين  ونهجهم في الفتوحات والتعامل مع أعدائهم ، التي لمسها الغرب مجدداً في العصر الوسيط خلال الفتوحات الأيوبية لبيت المقدس زمن الإحتلال الصليبي ، ونصه كالآتي :

"بسم الله الرحمن الرحيم.

هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء  من الأمان.

أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم. سقيمها وبريئها وسائر ملتها. أنَّه لا تُسكَن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من صلبهم، ولا من شيء من أموالهم. ولا يُكرَهون على دينهم. ولا يضار أحد منهم. ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود. وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم، فهو آمن على نفسه وماله، حتى يبلغوا مأمنهم. ومن أقام منهم آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وعلى صلبهم، حتى يبلغوا مأمنهم. ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. كتب وحضر سنة خمسة عشر. شهد على ذلك خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان ".

الا أن اليهود الذي ساءهم هذا الفكر الإسلامي المتسامح ونهجه مع هيمنتهم المالية على الأعمال التجارية لشركة الهند الشرقية البريطانية عمدوا مع بدء القرن الثامن عشر إلى اعادة احياء الحزبية الفئوية والفردية والعائلية  الطبقية بين العرب بعيداً عن  القومية التي اجازوها للأوربيين لتوحيدهم وزيادة منعتهم بصهرهم ، وحاربوها بالنسبة للعرب من خلال أحزاب ومفكرين موالين للغرب في العالمين العربي والإسلامي  خوفاً من  عودة النهوض العربي إن التمس المبادىء التي قامت عليها إمبراطوريته الحضارية في وقت سابق عندما كان الغرب يرسخ في ظلام الجهل لتخلفهم الثقافي والعلمي    .
كما عمدوا الى مساندة بعض العائلات المحلية في كل بلد عربي وإسلامي من خلال تجارة احتكارية في التوكلات التجارية لتكون سنداً لهم  في استغلال موارد البلاد بأبخس الأثمان ، فشجعوا  على تكوين مذاهب وأديان جديدة أو إعادة إحيائها ، لشرذمة المجتمع الهندي والباكستاني المسلم ، ومنها الديانة القاديانية ، نسبة الى مؤسسها غلام أحمد القادياني ،التي شجعت على إنشائها نهاية القرن التاسع عشر ، ومن ثم عمدت  إلى إنشاء الحزب الشيوعي في روسيا تحت شعارات براقة جذبت العمال والفلاحين وقطاع كبير من المثقفين لتأييد مخططاتها ، دون دراية منهم ، بما يؤدي إلى تقويض الصناعات الروسية المحتكرة من العائلة الإمبراطورية لإجبار النظام الجديد على الإستيراد من بضائعها الغربية والتعامل معها .

كما شجعت على إرسال  الدعاة الآسيويين ، من الهند وباكستان للإقامة في الدول العربية والدعوة للإسلام خارج المفهوم القومي  العربي الذي اسسه عمر بن الخطاب والخلفاء الراشدين والأموييين ، الذي كان قد ضعف زمن الخلافة العباسية مع غلبة الفكر الشعوبي لاعتمادها على الفرس الأعاجم وأمثالهم في ثورتها لانتزاع السلطة من الأمويين العرب . ليتم نقض توصية عمر بن الخطاب العروبية ،عن سابق تصور وتصميم ، فيوضع الحديث المغلوط عمداً من رجال دين أعاجم  لإضعاف وحدة العرب القومية وبث الفتن بينهم  في التلاعب بالتفسير القرآني والنصوص الفقهية التضليلية من أعاجم لايفقهون اللغة العربية وبالتالي لايعقلون معاني القرأن الكريم   معتمدين على حديث موضوع عن الرسول الكريم لاسند له أو صحة  إلا في كتبهم ،  وفحواه انه " لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأبيض على أسود ، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب " .

ولو أخذنا جدلاً بصحة هذا الحديث  الذي لايمكن إثبات صحته مع تقادم الزمن ،  لأن الإسناد المعتمد ليس سوى خداع أعجمي  شعوبي  ، بدليل أن آلآف الأحاديث المشكوك بها موضوعة أيضاً بإسناد التواتر أيضاً وليس اسهل من ذلك ، مع إنه لايصح أي إسناد أو تواتر إلا بالتوافق مع النص القرآني  .  وعليه فإن هذا الحديث لايعني القبول بتولية الأعاجم السلطة على العرب ، بل إن معناه يتعلق بعدالة الله يوم الحساب بأنه لافضل ولاتمييز لعربي على اعجمي او لأعجمي على عربي إلا بتقوى الله في أعماله وممارساته الدنيوية في العبادة والتعامل مع الآخرين. بينما فضل الله العرب على الأعاجم في الدين والسلطة وفقاً للآية التي أوردناها كما تفضيله للأنبياء وفق قوله تعالى :

"ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض "..وفي موقع آخر ""تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض " ..كما والتفضيل بالنسبة  لعامة المسلمين من الصحابة : في قوله تعالى : "والسابقون السابقون أولئك المقربون ".. كما فضل البعض في الرزق وفق قوله تعالى :"وَاللَّهُ فضل بعضكم على بعض في  الرِّزْقِ ".

والقصد من هذا الإيراد هو أن التفضيل حاصل من  الله لعلم عنده  بين البشر كما بين الأنبياء ،  إلا أن الأعاجم ينكرونه لما لهم مصلحة في ذلك للهيمنة على الدول العربية .

ولو تمعنوا قليلاً في خلق الله لوجدوا ان التفضيل حاصل في المشاهدة للبشر في الدمامة والجمال والذكاء والبلادة والصحة والنشاط والضعف ألخ ..لذا فإن أنكار البعض له ليس في محله بل أنه تضليل ومعصية لقول الله واستهانة به .

 

ويؤكد ذلك قوله تعالى : "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله   ".

 

وهذه الآية كافية لتأكيد توجه عمر بن الخطاب ومن بعده عثمان وعلي وخلفاء الدولة الأموية ، لمن اطلع على سيرته ونهجه ، بأن تكون الولاية والحكم بيد العرب ، وكذلك الإدارة والجيش والشرطة من أجل دعم سلامة الدعوة الإسلامية وتنزيهها من الخزعبلات الوثنية من غير العرب ، وهذا يفسر القصد من قوله تعالى : "كنتم خير أمة ...وتؤمنون بالله "اي تؤمنون به إيماناً منزها بوحدانيته دون شراكة وثنية في التوسل إليه بواسطة البشر او الحجر كما تفعل بعض الشعوب الأخرى والشعوبيين المتأثرين بالأعاجم والموالين لهم رغم دخولهم  في الإسلام إلا أن الإيمان لم يعمر قلوبهم ، إذ لازالت تتوسل بالقبور وبالأموات وتقدسها  في التقرب إلى  الله ، رغم تعارضها الشديد مع النص ، لغلبة وثنيتهم على إيمانهم لعدم قدرتهم على فهم معاني القران وإن تعلموا العربية ،  لأعجميتهم  التي تعصى على الفهم والإدراك للفقه الإسلامي واللغة العربية .


ولم يكتف اليهود بذلك بل أنشأوا  الحزب النازي ليعمل تدميراً في اوروبا بأكملها بما فيها روسيا ، للإستيلاء على أموال المساهمين في الشركات والمؤسسات المالية ، وكذلك الاموال المدخرة في البنوك لينقلوها الى امريكا حيث قاعدتهم الإستثمارية الأقوى ، ليعلنوا إفلاس هذه المؤسسات الأوروبية بفعل الحرب العالمية الثانية ، ومن ثم ليعيدوا  بنائها بربح وفير بمواد ومنتوجات من مصانعهم ومؤسساتهم الامريكية الجديدة .
وفي هذا الضياع ، ومن خلال الإحتلال البريطاني للعالم العربي هيأت الصهيونية للإستيلاء على فلسطين بالتشجيع على إنشاء الأحزاب في العالم العربي بما يخالف مبادىء الاسلام بوعد من البريطانيين بايلاء هذه الأحزاب  السلطة في بلدانها مع مساعدات مالية بغطاء إجتماعي وتعليمي يذهب معظمه لجيوبهم  ، بهدف تفتيت مجتمعه وإيمانه على اسس فئوية وحزبية وعائلية ، الى أن ضاعت فلسطين وضاعت الأمة العربية والمسلمين وقد ترسخت في صدورهم مازرعه اليهود في عقولهم منذ صغرهم من عداء للعروبة ، لغة القرآن والمسلمين  .

ومع كثرة الاحزاب وكثرة المؤامرات أضحى الإنفاق المالي كبيراً عليها ومعقداً فلجأ اليهود من خلال بريطانيا وأمريكا الى انشاء نظام مذهبي شعوبي في ايران  ، على عتبة ثمانينات القرن الماضي ، كبديل عن النظام الإمبراطوري الشاهنشاهي بشعارات حماسية كاذبة كما شعارات كل حزب أنشاته في العالم ، من أجل استخدامها في تمويل كل الأحزاب في العالم العربي المرتبطة بالسياسات الغربية لتسهيل وضع يد اليهود على كامل ارض فلسطين باستثناء غزة والإستيلاء على القدس.

ونجح الأمر وسادت الأحزاب لتعيث فساداً في الأمة العربية لقاء مايتلقى اصحابها من مال في هذا السبيل من إيران  مع ضعف الوازع  الديني والعروبي والقومي وتفشي الجهل ، الى حد ان هذه الاحزاب المستحدثة ، بما يتعارض ومبادىء الإسلام ، اعتبرت اي تجمع للعرب يعيد قوميتها  وفقاً لجذورها الإسلامية الأولى كفراً صريحاً ،  وفي ذلك نصر للمخططات اليهودية واهدافها .

لذا فإن كل حزب او تنظيم او جمعية او أشخاص يتلقى أموالاً من إيران أو بريطانيا او المخابرات الأمريكية تحت اي يافطة او عنوان ، فإنه بعلمه أو بدون علمه ليس سوى خائن وعميل وعدو لله وللعرب والاسلام لأنه أداة في المشروع الصهيوني لتفتيت الأمة العربية وضياع فلسطين عن جهل منه وعدم وعي .

 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles