Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

الروح ، ماهيتها وأين تذهب ؟

$
0
0

تأليف : محمد سعيد السويسي. ( طرابلس في 3 شباط/فبراير 2014)
الروح سر دفين يحير الإنسان منذ أن خلق الكون وهو يتساءل عن ماهية الروح وسرها وأين تذهب بعد مماته ؟
ورغم أن الروح ليست شيئاً ملموساً أو يمكن رؤيته إلا أن العرّافين والمحتالين يعطونه شكلاً ضبابياً على شكل إنسان احياناً أو قطعة قماش ، وكلها ضرب من ضروب الإحتيال والإبتزازلاأساس لها مستغلين جهل العامة في مسألة بالغة التعقيد .
وسنتعرف الى ماهية الروح وطريقة عملها ومكان مغادرتها بعد موت الإنسان وانفصالها عن جسمه ، وذلك بعد مقدمة صغيرة ليمكن فهمها أو بالأحرى فهم آليتها .
بدءاً ، فإن الروح هي من أمر الله تعالى كما جاء في كتابه العزيز : "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ".
وكذلك كل ماخُلق في الكون هو من أمر الله وفق قوله : (قلنا للسموات والأرض أتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) .
وفي أية أخرى :(إنما قولنا لشىء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ).
وعليه فإن الروح هي من ضمن تلك الإرادة الربانية ، كما في خلقه الكون بما اشتمل عليه من مادة وحيوان وجماد ونبات ومخلوقات متعددة الأنواع والأشكال .
وكل ماخلق الله بأمره وإرادته مكون من مادة هي الذرة ، وكل مادة تختلف ذراتها بما تتضمن أيونات ومن سلب وإيجاب وألكترونات تختلف عددها من مادة إلى أخرى في الكثافة والثقل والنوع . والهواء أخفها لذا يتبخر سريعاً ، إذ ان ذرة الهيدروجين الذي هو الأكثر توافراً في الكون والذي ينتج الهليوم عنه فإن له نيوتون واحدة وألكترون واحد ، ولذا فإن تماسكه ضعيف لضعف جاذبيته ولذا يظل في حالة غازية عند تبخره .
وكذلك حال جسم الإنسان كما كل ماخُلق في الكون هو عبارة عن ذرات متماسكة ، معظمها من الماء ، لذا فإن الإنسان عند موته يتحلل جسده ضمن وقت معين وتتبخر ذرّاته ، ومع الوقت يتلاشى تماماً حتى من الرماد .
وبما أن جسم الإنسان مركب من مليارات الذرّات ، فإن لكل ذرة فيه خصائصها ومؤثراتها الخارجية التي تخضع لها وتتفاعل معها ، ولولا ذلك لما عرف الناس المرض ولظل الإنسان شاباً طوال حياته .
لذا فإن حياة الخلود في الجنة كما وصفت لنا ، تقتضي أن يظل الإنسان شاباً إلى ماشاء الله ، لملايين السنين أو أكثر ، دون ان يهرم أو يمرض . وذلك ممكن أن يحصل على الأرض إن اختفت المؤثرات الخارجية الموجودة في الشمس وفي كل مخلوق بما يملك من جاذبية مضادة في تكوينه ، تؤثر على الأخرين من بشر وحيوانات ونبات .
ولنأخذ مثلاً ، إن استطعنا أن ناخذ إنساناً في سن معين أو أي مخلوق آخر وعزلناه في مكان ما بعيداً عن اي تأثير خارجي ، فإنه يظل على عمره الذي وضعناه فيه لآلآف السنين ، فقط لأننا عزلناه عن المؤثرات الخارجية ؟!
إلا أن ذلك يظل مستحيلاً لأن أي مكان نضعه فيه ، تحيط به المادة وبالتالي المؤثرات الخارجية المجاورة أو البعيدة، إلا بطريقة واحدة وهي أن نعكس المؤثرات ، أي نعكس جاذبية المادة ، وهذ ايضا مستحيل .
إذ أن الإنسان لايتأثر بالإشياء التي حوله فقط بل وبكل مايحيط به في الكون من كواكب ومجرات ، وأهمها أشعة الشمس وحرارتها بما فيها من مادة مختلفة الانواع .
لذا فإن حياة الخلود تقتضي عالماً آخر غير عالمنا وكوناً غير هذا الكون وسماءً غير هذه السماء وأرضاً غير هذه الأرض ليستقيم حياته وخلوده دون أذى أو هم أو قلق أومرض ، لأن كل مايصيبنا من مرض وشيخوخة وخلافه هي من المؤثرات حولنا المختلفة الأنواع والدرجات .
ونعود بعد هذه التوضيح للتعريف بماهية الروح التي هي أيضاً عبارة عن ذرة في جسم الإنسان يغلب ان تكون في الدماغ لأسباب عدة جوهرية ،اهمها أنها أفضل وألطف مكان لحفظها فيه .
ومع تقدم العلم فإننا نستطيع ان نشبه عمل هذه الذرة كما الشريحة الألكترونية في الأجهزة العائدة لها حيث تخزن المعلومات وتنظم عمل الآلة بما صنعت لأجله .وكذلك حال "شريحة"الذرة في الإنسان ، إن صح أن نطلق عليها هذا الأسم في تقريب للفهم ، التي خلقت من لدن خبيرعليم قدير لتنظيم عمل الإنسان ، إذ أنها محور ذكائه وتفكيره وحركاته ، ودونها الموت .
إلا أن هذه حياة هذه الذرة "الشريحة "تحتاج الى حرارة معينة يجب أن لاتهبط كثيراً دون درجة الحرارة الطبيعية للإنسان ولاترتفع كثيراً عنها وإلا أصابها العطب وخرجت من جسمه وبالتالي تتوقف حركته ويموت ، إذ يقتلها البرد الشديد والحرارة المرتفعة .
ولنأخذ مثلا بسيطاً عن ذرات الحديد قبل أن نسترسل في الشرح للتقريب من الذهن والفهم ، مع تشابه عمل الذرات .
فالحديد له 26 ألكترون مما يزيد من قوة جاذبية ذراته وبالتالي من صلابته لكثافته وقدرته على المقاومة التي لايمكن أن تلين أو تُسيّل إلا وفق حرارة عالية جداً ، بعكس مواد أخرى كثيرة تلين وتذوب بالتسخين الحراري البسيط . ولا يمكن للحديد أن يلين إلا بعد أن يتعرض لحرارة شديدة تبلغ 1538 درجة مئوية ،وهي درجة الإنصهار ، عندها تتحرر ذراته من جذب نواتها التي تتجمع الى بعضها ، لتكسب ليونة كافية قابلة للطرق والسحب . وإذا تم رفع نسبة تسخينها الى 2861 درجة مئوية ، وهي درجة الغليان فإن مادة الحديد تصبح ساعتئذ لينة ومطواعة الى درجة كبيرة بحيث يصبح بالإمكان تشكيلها بالشكل الذي نريد .
ويعترينا التساؤل هنا أين ذهبت الألكترونات عندما انفصلت عن ذراتها وما حل بها؟ الجواب هو أن ألكترونات الحديد تبدأ بالتخلخل والتحلل من جاذبية النواة تدريجاً وفقاً لدرجة الحرارة التي تتعرض لها ، لتبداً بالتحرر والتخلي عن محيطها المغناطيسي عند درجة 1381 درجة مئوية بآلية متذبذبة كذرات متراقصة متلاعبة عند الحد الأعلى لمستوى "التبخر"الحراري ؛ كما تتلاعب قطرات المياه على رأس النافورة ، فبقدر مانزيد من ضغط المياه إندفاعاً بقدر ماتتلاعب القطرات ويرتفع مستواها والعكس بالعكس ؛ وهكذا بالنسبة لذرات الحديد فطالما أن الحرارة في ازدياد فإن الذرات ترتفع بقدر نسبة تلك الحرارة ، وما أن تبدأ تلك الحرارة بالتناقص والإختفاء حتى تعود الذرات الى مواقعها تدريجاً كما كانت قبل التسخين وذلك بفعل جاذبيتها التي ترتبط بها مع نواتها ، ويالتالي تعود الى صلابتها لوجود فراغ بين النواة والألكترونات يخضع لجاذبية مضادة وفقاً لحركة التنافر المغناطيسي بينهما.
وكذلك حال ذرة الروح إذ أنها مع تصاعد الحرارة فوق قدرتها على التحمل فإن ألكتروناتها تبدأ بالتخلخل والتحلل متخليّة عن نواتها لتغادر جسم الإنسان ، إلا أنها تظل قريبة من نواتها منتظرة عودة الحرارة الملائمة لتعود اليها .
والحرارة الملائمة لهذه الذرة النواة تفقدها عادة في حالات عدة منها ، إرتفاع حرارة الإنسان عن المعدل ، من مرض كالحمى أو ضربة شمس قوية او غيرها .وقد تؤدي حرارة الشمس القوية الى خلخلة تنظيمها وقدرتها على التوازن وبالتالي ينعكس ذلك خللاً في وظائفها وتراجعاً في توازنها بانعكاس سلبي على سلوك الإنسان ، وهذا يؤكد وجودها في مكان ما في اعلى الرأس حيث الناصية .
كما ان الحرارة العالية تجعل الكتروناتها تغادر موقعها ، كما أن انخفاضها يجعلها تغادر أيضاً ، وذلك يحصل عند انقطاع الدم عن الرأس كأن يتوقف القلب عن الخفقان والضخ وبالتالي يتوقف جريان الدم الى الدماغ وتهبط حرارته مما يدفع الألكترونات الى المغادرة فوراً.
لذا فإنه بالإمكان إطاله عمر الإنسان لعشرات إضافية من الأعوام بل والمئات ، إن لم يمت دماغه او تتحلل ذرات جسمه أو إن لم يتوقف قلبه عن الخفقان ، بأن نضع وسائل طبية من أنابيب تمده بالغذاء اللازم الذي يحافظ على حرارة دماغه الطبيعية بحدود 37 بالمئة .
ولكن المهم أن هذه الألكترونات لايمكن أن تغادر موقع الجثة وإن تحللت ، أو بالأحرى موقع الذرة "الشريحة"الموجودة فيها ، ولكنها مع ذلك تظل على مسافة قريبة جداً منها ولا تتوقف عن الرقص والحركة وفقاُ لقانون المغناطيسية المضادة التي تربطها بها ،إلا أنه لايمكن ان تلتحم بها إلا وفق حرارة معينة تفتقدها .
ولكن مع ذلك قد تعود الى الإندماج فيها مع إنفصال المتكرر على فترات متباعدة إن حصلت على حرارة معادلة لحرارة الدماغ إذ أن مهمتها تقتصر على إحياء الدماغ وتنظيم حركته ، ولكن ليس التحكم بإرادته ، ليقوم بعمله بالنسبة لحركة الجسم .
إلا أنها تصبح عديمة الفائدة مع موات الجسم وتحلله التي لاتتلائم إلا معه وفق مغناطيسية متجانسة ، لذا لايمكنها من ان تنتحل جسماً آخر أو تتلبسه الا بتعديل مغناطيسيتهما وهذا ايضاً مستحيل ، بانتظار تجدد خلايا جد يدة في عالم آخر لتعود اليه وتبث فيه الروح في وقت ما مع ملازمتها ومداومتها التواجد بالقرب منه .


Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles