Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

ماذا يجري في طرابلس لبنان ..ولماذا ؟

$
0
0

2014-03-30

بقلم : محمد السويسي

     إن مايجري في مدينة طرابلس من قصف وقنص لمواطنيها الأبرياء بصورة مستمرة من موقع شعوبي مذهبي موال لسوريا وحزب الله يدعو إلى الحيرة والإستغراب من سكان المدينة كما من مواطني لبنان والعرب إذ لايوجد في  طرابلس أي تنظيمات سلفية مسلحة أو حركات اصولية عسكرية أو تكفيرية ، سوى مجموعات وعصابات مسلحة تدين بالولاء والتبعية لحزب الله وممولة منه بطريقة غير مباشرة من خلال فعاليات سياسية محلية على صلة بالحزب وبالنظام السوري، رغم إفتراءات الإعلام التابع لحزب الله وسوريا وإيران.

   إذ أن استهداف  طرابلس بهذه الإدعاءات المغلوطة يعود لطابعها الإسلامي السني بما تمثل من ثقل عروبي   يميزها عن جميع المدن اللبنانية ، والتي يدين جميع نوابها لتيار المستقبل، بما فيه الرئيس نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي اللذان تعود نيابتهما لاحتضان التيار لهما في لوائحه الإنتخابية.

  ومن هنا استهدفت طرابلس بعناية فائقة من كلٍ من الإقطاع السياسي المالي الحاكم لضرب اقتصادها  بتعاون وتنسيق مع المخابرات السورية والإيرانية وحزب الله ومن كل من يدين لهم بالولاء  من مختلف الطوائف والمذاهب بما فيه الطائفة السنية وإن كانوا قلة .

     إلا أن حزب الله  بما يملك من مال إيراني وجاه ونفوذ وسلاح، جعله مادة جذب وإغراء لكل الإنتهازيين من المنتفعين الساعين وراء المناصب والمال  والنفوذ ، إذ أضحت ممارسات الحزب عدوانية ضد الشعب اللبناني ، بعد إنسحاب إسرائيل من الجنوب وانتهاء أعمال المقاومة ، وقد تفرغ لاستباحة الداخل بتوجيه سلاحه إلى صدور اللبنانيين،  بدأها باغتيال رئيس وزراء لبنان الشيخ رفيق الحريري في العام 2005 واغتيال العديد من أنصاره وصحبه معلناً ولائه لولاية الفقيه الإيرانية في خطاب علني لأمينه العام  رافضاً الدولة ومؤسساتها قائلاً ، عندما يصبح هناك دولة فليأتوا إلىّ ؟

   اي نصّب نفسه حاكماً ديكتاتوراً على لبنان بقواه  المسلحة غير آخذ بنظام لبنان الديمقراطي الذي يفترض الترشح والإقتراع في مثل هذه الحالات ؟!

     مع إنفجار الثورة السورية في مطلع العام 2011 وإنقسام الجيش رفضاً لتمدد النفوذ الإيراني في البلاد بما يشبه الإحتلال ، إتجهت أنظار إيران نحو مدينة طرابلس نظراً لثقلها السني وعمدت بالتعاون مع المخابرات السورية وحزب الله والإقطاع السياسي المحلي  إلى تجنيد قلّة من فتيان القرى المجاورة للمدينة من المغررين العاطلين عن العمل وأدخلتهم الى سوريا في منطقة تلكلخ شمال مدينة طرابلس لتعدمهم جميعاً في كمين مسلح ولتعلن بعدها ، بشكل ساذج طفولي في رسالة موجهة الى أمريكا والغرب  ، أن أعمال الثورة في سوريا إنطلقت من الإرهابيين التكفيريين من مدينة طرابلس اللبنانية ، والإدعاء كذباً بأن مدينة طرابلس أضحت إمارة للسلفيين الممولين من المملكة العربية السعودية ،ما يدعو للذهول والدهشة لقصر نظر الإيرانيين ، وكأن أمريكا لاتدري بما يحصل في طرابلس ،  وبالدور الإيراني في الأزمة السورية ، بحيث بدأت الصحف الأمريكية مع تصاعد أعمال المجازر الإيرانية وحزب الله في سوريا ، تشير إلى أن إيران أضحت مأوى لقيادة تنظيم القاعدة في العالم . ليتبين مع تطور المعارك بعد أكثر من عام ، أن جميع التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سوريا هي بتمويل وتسليح إيراني   بتعاون مع النظام السوري . وقد  استحضرت الكثير منهم من العراق ، كتنظيم داعش وغيره الذين كانت مهماتهم تكاد تقتصر في الإستيلاء على مناطق الجيش الحر وإعاقة تقدمه واغتيال قادته لصالح النظام السوري .

    وقد صرح أحد المقاتلين من المعارضة أنه قد تم القبض في وقت ما ، على احد الأمراء التكفيريين الملثمين ، الحافظين جيداً للقرآن والحديث ، في منطقة الرقة من أعضاء تنظيم داعش ، ليتبين أنه ضابط إسرائيلي ارسل إلى العراق ومن ثم إلى سوريا لدعم النظام السوري ، وأن هناك العديد من زملاء له ، إلا أنه لايعرفهم ؟!

     هذا الفشل الإعلامي لإيران في تسويق التنظيمات التكفيرية في سوريا بعد افتضاح أمرها ، جعلها تعود إلى طرابلس بتعاون مع شعوبيي طرابلس  لمحاولة خلق إمارة تكفيرية مع تكثيف إعلامي متزامن بدأ بقصف المدينة من جبل محسن بتوجيه من ضباط إيرانيين وعناصر من حزب الله والإستخبارات السورية مع تكثيف إعلامي بأن هذه المعارك هي دفاعية ضد الحركات الأصولية السلفية التكفيرية التي تقودها المملكة العربية السعودية وتمولها من طرابلس ، علماً أنه ليس من حركات تكفيرية في المنطقة إلا لدى إيران بتمويل وتوجيه منها ؟!

   هذا الإتهام للمملكة استجد بعد أيام من تفجر الثورة المصرية في خطواتها الأولى في كانون الثاني / يناير من العام 2011 . إذ كان كل الإتهام الشعوبي لحزب الله والحزب العربي الديمقراطي في جبل محسن الموالي للنظام السوري ،   منصباً نحو مصر بأنها تدير الإرهاب في مدينة طرابلس لبنان ، ومن ثم استبدل  هذا التوجه نحو المملكة السعودية بعد سقوط النظام ؟!

   ولكن ما أن دعمت المملكة السعودية  الثورة المصرية حتى تغير اتجاه إعلام حزب الله نحو الهجوم على المملكة ليشتد مع دخول قواتها الى البحرين بناء على طلب حكومتها  لمناصرتها ضد الإرهاب الإيراني الذي كان يستهدفها من أعوانه من شعوبيي الداخل ،  ليرد على هذه النجدة السعودية العكسرية للبحرين   بقصف مدينة طرابلس إنتقاماً  منها كتجمع إسلامي سني ، تتخلله  فترات استراحة لأسابيع عدة مع اتهام المملكة بأنها تسعى إلى إقامة إمارة سلفية في مدينة طرابلس لقتل العلويين ؟!.

     وكل ذلك إفتراء مطلق كما سنبين بعد قليل إذ ان المدينة تقصف في كل مرة بوقع شديد  ، من قبل الحزب العربي الديمقراطي الشعوبي الموالي لحزب الله ، ويوقع العشرات من الجرحى والقتلى ، فقط للتهجم على المملكة العربية السعودية وتيار المستقبل الموالي للشيخ سعد الحريري ، لأنه على علاقة جيدة مع المملكة ومع مصر ، الذي غادر لبنان منذ العام الماضي تحت التهديد بالقتل الذي لايزال قائماً ضده إن عاد الى بيروت ؟!.

واقع طرابلس و العلويين : لتوضيح الصورة لابد ان نبين موقع جبل العلويين في المدينة ووضع المدينة الإجتماعي لنتمكن من تقييم الأمور بشكل جيد ، وفق الآتي :

     يقع تجمع العلويين السكني بمعظمه في منطقة جبل محسن عند مدخل منطقة القبة شرق مدينة  طرابلس  .  وهو عبارة عن مرتفع جبلي صغير يطل على وسط طرابلس ويبلغ عدد سكانه حوالي 60000 نسمة تقريبا، وهم بغالبيتهم من أبناء الطائفة العلوية. ولهم نفس تسلسل الأئمة الإثني عشر التي يتبعها الشيعة . وأبرز الأحزاب السياسية في منطقة جبل محسن هو الحزب العربي الديمقراطي  الموالي لحزب الله والنظام السوري معاً بحكم الإنتماء المذهبي ، والذي يقود عمليات القصف ضد ابناء المدينة بشكل مستمر منذ سنوات عدة ،  إضافة إلى منتسبين كثر لتيار المردة والتيار الوطني الحر وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب القومي السوري الإجتماعي،  كما يضم جمعيات ثقافية واجتماعية أبرزها جمعية طلائع النور  إضافة إلى لجان خيرية عدّة.

    رغم هذا التعدد في جبل محسن فإن الحزب العربي الديمقراطي الذي يقوده "رفعت علي عيد" حالياً هو الأقوي بين كل الأطراف في الجبل  بما تربطه من علاقات متينة مع سوريا وحزب الله اللذان يستغلانه وطائفته  ابشع استغلال بأعمال القصف والقتل لأبناء مدينة طرابلس على غير إرادة  العلويين الذين يعيش الكثير منهم ضمن مدينة طرابلس ويرفضون أخذ الطائفة  نحو حزب الله بما يضر بمصالحهم التجارية وعلاقات الصداقة والمصاهرة التي تربطهم مع أبناء المدينة ، علماً  ان رفعت عيد غير ممثل في البرلمان النيابي ، بل علوي آخر من مناصري تيار المستقبل من المعارضين للحزب الديمقراطي إلا انه ليس له اي نفوذ لدى العلويين .

    ومن هنا جاءت أخطاء تيار المستقبل في عدم الحوار مع الحزب العربي الديمقراطي للتفاهم معه واحتوائه من قبل أن يتورط مع حزب الله وسوريا ،  بل واستعدائه بمناصرة أخصامه العلويين رغم عدم فاعليتهم  بين قومهم ؟!

  إلا أن لحزب الله أهدافاً  ووظائف أخرى من دوام القصف من جبل محسن لمدينة طرابلس على مدى سنوات طويلة سنستعرضها بعد هذه المقدمة الصغيرة في التعريف عن وضع المدينة .

    فمدينة طرابلس خرجت من الإنتداب الإفرنسي الى الإستقلال وقد تميزت بمرفأ كبير ومصفاة نفط ضخمة ومحطة كهرباء وحوض جاف صغير لصناعة السفن ، ومصفاة مياه ومحطة قطارات تمتد الى حمص وبيروت فالبقاع نحو سوريا وبالتالي نحو تركيا وأوروبا ، كما ومدينة مملوكية قديمة رائعة الجمال بما فيها من مساجد وخانات وحمامات وأسواق قل مثيلها في لبنان بحيث جعلت من طرابلس المدينة المملوكية الثانية الغنية بآثارها بعد القاهرة مباشرة . عدا المصانع الخاصة عند مدخلها  الجنوبي المزدهرة بصناعات النسيج  والقطنيات والخشب والحديد والصابون الذي تصدر منتجاته  الى العالم العربي وجميع انحاء العالم وقد ضمت الآلأف من العمال والموظفين ، كما بساتين الحمضيات التي كانت تصدر معظم إنتاجها الى البلدان العربية وتركيا .

     خرجت طرابلس من الإنتداب ، إلى الإستقلال  الذي كان كارثة عليها إذ نشأت طبقة رأسمالية في العاصمة بيروت وجدت في ثراء طرابلس التجاري والسياحي والصناعي منافسة لها في مواردها ،  مع كثرة زائريها من العرب والأجانب الذين كانوا دائمي الحضور الى طرابلس للتجول في اسواقها والتعرف إلى آثارها التي تفتقر اليها العاصمة .

    إلا أن أكثر ماأقلقهم هو أن مواطني الخليج العربي والمملكة السعودية بدأوا يتوافدون الى طرابلس ، لطابعها الإسلامي ، للمصاهرة وقضاء العطل الصيفية في ربوعها الجبلية التي لاتبعد اكثر من نصف ساعة صعوداً خارج المدينة ، حيث الجبال الخضراء الرائعة الى مالانهاية ، مع برودة منعشة تفتقر اليها المناطق الأخرى وشلالات من المياه لاتنقطع ، عدا رخص أجور الفنادق والبيوت المعدة للإيجار بأقل من ربع مثيلتها في بيروت وجوارها .

    هنا لجأت الرأسمالية الوطنية في العاصمة  من خلال نفوذها في الدولة ومشاركتها في السلطة والحكم الى هدم جزء كبير من مدينة طرابلس الأثرية المملوكية القديمة في العام 1956 بقصد الإضرار بها تحت حجة توسيع مصب النهر الذي كان يقطع وسط المدينة لتسهيل سير السيارات بما لاحاجة له وقتذاك من منتصف خمسينات القرن الماضي للحد من مجىء السياح الى المدينة .

     ومن ثم لجأت الدولة بعدها ، زيادة في إضرار إقتصاد المدينة ، منتصف الستينات من القرن الماضي ،  الى اقتطاع مليون متر مربع تقريباً من بساتين طرابلس لتنزل كارثة بحمضياتها من أجل إقامة معرض دولي فيها ، ينما كان القصد من المعرض الوهمي ضرب الإنتاج الزراعي المنافس لمزروعات الإقطاع المالي  في مناطق أخرى .

    وقد انتهى بناء المعرض منتصف السبعينات إلا أن الدولة امتنعت ولاتزال عن تشغيله نزولاً عند رغبة الإقطاع المالي السياسي  الحاكم بدعم من المليشيات المسلحة ، خوفاً من عودة الإزدهار إلى طرابلس كما كان عليه الحال زمن تركيا وفرنسا ، متذرعين باستمرار الفوضى والحرب فيها ؛ بما ادى الى الفقر وفقدان الأمن بسبب المعارك الدائرة بين منطقتي  التبانة وجبل محسن ؟!

     ومن هنا لابد ان نتعرف عن مسببات هذه الحرب التي لم تنته منذ وقتذاك ، وما حقيقتها واهدافها ودوافعها بما يلي :

     كان عهد الرئيس كميل شمعون 1952 - 1958عهد الإزدهار الإقتصادي المنفتح على الإستثمار الغربي والعربي الإنمائي لجميع المناطق بالتساوي ، حيث جاء رئيس الجمهورية لطرابلس لأكثر من مرة ودشن في إحداها الهاتف الآلي في العام 1956 ، عدا زيارات ملوك ورؤساء دول عربية وأجنبية . إلا أنه كان للرئيس شمعون صداقات من  أصحاب رؤوس أموال مقربين ، كانوا على علاقة جيدة بالمستثمرين الأجانب وبالتالي الشراكة معهم مما أثار حفيظة الإقطاع المالي في العاصمة الذين  استغلوا التيار القومي العروبي في لبنان لتأليب الجماهير ضد الرئيس شمعون مع إعلان الوحدة بين مصر وسوريا ليثوروا عليه في حرب أهلية عمت معظم لبنان وليتهموه بالخيانة ومحاولة ربط الإقتصاد اللبناني بالإقتصاد الغربي والأحلاف الأجنبية وفق مشروع أيزنهاور ، مما أطاح بمحاولته في التمديد لولاية ثانية كان يسعى اليها .

     ومع إنتهاء ولايته بدأت الرأسمالية في سعارها العدواني ضد مرافق طرابلس على مراحل عدة  مع مجىء الرئيس فؤاد شهاب الذي كان يسعى لتحسين الإدارة وتحديثها وتعزيز اللامركزية الإدارية في البلاد إلا أنه فشل في مشروعه هذا بالنسبة لطرابلس رغم كل حهوده مع مواجهة الإقطاع المالي المركزي له ، لأن ذلك قد يعزز من تطوير مرافق طرابلس نحو الأحسن ويزيد من مداخليها الإقتصادية في الإستثمار الوطني المحلي في السياحة والإصطياف بما لايتناسب ومصالح الإقطاع المالي السياسي  المركزي .

     واستفحل التردي مع مجىء عهد الرئيس شارل حلو الفاسد الذي تميز بضرب كل منجزات الرئيس فؤاد شهاب ومحو إنجازاته  الإصلاحية وضرب الإقتصاد لوطني والمالي بإفلاس بنك "أنترا"اللبناني العالمي ، عمداً ، رغم أنه أهم بنك في العالم العربي ، لصالح بنوك الإقطاع المالي ، ووقف اي تطور وتقدم عام  في البلاد ، بل والإلتفات لتشجيع قيام  مليشيات مسلحة طائفية لتكون اداة للقوى الرأسمالية بشراكة معها . فكانت المنظمات الفلسطينية التي استخدموها بدءاً لتمرير مصالحهم بقوة السلاح ، ومن  ثم بواسطة الأحزاب والمليشيات اليمينية المارونية ،تماماً كما جرى  ويجري حالياً في شراكتهم مع حزب الله  الشيعي في استثمار بندقيته بإرهاب الدولة والشعب لتمرير كل مخططاتهم الفاسدة في نهب الخزينة العامة وحصر نشاطهم الإقتصادي في العاصمة بإغلإق مرافق طرابلس . فكانت الحرب الأهلية في لبنان في العام 1975 -1976 التي لم تنته ذيولها حتى الآن ، إذ فتحت الشراهة لكل الأحزاب والقوى الميليشياوية والسياسية لتعمل نهباً للمصالح العامة  على حساب الشعب والوطن .

    وكان من نتيجة هذه الحرب والإقتتال وأهدافها ، إضعاف إقتصاد طرابلس ، إذ إنه تم تعطيل قدرات مصفاة النفط الموجودة في نطاقها ومن ثم وقف التكريرفيها نهائياً دون مبرر ، كما تم تعطيل محطة الكهرباء بشكل جزئي ورفض تشغيلها بكامل طاقتها ، مع  نهب متواصل لفيول الكهرباء من خزانات النفط في المصفاة مع رفض الدولة لتركيب عدادات تنظم  عمليات التسلم والتسليم لمنع السرقة ووقفها .

     كما تم تعطيل محطة القطارات بشكل كامل التي كانت تربط لبنان بسوريا ومن ثم تركيا ،  وتعطيل مصافي المياه والمرفأ والمنطقة الإقتصادية  ورفض تشغيل معرض طرابلس الدولي أو المطار تحت تهديدات  حزب الله بقصف طرابلس من قبل حلفائه في جبل محسن إن تم افتتاح المعرض أو المطار؟!

      لذا فإن حالة سكان حي جبل محسن في ترد كما حالة باقي أحياء طرابلس بما أصابهم من إضطهاد من الحزب الديمقراطي العربي بانصياعه لرغبة  حزب الله بقصف المدينة من موقعهم على غير إرادتهم ، من اجل خدمة شركائه من الإقطاع المالي المركزي بما أضر بمصالحهم داخل المدينة  حيث لهم أعمال ومصالح تجارية عدة .

      وعليه فإنه لامجال للإستقرار الأمني والإقتصادي في المدينة إلا باستقرار الأمن في جبل محسن بإرغام الحزب الديمقراطي من قبل الدولة بوقف قصفه لمدينة طرابلس واعتقال القتلة والقناصين ومن ثم العمل على إعادة إعمار منطقة التبانة المدمرة منذ الحرب الأهلية العام 1975 .

    وانطلاقاً من هذه النقطة بعودة الأمن والإستقرار فإنه يصبح بالإمكان إعادة النهوض إقتصادياً بالمدينة لتتجرأ المؤسسات الصغيرة والشركات على العودة للعمل ، إذ أن معظمها كان قد اغلق بسبب تردي الوضع الأمني ، بحيث تنشط  الأسواق التجارية بعودة الزبائن من مختلف المناطق المجاورة الذين امتنعوا عن النزول للتسوق والتبضع من طرابلس خوفاً من أعمال القصف والقتل الذي لايمكن التنبؤ بوقت حدوثها  مع غض الدولة بصرها عن مستودعت السلاح في جبل محسن لحساب حزب الله الذي كلما أراد تمرير مشروع ما في مجلس الوزراء لحساب الإقطاع المالي ، أو إذا أرادت الدولة فتح مرفق ما في طرابلس فإنه يعمد فوراً الى قصف المدينة بقذائفه ولا يتوقف إلا بتعهد الدولة عن الإمتناع عن فتح هذه المرافق ؟!

   ومن هنا فإن حزب الله قد حل محل المليشيات السابقة منذ العام 1975 وحتى الآن في حماية مصالح الإقطاع السياسي الحاكم والشراكة معه .

    وقد نتج عن تعطيل مصفاة النفط في طرابلس ضياع حوالي ستة مليارات دولار في العام لصالح الخزينة  فيما لو سمحوا لها بالإستمرار في العمل .ولكن إغلاقها وفر أرباحاً لمستوردي النفط لاتقل عن ملياري دولار سنوياً تضم مختلف القوى والأطياف السياسية الرأسمالية الحاكمة في لبنان .لذا فإنهم يضغطون بالتهويل من خلال حزب الله  لمنع إعادة تشغيل المصفاة التي كانت ترفد الخزينة بالمال الوفير ،  قبل تعطيلها في الثمانينات ، إضافة إلى توظيف عدد كبير من اللبنانيين، الذي وصل في إحدى المراحل إلى 4000 موظف. وكان موقع المصب الممتاز حيث موقعه الحالي هو الهدف الرئيسي لقيام منشآت نفطية في طرابلس ، التي استعيض عنها بالإستيراد لصالح الإقطاع المالي .

    اما محطة الكهرباء في  طرابلس  فتنتج 450 ميغاوات يومياً ،  بما يزيد عن حاجة طرابلس بثلاثة أضعاف ، حيث تصدر الفائض للجوار حتى بيروت ، إلا أنه تم تعطيل معظم قدراتها أيضاً بحيث لم تعد تستطيع تغذية طرابلس سوى بخمسون بالمئة من حاجاتها  بحجة تعطل معظم وحداتها.

     والسبب في ذلك التعطيل القسري ، هو الإستثمار في المولدات الخاصة لاستكمال التغذية الكهربائة الكاملة  من قطاع المولدات  الخاصة لصالح مافيات الفيول من لصوص مستودعات المصفاة بدعم وحماية المليشيات المسلحة وحماية وشراكة الإقطاع السياسي الحاكم بما قيمته مليار دولار سنوياً من النفط المستورد لإنتفاء وجود عدادت استلام وتسليم لأن وزارة النفط ترفض تركيبها بضغوط من القطاع المالي رغم كل المحاولات الإدارية النزيهة من وزارات أخرى مرتبطة بها.

    كما تم تعطيل محطة القطارات في طرابلس من أجل قطع هذ الشريان الإقتصادي  المهم عن المدينة ، لأنه كان يستجلب التجار والسائحين من الداخل التركي والأوروبي والسوري . وبتعطيل القطار اصبح الآتي من الخارج  مضطراً الى ركوب الطائرة نحو بيروت والتبضع منها والسياحة فيها ، كما والمسافر من طرابلس والشمال مضطراً للسفر من بيروت .

    ومن أجل هذا يعارض حزب الله مع شركائه الرأسماليين أيضاً  ، فتح مطار القليعات شمالي طرابلس لقطع أي إتصال بها من الخارج بما قد  يؤثر على مطار بيروت تجارياً على صعيد الإستيراد والتصدير بما للحزب  من مصلحة في ذلك ، إذ أن ذلك المرفق الهام يقع ضمن نفوذه المباشر ، بحيث يقطع طريق المطار ويغلقه ويفتحه متى يشاء رغماً عن إرادة الدولة .وقد فعلها مراراً  عدة خدمة لمصالح مطار دمشق  ومصالح إيران في علاقتها مع الغرب .

  وعلى هذا المنوال تم تعطيل كافة مرافق طرابلس المتعددة بضغط من الإقطاع السياسي المالي الحاكم بدعم من حزب الله و المليشيات المسلحة الموالية في كل فروعها تحت مسميات مختلفة لتضليل المواطن .

    إن تعطيل مرافق طرابلس العامة والخاصة تسبب في تنامي البطالة والفقر في مدينة طرابلس وبالتالي تزايد التردي الأمني والقتل بسبب الفقر . ولن يصطلح الأمر الا باستعادة الدولة سلطاتها المختطفة من قبل حزب الله لعودة الأمن والإستقرار للمدينة ، بحيث أن هذه المرافق إن عادت للعمل فسوف تؤمن عشرات ألالآف من  فرص العمل العام والخاص ، كما وسترفد الخزينة بحوالي ثمانية مليارات دولار من الرسوم والأرباح على الأقل تفتقدها الدولة حالياً بما تسبب من عجز دائم في الخزينة عدا الديون الخارجية .

     وعليه فإن الدولة اللبنانية  لن تستطيع استعادة استقلالها وسيادتها إلا بإنهاء تسلط  حزب الله على مقدرات البلاد ونزع سلاحه ، ولن يتم ذلك إلا بوصول رئيس حازم وقوي إلى القصر الجمهوري  ، إلا أن ذلك يقتضي موافقة مسبقة من إسرائيل والولايات  المتحدة اللذان يرعيان الحزب بطريقة غير مباشرة لما لهم من مصلحة فن قدرته على تهدئة حدود الجنوب اللبناني بحمايته لها من أي هجمات مسلحة ضد إسرائيل ، مع عجز الدول اللبنانية عن تطبيق إتفاقية الهدنة في وقت مضى ، التي يرعاها الحزب حالياً بأمانة مطلقة بما لإيران من مصلحة في ذلك لاسترضاء أمريكا والغرب .

   إذ أن طهران قامت باتفاق مسبق مع اليهود بوساطة بريطانية لإنشاء مليشيا مذهبية في جنوب لبنان لإبعاد المقاومة الفلسطينية عن الحدود الإسرائيلية ومنع اقترابها ، مما جعل الأمن والإستقرار يعم الحدود الإسرائيلية ومستعمراتها لقاء السماح لحزب الله بوضع يده على السلطة  في لبنان دون اعتراض من إسرائيل ، باستثناء جبل لبنان  ، شرط أن يتم هذا الأمر بالطرق الدستورية وليس بقوة السلاح .

    لذا فإن إسرائيل انسحبت في العام 2000 من كافة الأراضي المحتلة اللبنانية باستثناء قريتين صغيرتين حدوديتين لإعطاء حزب الله الذريعة الملائمة للتمسك بسلاحه في وجه الدولة اللبنانية بحجة تطلعه لتحرير هاتين القريتين مستقبلاً ؟!

     إلا ان القصد الحقيقي هو ثقة إسرائيل بالحزب ، لاستمراره في السهر على أمن  حدودها  ومستعمراتها في إبعاد المقاومة الفلسطينية عنهما . وقد تأكد ذلك في رسالة بعثها الأمين للحزب ل"نتانياهو"رئيس وزراء إسرائيل  من خلال الوسيط الروسي "بوغدانوف "نائب وزير خارجية روسيا ، نشرتها الصحف العالمية في منتصف اذار من العام الجاري 2014 ، فحواها أن حزب الله قد جعل من حدود إسرائيل ومستعمراتها منطقة آمنة اكثر من كل دول المنطقة . وبناء لهذه الرسالة لم تعترض إسرائيل على مشاركة حزب الله في الحرب الأهلية السورية ؟!

    إلا أن الأمن والإستقرار لن يعود لمدينة طرابلس إلا بإعادة تشغيل مرافقها المعطلة وتعزيز اللامركزية الإدارية فيها ،  لوقف التدهور والتردي الأمني وبالتالي قطع دابر البطالة فيها ،  المسببة لكل المشاكل إذ أنها "أم العيوب"وفق المثل الفرنسي السائر ، ولا يكون ذلك إلا  بإخلاص فعاليات المدينة السياسية لمدينتهم ومواطنيهم ، بديلاً عن الشراكة مع الإقطاع السياسي المالي الحاكم المدعوم من حزب الله  ، بما اوقع من ضرر إقتصادي وامني بالغ بمدينة طرابلس وبالإقتصاد اللباني برمته وبالخزينة العامة .

 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles