Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

تجربة أرشيف الإنترنت

$
0
0
قبل أيام قليلة، احتفلت الـ"ويب"بعيد ميلادها الخامس والعشرين. وينسب الفضل في ظهور هذه الشبكة بوضوح إلى العالِم البريطاني تيم برنز-لي، المعروف بإخلاصه لمبدأ حق الناس في المعرفة، بل أنه بنى تقنيّة "النصوص الفائقة الترابط"  Hyper Text Markup Links لتحقيق هذا المفهوم، وهي تقنيّة تقف في القلب من الشبكة العنكبوتيّة وعملها. نال برنز-لي لقب سير، وحظي بتكريم واسع. وعلى الانترنت، هناك شخص آخر ربما يذكره العالم الافتراضي طويلاً لأنه حقّق ما كان حلماً في مخيّلات كثيرة: صنع أرشيف للإنترنت.
 
ويعرف بروستر كيل بأنه من المخلصين لمقولة: "من المستحيل التحكّم بالثقافة والمعرفة"، بحسب ما نقل عنه البروفسور لورنس لـسـگ في كتاب "ثقافة حرّة"، وهو مترجم إلى العربية بجهد من مشروع "كلمة"في أبوظبي.
 
أسّس كيل أرشيف الإنترنت. وقبل ذلك، اشتُهر كمستثمر ناجح في الإنترنت، وبأنه باحث بارز في الكومبيوتر. وفي تسعينات القرن العشرين، قرّر كيل أنه نال نجاحاً كافياً كمستثمر، وعليه الانتقال إلى شيء نوع آخر من النجاح. وسرعان من أطلق سلسلة من المشاريع المتمركزة حول فكرة صنع أرشيف للمعرفة الإنسانية. ولم يكن أرشيف الانترنت سوى مستهل تلك المشاريع.
 
وفي كانون الأول- ديسمبر 2002، ضمّ الأرشيف ما يزيد على عشرة بلايين صفحة. ثم أخذ في النمو بمعدل يقارب بليون صفحة شهرياً. ويعتبر "طريق العودة الى الإنترنت"الأرشيف الأضخم في تاريخ البشرية. ففي ختام 2002، وصل حجمه إلى مائتا وثلاثين تيرابايت من المواد، ما يفوق "مكتبة الكونغرس"بعشرة أضعاف.
 
قبل "يوتيوب"
 
إضافة الى أرشيف الانترنت، انشغل كيل بتصميم "أرشيف التلفزيون"، الذي يعتبر شأناً أكثر أهمية.
 
وعلى رغم ان معظم ثقافة القرن العشرين تكوّنت تحت تأثير التلفزيون، لم يحفظ سوى قسم يسير من تلك الثقافة لحد الآن. ومثلاً، تحرص جامعة "فاندربلت"على تسجيل 3 ساعات من أخبار التلفزيون يومياً، بفضل استثناءٍ في قوانين المُلكيّة الفكريّة. ويُفهرس هذا المحتوى، ثم يوضع في تصرّف البحّاثة، لقاء بدل زهيد. وباستثناء مبادرة جامعة فاندربلت، فإن التلفزة شبه غائبة، سوى لنخبة من العاملين في شركاتها الكبرى. واستطاع كاهِل كسر هذه الصورة. وعلى نحو أعمق، ساهمت أعماله في تحفيز الميل إلى أرشفة البث التلفزيوني. وبصورة تدريجية، وبفضل جهود من الجمهور الواسع، تحوّل موقع "يوتيوب"أرشيفاً تلفيزيونيّاً بامتياز.
وحمل هذا التحوّل إجابة إلى سواء بقي طويلاً من دون إجابة: لِمَ يبقى الجزء المطبوع ورقياً من الثقافة صامداً على نحو شبه أبدي، فيما لا يحدث الأمر عينه مع شرائط الفيديو؟ كيف تسنى صنع عالم يسهل فيه دراسة تأثير الاعلام العام على أميركا في القرن التاسع عشر (حين كان ورقيّاً بالكامل)، بالمقارنة مع محاولة دراسة تأثيراته على أميركا في القرن العشرين؟
 
يرجع ذلك جزئياً الى القانون. فعند إنطلاقة التلفزيون، لم يُشمل البثّ بحماية قوانين المُلكيّة الفكريّة، إذ لم تتوافر وسائل لتسجيل ما يُبث. وسرعان ما مكّنت التكنولوجيا من تسجيل البثّ، ما ألجأ مسؤولو شركات التلفزة الى القانون، بصورة مطردة. وفرض القانون وضع نسخة عن كل بث يراد "حمايته"، لكنه أعطى محطات التلفزة الحق بالاحتفاظ بتلك النُسخ.  وبذا، صار هذا الجزء من الثقافة الأميركية غير متوافر عملياً، خارج إطار شركات التلفزة نفسها.
 
وسعى كيل لتصحيح هذا الوضع. وقبل 11/9 2001، شرع كيل ومجموعة من أصدقائه في التقاط البث التلفزيوني، وتوثيقه.
واختاروا عشرين محطة عالمية، وأخذوا بتسجيل بثّها. وفي 11/9، وعلى مدار اسبوع، سجّل كيل بالتعاون مع عشرات من المساعدين، البث التلفزيوني لعشرين محطة عن هذا الحدث. ثم وضعوا تلك المواد بصورة مفتوحة على الإنترنت، بحيث يستطيع كل شخص أن يرى كيف غطّت محطات التلفزة أحداث ذلك اليوم.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 560

Trending Articles