Quantcast
Channel: Marefa.org
Viewing all 560 articles
Browse latest View live

ترجمة المفكر الإسلامى الأستاذ أنور الجندى

$
0
0

 

أحمد أنور سيد أحمد الجندي 1917م - 2002م أديب ومفكّر إسلامي مصري.

نشأته
ولد «أنور الجندي» عام 1917 بقرية ديروط التابعة لمركز أسيوط بصعيد مصر، ويمتد نسبه لعائلة عريقة عُرفت بالعلم، فجده لوالدته كان قاضياً شرعياً يشتغل بتحقيق التراث، وكان والده مثقفاً يهتم بالثقافة الإسلامية، وكان «أنور» - الذي تسمى باسم «أنور باشا» القائد التركي الذي اشترك في حرب فلسطين والذي كان ذائع الشهرة حينئذ - قد حفظ القرآن الكريم كاملاً في كتَّاب القرية في سن مبكرة، ثم ألحقه والده بوظيفة في بنك مصر بعد أن أنهى دراسة التجارة بالمرحلة التعليمية المتوسطة، ثم واصل دراسته أثناء عمله، حيث التحق بالجامعة في الفترة المسائية ودرس الاقتصاد وإدارة الأعمال، إلى أن تخرج في الجامعة الأمريكية بعد أن أجاد اللغة الإنجليزية التي سعى لدراستها حتى يطلع على شبهات الغربيين التي تطعن في الإسلام.

مشواره في الكتابة
بدأ «أنور الجندي» الكتابة في مرحلة مبكرة حيث نشر في مجلة أبولو الأدبية الرفيعة التي كان يحررها الدكتور أحمد زكي أبو شادي عام 1933 م، وكانت قد أعلنت عن مسابقة لإعداد عدد خاص عن شاعر النيل حافظ إبراهيم، فكتب مقالة رصينة تقدم بها وأجيزت للنشر، وكان يقول: «ما زلت أفخر بأني كتبت في أبولو وأنا في هذه السن - 17 عاماً - وقد فتح لي هذا باب النشر في أشهر الجرائد والمجلات آنئذ مثل البلاغ وكوكب الشرق والرسالة وغيرها من المجلات والصحف».

وتُشَكِّلُ سنة 1940 م علامة فارقة في حياة الأستاذ أنور الجندي، وذلك عندما قرأ ملخصاً عن كتاب «وجهة الإسلام» لمجموعة من المستشرقين، ولفت نظره إلى التحدي للإسلام ومؤامرة التغريب، وهو يصف ذلك بقوله: «وبدأت أقف في الصف: قلمي عدتي وسلاحي من أجل مقاومة النفوذ الفكري الأجنبي والغزو الثقافي، غير أني لم أتبين الطريق فوراً، وكان عليّ أن أخوض في بحر لجي ثلاثين عاماً.. كانت وجهتي الأدب، ولكني كنت لا أنسى ذلك الشيء الخفي الذي يتحرك في الأعماق.. هذه الدعوة التغريبية في مدها وجزرها، في تحولها وتطورها».

وهكذا بدأ «أنور الجندي» بميدان الأدب الذي بلغ اختراقه حداً كبيراً، حيث كان أكثر الميادين غزواً في حينها وأعلاها صوتاً وأوسعها انتشارًا، فواجه قمم هذا الميدان، مثل «طه حسين» و«العقاد» و«أحمد لطفي السيد» و«سلامة موسى» و«جورحي زيدان» و«توفيق الحكيم» وغيرهم، وأقام الموازين العادلة لمحاكمة هؤلاء في ميزان الإسلام وصحة الفكرة الإسلامية، فأخرج عشرات الكتب من العيار الفكري الثقيل مثل: «أضواء على الأدب العربي المعاصر»، و«الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والتجمع والحرية»، و«أخطاء المنهج الغربي الوافد»، و«إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام»، خص منها «طه حسين» وحده بكتابين كبيرين، هما: «طه حسين وحياته في ميزان الإسلام»، و«محاكمة فكر طه حسين»؛ ذلك لأن «الجندي» كان يرى أن «طه حسين» هو قمة أطروحة التغريب، وأقوى معاقلها، ولذلك كان توجيه ضربة قوية إليه هو قمة الأعمال المحررة للفكر الإسلامي من التبعية، وخلال ذلك كان يتحرى الدقة والإنصاف، فقد جاءت كتاباته الرصينة منصفة في الوقت نفسه لأصحاب الفكرة الإسلامية الصحيحة من أمثال «مصطفى صادق الرافعي» و«علي أحمد باكثير» و«السحار» و«كيلاني» و«محمود تيمور» وغيرهم من أصحاب الفكر المعتدل والأدب المتلزم.

إسهاماته
وكان الأستاذ «أنور الجندي» باحثاً دؤوباً وذو همة عالية، وهو يقول عن نفسه مبينا دأبه في البحث والاطلاع: «قرأت بطاقات دار الكتب، وهي تربو على مليوني بطاقة، وأحصيت في كراريس بعض أسمائها. راجعت فهارس المجلات الكبرى كالهلال والمقتطف والمشرق والمنار والرسالة والثقافة، وأحصيت منها بعض رؤوس موضوعات، راجعت جريدة الأهرام على مدى عشرين عاماً، وراجعت المقطم والمؤيد واللواء والبلاغ وكوكب الشرق والجهاد وغيرها من الصحف، وعشرات من المجلات العديدة والدوريات التي عرفتها في بلادنا في خلال هذا القرن، كل ذلك من أجل تقدير موقف القدرة على التعرف على (موضوع) معين في وقت ما».

وقد لقى «الجندي» في طريق جهاده بالكلمة الكثير من العناء والعنت، فقد تعرض للظلم والأذى، فضلاً عن أنه اعتقل لمدة عام سنة 1951م.

وقد أخذ «الجندي» على نفسه وضع منهج إسلامي متكامل لمقدمات العلوم والمناهج، يكون زادًا لأبناء الحركة الإسلامية ونبراساً لطلاب العلم والأمناء في كل مكان؛ فأخرج هذا المنهج في 10 أجزاء ضخمة يتناول فيه بالبحث الجذور الأساسية للفكر الإسلامي التي بناها القرآن الكريم والسنة المطهرة، وما واجهه من محاولات ترجمة الفكر اليوناني الفارسي والهندي، وكيف انبعثت حركة اليقظة الإسلامية في العصر الحديث من قلب العالم الإسلامي نفسه - وعلى زاد وعطاء من الإسلام - فقاومت حركات الاحتلال والاستغلال والتغريب والتخريب والغزو الفكري والثقافي.. ويذكر أن هذه الموسوعة الضخمة تعجز الآن عشرات المجامع ومئات المؤسسات والهيئات أن تأتي بمثلها، أو بقريب منها، وكان للقائه بالشيخ «حسن البنا» أثر في إخراج تلك الموسوعة.

كذلك كانت من القضايا الرئيسية التي شغلت حيزاً كبيراً من فكره، هي قضية تحكيم الشريعة الإسلامية، حيث كان يقول: «أنا محام في قضية الحكم بكتاب الله، ما زلت موكلاً فيها منذ بضع وأربعين سنة»، وقد صنف «الجندي» ما يربو على مائتي كتاب وأكثر من ثلاثمائة رسالة في مختلف قضايا المعرفة والثقافة الإسلامية، ومن أهم كتبه: «أسلمة المعرفة»، و«نقد مناهج الغرب»، و«الضربات التي وجهت للأمة الإسلامية»، و«اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار»، و«أخطاء المنهج الغربي الوافد»، و«تاريخ الصحافة الإسلامية»،ومن إسهاماته أيضا كتاب «الصحافة والأقلام المسمومة» الصادر عن دار الإعتصام لعام 1980م وفيه يحمل على منهج بعض الصحف المصرية في نشر ما أسماه«منهج زعزعة أسس المجتمع الإسلامي»في الفترة ما بين نكبة 1948م ونكسة 1967م كما يتضح من عنوان الكتاب الفرعى وكان آخر كتبه هو كتاب «نجم الإسلام لا يزال يصعد»، وقد أوصى قبل وفاته بأن يتم تصنيف كتبه ومكتبته كلها، ثم دفعها لمؤسسة إسلامية تقوم بطرح هذه المكتبة للجمهور من القراء والباحثين للاستفادة منها، وقد شدد على أن كل تراثه الفكري يجب أن يكون وقفاً للمسلمين.

تكريمه
وقد حصل الأستاذ «الجندي» على جائزة الدولة التقديرية عام 1960، وشارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية التي عقدت بعواصم العالم الإسلامي في الرياض والرباط والجزائر ومكة المكرمة والخرطوم وجاكرتا. كما حاضر في عدد من الجامعات الإسلامية مثل جامعة الإمام محمد بن سعود، والمجمع اللغوي بالأردن.

ومع كل هذا الجهد والنبوغ الذي جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين كبار المفكرين والمدافعين عن الإسلام، إلا أنه كان زاهداً في الشهرة والأضواء وعاش رجلاً بسيطاً لا يعرف الثراء ولا الترف في المسكن أو الملابس وغير ذلك من أمور الحياة، وكان مع ذلك عفيفاً لا يقبل شيئا على محاضراته وأفكاره، بل حتى الجوائز التقديرية كان يرفضها ويأباها، وكان عندما يسئل عن ذلك يقول: «أنا اعمل للحصول على الجائزة من الله ملك الملوك»؛ ولهذا كان زاهداً في الأضواء وفي الظهور، ولم يكن يحبذ اللقاءات التلفزيونية أو الفضائية، وكان كل همه التأليف، وكان يدعو ربه دائماً بأن يعطيه الوقت الذي يمكنه من كتابة ما يريد؛ ولذلك فإن مشاركاته في الفضائيات كانت قليلة جداً تكاد تقتصر على بعض التسجيلات في أبو ظبي والرياض.

وفاته
وفي مساء الاثنين 13 ذي القعدة سنة 1422 هـ الموافق 28 يناير 2002م توفي إلى رحمة الله المفكر الكبير الأستاذ «أنور الجندي» عن عمر يناهز 85 عاماً قضى منها في حقل الفكر الإسلامي قرابة 70 عامًا يقاتل من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية الأصيلة ورد الشبهات الباطلة والأقاويل المضللة وحملات التغريب والغزو الفكري، ف رحمة واسعة.

قالوا عنه
* قال عنه الكاتب جمال سلطان:
عندما ذهبت مع صديق، قبل سنوات، لتقديم واجب العزاء لأسرة فقيد الإسلام الكبير الأستاذ أنور الجندي في بيته الكائن بمنطقة «الطالبية» أحد الأحياء الشعبية الفقيرة في القاهرة، كانت صورة هائلة تستحوذ على خيالي وفكري، صورة المفكر الكبير الذي أثرى المكتبة العربية والإسلامية بأكثر من مائتي كتاب، أكرر، مائتي كتاب، في الأدب العربي والفكر الإسلامي وقضايا التغريب والأصالة والدفاع عن هوية الأمة وشخصيتها التاريخية وحضارتها ودينها، وبقدر هذه الهالة الكبيرة التي كانت تستحوذ على ذهني وتستغرقني بقدر المفارقة عندما دخلنا إلى بيته شديد التواضع في ذلك الحي الشعبي، وهو بيت قديم متهالك، لا تحس فيه أية مسحة من الترف، حتى أن ابنته الوحيدة قالت لنا إن الأستاذ أنور لم يكن لديه حتى سخان للمياه، على كبر سنه وشدة برد الشتاء في مصر، وكان من عجائب ما سمعناه منها أن هذا الشيخ الكبير الغارق في بحر من الكتب وأكوام الصحف والمجلات، كان يحرص كل صباح على أن يعد بنفسه «سندويتشات» حفيدته ثم يصحبها للمدرسة القريبة، ثم يشتري لأسرتها احتياجاتها اليومية من الأسواق والبقالات المجاورة، ثم يعود إلى مكتبه ليواصل رحلة عطائه، أعجب من ذلك ما حكته وبعض جيرانه عن أن الرجل كان يخرج لصلاة الفجر، وأحيانا كان يجد خط الماء وقد تعطل وانقطعت المياه عن المنطقة، فيحمل معه أوعية للماء «جراكن» ويملؤها ثم يضعها أمام باب كل جار، ويقول لابنته عندما تعاتبه «إن الله سائلني عن هؤلاء»، ذكرتني هذه الواقعة بحديث جرى بيني وبين المرحوم الأستاذ حسن عاشور صاحب مكتبة الاعتصام أحد أبرز ناشري كتب أنور الجندي، قال: عاتبت الأستاذ أنور ذات يوم لأنه تأخر عن موعده معي في المكتبة الكائنة بوسط القاهرة، فاعتذر الرجل بأنه لا يقوى على ركوب الحافلة العمومية «الأوتوبيس» أثناء عودتها من الهرم باتجاه وسط القاهرة لشدة زحامها وضعف صحته عن المزاحمة، فيضطر لركوبها في الاتجاه الآخر قرب نهاية الخط لكي يتسنى له الجلوس وينتظرها حتى تعود، يقول الرجل: كان أنور الجندي يتزاحم في الحافلات العمومية بينما هناك صبية صغار من المحسوبين على الصحافة والقلم يمرحون في شوارع القاهرة بأحدث السيارات، رحم الله أنور الجندي، كان منقطعا للعلم والعمل والزهد والتقرب إلى الله، تقول ابنته انها كانت عندما تقع عينها على صحيفة أو مجلة تتحدث عنه وتثني عليه فتهرع إليه بالجريدة مستبشرة، تجده يشيح عنها ويقول: دعك من هذه «القشور» التي تضيع الوقت والبركة، كان الرجل فقيرا لا عن عجز وإنما عن زهد وقناعة، حتى أنه كان يوزع الجوائز التي يحصل عليها من بعض أعماله على فقراء منطقته، رغم أنه منهم، وأنور الجندي بميزان الفكر والقلم أحد أهم أعلام الفكر العربي في القرن العشرين، وإن كانت الصحافة، خاصة المؤدلجة، المهيمنة على زوايا الفكر والثقافة ومنابرها في العالم العربي حاولت قبره في حياته كما تجاهلته بعد رحيله، منذ أكثر من خمسة وستين عاما عرفت الصحافة العربية قلم أنور الجندي الأديب والمفكر والكاتب، وعلى مدار هذه السنين الطويلة تواصل عطاء الرجل، ومثل سجلا رائعا لمعارك الفكر والأدب في القرن العشرين، كما مثل ثورة في الوعي العربي تجاه مرحلة النهضة وروادها وأفكارها وتياراتها، الأمر الذي أهاج عليه هجمات المتغربين لأنه كشف حقائق كانوا يظنونها لا تكشف، وأنور الجندي الذي حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1960، مثل في مرحلة السبعينات والثمانينات من القرن العشرين كتيبة فكرية كاملة العتاد والسلاح في وجه تيارات التغريب، وما زلت أذكر أن كتبه ورسائله التي أخرجها في ذلك الوقت كانت تمثل زادا متجددا يحمي عقولنا ـ نحن أبناء ذلك الجيل ـ من التيه وتزييف الوعي، وكانت من غزارتها أشبه بمجلة أسبوعية، فانتقل بنا نقلة بعيدة، جعلتنا أكثر جرأة في إعادة النظر تجاه رموز أريد لها أن تكون أوثانا فكرية غير قابلة للنقد أو المراجعة، وبكلمة واحدة فكل مشتغل بالفكر الإسلامي في نصف القرن الأخير في مصر تحديدا هم «عيال» على أنور الجندي.

* وبعد وفاته كتب الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي فيه:
علمت بالأمس القريب فقط أن الكاتب الإسلامي المرموق الأستاذ أنور الجندي قد وافاه الأجل المحتوم، وانتقل إلى جوار ربه، منذ يوم الإثنين 28 يناير 2002م، بلغني ذلك أحد إخواني، فقلت: يا سبحان الله، يموت مثل هذا الكاتب الكبير، المعروف بغزارة الإنتاج، وبالتفرغ الكامل للكتابة والعلم، والذي سخر قلمه لخدمة الإسلام وثقافته وحضارته، ودعوته وأمته أكثر من نصف قرن، ولا يعرف موته إلا بعد عدة أيام، لا تكتب عنه صحيفة، ولا تتحدث عنه إذاعة، ولا يعرِّف به تلفاز. كأن الرجل لم يخلف وراءه ثروة طائلة من الكتب والموسوعات، في مختلف آفاق الثقافة العربية والإسلامية. وقد كان عضوا عاملا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، ومن أوائل الأعضاء في نقابة الصحفيين، وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 1960م. لو كان أنور الجندي مطربا أو ممثلا، لامتلأت أنهار الصحف بالحديث عنه، والتنويه بشأنه، والثناء على منجزاته الفن.

مؤلفاته

إسلامية
1. آفاق جديدة للدعوة الإسلامية في عالم الغرب 0م0 الرسالة 1984م
2. أسلمة المناهج والعلوم والقضايا والمصطلحات المعاصرة. - موسوعة العلوم الإسلامية 5 كتب (رقم 11)
3. الأريوسية الموحدة طبعة دار الاعتصام 1989م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
4. الأمة الإسلامية وحدتها ووسطيتها ط دار الاعتصام 1988م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
5. الإسلام تاريخ وحضارة0د0ع1983
6. الإسلام في غزوة جديدة للفكر الإنساني ـ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ مصر.
7. الإسلام في معركة التغريب ـ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ القاهرة ـ 1964م.
8. الإسلام في مواجهة الفكر الوافد ط دار الاعتصام 1990م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
9. الإسلام في وجه التحديات الوافدة والمؤثرات الأجنبية ط دار الاعتصام 1980م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
10. الإسلام في وجه التغريب ومخططات التبشير والاستشراق د0ع1983
11. الإسلام والتكنولوجيا
12. الإسلام والتيارات الوافدة ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ مصر ـ 1987م.
13. الإسلام والثقافة العربية في مواجهة التغريب..الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)
14. الإسلام والحضارة ـ المكتبة العصرية ـ بيروت ـ بدون تاريخ
15. الإسلام والدعوات الصادقة ـ دار الكتاب اللبناني ـ بيروت ـ 1974م.
16. الإسلام والدعوات الهدامة ـ دار الكتاب اللبناني ـ بيروت ـ 1982م. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2) .
17. الإسلام والعالم المعاصر بحث تاريخي حضاري. دار الكتاب اللبناني. ط1973. الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2) .
18. الإسلام والغرب. معالم التاريخ الإسلامي المعاصر.7 كتب (12)
19. الإسلام والفلسفات المعاصرة. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)
20. الإسلام وحركة التاريخ ط دار الكتاب اللبناني بيروت. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2) معالم التاريخ الإسلامي المعاصر.7 كتب (12)
21. الإسلام يزحف إلى قواعده. ط دار الطباعة والنشر الإسلامية ذو القعدة 1365هـ 19946م.
22. الإسلامية نظام مجتمع ومنهج حياة ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1979م.
23. البهائية من الدعوات الهدامة. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
24. التيارات الوافدة ط دار الصحوة للطباعة والنشر ط1 1414هـ / 1994م. موسوعة رسائل إلى الشباب المسلم (10رسائل) (رقم 3) .
25. الحقائق العشرة في بناء منهج الإسلام في المجتمع العالمي المعاصر ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
26. الخروج من التبعية ط دار الاعتصام 1989م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
27. السنة النبوية ط دار الاعتصام 1979م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
28. الشباب المسلم قضاياه ومشكلاته ط دار الصحوة للطباعة والنشر ط1 1415هـ /1994م. موسوعة رسائل إلى الشباب المسلم (10رسائل) (رقم 3) ..
29. الشبهات المطروحة في أفق الفكر الإسلامي ط دار الاعتصام 1979م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
30. الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإسلامي (000000) .د0ع1981
31. الشخصية الإسلامية.

أدبية
1. آفاق جديدة في الأدب. الأنجلو 1978م. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
2. أصول الثقافة العربية ـ دار المعرفة ـ القاهرة ـ 1971م.
3. أدب المرأة العربية تطوره وأعلامه. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
4. أدب المقاومة والجهاد ط دار الاعتصام 1990م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
5. أصالة الفكر العربي الإسلامي في مواجهة الغزو الثقافي ط دار الصحوة ط/3 1993 م. موسوعة رسائل إلى الشباب المسلم (10رسائل) (رقم 3) ..
6. أصول الثقافة العربية ومصادرها الإسلامية ط دار الكتاب اللبناني 1964 م..الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)
7. أضواء على الأدب العربي المعاصر ـ الكاتب العربي للطباعة ـ مصر ـ 1969م. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
8. أضواء على الحياء والأدب ـ مطبعة الرسالة ـ القاهرة ـ 1956م.. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
9. أضواء على حياة الأدباء المعاصرين ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1956م.
10. أضواء على نفسيات الأدباء.
11. أكذوبتان في تاريخ الأدب الحديث ط دار الاعتصام 1979م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
12. الأخطاء الشائعة ط دار الاعتصام 1995م - موسوعة القرن الخامس عشر الهجري11 كتاب (رقم 13) .
13. الشبهات والأخطاء الشائعة في الأدب والاجتماع والتاريخ ط دار الاعتصام 1995م. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2) .
14. الفصحى لغة القرآن. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)

سياسية
1. أخرجوا من بلادنا 19 م.
2. ألف مليون مسلم في مواجهة الأخطار والتحديات. معالم تاريخ الإسلام. (9) 7 كتب
3. ألف مليون مسلم على أبواب القرن الخامس عشر الهجري ط دار الاعتصام 1979م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) .
4. أهداف التغريب في العالم الإسلامي ـ الأزهر، الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية ـ 1987م.
5. إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام ط د. ع 1985م.
6. إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام ط دار الاعتصام 1985م - موسوعة القرن الخامس عشر الهجري11 كتاب (رقم 13)
7. استعمار أم استغراب.
8. الإخوان المسلمون في ميزان الحق 1946م (43 كتاب الفكرة الإسلامية) .
9. الاستشراق.
10. الاستشراق في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
11. الاستعمار والإسلام.
12. الاستعمار والإسلام ط دار الاعتصام 1979م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
13. الاقتصاد الإسلامي والمذاهب الجديدة.
14. التحديات التي واجهت الصحوة ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
15. الجهاد والفتح.
16. الدرة المغتصبة بعد ثلاثين عاما «فلسطين» ط دار الاعتصام 1979م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) (4) .
17. الروتاري (واجهة جديدة للماسونية) ط دار الاعتصام 1980م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) (4) .
18. الزعامة والحكم في الإسلام.

تاريخية وتاريخ إسلامي
1. أخطاء في كتابة التاريخ الحديث ط دار الاعتصام 1990م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
2. أخطر قضايا العقدين الأول والثاني من القرن الخامس عشر الهجري ط دار الاعتصام 1989م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
3. أضواء على تاريخ الإسلام ـ مطبعة الرسالة ـ القاهرة.
4. البطولة في تاريخ الإسلام. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
5. الانقطاع الحضاري. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
6. التاريخ في مفهوم الإسلام ط دار الاعتصام 1979م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
7. التبشير الغربي ط دار الاعتصام 1982م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
8. التبشير والاستشراق والدعوات الهدامة (وأثرهما في الفكر والاجتماع ـ المؤامرة على التاريخ - الدعوات الهدامة) .مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)
9. التجربة الغربية في بلاد المسلمين ط دار الاعتصام 1980م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
10. التراث الإسلامي
11. الحضارة الغربية والمجتمع المسلم ط دار الاعتصام 1990م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
12. الحضارة في مفهوم الإسلام ط دار الاعتصام 1979م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
13. الحضارة والعلم والعلوم الاجتماعية (مفاهيم العلوم الاجتماعية ـ الإسلام والحضارة ـ الإسلام والتكنولوجيا) .مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)
14. الخلافة الإسلامية في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
15. الخلافة والجامعة الإسلامية.

الأعلام والسير
1. أحمد زكي الملقب بشيخ العروبة حياته، آراؤه، آثاره المؤسسة المصرية العامة للتأليف ـ1963م.
2. أعلام الإسلام وتراجم الأسماء البارزة منذ عصر النبوة إلي اليوم (كتاب) ـ د. ع القاهرة ـ بدون تاريخ.
3. أعلام القرن الرابع عشر الهجري (م 1أعلام الدعوة والفكر) الأنجلو 1981م
4. أعلام لم ينصفهم جيلهم ـ الدار القومية ـ القاهرة ـ 1963م.
5. أقباس من السيرة العطرة ـ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ 1973م.
6. الأئمة الأربعة مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وابن حنبل - بمؤسسة دار التعاون للطبع ـ 1984م.
7. الأعلام الألف ثلاثة أجزاء
8. الحقائق العشر في حياة كامل كيلاني.
9. الرسول الإنسان، وأعلام الإسلام (تراجم الأعلام) ـ دار الأعلام للطبع والنشر ـ 1955م.
10. الرسول الخاتم المثل الأعلى والقدوة الحسنة ط دار الاعتصام 1989م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
11. الزهاوي شاعر الحرية
12. السلطان عبد الحميد صفحة ناصعة من الجهاد والإيمان والتصميم ط دار الاعتصام 1983م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .

إجتماعية
1. أحاديث إلي الشباب المسلم ط دار الصحوة للطباعة والنشر ط1 1414هـ / 1994م. موسوعة رسائل إلى الشباب المسلم (10رسائل) (رقم 3)
2. أخطاء المنهج الغربي الوافد ط دار الكتاب اللبنانى بيروت الأولى 1974م. االموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)
3. أخطر ما تواصي به المسلمون على مر الأجيال ط دار الاعتصام 1988م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
4. أضواء على الحياة. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
5. اعرضوا أنفسكم على موازين القرآن ط دار الاعتصام 1980م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
6. الأخطار التي تواجه الأمم. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2) - موسوعة القرن الخامس عشر الهجري11 كتاب (رقم 13)
7. التربية الإسلامية هي الإطار الحقيقي للتعليم ط دار الاعتصام 1979م. على طريق الأصالة. (20رسالة) . (4) ..
8. التربية والتعليم والثقافة في ضوء الإسلام. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)
9. التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام دار الكتاب اللبناني 1975

فلسفية
1. أخطاء المنهج الغربي الوافد ط دار الكتاب اللبنانى بيروت الأولى 1974م. االموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)
2. أخطاء الفلسفة المادية ط دار الاعتصام 1979م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
3. أضواء على الفكر العربي الإسلامي ـ الدار المصرية للتأليف والترجمة ـ القاهرة ـ 1966م.
4. إسلامية الثقافة ط دار الاعتصام 1988م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
5. إطار إسلامي للفكر المعاصر ط المكتب الإسلامي الأولى 1400هـ /1980م - موسوعة القرن الخامس عشر الهجري11 كتاب (رقم 13)
6. إعادة النظر في قضايا الفلسفة المادية ط دار الاعتصام 1990م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
7. ابتعاث الأسطورة «مواجهة جديدة تواجه الفكر الإسلامي» ـ دار الصلاح ـ السعودية ـ 1984م..في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
8. التأصيل الإسلامي والخروج من التبعية (خطوط عامه للتصور الإسلامي إزاء الفكر العلماني والوثني والمادي) 1995.موسوعة رسائل إلى الشباب المسلم (10رسائل) (رقم 3) .
9. الدعوة الإسلامية في القرن الخامس عشر الهجري ط دار الاعتصام 1979م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
10. الدعوة الإسلامية في عصر الصحوة. دار الفضيلة
11. الدعوة الإسلامية في مواجهة التحديات. دار الاعتصام
12. التغريب: أخطر التحديات في وجه الإسلام ط دار الاعتصام 1979م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
13. التفسير الإسلامي للفكر البشري، الأيديولوجيات والفلسفات المعاصرة في ضوء الإسلام. دراسة جامعة ـ د. ع ـ
14. التفسير الإسلامي للفكر البشري الإسلام والفلسفات القديمة. دراسة جامعة د. ع
15. الثقافة العربية المعاصرة-مطبعة الرسالة.
16. الجزء الثالث عشر (من موسوعة مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)) : التراث الإسلامي حضارة وتاريخ أعلام. لم يطبع
17. الجزء الثاني عشر (من موسوعة مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)) : العواصف والأعاصير التي أثيرت في وجه الإسلام. لم يطبع
18. الجزء الحادي عشر (من موسوعة مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)) : تقييم الكتابات العصرية في الصحافة والفكر. لم يطبع
19. الجزء الخامس عشر (من موسوعة مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)) : العودة إلي المنابع. لم يطبع
20. الجزء الرابع عشر (من موسوعة مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)) : أخطر وجوه الاختلاف بين الإسلام والفكر الغربي. لم يطبع
21. الثقافة العربية المعاصرة إسلامية أصولها وانتمائها. دار الكتاب اللبناني ط 1982

أخرى
1. آيات الله في الآفاق ط دار الاعتصام 1989م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
2. أقدم لك الإسلام. ط دار الاعتصام 1983م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
3. احتواء العقل المسلم ط دار الاعتصام 1989م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
4. اعتراف عالمي بالقرآن الكريم ط دار الاعتصام 1990م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
5. الأخطاء الشائعة ط دار الاعتصام 1995م - موسوعة القرن الخامس عشر الهجري11 كتاب (رقم 13)
6. الجباه العالية ـ مطبعة الرسالة ـ القاهرة ـ 1958م.
7. الخنجر المسموم الذي طعن به المسلمون ط دار الاعتصام 1979م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
8. الشخصية العربية في الأدب والتاريخ
9. الشرق الإسلامي بين الاستعمار والحرية.
10. الشرق في فجر اليقظة: صور اجتماعية للعصر من (1871م: 1939م) الأنجلو ـ 1966م. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
11. الشريعة الإسلامية في مواجهة الرأسمالية والديمقراطية والماركسية. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)
12. الشعر العربي المعاصر تطوره وأعلامه. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
13. الشعوبية في الأدب العربي الحديث ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1977م.. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
14. الصحافة السياسية في مصر. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
15. الصحافة السياسية في مصر منذ نشأتها إلي الحرب العالمية الثانية.. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
16. الصحافة الكاريكاتورية
17. الصحافة والأقلام المسمومة.
18. الصحوة الإسلامية منطلق الأصالة ط دار الاعتصام بدون تاريخ - موسوعة القرن الخامس عشر الهجري11 كتاب (رقم 13)
19. الصراع بين الإسلام والاستعمار
20. الصهيونية والإسلام ط دار الاعتصام 1979م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
21. الضربات التي وجهت للانقضاض على الأمة الإسلامية ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1980م.
22. الطريق أمام الدعوة الإسلامية (سلسلة الرسائل الجامعة) ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1984م.
23. الطريق إلى الأصالة والخروج من التبعية ط 0دار الصحوة 01985
24. الطريق إلي الأصالة ط دار الاعتصام 1980م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
25. العالم الإسلامي المعاصر (عالم الإسلام المعاصر ـ العالم الإسلامي والغزو الصهيوني ـ العالم الإسلامي والغزوة الشيوعية) .مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)
26. العالم الإسلامي والاستعمار السياسي، والاجتماعي، والثقافي /اللبناني. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2) معالم التاريخ الإسلامي المعاصر7 كتب (12)
27. العالم يرفض واقع الغرب ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
28. العروبة والإسلام. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2) . معالم التاريخ الإسلامي المعاصر7 كتب (12)
29. العودة إلى المنابع (دائرة معارف إسلامية) ط0ع1984
30. العودة إلى منابع الفكر الإسلامي الأصيل 0د0ع
31. الغزو الثقافي مدخل إلي التغريب والشعوبية ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
32. الفقه الإسلامي ومؤامرة تطوير الشريعة ط دار الاعتصام 1990م على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
33. الفكر الإسلامي (بناء الفكر الإسلامي وتطوره ـ مخططات غزو الفكر الإسلامي ـ انبعاث الفكر الوثني الهليني والشرقي القديم) .مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)
34. الفكر الإسلامي والتحديات التي تواجهه في مطلع القرن الخامس عشر الهجري ط دار الاعتصام 1983م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
35. الفكر الإسلامي والثقافة العربية المعاصرة في مواجهة تحديات الاستشراق والتبشير والغزو الثقافي. - موسوعة العلوم الإسلامية5 كتب (رقم 11)
36. الفكر الإسلامي وسموم التغريب والتبعية 0دار الفضيلة 1999م
37. الفكر البشري القديم. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
38. الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب والثقافة موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
39. الفكر الغربي دراسة نقدية ـ دار الشئون الإسلامية ـ الكويت.
40. الفكر والثقافة المعاصرة في شمال إفريقيا ـ الدار القومية للطباعة ـ القاهرة ـ 1965م.
41. الفلسفات القديمة والمعاصرة في ضوء الإسلام. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2) .
42. الفلكلور (إحياء التراث الجاهلي والوثني) ط دار الاعتصام 1980م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
43. الفنون والمسرح. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
44. القاديانية خروج على النبوة المحمدية ط دار الاعتصام 1983م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
45. القانون الوضعي والشريعة الإسلامية ط دار الاعتصام 1988م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
46. القاهرة ترقص على بركان.
47. القرآن دستور الإنسانية.
48. القرن الخامس عشر: قضاياه وتحدياته - موسوعة القرن الخامس عشر الهجري11 كتاب (رقم 13)
49. القرن الخامس عشر الهجري.. التحديات في وجه الدعوة الإسلامية والعالم الإسلامي ـ المكتبة العصرية
50. القصة العربية المعاصرة تطورها وأعلامها. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
51. القومية العربية والوحدة الكبرى ـ الدار القومية للطباعة والنشر ـ مصر.
52. القيم الأساسية للفكر الإسلامي والثقافة العربية. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)
53. الكتب المرفوضة من مفكرى الإسلام ط دار الاعتصام 1990م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
54. اللغة العربية بين حماتها وخصومها ـ مكتبة الأنجلو المصرية ـ القاهرة ـ 1965م موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
55. اللغة العربية في مواجهة اللغات الأجنبية ط دار الاعتصام 1988م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
56. اللغة والأدب والثقافة (اللغة العربية وقضاياها ـ خصائص الأدب وقضية الشعوبية ـ الثقافة العربية إسلامية أصولها وانتماءها) .مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)
57. المؤامرات الصهيونية وفلسطين.
58. المؤامرة على الإسلام. دار الاعتصام 1977م. معالم تاريخ الإسلام. (9) 7 كتب
59. المؤامرة على الفصحى لغة القرآن. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
60. المثل الأعلى للشباب المسلم ط دار الصحوة للطباعة والنشر ط1 1414هـ / 1994م. موسوعة رسائل إلى الشباب المسلم (10رسائل) (رقم 3) ..
61. المجتمع الإسلامي (نظام الإسلام ـ قضايا المجتمع ـ التربية الإسلامية ومناهج التعليم) 1985م. مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)
62. المجتمع الإسلامي المعاصر في مواجهة رياح السموم ـ القاهرة ـ 1978م.
63. المجتمع الإسلامي بين عهدين.
64. المخططات الاستشراقية في تغريب الفكر الإسلامي. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)
65. المخططات التلمودية والصهيونية في غزو الفكر الإسلامي. معالم تاريخ الإسلام. (9) 7 كتب
66. المد الإسلامي في مطالع القرن الخامس عشر ط دار الاعتصام - موسوعة القرن الخامس عشر الهجري11 كتاب (رقم 13)
67. المدرسة الإسلامية على طريق الله ومنهج القرآن ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1984م.
68. المرأة والبيت الإسلامي.
69. المرأة والحب في حياة كتابنا المعاصرين ـ دار الإعلام للطبع والنشر ـ القاهرة. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
70. المساجلات والمعارك الأدبية في مجال الفكر والتاريخ والحضارة ـ دار المعرفة ـ القاهرة ـ 1971م. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
71. المسلمون بين امتلاك إرادتهم والسيطرة الأجنبية ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
72. المسلمون في فجر القرن الوليد. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
73. المسلمون والقصة الغربية ط دار الاعتصام 1990م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
74. المعارك الأدبية. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
75. المعاصرة في إطار الأصالة ـ دار الصحوة ـ القاهرة ـ 1987م.
76. المنهج الغربي أخطاؤه والشبهات المثارة (أخطاء المنهج الغربي _ الأصالة في التعليم والشريعة واللغة ـ الفلسفات القديمة) .مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1) .
77. الموسوعات العالمية والمراجع الكبرى وأخطائها ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
78. النثر العربي تطوره وأعلامه. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
79. النيل لا يتجزأ.
80. الوجه الآخر لطه حسين. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
81. الوحدة الإسلامية ضرورتها والوسائل العلمية لتحقيقها. دار الصحوة/ 1994م. موسوعة رسائل إلى الشباب المسلم (10رسائل) (رقم 3) ..
82. الوحدة الإسلامية وعودة الخلافة. معالم التاريخ الإسلامي المعاصر.7 كتب (12)
83. اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار (منذ ظهورها إلى أوائل الحرب العالمية الأولى)
84. اليقظة الإسلامية في مواجهة التغريب. د0ع 1991
85. انهيار الحضارة الغربية ط 1946م ط دار الطباعة والنشر الإسلامية. ذوالقعدة 1365هـ.
86. بطاقات إسلامية ـ دار الصحوة ـ القاهرة ـ 1987م.
87. بطاقة إسلامية ط دار الاعتصام 1980م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
88. بعث التراث الزائف ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
89. بعث الفكرة الإسلامية
90. بلا أمل (قصة طويلة)
91. بلادي.
92. بماذا انتصر المسلمون ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1981م.
93. بناء منهج جديد للتعليم والثقافة على قاعدة الأصالة ط دار الاعتصام 1983م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
94. بين الوطنية والسياسية.
95. بين لاظوغلي وقصر الدوبارة.
96. تأصيل القيم والمفاهيم ط دار الاعتصام 1988م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
97. تأصيل مناهج العلوم والدراسات الإنسانية بالعودة إلى منابع الفكر الإسلامي الأصيل ـ المكتبة العصرية
98. تاريخ الأحزاب والوزارات والبرلمانات والدستور والزعماء.
99. تاريخ الإسلام (من فجر الإسلام إلي العصر الحديث ـ عالم الإسلام وعالم الغرب_ من الوحدة الإسلامية إلي الترك والعرب) .مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)
100. تاريخ الإسلام في مواجهة التحديات. معالم تاريخ الإسلام. (9) 7 كتب
101. تاريخ الإسلام منذ فجره إلي اليوم ـ دار الأنصار ـ القاهرة ـ 1979م ز
102. تاريخ الدعوة الإسلامية في مرحلة الحصار من حركة الجيش إلي كامب ديفد ـ د. ع - القافلة ـ 1988م.
103. تاريخ الصحافة الإسلامية الجزء الأول ويتحدث فيه عن مجلة المنار.
104. تاريخ الصحافة الإسلامية الجزء الثالث (عن صحف الأخوان المسلمين) لم يطبع.
105. تاريخ الصحافة الإسلامية الجزء الثاني ويتحدث فيه عن مجلة الفتح.
106. تاريخ الغزو الفكري والتغريب خلال مرحلة ما بين الحربين العالميتين 1920: 1940م. - موسوعة العلوم الإسلامية5 كتب (رقم 11)
107. تاريخ اليقظة الإسلامية في مراحلها الثلاث (اليقظة الإسلامية والاستعمار- اليقظة والتغريب والشيوعية) مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)
108. تجاوزات العلوم الاجتماعية والإنسانية لمفهوم الفطرة والعلم ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
109. تحديات الاستعمار
110. تحديات في وجه المجتمع الإسلامي ط دار الاعتصام 1980م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
111. تحفظات على معالم النفس والأخلاق ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
112. تحفظات على مناهج التعليم والتربية الوافدة ط دار الاعتصام 1988م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
113. تحول الدراسات التاريخية من الإقليمية إلي الإسلامية ط دار الاعتصام 1990م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
114. تراجع الفكر المادي الإسلام يتألق من جديد محررا البشرية من العبودية دار الهداية.1999
115. تراجم الأعلام المعاصرين في العالم الإسلامي ـ مكتبة الأنجلو المصرية ـ القاهرة ـ 1970م.
116. ترشيد الفكر الإسلامي (الرسائل الجامعة) ـ د. ع.
117. تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث ط دار الاعتصام 1979م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
118. تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث السلطان عبد الحميد والخلافة الإسلامية ـ دار بن زيدون
119. تصحيح المفاهيم الإسلامية. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
120. تصحيح المفاهيم في ضوء الكتاب والسنة ط دار الاعتصام 1983م - موسوعة القرن الخامس عشر الهجري11 كتاب (رقم 13)
121. تطور الترجمة. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
122. تطور الصحافة العربية بين الحربين 1919: 1939م في العالم العربي.. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
123. تطور الصحافة العربية في مصر (إطار لملامح المجتمع وصورة العصر) .. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
124. تطور الصحافة في العالم العربي بين الحرب العالمية الثانية إلي اليوم.. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
125. تقويم ما قدمه جيل الرواد وقراءة جديدة لكتابات الشوامخ ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
126. تميز الأدب الإسلامي وأصالته ط دار الاعتصام 1988م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
127. جرجي زيدان منشئ الهلال ـ مكتبة الأنجلو المصرية ـ القاهرة ـ 1958م.
128. جمال عبد الناصر وكفاح الشعب ـ شركة النيل للنشر والتوزيع ـ القاهرة ـ 1956م.
129. جولات في الأدب، والفن، والحياة ـ دار الأعلام للطبع والنشر ـ القاهرة ـ 1965م.. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
130. جوهر الإسلام ـ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ القاهرة ـ 1969م
131. جيل العمالقة والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1985م.
132. حتى لا تضيع الهوية الإسلامية والانتماء القرآني (الرسائل الجامعة) ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1984م.
133. حرب ضارية على التراث والتاريخ الإسلامي ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
134. حركة الترجمة ط دار الاعتصام 1983م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
135. حركة اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار والتغريب والشعوبية....معالم تاريخ الإسلام. (9) 7 كتب.
136. حركة اليقظة الإسلامية في مواجهة النفوذ الغربي والصهيونية والشيوعية 0د0ع 1979
137. حركة تحرير المرأة في ميزان الإسلام (خلفية قاسم أمين وحقيقة هدى شعراوي) الاعتصام 1980م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
138. حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد (1324هـ /1368هـ) ـ دار القلم ـ بيروت.
139. حسن البنا الرجل القرآني
140. حضارة استعمار وتغريب.
141. حضارة الإسلام تشرق من جديد ط دار الاعتصام 1980م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
142. حضارة التوحيد وحضارة الوثنية. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)
143. حقائق عن الغزو الفكري للإسلام. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
144. حقائق مضيئة في وجه شبهات مثارة ـ دار الصحوة ـ القاهرة ـ 1989م.
145. خريطة الإسلام المعاصر. معالم التاريخ الإسلامي المعاصر.7 كتب (12)
146. خصائص الأدب العربي. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2) .
147. خلفيات عمر الخيام وقضية الرباعيات ط دار الاعتصام 1980م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
148. دراسات إسلامية معاصرة 0المكتبة العصرية 1982م
149. دسائس الاستعمار في الشرق.
150. دورنا الجديد في الحضارة الإنسانية ـ الدار القومية للطباعة والنشر ـ مصر.
151. رجال اختلف فيهم الرأي ـ الأنصار القاهرة
152. رسالة المسلم. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
153. رهبان الليل وفرسان النهار.
154. روحانية الدعوة (عقيدة وعبادة) .
155. رياح السموم ط دار الاعتصام 1989م..على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6)
156. زعماء الاحتلال بين الأحزاب والحكم.
157. زكي مبارك؛ دراسة تحليلية لحياته وأدبه ـ الدار القومية للطباعة النشر ـ القاهرة.
158. زيف ما يسمي بالحضارة اليهودية ط دار الاعتصام 1990م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
159. سقوط الأيدلوجيات وكيف يملأ الإسلام الفراغ. سلسلة دعوة الحق (ع0 139) - 1414هـ
160. سقوط العلمانية ط دار الكتاب اللبنانى بيروت 1993 هـ / 1973م الأولى. الموسوعة الإسلامية العربية. (25 كتاب) (2)
161. سقوط النظرية المادية ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
162. سقوط نظرية دارون. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
163. سموم الاستشراق والمستشرقين ـ مكتبة التراث الإسلامي ـ القاهرة ـ 1985م.
164. شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي - المكتب الإسلامي 1978م
165. شخصيات اختلف فيها الرأي ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1985م.
166. شهادة العصر والتاريخ. خمسون عاما على الطريق الدعوة الإسلامية ـ دار المنارة السعودية ـ 1993م.
167. صحائف العزة وأيام المحنة في تاريخ الإسلام.
168. صفحات مجهولة من الأدب العربي المعاصر ـ مكتبة الأنجلو المصرية ـ القاهرة ـ 1979م. موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (7) (10 كتب)
169. صفحات مضيئة من تراث الإسلام ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1987م.
170. صفحات من أمجادنا ـ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ القاهرة ـ 1965م.
171. طابع الإسلام بين الأديان والأيديولوجيات (عطاء الإسلام للبشرية ـ العلمانية في ضوء الإسلام ـ والأيديولوجيات المعاصرة) مقدمات العلوم والمناهج (10 كتب) رقم (1)
172. طه حسين حياته وفكره في ميزان الإسلام
173. عالمية الإسلام. د.ع 1987
174. عالمية الدعوة الإسلامية ط دار الاعتصام 1990م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
175. عبد العزيز الثعالبي رائد الحرية والنهضة الإسلامية 1879: 1944م ـ دار الغرب الإسلامي ـ
176. عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع ـ المؤسسة المصرية العامة للتأليف بدون تاريخ
177. عطاء الإسلام الحضاري- رابطة العالم الإسلامي (ع163) 1416هـ
178. عقبات في طريق النهضة مراجعة لتاريخ مصر الإسلامية منذ الحملة الفرنسية إلي النكسة ـ د. ع ـ
179. عقيدة الكاتب المسلم ط دار الاعتصام 1983م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
180. عقيدتنا توحيد وبناء - المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (ع203) 1978م
181. على الفكر الإسلامي أن يتحرر من سارتر،وفرويد،ودوركايم ط دار الاعتصام 1979م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
182. على المحجة البيضاء ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
183. على طريق الأصالة
184. عيون التراث وذخائر التاريخ ط دار الصحوة للطباعة والنشر ط1 1415هـ / 1995م. موسوعة رسائل إلى الشباب المسلم (10رسائل) (رقم 3) ..
185. فساد نظام الربا في الاقتصاد العالمي ط دار الاعتصام 1979م. على طريق الأصالة الإسلامية. (20رسالة) . (4) ..
186. فساد نظرية الجنس السامي واللغة السامية. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
187. فضائح الأحزاب والسياسة.
188. في دائرة الضوء. ط دار الاعتصام 1988م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
189. في سبيل إعادة كتابة تاريخ الإسلام ط دار الاعتصام 1979م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
190. في مواجهة الفراغ الفكري والنفسي للشباب ط دار الاعتصام 1979م. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
191. في مواجهة ركام الفكر المطروح على الساحة اليوم ط دار الاعتصام 1989م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
192. قائد الدعوة ومجدد الفكرة.
193. قراء إسلامية لتاريخنا الحديث. د 0ع 1991م
194. قضايا الأقطار الإسلامية ط مكتبة مصر 1365هـ مايو 1946م.
195. قضايا التراث الإسلامي ط دار الاعتصام 1990م. على طريق الأصالة. (50 رسالة) .رقم (6) .
196. قضايا الشباب. في دائرة الضوء 50 رسالة (5) .
197. قضايا العصر في ضوء الإسلام - مجمع البحوث الإسلامية 1971م
198. قضايا العصر ومشكلات الفكر تحت ضوء الإسلام -مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ1981م.
199. قضايا مثارة تحت ضوء الإسلام ـ د. ع ـ القاهرة ـ 1984م.
200. قضية وادي النيل.
201. قواعد البناء للدعوة الإسلامية.
202. كامل الكيلاني في مرآة التاريخ
203. كسر طوق الحصار عن الإسلام. د 0ع 1998م
204. كفاح الذبيحين فلسطين والمغرب ط 1946م ط دار الطباعة والنشر رجب 1365هـ يونيو 1946م
205. كلمات خالدة
206. كلمات خالدة من ذخائر تراثنا العربية - سلسلة كتب ثقافية 1961م
207. كمال أت


حاجة المجتمعات إلى إله واحد فادر

$
0
0

البشرية والحضارة لاتحتاج إلى الإيمان بالله , فالإيمان بالقوة العظمى , وجد أنه لايلعب أى دور فى  تكوين المجتمعات المعقدة.
درس العلماء في  جامعة أوكلاند 97  من الثقافات فى جزر المحيط الهادئ
تم إثبات أن الإعتقاد فى الله القدير لم يكن له أى تأثير حضارى, ثم ظهرت الديانات التى تلت الآلهة  العليا بعد المجتمعات المعقدة , وبدلا من إله واحد قادر , فإن الإعتقاد
في الأرواح الخارقة والإنتقامية قاد الثقافات المتحضرة

هذا هو الخيطالمشترك من خلالالعديد منالأديانالسائدةفي العالم  أفقد خلص الباحثينن أن أولئكالذين لا يتبعوننفس الدينهمالبرابرة.

بعدالبحث الجديد برز  تحدياالآن أن الفكرة التقليدية فى الاعتقاد فيالله القوى والحكيمضروريلتشكيلالحضاراتالكبيرةوالمعقدة.

وقد وجدعلماء الأنثروبولوجيا  أن الاعتقادفيالآلهةالعلياغالبا ماظهربعد أن كانت المجتمعات المعقدةقدتشكلت بالفعل

 

ويعتقد أن الرؤس الحجريةفي جزيرةالفصح(كما هو موضحأعلاه) حيث يعتقدالبعض أنعاتمثلأسلافالناس الذين كانو يعيشون هناك، ويمكن أنيكون مثالا ، حيثساعدنظام الاعتقاد بشكل كهذا قد دفعبظهورمجتمع معقد

ودرس العلماءفي تطويرالدين والثقافاتفي جزرالمحيط الهادئالتي تشكلAustronesia.

 

وفحص الباحثون 96 الثقافات الأسترونيزية القديمة - بما فيها تلك المتعلقة فيجي وتونغا وهاواي وساموا - أن لم يكن لديه اتصال مع الأديان الإبراهيمية مثل المسيحية والإسلام.


العالم يتأثير الفيضانات والمجاعات قد أثار فكرة الحاجة للأديان


وغالبا ما تشكل جزءا أساسيا من معظم قصص الكتاب المقدس، ولكن يبدو أن الفيضانات والمجاعات والأوبئة قد ساعدت أيضا لبدء الاعتقاد في بعض الآلهة في المقام الأول.

ووجد الباحثون في جامعة ولاية نورث كارولينا أن الإيمان بكل قوة بالآلهة  فإن لمواعظ تميل إلى الظهور في أوقات الشدة في تاريخ البشرية.

وهم يدعون أن الاعتقاد في مثل هذا الإله الأعلى يساعد على ضمان أن الناس تعيش في مجتمع  ملىء   بالقواعد الأخلاقية التي هي ضرورية عندما تعيش في البيئات القاسية أو في أوقات الشدة.

ودرس الباحثون أصول 583 من الجمعيات الدينية في جميع أنحاء العالم.

وقارنوا هذه البيانات المناخية وهطول الأمطار ونمو النبات في كل مجال لبناء الصورة التاريخية لشروط كل مجتمع يعيشون فيه.

النتائج قد تساعد على تسليط الضوء على كيفية ظهور الأديان مثل المسيحية واليهودية والإسلام  لأول مرة ولماذا القصص حول المشقة تلعب مثل هذا الدور المركزي.

وقال الدكتور جوزيف واتس، وهو خبير في التطور الثقافي في جامعة أوكلاند في نيوزيلندا الجديدة: "لقد وجدنا 22 حالة من حالات التعقيد السياسى الرفيع من خلال مناطق بعيدة خارج تاريخيا وجغرافيا  فى المجتمعات الأسترونيزية.

"إن النتائج المقدمة هنا تلقى الشك على الرأي السائد على نطاق واسع أن المواعظ الإلهية العالية تسهل ظهور التعقيد السياسي.

"على الرغم من المعتقدات في مواعظ الآلهة العالية لم تشارك في تتطور مع التعقيد السياسي، ويعتقد بدلا من ذلك دفع فى التعقيد السياسي".

وبدلا من ذلك وجد الباحثون أن الاعتقاد في أنظمة العقاب الصارم  - مثل حدود تعاطى المشروبات الروحية الإنتقامية - تميل إلى سبقها ظهور المجتمعات المعقدة والحضارات على الجزر.

هذه تميل إلى أن يكون الاعتقاد في الكائنات مجسم مثل أرواح الأجداد الموتى.

ووجد الباحثون أن 37 من الثقافات عينات لها معتقدات من هذا النوع بينما ستة فقط يعتقد أنها فى  الآلهة العليا.

تلك التي يعتقد في واحد إله كلي القدرة تميل إلى التجمع في جنوب شرق آسيا بما في ذلك الثقافات البانتوك والتاجبانوا في الفلبين، مثال ذلك الأرواح الشريرة شمال سومطرة، القبائل مانجاراي فلوريس في اندونيسيا.

أسماء آلهتهم هي Lumawig، Mangindusa، Mulajadi غ Bolon وموري Karaeng على التوالي.

ثم استخدام الباحثون للأشجار  التطورية بين الثقافات، وقد إستخلصوا  من الدراسات السابقة  علاقات لغوية، لاستكشاف كيف كانت المجتمعات  ذات الصلة يتم فيها تبادل الأفكار

.

http://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-2979494/Civilisation-does-NOT-need-faith-God-Belief-supreme-doesn-t-play-role-forming-complex-societies-study-finds.html

 

الرياض وأنقرة: حسابات الاصطفاف الجديد

$
0
0

ما زالت أصداء التحركات السعودية تجاه أنقره تملأ أفق النقاش السياسي في المنطقة، وما انفكَّ التحالف المزمع بين العاصمتين لموازنة النفوذ الإيراني في المنطقة يثري خيال المؤيدين ويثير مخاوف المعارضين. وبرغم اختطاف كلمة نتنياهو في الكونغرس الأميركي لانتباه المراقبين ليوم أو اثنين على الأكثر، إلا أن موضوع التحالف السعودي - التركي استمر معلّقاً في الأجواء الإقليمية، ويبقى مرشّحاً للبقاء فيها لفترة مقبلة. ويعود السبب في ذلك إلى أن تركيا والسعودية لا تملكان ـ موضوعياً - بدائل أفضل من التقارب في ضوء الكباش الإقليمي الحالي، برغم تباين حسابات الطرفين لهذا الاصطفاف الجديد.

حسابات السعودية

اختارت الرياض توقيت زيارة أردوغان وهي عالمة بعزلته الإقليمية، ما يعني أن رغبة السعودية في طرح اصطفاف إقليمي مع تركيا تعني بلا مواربة مواجهة إيران ومن أمامها حليفها النظام السوري، من دون نقاش تركي كثير حول «الأسس القيمية» لهذا التحالف، ومن دون سماع رطانة أردوغان حول «الربيع العربي»، وهو أمر لا تحبّذه الرياض ولا تريده ولا يناسب أهدافها الإقليمية. دخلت المفاوضات النووية الأميركية - الإيرانية مراحل متقدمة، وقدرات الرياض في التأثير على مسارها محدودة، وبالتالي فالأوفق - من المنظور السعودي - استباق نتائجها بتغيير الواقع على الأرض في سوريا لغير مصلحة إيران. وحتى تستطيع الرياض تعظيم قدرتها على مواجهة طهران وتحالفاتها الإقليمية، فقد توجب عليها ضم تركيا إلى جهدها الإقليمي. ومن ثم تطبيع العلاقات بين الرياض والدوحة، وتسيير الأخيرة بقدراتها المالية والإعلامية الضخمة وعلاقاتها الإقليمية المتشعبة في مسار التكتل الإقليمي بمواجهة طهران، لأن الدوحة احتفظت لنفسها بمسافة واضحة عن السعودية فيما يخص إيران طيلة العقد الماضي. هنا تظهر بوضوح الفوائد السعودية من ضم تركيا إلى التحالف الإقليمي الجديد، أما الخسائر فتبدو ـ من المنظور السعودي مقارنة بالفوائد - ممكنة الاحتمال. الخسائر السعودية المحتملة للتحالف مع تركيا هي: أولاً امتعاض القاهرة، ثانياً تحفّظ أبو ظبي، ثالثاً الخلاف المرتقب مع أنقره في حال إطاحة الرئيس السوري، لمعرفة السعودية بأفضليات تركيا في النظام السوري الجديد التي تتصادم مع أولوياتها. فيما يخص القاهرة يبدو بوضوح أن عامل الإسناد المالي السعودي للنظام المصري يعطي الرياض ورقة ضغط لا يمكن الاستهانة بتأثيرها، خصوصاً في ضوء التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تمر بها القاهرة. وفيما يخص أبو ظبي، تعتقد الرياض أن العباءة الخليجية والمصالح المشتركة ستخففان كثيراً من ردّ الفعل الإماراتي المتحفّظ على تركيا وجماعة «الإخوان المسلمين»، حتى مع الانتعاش المرتقب لأدوار الدوحة في معية الاصطفاف السعودي - التركي الجديد. أما فيما يخص الموقف من ملامح النظام السوري الجديد ـ في حال سقوط النظام الحالي ـ فتعتقد الرياض أن لا حظوظ لها كلياً مع النظام الحالي الواقع بالكامل في القبضة الإيرانية، وبالتالي عند سقوطه ستتاح للرياض الفرصة للتأثير في خيارات تركيا بوسائل متنوعة فيما يخص الرئيس السوري الجديد.

حسابات أردوغان

عاشت تركيا فترة عصيبة قبل قيام أردوغان بزيارته الأخيرة إلى السعودية، فأنقره عانت من عزلة إقليمية قلّ نظيرها بعد إطاحة حكم جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر. وتحولت أنقره من «قبلة الثائرين» و «منارة التحديث» بعد انتفاضات «الربيع العربي»، إلى طرف إقليمي له أطماع في المنطقة يتوسّل نفوذه بالتحالف حصرياً مع «الإخوان المسلمين» في ساحات «الربيع» كلها: تونس وليبيا ومصر وسوريا. ومع إطاحة الجماعة في أعقاب تظاهرات 30 حزيران 2013 من الحكم في مصر، وخسارتهم نتيجة الانتخابات التونسية، وانحدار الحراك في ليبيا إلى حرب أهلية، وضياع الجماعة على موائد الرغبات الإقليمية والدولية بخصوص سوريا، فقد ذهب حلم أردوغان في القيادة الإقليمية أدراج الرياح. وتحول «الربيع العربي» من فرصة ممتازة لتركيا كي تمدد نفوذها الإقليمي في مرحلته الأولى، إلى عازل لتركيا في مرحلته الثانية مع تبلور تحالف سعودي - مصري - إماراتي يعزل أنقره ويمنعها من تمديد نفوذها بالمنطقة. ومع الخطوط الحمر الأميركية والاعتبارات الداخلية التركية، فقد رُسم خط أحمر واضح لتركيا لجهة انخراطها بفعالية في الشأن السوري، فلم يتبق لها سوى غضّ الطرف عن «داعش» وتحويله إلى ورقة في المساومات بين أنقره وواشنطن. في لحظة التخلي الإقليمية هذه، جاءت الدعوة السعودية من الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز، لتكسر طوق العزلة الإقليمية عن تركيا. لم يتأخر الرئيس التركي بالطبع عن تلبية الدعوة، مع علمه بأن السعودية لا تحبذ عودة «الإخوان المسلمين» للحكم في مصر، وإنما في أفضل الأحوال تحويلهم من قضية صراعية في مصر إلى فصيل سياسي لا يحظى بمرتبة اللاعب الأول، وبالتالي تركيز الأولويات الصراعية على الخطر الإيراني المتمدد. بمعنى آخر، المعروض على تركيا كسر طوق عزلتها الإقليمية مقابل انخراطها في اصطفاف جديد لموازنة النفوذ الإيراني، بحيث تكون سوريا ساحة لأفعال وتجليات ذلك الاصطفاف الجديد. لم تعد خيارات تركيا كثيرة في الواقع، بعدما أرست تحالفاتها حصرياً على جماعة «الإخوان المسلمين». وبالتالي، وفي كل الأحوال، مثّلت زيارة أردوغان للسعودية مكسباً بفك عزلته الإقليمية أولاً، والانطلاق نحو تغيير غريمه النظام السوري ثانياً. يُمنّي أردوغان نفسه بأفضل الفرص في إيصال رئيس سوري جديد يتخذ من أنقره مرجعيــــته الإقليمية؛ وفي تحويل الشمال الـــسوري ـ من حلب وحتى إدلب ـ إلى منطـــقة «حدود رخوة» تعرف هيمنة اقتصادية تركية.

الخلاصة

لا تبدو التحركات السعودية تجاه تركيا و «الإخوان المسلمين» متعلقة فقط بتغيير شخص الحاكم من الملك الراحل عبد الله إلى الملك الحالي سلمان، وإنما بالأساس إلى تبدّل التوازنات الداخلية السعودية بالتوازي مع تغير التوازنات الإقليمية. ربما يكون لتفسير هيمنة «الجناح السديري» على الحكم من جديد بعض الوجاهة التفسيرية للتحول في السياسة الإقليمية السعودية، لكن مقتضيات التحالف بين العائلة السعودية الحاكمة بكامل أجنحتها والمؤسسة الدينية الوهابية كأساس لمشروعية الحكم، تملك قدرة تفسيرية أعلى لأسباب تغير السياسة الإقليمية السعودية، حتى تصبح أكثر صلابة في مواجهة إيران الشيعية. في هذه الحالة، تحقق السياسة السعودية الجديدة هدفين ثميـــــنين: الأول تمتين التحالف السعودي ـ الوهابي في الداخل بعد «الإصــــلاحات» التي قام بها الملك الراحل عبد الله على محــــدوديتها، والثاني تصليب المعسكر السعودي في مواجهــــة إيران وتحالفاتها الشيعية. ولا يخفى في النهاية بأن التكتل السني في مواجــــهة التكتـــل الشيعي، أمر يصب في التصورات الأميركية الخاصة بترتــــيب الأوزان الإقليمية في المـــشرق العربي والمنطـــقة، بحيـــث يحجّم كل منهما الآخر من دون أن يقضي عليه.
من الناحية العملية، تعرف السعودية قدراتها وحدودها، فهي تواجه إيران على الأقل منذ احتلال العراق العام 2003، وتواجه تركيا في الوقت نفسه منذ العام 2013. ومن شأن تحويل تركيا من منافس إلى شريك بمقتضى السياسة السعودية الجديدة، تسهيل المهمة السعودية في مواجهة إيران. لكن ومن وجه ثانٍ، يعني سعي الرياض نحو الاصطفاف مع أنقره على وجاهة أسبابه من المنظور السعودي، عملياً إلحاق الرقم العربي في المعادلة الشرق أوسطية ـ على تراجعه وتضاؤل تأثيره ـ بتركيا الطامحة في صراع التوازن مع إيران الناخرة فعلياً لهذا الرقم. إذا كان تشخيص الداء الحالي هو تراجع الرقم العربي في المعادلة الإقليمية بسبب تعاظم أدوار القوى غير العربية، فالدواء يتطلب بداهة تعظيم الرقم العربي في المعادلة أو تخفيف أدوار القوى غير العربية حتى لا نقول كلاهما معاً. أما الاستعانة بأحدها في مواجهة الأخرى، فيعني انطباق المثل القائل: «وداوني بالتي كانت هي الداء».

 

لم تعد حواضر العرب الكبرى في المشرق العربي فاعلة في رسم توازنات المنطقة، إذ أصبحت الصراعات / التحالفات في المنطقة تدور في دائرة أقطابها السعودية وإيران وتركيا. في هذه الأثناء، سيعود عرب كثيرون في المشــــرق العربي وخارجه لـــــتذكر بيتي شعر لبيد بن ربيعة العامريالمتوفى العام 661 ميلادية:

فَإِن تَسأَلينا فيمَ نَحنُ فَإِنَّنا .. عَصافيرُ مِن هَذا الأَنامِ المُسَحَّرِ
عَبيدٌ لِحَيِّ حِميَرٍ إِن تَمَلَّكوا .. وَتَظلِمُنا عُمّالُ كِسرى وَقَيصَرِ

ترتيبات الخلافة في إيران إذ تتسارع

$
0
0

اكتسبت انتخابات رئاسة مجلس الخبراء التي جرت في إيران الأسبوع الماضي أهمية استثنائية لأسباب ثلاثة: الأول بسبب رواج الشائعات الخاصة باعتلال صحة المرشد الإيراني السيد علي خامنئي (75 عاماً) بعد العملية الجراحية التي أجراها قبل شهور. والثاني أن المفاوضات النووية بين إيران والغرب، التي دخلت مرحلة حرجة وتتأرجح بين الفشل والنجاح، تحظى بدعم وتأييد واضح من المرشد الحالي؛ وبالتالي فمن شأن غيابه التأثير بعمق على هذه المفاوضات. أما السبب الثالث فيعود إلى أن مجلس الخبراء تحديداً يعين المرشد الجديد في إيران وفقاً لأحكام الدستور الإيراني (المادة 111)، وبالتالي تذهب التوازنات في هذا المجلس فائق الأهمية مؤشراً على اتجاهات الخلافة التي تبدو إيران مقبلة عليها في المستقبل المنظور (اللباد: السفير - السعودية وإيران: انتقال السلطة إذ يقترب 13/10/2014). يُعد منصب الإرشاد أعلى مناصب الجمهورية الإسلامية في إيران، حيث يمتلك المرشد صلاحيات زمنية غير مقيدة تقريباً. وبالتالي فالصراع على تسمية المرشد الجديد بين الأجنحة الإيرانية، إنما هو صراع على مستقبل إيران وليس أقل من ذلك.

المتشددون يفوزون على البراغماتيين

Mesbahyazdi1.jpgجرت الانتخابات على رئاسة مجلس الخبراء، بعد وفاة شاغل المنصب آية الله مهدوي كني عن ثلاثة وثمانين عاماً في نهاية العام الماضي، بين أربعة وجوه بارزة في النظام الإيراني: هاشمي رفسنجاني الثعلب العجوز البالغ من العمر ثمانين عاماً، والذي يمتلك نفوذاً كبيراً في نظام إيران السياسي، سواء بأدواره التاريخية التي لعبها منذ قيام الثورة أو تثبيت المرشد الحالي السيد علي خامنئي في منصب المرشد، بعد وفاة المرشد المؤسس آية الله الخميني، أو في علاقاته المتشعبة في مفاصل الدولة الإيرانية ومن ضمنها الرئيس حسن روحاني، أو بسبب نفوذه الكبير في نخبة إيران الاقتصادية. الوجه الثاني محمود هاشمي شهرودي (66 عاماً) الرئيس السابق لجهاز السلطة القضائية، والذي تردد اسمه تكراراً في السنوات السابقة كخليفة محتمل للمرشد الحالي، بسبب مؤهلاته الفقهية وقربه المعروف من السيد خامنئي. والثالث رجل الدين الأصولي آية الله مصباح يزدي (83 عاماً)، العضو في «مجلس صيانة الدستور» المهم في خريطة المؤسسات الدستورية الإيرانية، ورئيس رابطة «مدرّسي حوزة قم العلمية». ترأس مصباح يزدي السلطة القضائية في إيران على مدار عشر سنوات (1990-2000)، واعتبره كثيرون «العرّاب الروحي» للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. الوجه الرابع كان آية الله محمد مؤمن المحافظ باعتدال، والذي لا يملك وهجاً خاصاً. قبل بداية الاقتراع في الجولة الأولى انسحب شهرودي من السباق في مفاجأة كبيرة، نظراً للتكهنات السابق ذكرها. ثم جرت الجولة الأولى بين المرشحين الثلاثة الباقين آيات الله: مصباح يزدي وهاشمي رفسنجاني ومحمد مؤمن. وعند فرز الأصوات، حصل مصباح يزدي على خمسة وثلاثين صوتاً مقابل خمسة وعشرين لرفسنجاني واثني عشر صوتاً لمؤمن. ثم جرت الجولة الثانية، بين مصباح يزدي ورفسنجاني، فكانت نتيجة الأصوات سبعة وأربعون صوتاً ليزدي وأربعة وعشرين صوتاً لرفسنجاني. ويُلاحظ وجود أصوات باطلة في الجولة الثانية وذهاب أصوات مؤمن بالكامل إلى يزدي، ما يعني أن المعسكر المتشدد رصّ صفوفه في مواجهة رفسنجاني والبراغماتيين المؤيدين له.

رفسنجاني في مواجهة يزدي
جرى التنافس الفعلي على رئاسة مجلس الخبراء بين رجلين (رفسنجاني ويزدي) لم يكونا قريبين من بعضهما البعض أبداً، وتواجها العام 2007 في انتخابات رئاسة مجلس الخبراء أيضاً. وقتها كانت نتيجة الانتخابات معكوسة، حيث حصل رفسنجاني على واحد وخمسين صوتاً مقابل ستة وعشرين صوتاً ليزدي. لكن ابتداء من نتيجة الانتخابات الرئاسية 2009 التي أعلنت فوز أحمدي نجاد المشكوك فيه، واصطفاف الرجلان في معسكرين متقابلين خلالها، فقد ظهر النفور المتبادل إلى العلن. قال رفسنجاني عن يزدي: «للأسف يبدو أن لديه مشاكل صحية تجعله سريع الغضب وغير قادر على ضبط أعصابه»، أما يزدي فقال عن رفسنجاني: «لو كان خامنئي سيذهب إلى الجحيم لتبعته حتى هناك، أما رفسنجاني فلن اتبعه حتى ولو كان ذاهباً إلى الجنة». يتصادم رفسنجاني ويزدي في كل شيء، من الحكم الشرعي في سماع الموسيقى مروراً بالمفاوضات النووية وحتى مستقبل إيران السياسي. ينتقد يزدي أداء الرئيس الحالي حسن روحاني – القريب من رفسنجاني - ووزير ثقافته علي جنتي، بسبب إذاعة الموسيقى في وسائل الإعلام الإيرانية، حيث قال يزدي: «الموسيقى حرام في الإسلام والعزف المنفرد للنساء حرام بالتأكيد»، مناشداً وزير الثقافة الإيراني العودة إلى «طريق العفة».

معضلة الخلافة في إيران
تظهر معضلة انتقال السلطة في إيران بأوضح صورها، عند ملاحظة أن المرشد الحالي السيد خامنئي يملك المشروعيتين الدينية والسياسية، غير المتوافرتين بالدرجة نفسها في الشخصيات المرشحة لخلافته كافة. وكما كان انتقال السلطة صعباً للغاية إلى السيد خامنئي عند وفاة المرشد المؤسس آية الله الخميني، تبدو الصعوبة مستمرة وربما أكثر عند الحديث عن بدائل محتملة له في حالة الغياب. لعب رفسنجاني دور المايسترو في عملية انتقال السلطة إلى المرشد خامنئي عند غياب المرشد المؤسس، بمناورة معقدة فصل فيها بين قيادة الجمهورية والمرجعية الدينية الكبرى التي امتلكها المؤسس ولم يمتلكها خامنئي، حتى تليق عباءة الإرشاد على خامنئي. وتطلب ذلك الأمر تعديلاً لاحقاً في الدستور الإيراني يثبت ذلك الفصل بين الإرشاد والمرجعية، لكن بعد تنصيب خامنئي. ولأن رفسنجاني يمتلك هذه البراعات تاريخياً، ومع وجود رئيس جمهورية وبرلمان وجهاز قضائي محسوبين على التيار البراغماتي، وفي حال انتخاب رفسنجاني رئيساً لمجلس الخبراء، فقد بدت حظوظ رفسنجاني والبراغماتيين عالية للغاية في تسمية المرشد الجديد. ومع تراجع نفوذ المؤسسة الدينية في إيران بشكل عام في السنوات الأخيرة، يبقى نفوذ مؤسسة «الحرس الثوري» متجذراً في اقتصاد إيران ونفوذها الإقليمي. وبرغم عدم امتلاك «الحرس الثوري» لصفة المؤسسة الدستورية في إيران، سيكون للحرس الثوري ثقل في عملية تسمية المرشد الجديد. وبالتالي فإن مصالح الحرس التقت مع المؤسسة الدينية في منع وصول رفسنجاني إلى رئاسة مجلس الخبراء حتى لمدة سنة واحدة، لأن غياب المرشد في هذه السنة كان سيرجح كثيراً من كفة رفسنجاني والبراغماتيين في اختيار المرشد الجديد.

الخلاصة
يقوم «مجلس الخبراء» ـ وفقاً للدستور الإيراني ـ في حال غياب المرشد بتسمية آخر جديد بأسرع ما يمكن، وحتى تسمية مرشد جديد يقوم مجلس انتقالي مكون من: رئيس الجمهورية (حسن روحاني حالياً) ورئيس السلطة القضائية (محمد صادق لاريجاني حالياً) وفقيه من مجلس «صيانة الدستور» يختاره مجلس تشخيص مصلحة النظام (رئيسه هاشمي رفسنجاني حالياً)، بالقيام مجتمعين بمهام المرشد حسب الدستور أيضاً. ويلاحظ أن تشكيلة المجلس الانتقالي المفترضة قريبة بالكامل من التيار البراغماتي؛ وبالتالي كان من شأن فوز رفسنجاني برئاسة مجلس الخبراء أن يتحكم في وتيرة تسمية المرشد الجديد بالإسراع أو الإبطاء في انعقاد مجلس الخبراء بالضد حتى من أغلبية الأعضاء، وفي النهاية حسم الأمور لمصلحة البراغماتيين. انتزع فوز مصباح يزدي برئاسة مجلس الخبراء هذه الورقة تحديداً من يد رفسنجاني والبراغماتيين، وأدخل مسألة خلافة المرشد في دائرة جديدة من الغموض. ستندلع معركة سياسية كبرى حول تسمية المرشد الجديد بين الفريقين المتنافسين: «الحرس الثوري» والمؤسسة الدينية من ناحية ورفسنجاني والبراغماتيين من ناحية أخرى، في حال غياب المرشد الحالي قبل حلول انتخابات مجلس الخبراء في العام 2016. كلاهما يملك أوراقاً: غالبية الأعضاء ورئاسة مجلس الخبراء للفريق الأول، وتشكيلة المجلس الانتقالي الذي يسيّر أمور البلاد حتى انتخاب مرشد جديد للفريق الثاني. في حال بقاء المرشد الحالي حتى العام المقبل، سيؤجل الحسم حتى انتخابات عضوية مجلس الخبراء. وبرغم فوز مصباح يزدي برئاسة مجلس الخبراء الأسبوع الماضي، يظل امتلاك المحافظين لأغلبية الأعضاء في مجلس الخبراء أمراً زمنياً وغير مؤكد، ويعود السبب في ذلك إلى تجاوز كثير من أعضاء مجلس الخبراء المتشددين عتبة الثمانين عاماً، وربما لن يكونوا جميعاً حاضرين حتى الانتخابات المقبلة لتعيين المرشد الجديد!.

 
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-03-16 على الصفحة رقم 15 – قضايا وآراء

الخلافات المصرية ـ السعودية في خطابي السيسي وسلمان

$
0
0

عكست الجلسة الافتتاحية للقمة العربية السادسة والعشرين، التي عقدت في شرم الشيخ قبل يومين، تبايناً في رؤى القاهرة والرياض لملفات المنطقة، وافتراقاً في أولويات كل منهما لأجندة العمل العربي المشترك، برغم كل الطنطنة الإعلامية السائدة. وإذ يشتعل السجال السياسي والإعلامي في المنطقة على خلفية الضربات الجوية السعودية على الحوثيين في اليمن وتداعياتها الإقليمية، تعد قراءة الخطابين المصري والسعودي مهمة تحليلية فائقة الأهمية لتعيين شكل التوازنات العربية المقبلة.

وقد دخل الرئيس المصري إلى خطورة اللحظة الراهنة التي تعيشها الأمة العربية، مشيراً إلى الإرهاب الرامي إلى هدم كيان الدول والعامل على تقويضها. وفي هذا السياق، اعتبر السيسي أنه يجب العمل على «حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية مثل بطالة الشباب والأمية والفقر، لأنها تدخل في مصاف التهديد للأمن القومي العربي». ثم ألمح إلى استغلال أطراف خارجية لهذه الحالة: «فأغرت تلك الظروف أطرافاً في الإقليم وفيما وراءه وأثارت مطامعها إزاء دول عربية بعينها، فاستباحت سيادتها واستحلت مواردها واستهدفت شعوبها، وتفاعلت تلك التدخلات مع مؤثرات أخرى كالإرهاب والظروف الاقتصادية والاجتماعية بل وحتى الاحتلال؛ لتزيد من وطأة التحديات». بمعنى أن أولوية القاهرة وفقاً لخطاب السيسي تتمثل في مكافحة الإرهاب والتطرف، ومن ثم العمل على حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية لمواجهته، حتى لا تنفذ أطرافاً في الإقليم عبر تلك الثغرات. بكلمات أخرى، يريد السيسي أن يقول إن الأولوية لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة تكون في سد الثغرات التي ينفذ منها. وفي هذا السياق، طرح الرئيس المصري رؤيته لتشكيل «قوة عربية مشتركة دونما انتقاص من سيادة أي من الدول العربية واستقلالها». ندد السيسي في الموضوع اليمني بمحاولات الاستئثار الحوثية ورفض الحوار والاحتكام للسلاح، «فكان محتماً أن يكون هناك تحرك عربي حازم تشارك فيه مصر». هنا ينظر السيسي إلى القصف الجوي على اليمن باعتباره عملاً عربياً مشتركاً، لا تستأثر به دولة واحدة. ثم نفذ السيسي إلى الملف الليبي مخصصاً له فقرة كبيرة في خطابه الطويل، ومظهراً مواقفه حيال النزاع هناك على خلفية إطار كبير هو محاربة الإرهاب. بعدها دخل إلى الأزمة السورية قائلاً: «إن مصر لا تزال تتعامل مع الأزمة السورية من زاويتين رئيسيتين، الأولى دعم تطلعات الشعب السوري لبناء دولة مدنية ديموقراطية، والثانية هي التصدي للتنظيمات الإرهابية التي باتت منتشرة، والحيلولة دون انهيار مؤسسات الدولة السورية». استحضر خطاب السيسي مفردات «الأمة العربية» و «مسؤوليات مصر التاريخية حيال سوريا» التي شاعت في خطابات مصرية قبل عقود، في محاولة لإظهار تواصل فكري ما بين الحاضر والماضي القريب إلى حد ما (تجربة عبد الناصر). بعدها امتدح جهود الحكومة العراقية في إعادة الأمن والاستقرار ومحاولتها ترميم علاقاتها العربية، مؤكداً ضرورة دعمها لمواجهة الإرهاب الذي يهدد الأمن العربي برمته. وأبدى السيسي حياداً نسبياً حيال الأطراف اللبنانية مطالباً بالحوار لتخفيف الاستقطاب. هنا يظهر أن العامل المذهبي لا يحكم خطاب السيسي إزاء القضايا المطروحة سواء في العراق أو سوريا أو لبنان، بقدر ما يحتل الإرهاب نقطة مركزية فيه.

في المقابل، افتتح الملك السعودي خطابه الموجز بشكر مقتضب للدولة المضيفة مذكراً بالمؤتمر الاقتصادي لدعم مصر، والذي عقد في المكان ذاته، أي شرم الشيخ، في دلالة لم تخفَ على أحد. واستهل سلمان خطابه مباشرة بأن ما تشهده المنطقة هو «نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في منطقتنا العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض دولنا». هنا يحدد العاهل السعودي أولويته وخصمه بوضوح (إيران). في هذا التسلسل المدروس، نفذ الملك سلمان مباشرة إلى القصف الجوي السعودي على اليمن، مبرراً أسبابه - من وجهة نظره - حتى قال: «وسوف تستمر عملية عاصفة الحزم حتى تتحقق هذه الأهداف لينعم الشعب اليمني - بإذن الله - بالأمن والاستقرار. وفي هذا السياق، فإننا نوجه الشكر والتقدير للدول المشاركة في عملية عاصفة الحزم». يريد سلمان هنا أن يظهر عزمه على الاستمرار في الضربات التي حدد توقيتها وسيحدد نهايتها وحده – كما يعتقد - مع شكر المتعاونين مع السعودية. بلا رتوش، يقول الملك السعودي إن بلاده تقود وتنفذ الحملة الجوية وحدها وفقاً لقرارها وأجندتها، وأن الأخرين يتعاونون مشكورين معها. وفي الختام قال الملك السعودي: «لا بد لنا من متابعة ما أسفرت عنه الجهود القائمة لإحداث نقلة نوعية في منهج وأسلوب العمل العربي المشترك، بما في ذلك إعادة هيكلة جامعة الدول العربية وتطويرها»، بمعنى أن السعودية راغبة في تشكيل آليات ووسائل العمل العربي المشترك، أي باختصار أجندة العمل العربي المشترك.

لقد أظهر خطابا السيسي وسلمان في القمة العربية الأخيرة فجوات كبيرة في المواقف المصرية - السعودية، سواء في تشكيل أجندة العمل العربي المشترك أو في الملفات الإقليمية المختلفة. في هذا السياق تبدو خمس نقاط لافتة: أولا بدأت السعودية ضرباتها الجوية على اليمن قبل أيام من انعقاد القمة العربية، حتى لا تربط الرياض هذه الضربات بموافقة مصرية، تشبه تلك إبان تحرير الكويت 1991، أي أن العاهل السعودي يريد تقليل النفوذ المصري في القضية اليمنية إلى أقل حد ممكن. ثانياً، لم يأتِ الملك السعودي بأي شكل على موضوع «القوة العربية المشتركة»، وهو المقترح الذي قدمته مصر وحصل على مناقشة مستفيضة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخيرة، والذي تعول عليه القاهرة كرافعة لعودتها الإقليمية. ثالثاً، لم تظهر السعودية حماساً للمواقف المصرية في ليبيا، وجاء خطاب الملك السعودي بجملة عامة مرت على الموضوع مرور الكرام: «مازلنا نتابع بقلق بالغ تطور الأحداث في ليبيا، مع أملنا في أن يتحقق الأمن والاستقرار في هذا البلد العزيز». رابعاً، في الموضوع السوري ظهر التباين في المواقف أشد وضوحاً، وأمكن ملاحظة لهجة الملك السعودي المختلفة في التعامل مع الملف؛ بما يخالف الرؤى المصرية الرسمية بضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة السورية والدخول إلى حل سياسي يتمثل فيه الجميع. خامساً، في الشكل غادر الملك السعودي القمة بعد إلقاء كلمته مباشرة مصطحباً معه على طائرته الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أي أن الملك سلمان يلقي خطابه ولا ينتظر سماع آراء الزعماء الآخرين، ولا يتيح لهم حتى الفرصة للتباحث الثنائي مع هادي.

تستبطن كلمة الملك السعودي في القمة العربية أن الرياض تتوسل الضربات الجوية على الحوثيين لتحقيق هدفين يتخطيان حدود اليمن: أولاً تعديل الموازين الإقليمية مع إيران، وثانياً إعادة تشكيل المشهد العربي بقيادة سعودية منفردة، مع تهميش أدوار الدول العربية الكبرى بما فيها مصر.

ما زالت المعركة في بدايتها، وبالتالي فمن المبكر الحكم على نتيجتها. لننتظر وسنرى.

تعليقات حول الموقف في اليمن

$
0
0

 

‫#‏اليمن‬ تعليق رقم ١ - 26 مارس 2015
القصف الجوي على مواقع ‫#‏الحوثيين‬ وقوات ‫#‏علي_عبدالله_صالح‬ في اليمن لا يغير موازين القوى على الأرض، إلا بجرجرة قوات صالح إلى مائدة المفاوضات.

 

‫#‏اليمن‬ تعليق رقم 2 
مشاركة باكستان والسودان في العمليات العسكرية باليمن لافتة لمعناها السياسي الكبير وليس العسكري الرمزي، فمن المعروف أن كلاهما ارتبط بعلاقات جيدة مع‫#‏إيران‬.

 

‫#‏اليمن‬ تعليق رقم 3
الرئيس الأمريكي ‫#‏أوباما‬ "ظلمه"كثيرون خلال السنوات الماضية باتهامه بميول طائفية إسلامية حيال هذا الطرف أو ذاك، فهو يشارك في العمليات التي تقودها إيران وتحالفاتها في تكريت العراقية، وفي الوقت نفسه يشارك في العمليات التي تقودها السعودية وتحالفاتها في اليمن. باراك حسين أوباما ليس شيعياً أو سنياً، بل أمريكياً يمثل مصالح بلاده في منطقة تشتعل طائفياً. أوباما لا يحل صراعات المنطقة ضد طرف أو أخر، بل يديرها لمصلحة واشنطن.

 

#‏اليمن‬ تعليق رقم 4
‫#‏تركيا‬ لا تظهر موقفها من العمليات العسكرية الجارية في اليمن لا بالتأييد ولا بالمعارضة، وتمتنع حكومتها عن إطلاق التصريحات بشأن ما يجري حتى الآن. ما هي حسابات تركيا؟. 
الأرجح أن أنقره تفضل سيناريو محدد للأزمة: سيأتي الدور على الحلول السياسية في اليمن بعد فترة قصيرة؛ نظراً لارتفاع تكلفة الحرب البرية، وذلك لأن الدرس الكلاسيكي الاستراتيجي يقول أن الضربات الجوية لا تستطيع تغيير الواقع على الأرض (راجع #اليمن تعليق رقم 1). وبالتالي إذا أفلحت الضربات الجوية في جر الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح إلى مائدة مفاوضات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، سينفتح الباب على تنظيم المشهد اليمني من جديد في محاولة لرص اصطفاف عشائري في مواجهة الحوثيين. هنا من مصلحة تركيا عودة التجمع اليمني للإصلاح بموافقة السعودية إلى صدارة المشهد اليمني لسببين: الاول ايديولوجي باعتباره فرع الإخوان المسلمون في اليمن والثاني قبلي باعتباره أحد أقطاب الثنائية العشائرية التقليدية (حاشد وبكيل). ساعتها ستنتزع تركيا مكاسب سياسية بالوكالة من وراء ما يجري الآن، بدون أي تكلفة عسكرية أو سياسية تذكر!. هل ستتحق حسابات تركيا؟. سنرى.

 

‫#‏اليمن‬ تعليق رقم ٥ - 27 مارس 2015
تحقق توقعي الذي قلته في نهاية مقابلتي مع الأستاذة ليليان داود أمس (المقابلة موجودة على حائطي) أن المؤشر الأساس لفهم حركة الأحداث في اليمن بالفترة القصيرة المقبلة هو تصريحات وتحركات الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح. السبب ان الحوثيين ايديولوجيين أما صالح فثعلب سلطة؛ وبالتالي فهو أقل تصلبا وأكثر "براغماتية"وتأثرا بموازين القوى على الأرض. اليوم تقدم صالح بمبادرة بعد ابتداء القصف الجوي، لو قبلها الحوثيون ستكون الحملة الجوية بقيادة السعودية قد حققت كامل أهدافها السياسية. لننتظر وسنرى.

 

#‏اليمن‬ تعليق رقم ٦ - 28 مارس 2015
استهداف قوات الدفاع الجوي ومخازن السلاح والصواريخ -كما تعلن وسائل الإعلام السعودية- يكشف إن القصف الجوي لن ينتهي سريعا، بل يمضي بمنهجية ما ولا يبدو أن السعودية مستعجلة في إنهاء العمليات قبل إضعاف ميليشا الحوثيين بشدة. السؤال الكبير: هل سيستعمل الحوثيون الصواريخ الموجودة لديهم لضرب أهداف سعودية؟. وإن كانت الإجابة هي نعم، فتحت أي ظروف؟

 

‫#‏اليمن‬ تعليق رقم ٧ - 27 مارس 2015
كلمة ملك السعودية في القمة العربية أظهرت بوضوح وجود خلافات في موقف بلاده مع المواقف المصرية، حتى مع محاولاته الدبلوماسية القليلة لإخفاء نقاط الاختلاف. الدلائل على الاختلافات هي: أولا البدء بالضربات الجوية دون الانتظار للقمة العربية حتى لا يربط هذه الضربات بموافقة مصرية ما تشبه تلك إبان تحرير الكويت ١٩٩١. يعني يريد سلمان تقليل النفوذ المصري في القضية الراهنة إلى أقل حد ممكن. ثانيا لم يأتِ بأي شكل على موضوع القوات العربية المشتركة، وهو المقترح الذي قدمته مصر وحصل على مناقشة مستفيضة في اجتماع وزراء الخارجية العرب. ومن المعلوم أن السعودية لا تحبذ الفكرة بالضرورة، وتفضل عوضا عن ذلك تحالف راغبين تحت قيادتها كلما تطلب الأمر مثلما هو الحال في اليمن الآن. ثالثا لم تظهر حماسا للمواقف المصرية في ليبيا، ومرت على الموضوع مرور الكرام، ربما مجاملة لقطر. رابعا في الموضوع السوري ظهر التباين في المواقف أشد وضوحا، وظهرت لهجة الملك السعودي الحادة في التعامل مع الملف. خامسا غادر الملك السعودي بعد إلقاء كلمته مباشرة، وهو أمر غير معتاد في القمم العربية إلا في حالة وجود خلافات. أي كلام غير ذلك مما يرد في الاعلام المصري والسعودي هو تبويس لحى وضحك على الذقون!

 

‫#‏اليمن‬ تعليق رقم 8  - 30 مارس 2015
تستبطن كلمة ‫#‏الملك_السعودي‬ في القمة العربية أن ‫#‏الرياض‬ تتوسل الضربات الجوية على الحوثيين لتحقيق هدفين يتخطيان حدود اليمن: أولاً تعديل الموازين الإقليمية مع إيران، وثانياً إعادة تشكيل المشهد العربي بقيادة سعودية منفردة، مع تهميش أدوار الدول العربية الكبرى بما فيها مصر.

 

‫#‏اليمن‬ تعليق رقم 9  - 31 مارس 2015
‫#‏السعودية‬ طلبت قوات من ‫#‏باكستان‬ لمساعدتها في عملية "عاصفة الحزم"، وسيرسل الباكستانيون وفدا اليوم إلى الرياض برئاسة وزيري الدفاع والخارجية لمناقشة الطلب السعودي، حسبما أوردت وكالة رويترز للأنباء. 
يثير الخبر ثلاثة من علامات استفهام: أولاً ما عدد القوات الباكستانية المطلوبة ومهماتها؟. ثانياً ما هي خصوصية باكستان في السياق الإقليمي؟. ثالثاً لماذا تقدمت السعودية بهذا الطلب بعد أقل من أسبوع على بداية القصف الجوي؟.
بخصوص أولاً عديد القوات الباكستانية له دلالة كبرى، لأنه سيشي بالنوايا المقبلة، فكلما كان كبيرا كانت احتمالية الغزو البري أكبر، أما إذا كان العدد صغيراً، فمعنى ذلك أن وجود باكستان في التحالف الذي تقوده السعودية له أهداف معنوية. ومن هنا إلى ثانياً مكانة باكستان المعنوية يمكن رؤيتها باعتبارها دولة نووية، وذات أغلبية سنية، ومجاورة لإيران. أما من حيث ثالثاً فلا توجد إجابة واضحة حتى اللحظة، خصوصاً إذا كان عديد القوات الباكستانية المطلوبة لا يرقى إلى مستوى الغزو البري -وهو سيناريو أستبعده حتى الآن-. ربما كان تقدم الحوثيين في عدن رغم القصف الجوي المتواصل، دليلاً إضافياً على عدم قدرة الضربات الجوية وحدها على تغيير الواقع على الأرض (#اليمن تعليق رقم 1)، أم أن هناك تفسيرات أخرى؟. 
على كل فلننتظر.. وسنرى.

 

تقاعس الجنوبيين عن الدفاع عن عدن

$
0
0

غير مفهوم أن جبهات الجنوبيين في اليمن لا تدافع بقوة اكبر عن عدن ...! ويكاد يكون مفهوما لي ان حزب الاصلاح (الاخواني .. ) ومنافس او حليف علي صالح من قبل علي طريقة الاخوان يتخذ الان موقف المراقب بل ويظهر علي استحياء تراضي مع حلف السعودية!

فهل يأمل الاخوان في أن تفرضهم السعودية علي أي حوار داخلي في اليمن ... بل وفي سوريا بعد ذلك في صفقات حفظ ماء الوجه القادمة ؟ وما مستقبل الحوار في مصر بعد الجزر الامريكي ؟ لماذا لا يسارع نظامنا الي التحصن بجبهة ديمقراطية حقيقية تحمي الظهر عند المناورة بدل انتظار الضغوط، خاصة أن بعض الأحلاف الخارجية اجباري بطبعه لمثل حمايىة البحر الأحمر.

تركيا و«عزلتها الثمينة»

$
0
0

مع حملات الإدانة الواسعة التي شهدتها العواصم الغربية في الذكرى المئوية للمذابح ضد الأرمن العام 1915، بدت تركيا ـ الوريث القانوني للدولة العثمانية ـ معزولة إلى حد كبير في المناقشات التاريخية والقانونية والسياسية المحيطة بالمذبحة وفي موقفها المنكر لحدوثها. وبالتوازي مع «عزلتها الأرمنية» المزمنة تاريخياً، تعاني أنقره من عزلة إقليمية غير مسبوقة، بحيث يقل تأثير تركيا السياسي وتنحدر صورتها في الإقليم جراء سياسات حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وزعيمه رجب طيب أردوغان. ولعل إطلاق إبراهيم كالين، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للشؤون الخارجية، وصف «العزلة الثمينة» على المرحلة الجديدة التي تعيشها تركيا بغرض امتداحها، أبلغ تعبير واقعي عن نتيجة السياسات التركية خلال المرحلة الأولى من «الربيع العربي». فبعد خروج جماعة «الإخوان المسلمين» من السلطة في مصر وليبيا وتونس، وبعد تردّي علاقات تركيا مع دول جوارها الجغرافي المباشر في سوريا والعراق وإيران، لم يعد لتركيا أصدقاء كثر في المنطقة فدخلت مكرهة في العزلة، مهما اتفقنا او اختلفنا على وصفها.

تركيا من «صفر مشاكل» إلى «العزلة الثمينة»

ترفع السياسة الخارجية التركية الجديدة شعار «العزلة الثمينة»، للإشارة إلى أن السياسة التركية «تقوم على المبادئ وأنها تفضل العزلة على التخلي عن هذه المبادئ». هكذا انقلب شعار «صفر مشاكل مع الجيران» الذي رفعته تركيا في السابق إلى انخراط تركي كامل في شؤون المنطقة خلال المرحلة الأولى من «الربيع العربي»، إذ تدخلت تركيا في حراكات المنطقة بالانحياز إلى جماعة «الإخوان المسلمين» مراهنة على ظفر الجماعة بالسلطة في بلدان الربيع. ولما فقدت الجماعة تلك السلطة بعد وقت قصير، فقد دخلت تركيا مرحلة من العزلة الإقليمية شبيهة بتلك التي عرفتها خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ما يؤسس لعزلة تتدحرج فيها تركيا منذ حوالي العامين ولا تبدو نهايتها مرتسمة في الأفق.

يستوحي شعار «العزلة الثمينة» شعار سابق استخدم في حقل العلاقات الدولية للإشارة إلى انكلترا في نهاية القرن التاسع عشر، أي «العزلة الرائعة» للإشارة إلى عدم انخراطها في صراعات القارة الأوروبية. ربما تنطبق شعارات الرائع والثمين على القوى العظمى مثل الولايات المتحدة الأميركية في المرحلة الأولى من الحرب العالمية الأولى، أو انكلترا في نهايات القرن التاسع عشر، ولكنه صعب الانطباق على دول مثل تركيا الحالية. في الحالة الأخيرة ربما يكون شعار «العزلة الفاشلة» أدق وأكثر قدرة على توصيف تدني تأثيرها في حراكات دول جوارها الجغرافي. وفي حين أطلق داود أوغلو شعار «صفر مشاكل مع الجيران» قبل أكثر من عشر سنوات إبان توليه موقع مستشار أردوغان للشؤون الخارجية لتوصيف سياسات بلاده حيال جيرانها كعملية ممتدة للعودة إلى توازنات المنطقة، وهو ما نجحت فيه تركيا إلى حد كبير خلال الفترة من 2002 وحتى 2012، إلا أن شعار «العزلة الثمينة» التي دخلتها تركيا منذ العام 2013 هو تحصيل حاصل وليس توصيفاً لمجموعة سياسات إقليمية لتركيا في السنوات التالية، بمعنى أن الشعار القديم أطلق توصيفاً لسياسات تركية مستقبلية، في حين أن الشعار الجديد يقرر أمراً واقعاً وهو عزلة تركيا، ولا يتناول سياسات مستقبلية بأي حال.

تركيا وأزمات المنطقة

مع خسارة تركيا لنفوذها في مصر وتونس وليبيا وسوريا والعراق، لا يتبقى لها كأصدقاء ذوي نفوذ في المنطقة سوى قطر و «حماس» وأكراد العراق. نجحت تركيا بالعقد السابق في توثيق علاقاتها الاقتصادية والأمنية والسياسية مع حكومة كردستان العراق، لكن ظهور «داعش» والسلوك التركي المتأرجح حيالها، أوشك أن يهدد العلاقات بين أنقره وأربيل. ثم تأزمت علاقات أردوغان مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني عندما تلكأ أردوغان في مد يد العون إلى الأكراد في عين العرب / كوباني في مواجهة التنظيم الإرهابي، خوفاً من وقوع المدينة في يد تنظيم كردي سوري موال لـ «حزب العمال الكردستاني» في تركيا. وفي النهاية وبضغط أميركي، سمحت أنقره لمقاتلين أكراد عراقيين بمساعدة عين العرب / كوباني عبر المرور من الأراضي التركية. ثم تكرر التلكؤ التركي مع استيلاء «داعش» على الموصل، فاستغلت طهران الفرصة لتعزيز نفوذها التاريخي بين أكراد العراق على حساب النفوذ التركي المتراجع بينهم. ولم تتسبب سياسات أنقره حيال «داعش» في تداعيات على علاقتها مع أكراد العراق فحسب، وإنما امتدت إلى تظاهرات كردية عارمة في المدن والبلدات التركية المختلفة. ومع فشل تركيا في تغيير المعادلات السياسية في مصر وليبيا، فقد انتهز أردوغان فرصة وفاة العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ليقترب من خليفته سلمان محاولاً ترميم الصدع في العلاقات التركية ـ السعودية. ولكن أزمة اليمن أظهرت تأرجح المواقف التركية في أوضح صورها وسقف الآمال التركية في آنٍ معاً، حيث ابتدأ أردوغان مندداً بإيران وسياساتها الإقليمية مع تأييد حرب السعودية على الحوثيين، إلا أنه سرعان ما تحول إلى أدوار الوســاطة بين إيران والسعودية لحل أزمة اليمن، حرصاً على مصالح تركيا الاقتصادية المتنامية مع إيران وتجنباً لمشاركة فعلية لتركيا في الحرب على الحوثيين. ويبدو منــــتهى أمل أردوغان أن يصار إلى حكومة وحدة وطنية يمنية تتمثل فيـــها الأطياف المختلفة بعد انتهاء العمليات العســــكرية، بما فيها «جبهة الإصلاح» اليمنية ـ الواجهة الســــياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» ـ وبالتالي الحصــول على مكسب سياسي ضئيل من الأزمة اليمنية المشتعلة، ما يكشف بوضوح سقف التوقعات التركية الحالية.

أردوغان عبئاً على أدوار تركيا الإقليمية

يصعب وصف الحالة التركية الراهنة بـ «العزلة الثمينة»، فالعزلة التركية الحالية ليست ناتجة عن اتباع سياسات مدفوعة باعتبارات قيم عليا. كما أن مصطلح «العزلة الثمينة» يضمر معنى الاختيار والنأي بالنفس على خلفية تفوق أخلاقي ما، إلا أن عزلة تركيا الراهنة ليست عزلة مختارة من قبل أردوغان، وإنما عزلة فرضتها عليه سياساته الإقليمية السادرة في الطموح والمفارقة لواقع المنطقة وقدرات تركيا الفعلية. انتهـج أردوغان سياســات هيمنة وسيــطرة إقليمية متسترة بغطاء دعم ثورات «الربيع العربي»، مثلـــما فعلت دول إمبريالية أخرى في السابق، مع الــفارق بأن سياسات أردوغان افتقرت إلى القوة التي تمتــعت بها القوى الإمبريالية، وليس أكثر من ذلك. ومع التسليم بتطور تركيا الديموقراطي مقارنة بدول جوارها الجغرافي في المنطـــقة، فإن النزعات الشمولية لأردوغان والظاهرة بوضوح خــــلال السنوات الخمس الماضية ومحاولاته المستمرة لتحييد المـــعارضة والسيطرة على المجــــال العام، قد أظهرت ثقوباً لا يمكن تجاهلها في ثوب تركيا الديموقراطي.

وتزداد النتيجة فداحة بملاحظة أن تركيا تتقدم اقتصادياً وديموقراطياً على دول جوارها الجغرافي العربية، في الوقت الذي يتراجع فيه نفوذها الإقليمي باضطراد، ما يعني أن فشل أردوغان وسياساته الإقليمية ليس محكوماً بظروف البيئة الإقليمية وتوازناتها، وإنما بمغالاة أردوغان في تقدير قوة تركيا الفعلية وحدودها، مع الاستهانة بتعقيدات المنطقة وقدرات لاعبيها.

تمثلت أبرز نجاحات أردوغان وحزبه على الصعيد الخارجي في تحسين صورة تركيا في المنطقة والعالم منذ استلامه السلطة العام 2002، بكلفة سياسية قل نظيرها. ولكن «العزلة» التي تعانيها تركيا راهناً تحت رئاسة أردوغان وحكم حزبه تودي بالنجاحات السابقة، وتثبت تركيا في صورة نمطية جديدة لا تشبه أبداً صورتها المشرقة عند اندلاع ثورات «الربيع العربي». كان إرث العلمانية التركية المغرق في ابتعاده عن شؤون المنطقة عبئاً تاريخياً على أردوغان في محاولته للعودة إلى المنطقة خلال السنوات العشر الماضية على جناح «الإسلام المعتدل»، والآن يتحول الأمر ليصبح أردوغان بتدخلاته المفرطة والفجة في شؤون المنطقة عبئاً أيديولوجياً وقيداً ثقيلاً على تركيا وأدوارها الإقليمية!

 

 


في جنوب أفريقيا أيضا، العنف ورفض الآخر

$
0
0

عندما يتصاعد العنف بنفس القسوة ( وإن ليس بنفس عدد القتلى ! ) فى أكثر من منطقة فى أفريقيا – وغيرها – ويتم ذلك بينما نقول أنها بيئات مختلفة فى جنوب أفريقيا عنها فى الصومال أو نيجيريا ، عنها فى ليبيا أو مصر .فما الذى يعنيه ذلك بالنسبة لمنهجية التفسير ، أو خلال البحث عن الأسباب المتقاربة وراء هذا التطرف فى مظاهر العنف ، ورفض الآخر أو ما يسمى كراهية أو رهاب الآخر ؛ الأجنبى Xenophobia، الخ ؟
ثمة ارتباك أمام تعدد التفسيرات لما يبدو متنوعا ، بينما يشير تصاعد الأزمة إلى ضرورة معرفة المشترك .
ففى الشمال الأفريقى مثلا يسود التفسير بالعامل الثقافى أو الحضارى ( القيمى ، التعصب الدينى ، سوء التفسير ، الإقصاء...) ومن خلال ذلك يذكر مهمشا الاعتبار الديمقراطى ، وتوزيع الثروات...الخ، ومن ثم لا تنجح أية معالجة حتى الآن فى الحد من : العنف المروع ‘لى حد الذبح على الهوية!


وفى غرب أفريقيا وخاصة فى نيجيريا ، بدت ثروات البترول ومعادن الصحراء الكبرى كافية لشعوبها ولكن بدون جدوى أمام نفوذ العسكريين تارة ، والتبعية للخارج تارة أخرى ، ومن ثم دخلت "بوكو حرام "على خط التفسير الدينى المتطرف بدوره فى رفض الآخر ( القبلى أو المسيحى أو الغربى ) ، وجرى العنف مروعا لحد القتل أيضا على الهوية!


فى الجنوب الأفريقى ، بدت لنا الصورة أكثر ارباكا وكأنها تبدو متناقضة مع الآخرين ، فالرأسمالية "البيضاء"الموروثة عن النظام السابق رتبت أمورها مع البرجوازية السوداء ، وقفزت بالاقتصاد الحر ، فى عقلانية تحديثية ملحوظة لحد شراكتها مع البرازيل والهند والصين ! ومن ناحية أخرى جاء دستور الانتقال من الأبارتيد للحكم الأفريقى ، محكما بدوره ، فى صياغة الحقوق ( الأقاليم والمرأة ، والوعود العدلية النظرية لا الإجرائية فى الزراعة وفرص العمل .)..وحتى من الناحية الثقافية ، فإن حالة "قيادة مانديلا للتحول"جعلت "حالة التحرر"، حالة ثقافية أو قيمية بدورها ، بل انها كانت "وعدا "عميقا بالمشاركة وبدا "التسامح ""والشفافية "شعارا للمرحلة الجديدة التى تحل فيها المواطنة محل العرق ، ومع ذلك تسارع التدهور فى أوضاع قطاعات جماهيرية كبيرة ، ليتحول إلى كراهية الآخر ( الأفريقى بالذات ) إزاء سقوط وعد المشاركة بما يصل مؤخرا ( ومن قبل ذلك أكثر من مرة ) إلى حد القتل على الهوية ... المهاجرة!

ومادمنا أمام حالة جنوب أفريقيا هذه- التى يتسارع فيها العنف - فليس صحيحا منذ البداية أن "العنصر الثقافى " - الكراهيةأو التسامح مع الآخر – أو حتى أزمة الرأسمالية والديمقراطية الليبرالية مما يصلح تفسيرا فى جنوب أفريقيا إلا فى أقل الحدود ،...لأن الأرقام الأخيرة تشير إلى عدم تجاوز عمال الهجرة أكثر من 2 مليون ( وإن قيل أنه يصل إلى 4 مليون) ، وهذا الرقم بين 52 مليون نسمة لا يعنى الكثير . لكن ربط ذلك باستمرار الفوارق العنصرية القديمة يجعل العامل "الثقافى "موضع جدل إزاء عدم قدرة النظام القائم على معالجة الأوضاع العنصرية السابقة .، ونقل الصراع مع الظالم الحقيقى إلى صراع بين أطراف المظلومين ، (أفريقى أسود / أفريقى مهاجر ) ! ومن هنا كان اتهام الرأى العام الشعبى الأفريقى "للنظام القائم"بالمبالغة فى التسامح المنحاز مع الوضع الاستعمارى العنصرى القديم ، وممارسة نفس سياسة السوق والاستغلال .... مما جعل الدفة لدى الجماهير تتجه للانكفاء على نفسها بمظاهر التطرف فى الجريمة تارة ، بل وفى الاضرابات المستمرة ، ثم فى رفض الافارقة"الآخرين "كأجانب (Kwerekwere) تارة أخرى ! مع أنهم من بلاد قريبة عرقيا ونفسيا مثل ليسوتو ، وزيمبابوى ، ومالاوى ، وموزمبيق ، ويمتد البعد الحضارى لليسوتو والميتابيلى إلى عمق جنوب أفريقيا ، وقد أدى تجاهل الحكم لذلك إلى إثارة نعرات مضادة فى القارة ضد مواطنى جنوب أفريقيا نفسها ، باشارات إلى مساعدة أفارقة القارة لهم فى التحرر ، أو سابق إيواء أبناء جنوب أفريقيا لديهم , وصعدت نيجيريا الموقف باستدعاء سفيرها امام دهشة بريتوريا من ذلك....
وقد عمق التحليل باستمرار آثار السياسة الاستعمارية العنصرية عند النظام الحالى ما نشر من أرقام الإبعاد المستمر Deportation للأجانب فى أجواء اتهامهم باحتلال فرص العمل الأفريقية إلى حد تطور الرقم من 23 ألف بعد عام 1991 ، إلى 210 ألفا عام 1996، إلى أصعاف ذلك عام 2000، ناهيك عما سبب الاضطرابات الواسعة عام 2008 ...والدراسات كلها مليئة باحصاءات ليس هنا مجالها ( راجع جهاز Miworc ) ) .


قد تتعدد الأسباب أيضا وراء ظاهرة العنف ضد الأجانب فى جنوب أفريقيا إزاء وفود أبناء زيمبابوى مثلا بكثافة مع استمرار أزمة حكم "موجابى"إزاء ظروف حكم "موجابى"، ليصلوا إلى أكبر من ربع مليون نسمة مؤخرا ( يصل بهم البعض لحوالى المليون) ، وكذا تدفع ظروف صراعات الصومال والكونغو ، وسياسة الإفقار فى نيجيريا إلى بروز أرقام أبناء هذه الدول فى جنوب أفريقيا ، وذلك فى وقت تحد فيه أوربا من الهجرة إليها ، بل وتقل فيه فرص العمل بسبب السياسات الاقتصادية المحلية فى جنوب أفريقيا .

ولأن قائمة الجاليات المضارة تضم أبناء حوالى عشرة دول أفريقية ، فإننا نشهد فورة مضادة لجنوب أفريقيا على مستوى القارة ، بمطالب شعبية فى عدد من دولها .... فى مالاوى ، وزيمبابوى ، وموزمبيق ،ونيجيريا أومظاهرات مطالبة بمقاطعة التجارة والبضائع ، بل والأغانى والموسيقى !، ومناشدة الإتحاد الأفريقى بالتدخل .
ولا تحاول النظم في هذه البلدان أن تشير لجذور الموضوع فى واقعها هى وسياساتها نحو أبنائها ، وإنما تلجأ لمجرد البعد الثقافى للكراهية والرهاب!

ورغم توفر كل العناصر الثقافية والرأسمالية والعرقية في البحث عن أسباب يبدو معظمها فى تقديرى مهربا من الحقيقة ...يظل السبب الحقيقى الذى لم نبحث عنه لنختبره بعمق وصدق هو ظروف تحقق "العدل الاجتماعى "لهذه الجماهير التى يعجزها عدم المشاركة الشعبية الفعلية عن طرح "آليات حقيقية للعدل "بدلا من سياسة الإقصاء المتبادل...والذبح على الهوية.

ملك البطيخ / حكاية مدينة

$
0
0

 

تأليف : محمد السويسي

كان "ملك البطيخ" في مدينة طرابلس اللبنانية أشهر من أن يعرّف رغم اليافطة الضخمة التي وضعها على مدخل دكانه   مع تعدد ملوك البطيخ في مختلف انحاء المدينة بداية موسم الصيف الذين كانوا يحولون محلاتهم من بيع الخضار والفواكه  الى بيع البطيخ الأحمر لشدة الطلب عليه ، حيث يطرحون الرمل الناعم الأحمر في ارضياتها ليرصوا عليها رؤوس البطيخ متجاوزين داخل المحل الى الأرصفة الموازية بكومات تصل احيانا الى أكثر من مترين علواً .

و"ملك البطيخ"، بطل هذه الحكاية  ، كان محله يقع عند مدخل المدينة المملوكية القديمة الملاصق لدوارالنجمة على بعد امتار قليلة من الجامع المنصوري  الكبير .

كان "الملك"يزيّن بضاعته بالورود والزهور والأضواء الملونة بما يزيد من البهجة والجذب للزبائن ، خاصة اثناء الليل . إذ كان يسهر على بضاعته حتى الصباح بحيث لايغلق أبواب المحل على مدى اربعاً وعشرون  ساعة حتى إنتهاء موسم البطيخ الذي يمتد لخمسة أشهر على الأقل .

وكان يمضي سهرته ممدداً كالسلاطين على تخت رفيع كالكنبة بجانب المحل ، منتشياً على أغاني أم كلثوم الصداحة من المذياع المختلطة بنغمات  أركيلته ورشفات قدح الشاي المعتق الذي يصبه من إبريق نحاسي لاينضب ،  مدفون في رماد موقد النار بجانبه .

ومن هنا تبدأ الحكاية ، إذ انه في أحد الأيام ، وكنت لازلت في مرحلة العزويبة والشباب ، طلبت مني والدتي وانا مغادر الى عملي ان أحضر معي ظهراً جبنة ضرفية وبطيخ أحمر .

هذا الطلب الذي لايمكن رفضه من الوالدة أربكني وأحرجني ، إذ ان شراء البطيخ يتطلب خبرة كبيرة والوالد هو الوحيد في البيت  الذي يملك هذه الخبرة ، إذ يرسل بضع بطيخات بشكل دائم لنضعها في بركة ماء جانبية رخامية عند مدخل البيت لتلطيف  حراراتها  قبل تقطيعها ووضعها في البراد ؛ إذ ان متعة أكل البطيخ ولذته هي  في برودته لإطفاء حرّ الجسم في الصيف الملتهب .

بالنسبة للجبنة الضرفية كان الأمر سهلاً إذ اعتدت شراء هذا النوع من الجبن ، الذي يلذ أكله في أشهر الصيف مع البطيخ الأحمر ، من محل "الحصروني" في ساحة الكورة العريق ببيع العديد من أصناف الجبن ، خاصة جبن القشقوان الفاخر المصنع من حليب الغنم ، وجبن الضرفية المصنوع من لبن الماعز الذي يستحضره يومياً من بلدة حصرون ، من قمم الجبال العالية  .

أما البطيخ فقد احترت من أين اشتريه ، إذ أن من لايملك الخبرة في اختياره فلابد من ان يتعرض للغش من البائع الذي يعمل على التخلص من البضاعة الأسوأ لزبون غشيم كحالتي يلصقه بها . وهذا تماماً ماحصل معي اذ تحولت مخاوفي الى حقيقة وواقع مع توجهي الى محل "ملك البطيخ "بما أنه الأشهر في المدينة وقد وقعت في شر وثوقي به ، مع إتكالي عليه بأن ينتقي لي بطيختان بما عنده من خبرة. إلا أنه تبين لي فيما بعد أنه  كان من الأفضل أن أنتقي أي بطيخة عن الواجهة بدلاً من أفوضه بالأمر ليغشني ، لأنه من المفترض أنه يضع أفضل مالديه على الواجهة تحسباً من أن يأتيه صاحب خبرة قد يعمد فوراً إلى معاينة البطيخ الذي امامه وينتقي منه حاجته  ، فإن لم يجده صالحاً فإنه سيغادر دون رجعة ، لذا لم يكن من مصلحته ان يوجّه البطيخ الرديء على مدخل محله .

إلا أنه وقع المحظور ، إذ ماأن سألته لينتقي لي بطيختان حتى رحب بي بشدة وأجابني انه وضع البطيخ الجيد في الداخل لأمثالي ،  في سخرية ضمنية مفرطة ، إنعكست جديّة كاذبة على وجهه بالإهتمام بتلبية طلبي لاحترافه الغش .

كانت العادة ان يعاين الزبون البطيخة من الخارج بالنقر  الخفيف براحة اليد حولها  كنوع من التفاخر والتظاهر بالمعرفة المخادعة ، إذ ان معظم الناس تجهل إنتقاء البطيخ . وبإظهار "الملك "جديته  واهتمامه الكاذب لم يدع لي مجالاً للشك في سؤ نيته في انتقاء البطيختان  وأصراره ان يضع  كل واحدة منها في كيس من النايلون الأسود  دون ان يتيح لي مجالاً للمس إحداها  أو النظر اليها او تفحصها طالباً مني أن افتح صندوق السيارة وان يضعهما بيده حرصاً عليهما ، ليحشرهما جانباً في الزاوية  لئلا تهتزا خلال الطريق وتعطبا . واردف قائلاً ، سلم على الوالد ، زيادة في الإستهزاء والسخرية  التي لم ادركها إلا فيما بعد ؟

وصلت الى البيت مزهواً بما جلبته  وكأني قد احرزت نصراً في المقدرة والمعرفة بانتقاء البطيخ ، ولكن ماأن اخرجت إحداها من الكيس لغسلها وتقطيعها لوضعها في البراد ، حتى دخلت اصابعي في منتصفها المهترىء وكذلك كان حال  الأخرى لأرميهما معاً في سطل الزبالة ، ليتضح لي  عندها أنه كان يضع البطيخ المهترىء في الداخل ليبيعة لعديمي الخبرة والتجربة أمثالي . إلا ان هذا التصرف كان درساً  مفيداً لي دفعت ثمنه رخيصاً لاكتساب الخبرة في الحياة للإحتراس من هكذا اشخاص منافقين يوحون الثقة بالكلام المعسول ، واكتساب الخبرة فيما بعد  في إنتقاء البطيخ بحيث استخرج البطيخة الجيدة من بين مئة بطيخة بمجرد النظر اليها من قبل ان ألمسها أو أعاينها .

انقطعت عن الشراء من عند "الملك "  وقد صممت أن ان أرد له السخرية والإستهزاء على طريقتي بأشد من سخريته حتى لايظن  انه هزمني ويستغرق في الضحك في سره كلما رآني او مررت في خاطره .لذا كنت امر من امامه يومياً بسيارتي  ، ولكني لم اتوقف للشراء من عنده إلا من بعد عشرة ايام من هذه الواقعة .

توقفت وتقدمت نحوه ملقياً السلام فرحب بي بحرارة ، إلا انه كان وقحاً وحذراً ، وهو ملتهٍ بمسح البطيخ بقطعة من القماش ، ليسألني   : كيف وجدت البطيختان وهو ينظر الى بطرف عينه ليرى رد فعلي ، فكان جوابي : لاتسألني ، فجهدك ضاع عبثاً في إنتقاء البطيختان إذ نسيتهما في السيارة تحت اشعة الشمس لمدة عشرة ايام فخربتا ؟

سره الجواب ، إلا أنه أبدى تحسراً كاذباً  عليهما وبادرني بانه سيبيعني أفضل منهما مخبئتان لزبون عزيز إلا ان يفضلني عليه تعويضاً لي ؟!.

فأجبته بأني قد جربت حظي معه ولم ينفع ، لذا سأجرب حظي مع نفسي باختيار بطيختان عشوائيا،  على أن آتي في الغد ليختار لي بضع بطيخات دفعة واحدة .

أقنعه  ذلك ووافق ، إلا أنني اشترطت عليه أن أنتقي البطيخة التي أريد ، وأشرت إلى اثنتين بأعلى الكومة عند  مدخل المحل ، إلا انني رفضت ان يضع اي منهما في كيس ، خوفاً من يبدلهما ، ليضعهما واحدة تلو الأخرى في أرض السيارة بجانب مقعد القيادة وقد استبد به الغيظ والتجهم دون ان يحمّلني اي سلام للوالد ، إذ تبين لي بعد شقهما انهما من أجود أنواع البطيخ وألذه  .

إنطلقت بالبطيختان دون ان أعاود للوقوف عنده نهائياً نظراً لسؤ اخلاقه في تعامله مع الزبائن عند البيع والشراء ، خاصة مع الأغراب من خارج المنطقة الذين لايعرفونه او يعرفهم .إذ انه بعد انتهاء موسم البطيخ يعود الى بيع الخضار والفواكه وكافة أنواع  الحشائش ، من بقدونس وخس ونعناع وخلافه ، يعرضها على مصاطب خشبية متدرجة يرشها بخرطوم  المياه معظم النهار لتظل طازجة ، كما يغسل الرصيف امام المحل ، كما ولايوفر الإسفلت المواجه حتى منتصف السكة  بحيث يبدو وكأنه  يتسلى بخرطوم المياه أكثر مما يحتاجه لغسل البضاعة .

ولكن مع سؤ تصرفه الذي سأستعرضه ، يتبين انه كان يرمي لغرض آخر من كثرة استعماله لخرطوم المياه ، إذ نظراً لموقعه التجاري عند مدخل السوق فإن الكثير من المارة كان يلفتها اناقة عرضه  لبضاعته لتتوقف عنده لتشتري بعضاً من حاجاتها ، إلا أن بعضهم كان  يقع في الخطأ لمحاولته إنتقاء مايشتهيه بيديه فيرفض "الملك "تلك المحاولات . إذ انه لايسمح لأحد ابداً ان يمد يده إلى اي صنف من الخضار لديه او الفواكه ، إذ يجب ان يشير اليه بالصنف الذي يختاره دون لمس ، ثم يضع له "الملك "في الكيس مايشاء دون اي مفاصلة بالسعر أو انتقاء ،  وإلا تعرض لرشة من الماء أو لمحتوى سطل من المياه يلبسه إياه وهو يغادر ، إن تمنّع عن الشراء .

 وما اكثرالمشاكل التي كانت تحدث من جراء هذا التصرف الأرعن ليتدخل الجيران ويفصلون بينه وبين الزبائن المشاكسين أمثاله .

ولكن ليس دائماً تسلم الجرّة ، إذ صدف ان مرّ احد عمال البساتين وقد تدلى من خلف ظهره سلاً من القصب ، فتوقف عند "الملك" وسأله عن سعر البرتقال  ، فهاله ارتفاع السعر وكان قد حمل بعض ثمارها بيده فإعادها الى موضعها ثم تابع سيره متأففاً  ، فما كان من "الملك"إلا ان شتمه بأقذع الألفاظ  مستهيناً به لفقره وأعقب ذلك برشة من خرطوم المياه . إذ كان يستغل امثال هؤلاء المساكين الفقراء الذي يخطئون ويقفون عنده ليستعرض عضلاته في الشارع بتعمد الإساءة اليهم .

 إلا أنه في هذه المرة اخطأ في حساباته بما لم يتوقعه إذ نجا من الموت بأعجوبة . فقد  كان هذا العامل اشد منه ضيقاً في  الخلق ، إذ ما أن شتمه ورشه بالماء حتى القى العامل  السلة جانباً وأخرج منها بلطة مندفعاً نحو "الملك"  بغضب شديد ، الذي ماأن رأها حتى انطلقت رجلاه عدواً تسابق الريح وهو يصرخ ويستنجد بالمارة التي حالت بينه وبين صاحب البلطة الذي لم يستطع ان يطاله فالتفت الى المحل يعمل به تكسيراً وتحطيماً ، كما تحطيم إبراهيم لأصنام قومه ،  الذي لم يتبق شيئاً من محتوياته وإلا واضحى على الأرض بين الأقدام ، و"الملك "خائف من الإقدام والتصدي .

وغادر الرجل بعد توسط ورجاء من الجيران والمارة ، إلا ان "الملك "لم يبطل خصاله في التعرض للزبائن ، ولكنه اضحى أكثر حذراً في اختيار الضحايا الذين يتعرض اليهم بالإساءة إن ساوموه أو عزفوا عن الشراء من عنده لغلاء اسعاره .

 

داعش ..الإيرانية .. الأمريكية ؟!

$
0
0

 

تأليف : محمد السويسي

داعش أو تنظيم الدولة الإسلامية أعلن ولادتها واعترافه بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، بتاريخ السابع من  آب /أغسطس  2014 من البيت الأبيض  ك"دولة أمر واقع"وحدد حدودها الممتدة من  وسط سوريا حتى مشارف  بغداد   بحيث  جاء هذا الإعتراف الوحيد  من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بهكذا تنظيم إرهابي مفاجأة غير متوقعه أذهلت العالم أجمع .

إلا أن تاريخ أمريكا عريق في تأليف هكذا تنظيمات إرهابية متطرفة في معظم انحاء العالم لإقلاق راحة الدول المعارضة لسياساتها أو التي كانت تدور في فلك الإتحاد السوفياتي البائد .

مما يعني ان لأمريكا دوراً في إنشاء هذا التنظيم الإرهابي التكفيري كعملية توازن بين المليشيات الموالية لإيران وبين المقاومة الوطنية في صراع على النفوذ ، لتكون لأمريكا اليد الطولى بمواجهة النفوذ الروسي الإيراني  المتنامي في العراق وسوريا الذي يعتمد على تصفية أخصامه السياسيين على أسس عنصرية وقومية ومذهبية شعوبية بطرد العرب السنة وتهجيرهم من بغداد وما حولها ومن المناطق والأحياء ذات الأغلبية الشيعية ومن سائر انحاء العراق بجرائم ومذابح  إرهابية منذ بداية الإحتلال الأمريكي للعراق وخلال ولاية رئيس الوزراء نوري المالكي الموالي لإيران بما شاب هذا النظام في عهده من فساد سياسي ومذهبي عنصري .

ومن هنا نطرح السؤال كيف ومتى نشأت داعش ؟.إلا أنه لايمكن طرح السؤال بهذا الشكل المحدد ، إذ ان تنظيم داعش ليس إلا واحد من عشرات التنظيمات التكفيرية ومئات العصابات الإرهابية التكفيرية التي نشأت منذ احتلال العراق وبداية مايعرف بالربيع العربي بتمويل وتسليح من إيران بتعاون مع النظام السوري  .

ومع ذلك سنعود في السياق لنتكلم عن تنظيم داعش بشكل خاص ، ولكن ليس للإشارة عن اعماله منعاً للتكرار الممل  بما أن ممارساته  أضحت معروفة للجميع ، بل عن تركيبته والظروف التي ادت لظهوره .

وهنا يعاد طرح السؤال بطريقة مغايرة ، وهو لما اشتهر هذا التنظم  رغم وجود مئات التنظيمات على الساحة ، وكيف برز عن غيره ؟! 

سؤال في محله يدفعنا للعودة قليلاً الى بداية الغزو السوفياتي لأفغانستان لنتعرف الى دور الولايات  المتحدة بشكل أفضل عن إنشائها لهكذا تنظيمات إرهابية وهدفها منها .

غزا الإتحاد السوفياتي افغانستان لعشر سنوات بدأت في العام 1979 استخدمت خلالها امريكا كل وسائل التحريض الإعلامي  لإنهاء هذا الإحتلال  إلا انها فشلت  ، فعمدت عندها الى إنشاء مقاومة محلية لمحاربته  دون جدوى . عندها لجأت الى فكرة إعلان الجهاد من خلال مليشيا مسلحة بتعاون وتمويل من الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة السعودية . وقد تعاونت المملكة مع باكستان لتجنيد قوى محلية أفغانية وخليجية لمحاربة القوات الروسية المحتلة تحت شعار تنظيم  "القاعدة"  الذي كان يتمتع بالحماية الأمريكية ودعم واشنطن .

ولكن مع زوال الإحتلال السوفياتي فإن أمريكا تخلت عن "القاعدة"بعد ان انتفت الحاجة إليها   لعدم جدواها في مخططاتها ،  إذ اقتصرت على التعاون مع المخابرات الباكستانية بعد إنشاء حكومة افغانية محلية تضم جميع القوى السياسية والعسكرية مالبث ان دب النزاع بين أطرافها وانقسمت البلاد بحيث تعذر على باكستان الإصلاح والتوفيق بين أطرافها مع تزايد النفوذ الإيراني من خلال قوات الشمال بقيادة أحمد شاه مسعود الموالي لإيران .

 فكان إنشاء تنظيم طالبان من الأكثرية العشائرية البشتونية الأفغانية من قبل المخابرات الباكستانية ليجتاح أفغانستان نهاية التسعينات  ويطيح بكل القوى السياسية باستثناء الموالية لأحمد مسعود لصمودها ، مما دفعها الى اغتياله في التاسع من أيلول من العام 2001 ، أي قبل يومين من تفجير برجي نيويورك مما سرع الإجتياح الأمريكي لأفغانستان وبالتالي احتلال العراق بتنسيق مع إيران .

وقد تكرر هذا الأمر في العراق إذ ان القوات الأمريكية الغازية واجهت مشاكل عدوانية من حليفها الإيراني إثر  غزو العراق . إذ سعت طهران بعد ان رسخت وجودها في بغداد وجنوب العراق إلى إفتعال المشاكل  من خلال مليشياتها الشعوبية في وجه القوات الأمريكية باعمال التفجير والقنص والقتل الى حد استعانتها بمرتزقة من لبنان وسوريا لمساعدتها في هذا الأمر بهدف إزعاج الأمريكيين ودفعهم لمغادرة العراق للإستحواذ عليه والحاقه بإيران الى حد ان طهران قد اعلنته محافظة إيرانية إثر جلاء القوات الأمريكية عنه بعد عشر سنوات من الغزو .

وللتوضيح فإن أمريكا عندما استعانت بإيران عند غزوها العراق ليس لحاجتها لها عسكرياً ، بل لإطلاق أهداف الإحتلال بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية لما لإيران من نفوذ على المرجعيات الشيعية في العراق ، إلا أنه لم يدر بخلدها أن تعمد طهران الى عمليات إبادة للعرب السنة من خلال المليشيات الشعوبية المذهبية الموالية لها ومحاولة تهجيرهم من العراق بما يتعارض وخطط الرأسمالية الأمريكية التي كان تهدف من الإحتلال الى أمرين :

1-    تقسيم العراق بهدؤ الى ثلاث دول لكل منها إدارة مالية مستقلة ضمن إتحاد فدرالي مركزه بغداد التي يمسك الأمريكان بها وبحكومتها بقوة من خلال سفارتهم الضخمة .

2-    وضع حد للتلاعب بأسعارالنفط التي كان ينتهجها العراق ببيعه البرميل  بأقل من الأسعار العالمية بما أضر بمصالح الشركات الأمريكية وأربكها ، على أن يتم رفع البرميل من 28 دولاراً الى 200 دولار للتعويض عن تكاليف غزوالعراق ولتمكين إيران من تمويل أعمال مليشياتها الحربية .

استغلت إيران وجودها في العراق بحماية أمريكية لتعمل على وضع الخطط لتصدير ثورتها الى مختلف انحاء العالم العربي في تطلع نحو المملكة العربية السعودية وكافة الدول الخيليجة مستغلة بعض الطائفة الشيعية بالرشوات المالية وفق نهجها العراقي في إنشاء المليشيات زادت عليها بالدعوة الى التشيع وفق أسلوب النظام الأمريكي العلماني بالتبشير الكنسي السياسي بهدف التجنيد المخابراتي .

وقد تطلعت نحو سوريا لتكون منطلقاً لها نحو الدول العربية الى جانب بالعراق ، فكان أن ورطت النظام السوري باغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 ، بهدف إخراجها من لبنان لإتاحة الفرصة  لحزب الله الموالي لها لوضع يده على لبنان لملء الفراغ السوري .

وقد نجحت في خطتها إذ استغلت علاقتها مع المحتل الأمريكي في العراق لتضغط واشنطن على سوريا بالتهديد والتهويل للخروج من لبنان مما اضطرها الى مغادرته لبنان خوفاً من ان تلقى مصير العراق  .

إلا ان ردة فعل الشعب اللبناني على مختلف طوائفه كان عنيفاً وغاضباً لمقتل الرئيس رفيق الحريري متهماً سوريا وحزب الله بارتكاب هذه الجريمة الشنعاء  ،من  قبل ان تؤكدها تحقيقات المحكمة الدولية ، التي دفعت فيها سوريا ثمناً غالياً انهى ثلاثة عقود من هيمنتها على لبنان الذي تحول فيها الوجود السوري الى احتلال فعلي على كل الصعد ،فلا تعينات او توظيفات او مقررات حكومية او رئاسية إلا بأمرها وأوامرها . وبالتالي أضحى المسؤولين اللبنانيين من نواب ووزراء وقيادات وأحزاب سياسية مجرد دمى بأيدي ضباط  المخابرات السورية  بالترهيب والترغيب .

إلا أن حزب الله لم يستطع ان يملأ الفراغ  السوري مع تصاعد الحملة ضد سلاحه ، فعمد الى التحرش بإسرائيل بخطف جنديين لإشغال اللبنانيين عنه وإظهار بطولته ووطنيته امام المواطنين  الرافضين لسلاح وولائه لإيران . إلا ان حساباته كانت خاطئة كما حسابات السوريين إذ ادى تحرشه بإسرائيل الى هجومها و تدمير معظم البنى التحتية والجسور  والمصانع في لبنان والتسبب بسقوط 1200 شهيد من المدنيين لاذنب لهم سوى التخطيط الفاشل لطهران ليخرج امين حزب الله  ليقول أنه لم يكن يعلم بأن رد الفعل الإسرائيلي سيكون بهذا الحجم ؟!

هذا العدوان الإسرائيلي زاد من غضب الشعب اللبناني على حزب الله لما تسبب به من دمار لاستخفافه بمصالح اللبنانيين وقد زاد إصراره على نزع سلاحه . فما كان من الحزب و قد خرجت سوريا التي كانت تحميه وترعاه في لبنان ،إلا أن اجتاح  بيروت على الطريقة الإسرائيلية في أعمال الإرهاب والتخريب والإعتقال وتكميم أفواه الإعلام المعارض وإغلاق قنواته وترويع اهالي بيروت ومحاصرة منازل بعض الزعماء اللبنانيين من خلال مليشياته بقمصان عناصره  السوداء مما زاد من النقمة عليه والدعوة العلنية الشعبية بنزع سلاح "الغدر "لديه ، وفق تعريف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط  لهذا السلاح .

ورغم انه لم يفلح الأمر ، إذ لازال حزب الله على سلاحه بدعم إيراني سوري امريكي برغبة إسرائيلية لحماية حدود إسرائيل من الهجمات الفلسطينية حيث تعتبر حدود إسرائيل الأكثر امناً في العالم العربي بفضل سهر حزب الله عليها . ومع ذلك  فإن  الشعب اللبناني مازال مصراً على  استقلاله وتحرره من اي تدخل اجنبي في تطلع نحو عودة الدولة المغيبة من قبل حزب الله . ولايزال الصراع قائماً حتى الآن  اعتراضاً على عرقلة  الحزب إعادة تشغيل معظم مرافق الدولة المعيشية والإدارية ، خاصة معرض طرابلس الدولي ومصفاة النفط  ومطار القليعات ومحطة الكهرباء في طرابلس والسكة الحديد والنقل المشترك ، وتعويق إقرار البطاقة الصحية للمواطنين كما وتعطيل  اي مجهود من الدولة لتحسين المعيشة بإقرار ضمان الشيخوخة او اي من الضمانات الإجتماعية لعجز الحكومات المتعاقبة عن اتخاذ اي قرار إلا بأمره وموافقته والا عطلها واجبرها على الإستقالة .

إذ ان الحزب يتوخى ويسعى  بحمله السلاح رغما عن إرادة الشعب  مع وجود الجيش ،  إلى انهيار الدولة اللبنانية ومؤسساتها طمعاً في وضع يده على لبنان لصالح طهران بما يملك من وفرة مالية إيرانية هائلة للإنفاق على مخططاته بوضع يده على الدولة .

تبين مع سياق الأحداث في سوريا والعالم العربي بأن إيران كانت تعد حزب الله ليكون منطلقاً للتمدد في العالم العربي والتدخل في شؤونه بما كان له من رصيد سابق في مواجهة إسرائيل فقده مع اغتياله للرئيس رفيق الحريري واجتياحه بيروت في العام 2007 وقد  سبق رفضه تسليم سلاحه للجيش اللبناني بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب ، مصراً على أنه لن يلقيه إلا بعد تحرير فلسطين ، بينما يمنع على المقاومة الفلسطينية الإقتراب من الحدود الإسرائيلية أو إقتحام مستعمراتها ، الذي كانت تمارسه قبل مجيئه ووضع يده على الحدود ، ويرفع السلاح بوجهها لمنعها من ذلك ؟!.

هذه المقدمة كان لابد منها للإنتقال الى الوضع السوري وتداعياته المتفاقمة منذ اربع سنوات وحتى الآن دون أفق  بفعل التدخل الإيراني باعتماد طهران  على حزب الله في دحر الثورة السورية لاعتقادها انه رامبو عصره الخارق الذي يستطيع محاربة العالم العربي  بأجمعه . وقد وقعت في سؤ حساباتها بما قد يؤدي الى زعزعة نظامها وعدم استقراره بالتالي زواله إزاء رد الفعل العربي على مممارساتها ضدهم في سوريا والعراق  وتمددها نحو اليمن لصنع حزب الله آخر من خلال الحوثيين بدعم من الجيش اليمني الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح ،  كما دعم الجيش السوري لحزب الله  في لبنان وفي معاركه ضد الشعب والثورة السورية .

إن عدم خبرة الرئيس بشار الأسد بالعمل السياسي وضعف ثقافته التاريخية والإقتصادية واصول ممارسة السلطة والحكم هو الذي أودى بسوريا الى ماآلت اليه.إذ انه بعد ان ورث السلطة سلك سلوكاً ديكتاتورياً متعالياً  بممارساته . وقد تلاعب به الإيرانيون جيداً ،  إذ سلمهم زمام أمره وأمر بلده   بأن سمح لهم بإطلاق حملات التشيع لولاية الفقيه  في جميع انحاء سوريا ، دون اي ضوابط ، ضد إرادة الأكثرية السنية من شعبه التي  لم يقم لها أي  اعتبار وطني او مراعاة رغم سمعة إيران السيئة بتحالفها  مع امريكا على احتلال العراق ودماره .

ودون ان يدرك  ان هذا التشيع  ذو طابع سياسي سيودي به في النهاية وبنظامه ، إذ كان يجب ان ينتبه انه لامعنى لهذا التشيع على المستوى الديني طالما ان جميع أصحاب المذاهب مسلمون ، لولا الغايات السياسة البعيدة المدى لإيران لإيجاد مواقع موالية لها في سوريا والعالم العربي . وقد اغروه باستثمارات  تجارية إيرانية في سوريا  اشركوه بها من خلال بعض اقربائه مع بعض الهبات النفطية الإيرانية . هذه الإستثمارات  التي كانت في حقيقتها مجرد رشوة بمليارات الدولارات الى حد انه اقتطع من سوريا مساحة سبع قرى على الحدود السورية اللبنانية الموازية للبقاع وهبها للإيرانيين، وعناصر حزب الله يدخلون منها ويخرجون دون اذن مسبق وكأنها جزء من لبنان استعلمها الحزب للتدريب وللإنطلاق داخل سوريا في اعمال التشيع السياسية التجسسية وقتال الشعب السوري وثورته .

ولو كان ألأسد ملماً بالعمل السياسي لكان لاحظ بأن والده لم يكن ليسمح بالتشيع أو بنفوذ فارسي ضمن سوريا لما في ذلك من سلبيات على نظامه العلماني العروبي الذي كان يتسع لجميع القوى والأطراف طالما انهم لايسعون للإنقلاب على نظامه .

هذا التمدد المذهبي السياسي والتجاري الإيراني أغضب الشعب السوري على جميع مستوياته وفئاته بما ادى الى انفجار التظاهرة  الطلابية من ريف دمشق في درعا وتوسعها غضباً  نحو كافة انحاء سوريا التي حاول الأسد إحتوائها ومعالجتها شخصياً. وكاد الأمران ينجح لولا النفوذ الإيراني في اجهزة المخابرات السورية وتدخلها ، حيث رأت طهران في هذا الإنفجار فرصة ذهبية ممتازة لتصعيد الوضع وتأزيمه تمهيداً لوضع يدها على سوريا نهائياً بإحكام قبضتها وضمها الى فلك الوهم الإمبراطوري الفارسي الذي كان يسوق له قادة طهران بصورة ملحة طالبين اعتراف امريكا  بهم كإمبراطورية عظمى ؟!.

لذا عرقلت طهران اي مجهود للرئيس بشار الأسد في احتواء مشكلة درعا في ربيع العام 2011  بأن عمدت الى تجنيد مليشيات طائفية شعوبية من الداخل بما يعرف بالشبيحة بالتعاون مع ماهر الأسد وأغدقت عليهم المال والسلاح ، كما عمدت الى تجنيد مرتزقة من العراق ولبنان عمدوا الى قتل المتظاهرين والتنكيل بهم وتهجيرهم على اسس طائفية مذهبية بما يشبه اعمال الإبادة لقمع التظاهرات السلمية مما ادى الى انفجار الوضع بشكل نهائي مع إنشقاق الجيش احتجاجاً على الهيمنة الإيرانية على قطاعي الجيش وقوى الأمن وإدارات الدولة بأمر من بشار الأسد الذي لجأ لإيران لقمع الثورة السورية ضد ممارسات نظامه دون ان يدري ان إيران هي التي كانت تغذي هذه الكراهية ضد نظامه لإسقاطه في حضنها . وقد نجحت في مخططاتها  مع استكمالها قتل جميع مساعديه العسكريين المقربين بما يعرف بخلية الأزمة وما تلاها ، مع تصاعد الفوضى بحيث اختلط عليه الأمر بعد ان اضحى سجين قصره برقابة وحماية إيرانية  .

وقد يكون الأسد قد عرف متأخراً حقيقة النيّات الإيرانية ضد نظامه ، ولكن فات الوقت وقد اضحى وحيداً لايستطيع مقاومة نفوذ طهران التي هيمنت على البلاد وأضحت الحامي الوحيد له مع انفراط الجيش وتفسخ النظام والدولة  .

هذا التفسخ وتنامي الثورة دفع إيران الى تجنيد المزيد من المرتزقة الشيعة  من العراق ولبنان وأفغانستان وتركمانستان وروسيا وجميع الدول التي تدور في فلك الروس بحيث وصل عدد المرتزقة الموالين للنظام السوري تحت إمرة إيران الى مئة ألف مقاتل او يزيد بما فيه مقاتلي الحرس الثوري وحزب الله .

هذا التجنيد للمرتزقة من الخارج لم تكن إيران او النظام السوري قادران على استيعابهم والتحكم بهم مع تزايد الصراع في سوريا والعراق بحيث تشظوا بعد عامين من الصراع ضد الثورة الشعبية كمناصرين للنظام السوري  في مقاتلة الجيش الحر والقضاء على المعارضة ، الى حد دفعهم نحو الحدود العراقية لقتال العشائر العربية لدحرهم والهيمنة عليهم في محاولة لوضع حد للمعارضة العراقية المناوئة  لحكومة بغداد الإيرانية الهوى  .

كان دفع هؤلاء المرتزقة  نحو العراق خطأ جسيماً ارتكبته إيران ، إذ كانوا يضمون عراقيين كثر مالبثوا ان انضموا الى الثورة العراقية التي كانت تضم نخب الجيش العراقي  المنحل الذي لم يعد لديه سوى القتال لتحصيل لقمة عيشه بعد ان حل الحاكم الأمريكي "بريمر "جيش البعث بأكمله برغبة  من طهران ليصبحوا في خدمة الثورة العراقية ضد الإحتلال الإيراني المليشياوي في سوريا والعراق .

 مع هذا التوسع والإنفلاش تملصت المليشيات المأجورة من النفوذ الإيراني والسوري بتحريض من عناصر مخابراتية امريكية وبريطانية وعربية خليجية وتركية اندست بين تنظيم داعش  بعشرات الآلآف  ودعتهم ان يستقلوا  بأنفسهم عن دمشق وطهران  مع تزويدهم بالمال والسلاح بافضل مما كانوا يتلقونه من إيران الذي انتهى دورها بالنسبة لأمريكا والغرب في تفكيك سوريا وللعراق وتهديمهما  ، إلا ان معظمهم مارس  نشاطه تحت اسم داعش لإرهاب الناس وإخفاء ولائه لسوريا وإيران .

 وبعد ان نحج هذا الإنقلاب بنقل البندقية من إيران وسوريا الى أمريكا ، اعترف البيت الأبيض بداعش في مؤتمر صحفي عقده الرئيس اوباما في السابع من آب/ أغسطس من العام  2014 راسماً حدودها من وسط سوريا نحو وسط العراق حتى حدود بغداد واطلق  عليها اسم "دولة العراق والشام الإسلامية "بدلاً عن داعش التي هي مختصر لأسمها المركب  ، معلنا بأنها دولة أمر واقع ؟ .

إنفجار الثورة السورية واستعمال القوة العسكرية المفرطة والمليشيات الطائفية  المذهبية لقمعها بوحشية بدعم من طهران خارج القانون والمساءلة أدى الى انفجار الوضع بشكل واسع على صعيد البلاد والى تفكك الجيش بشكل متصاعد مع تصاعد التدخل الإيراني  وتسلطه على السلطة والحكم مع تسليم الأسد سوريا لإيران لتفعل بها ماتشاء مقابل إخماد الثورة وتثبيته في مركزه .

إلا أنه لم يدرك محاذير ذلك بان إيران وفقاُ لخطابها القومي المعلن انما تسعى لوضع يدها على العالم العربي وسوريا دون ان تقيم له وزناً عندما يضحى الوقت ملائماً للتخلص منه ، إذ انها اسيرة الوهم لاعتقادها بأنها دولة عظمى تائهة في حالة شيزوفرانيا سياسية لاشفاء منها .

مع استقدام طهران لطوابير الإرهابيين والقتلة المأجورين من الخارج كان من الطبيعي مع سيادة الفوضى ان يتسلل بين هؤلاء القتلة والطامحين للسلطة والنفوذ ، العناصر العسكرية المخابراتية من مختلف انحاء العالم ، خاصة امريكا وأوروبا وإسرائيل وروسيا دون الإفصاح عن  ميولهم . وبالتالي تشرذم الثورة التي اضحت تضم المئات من عصابات الأحياء المسلحة وعشرات التنظيمات العسكرية بحيث ان أكثرها اضحى يقاتل تحت عنوان داعش والقاعدة والنصرة لكسب الهيبة والتوسع مع تعذر الوحدة والتوافق بينهم في مواجهة الإحتلال الإيراني لسوريا والعراق من خلال مليشياته المسلحة التي يعلو سلاحها على صوت الدولة المحتلة وحكوماتها .

إلا أن هذه الحرب بتداعياتها بإطلاق يد طهران بها منذ احتلال العراق تتم وفق سيناريو امريكي صهيوني معد سلفاً  بخداع القيادة الإيرانية واستغلال حماسها الديني الغيبي ، التي لازالت تعتقد حتى الآن ان مايجري في سوريا والعراق ولبنان واليمن  إنما يجري لصالحها دون ان تقيّم الربح والخسارة من هذه الهيمنة   المخادعة وقد استنزفت مواردها واقتصادها ومجتمعها الذي يعاني الفقر والجوع من حروب عبثية لاطائل منها على مدى عقود . 

ومع ذلك  لازالت طهران تأمل بانتصارها  في مواقع هي مراكز استثمار للرأسمالية الغربية التي لن تسمح ابدأ بتخطيها أو فقدانها .وكل ماتفعله إيران ،عن غير وعي منها ، هو تدجين هذه  الدول لاستثمارات جديدة لصالح امريكا مع تخريب إقتصادها  وتدميرها  ، كما وتفتيت جيوشها  التي يشكل تماسكها وقوتها خطراً على الكيان الإسرائيلي مستقبلاً ، كبديل عن حرب عالمية محدودة في المناطق التي اضرمتها إيران بحروب لاجدوى منها لقصر نظر حكامها وقد دفعت تكاليفها من اموال شعبها ونمو اقتصادها عوضاً عن أمريكا وإسرائيل والغرب  .

 وقد تضررت إيران إقتصادياً ومالياً بمقدار هذه الدول التي خاضت حروبها الإرهابية الطائفية المذهبية والعنصرية ضدها  بل وأكثر.  ومع ذلك لازالت على عنادها بتحريض غير معلن من الرأسمالية الغربية الى حين استيفاء اغراضها منها . وعندها يتحول الربيع الحار نحو إيران في الوقت المناسب  لإثارة الفوضى وتقسيم إيران كما تقسيم كل من سوريا والعراق واليمن  ضمن اتحاد فدرالي او كونفدرالي على اسس طائفية ومذهبية بحيث يستحيل بناء جيوش وطنية وقوية من خلال هذه التقسيمات حفاظاً على مستقبل إسرائيل وامنها ، وبما يخلق مناخاً ملائماً للإستثمارات الغربية لإعادة البناء ، ولكن بدماء شعوب سوريا والعراق واليمن .

وهذه النهاية للممارسات الإيرانية متوقعة مع السنة الأخيرة لولاية الرئيس باراك اوباما التي سبق الإشارة  عنها لمرات عدة. وقد بدأت تباشير الربيع الإيراني بتحرك الأكراد للإستقلال عن إيران التي  تحاول طهران  قمعهم بشده باعمال الإعدامات للمتظاهرين لبث الإرهاب بينهم وإخافتهم . وبذلك خطت خطوة مميته باتجاه إعطاء المبررات لتسلح الثوار الأكراد لمقاتلة النظام والتسبب بتسريع سقوطه .  وقد استعانت طهران بحزب الله للمساعدة بخبرته على قمع ثورة الشعب الإيراني الذي يسعى للتحرر من نظامه  لوقف هدر امواله في تصدير الثورة العبثي لإعادة بناء إيران الجديدة على اسس اقتصادية مالية وصناعية .

بدأت تظاهرات  الشعب الإيراني وتحركه ضد نظامه في الأهواز العربية ومهاباد الكردية  منذ مطلع مايو/ ايار من العام 2015 . ولكن قد لا يستعر هذا التحرك ويتفاقم  قبل الخريف المقبل ، مع استغناءعن خدمات النظام الإيراني وحزب الله ، حيث سينطلق بقوة الى ان تتحرر المناطق الكردية التي سبق ان استعمرتها إيران وضمتها اليها بداية القرن الماضي والى ان تتحرر الأهواز العربية من الإستعمار الفارسي الذي طال أمده  .

وهذا ماتخطط له الرأسمالية الأمريكية التي جاءت بالنظام الإيراني الى السلطة في خطة جهنمية لبث الإرهاب في محيطها وبالتالي تحميلها مسؤوليته  و تقسيمها الى ثلاث  دول بحيث ستشرب من نفس الكأس الذي سقته لكل من العراق وسوريا واليمن والفلسطينيين باعاقة وحدتهم ومنع قيام وطن فلسطيني مستقل ، بعد ان اشبعت العالم العربي والعالم اجمع بالكراهية ضد إرهابها .

 وقد عرّفها الرئيس باراك اوباما في تصريح له للصحافة بتاريخ 15/5/2015 بأن إيران "دولة راعية للإرهاب ""والخليجيون محقون في القلق منها "..

مما يعني تخلي الأمريكان  عن خدماتها  ورفع الغطاء عن حماية نظامها ، وقد دعا في نفس الوقت الدول العربية للدفاع عن نفسها من الخطر الإيراني .

ولم يتخل أوباما عن الإرهاب الإيراني إلا بعد استبداله بإرهاب مليشيا داعش التكفيرية تحت يافطة اسلامية سنية المخادعة ، لايقل خداعاً عن يافطة الثورة الإيرانية الإسلامية الشعوبية المذهبية  الأكثر خداعاً .

 

من خبايا الإدراة /1

$
0
0
 


ليس من فساد إداري إلا من فساد سياسي يحميه ويدعمه .
تأليف : محمد السويسي
بدأت حياتي الوظيفية كرئيس دائرة في محافظة الشمال في سراي طرابلس بداية الثمانينات من القرن الماضي بعد سنوات على تخرجي من معهد الإدارة .
كانت المدينة خارجة حديثاً من تداعي حرب السنتين إلا أن فوضى المليشيات الحزبية المسلحة كانت لاتزال تعم بها رغم وجود السوريين كقوات ردع عربية .
لذا كانت الإدارة شبه مشلولة وفاسدة من تأثير ذلك مع غياب قدرة الدولة على الثواب و العقاب .
كان مكتبي في الطابق الثاني من السراي على بعد خطوات من مكتب المحافظ الذي كان يرقى اليه بالمصعد ، إلا أنني كنت افضل الصعود على الدرج تجنباً لازدحام المواطنين أمام المصعد .
كان أشد مايضايقني وجود عبارة بالخط العريض كانت تطالعني يومياً على حائط الدرج جاء فيها أن "إخراج القيد بعشر ليرات "؟!
اي اتهام صريح بالرشوة لموظفي دائرة النفوس الذين كانوا يصعدون يومياً على درج المحافظة نحو مكاتبهم في الطابق الثاني ولايهتمون حتى بإزالة هذه العبارة المعيبة ، ربما لان الرشوة كانت وقتها قائمة على قدم وساق في اكثر دوائر الدولة بحيث اضحت مثل هذه العبارات أمراً عادياً .
وصلت يوماً والمحافظ الى السراي في نفس الوقت فاتجه نحو المصعد كالعادة ، إلا اني رجوته ان نصعد معاً على الدرج لأريه عبارة مسيئة من الضروري ان يراها .
استجاب لطلبي وصعدنا سوية وشاهدها ، فاستغرب الأمر ، إلا أن جوابه عندما جلسنا معاً في مكتبه انه ماذا يستطيع ان يفعل والدولة غائبة ؟
فأجبته لو كانت الدولة غائبة لما كنت انت أو أنا في السراي ، لذا يجب ان تفعل شيئاً لوقف هذه المهزلة .فأجابني لعدم خبرته بالإدارة ان الرقابة على الإدارات ضمن السراي والمحافظة من مهماتك الأساسية وفق صلاحياتك فاستخدمها ؟
أجبته بأن الأمراكثر تعقيداً مما يظن إذ يحتاج الى إعادة ترتيب وتنظيم لأسلوب المعاملات المعتادة بحيث يتوقف الإزدحام اليومي وتنتفي الرشوة مع اعتماد الرقابة غير المباشرة التي ترعب الموظف وتجعلهم في خوف دائم من تلقي اي رشوة .
أجابني حسناً ، صغ المذكرة التي تريد لأوقعها بتكليفك لوضع خطة لتحسين العمل للحد من شكوى الناس وتذمرها في دائرة النفوس ووقف الرشوة .
وأرسل نسخة عنها لدائرة النفوس لأبدأ في اليوم التالي بوضع خطة محكمة أنجزتها بعد عدة أيام من جولة يومية على دائرة النفوس للإطلاع على مكامن العيب ، ليصبح السير فيها منتظماً ولتختفي الرشوة العلنية تماماً وتحل محلها الرشوة الخفية ولكن ليس أمام إداري خبير .
إنتهيت من وضع التقرير والخطة بعد عشرة ايام تقريباً . دهش المحافظ لفحواها بما فيها من تطور ، إذ نسفت طريقة العمل من اساسها وغيرت من مواقع الموظفين ومكاتبهم وجعلت علاقاتهم بالجمهور مباشرة مع توسعة الموقع واقتراح بزيادة عدد الموظفين مع ملحق بمخطط هندسي فيها يحدد موقع المكاتب وطرق تلقي المعاملات وتسليمها .
فكان جوابه الفوري انني لم أكن اتوقع أن يكون خريجي معاهد الإدارة على هذا القدر من المعرفة والخبرة .
إلا أنه طلب مهلة عدة أيام لاستمزاج رأي القوى السياسية بهذا التقرير قبل ان يوافق على إقرار الخطة وتنفيذها .
بعد ثلاثة اسابيع من تسلمه التقرير ، في لقائي الصباحي المعتاد في مكتبه لمراجعة العمل اليومي ، أخرج الملف من حقيبته قائلاً لي احتفظ به ؟!.
وأردف إذ ان القوى السياسية تفضل ان يبقى الحال على ماهو عليه وليس باستطاعتي مواجهتها ، لذا فلا تلمني . وانا كمحافظ وظيفتي سياسية اكثر منها إدارية كما تعلم ..ثم تابع بعد صمت انه فعلاً لأمرمؤسف وقد صدمني الأمر كما صدمك .
وهكذا فإنه تصح المقولة بانه ليس هناك من فساد إدراي إلا من فساد سياسي يحميه ويدعمه .

هربرت هوفر (1)

$
0
0

 

 

نحن الآن في عام 1919 وقد وضعت الحرب العالمية الأولي أوزارها ومؤتمر السلام منعقد في باريس بقصر فرساي. وكانت الحرب قد بدأت بغزو ألماني لأراضي بلجيكا حتي تصل منها إلي فرنسا. وبالتالي وقع 7 مليون بلجيكي تحت الحكم الألماني. وهؤلاء كان حالهم عدم حتي أنهم كانوا مهددين بالجوع عقب الحرب مما جعل من ضمن مقررات مؤتمر فرساي أن تتولي الولايات المتحدة، الدولة الوحيدة التي لم تتأثر بشدة بالحرب حيث أنها دخلتها متأخرة جدا، تتولي توريد المواد الغذائية إلي بلجيكا لكي لا يهلك شعبها. وقد كان وزير الإقتصاد الأمريكي وفي نفس الوقت رئيس هيئة الإغاثة الأمريكية American Relief Administration  هو مهندس مناجم نجح في عمله الهندسي في خارج وداخل الولايات المتحدة حيث عمل في الصين وأستراليا وروسيا وهو هربرت هوفر. وقد نبغ في التخطيط اللوجستي وإدارة المشاؤيع حتي أنه تقلد ذلك المنصب وأصبح بطلا قوميا داخل الولايات المتحدة ورمزا للكفاءة والقدرة المتميزة في العالم الخارجي. وكان يستقبل بحفاوة أينما حل وفي كل البلاد.

والآن نحن في يونيو 1921 وقد توجه الكاتب الروسي مكسيم جوركي بنداء عبر صحف العالم قال فيه أن بلد ديستيوفسكي وتولستوي ومندلييف مقبل علي ايام حالكة وأننا نحتاج إلي مساعدة فورا قبل أن يحل الشتاء ونهلك جميعا..

كيف كانت الأوضاع في روسيا إذن؟؟

من يتذكر منكم فيلم دكتور جيفاجو يعرف هذه اللقطة التي تظهر أحذية الجنود مثقوبة وبالية والراوية يقول أن الجنود الذين دخلوا الجيش كانوا سعداء لحصولهم علي أحذية جديدة مجانية، ولكن الأحذية لا تدم طويلا ولا تتحمل فصلي شتاء متتاليين.. لقد باتت الثورة وشيكة خصوصا وأن الهزائم الروسية علي يد الجيش الألماني ثقيلة..

كانت الثورة كما عرفنا من تدبير المخابرات الألمانية  عن طريق مد لينين بالمال اللازم ونقله في قطار مغلق من سويسرا إلي روسيا عن طريق السويد. وقد نتج عن تلك الهزائم المتوالية أن أجبر القيصر نيكولا علي التخلي عن العرش وقامت في البلاد حكومة ليبرالية فتحت الباب للحريات وللصحف لأول مرة في التاريخ الروسي الممتد وهي حكومة كيرينسكي التي لم تكن تحظي بإعجاب الشيوعيين مما أدخل البلاد في حرب أهلية بين البلشفيك (الحمر) والمانشفيك (البيض) الذين كانوا معسكرا سائبا لا يربطه رابط سوي الرغبة في محاربة الشيوعية بينما كان المعسكر الشيوعي أفضل تنظيما وأسرع حركة إذ أن ليون تروتسكي أنشأ الجيش الأحمر لكي يواجه به الجيش الأبيض. وهكذا أصبح الحسم بالقوة هو لغة التخاطب بين الطرفين. وقد إستمرت هذه الحرب طويلا بعد نهاية الحرب وحتي عام 1922 بأن حسمها الجيش الأحمر لصالحه.

وقد صاحب هذا التردي في الأوضاع شتاء قارس ومحصول شبه منعدم في ذلك العام 1921. ولذلك أرسل الكاتب مكسيم جوركي نداءه المذكور إلي العالم.

كان السيد هوفر بحكم خبرته في بلجيكا قد أصبح من المهتمين بالشئون الدولية وقد قرأ هذا الإعلان في إحدي الصحف وقرر التصرف..

 

لم يكن هربرت هوفر يميل بأي حال إلي الشيوعية بل أنه كان جمهوريا يري أن السوق المفتوح وحرية التجارة هي من الأمور الهامة التي تميز الدول المتقدمة الناجحة. ولكنه في نفس الوقت كان يري أن إظهار الكفاءة الأمريكية في إدارة المواقف الصعبة وإظهار الرخاء الإقتصادي الذي تتمتع به بلاده هي كلها عوامل يمكنها أن تساعد في تهيئة الظروف لمعسكر لا يؤمن بالشيوعية في روسيا وخصوصا وأن الموقف كان قد بدأ يميل إلي صالح الشيوعيين عندما أعلن جوركي بيانه الشهير دون أن يسأل لينين إذنا أو دون أن يشير إليه أو إلي حكومته من قريب أو من بعيد.

والواقع أن أمريكا لم تكن في ذلك الوقت بعيدة أبدا عن الصراع الفكري حيث أننا جميعا نتذكر قضية ساكو وفانزيتي التي كانت في أساسها مختلقة لكي تضع مثالا رادعا لكل من يتداول الفكر النقابي أو الإشتراكي. كما أتتا عرفنا عن الإضراب العام في سياتل في ولاية واشنطن أقصي شمال غرب الولايات المتحدة والذي كان يمثل شبحا يتهدد رجال الأعمال. فقد كان الخطر الشيوعي ماثلا علي الأقل في أفكار ومخيلة الطبقة الصناعية المالية الأمريكية. وقد لاقي هربرت هوفر مصاعب في تمرير مشروعه من الكونجرس حيث أنه كان لابد له أن يحصل علي تصريح من الكونجرس لمساعدة المهددين بالموت جوعا في روسيا، معقل الشيوعية وأول بلد في التاريخ تأخذ بهذا النظام السياسي الإقتصادي الإجتماعي الفكري.

فماذا فعل لكي يتغلب علي هذه العقبة؟

كان الرئيس الأمريكي هو الرئيس وارن هاردنج الجمهوري المنتخب حديثا والذي دخل البيت الأبيض عقب إنتخابات 1920. وقد نجح هوفر في إقناعه بأن مصلحة الولايات المتحدة تكمن في إظهار وجهها الإنساني أمام شعب روسيا الذي يخوض الآن غمار حرب أهلية بين الشيوعيين وخصومهم. كذلك فإن تدخل الولايات المتحدة ذات النظام الراسمالي هو رفع من قدر هذا النظام أمام ناظري الشعب الروسي كما أن الخلاف بين الولايات المتحدة والنظرية الماركسية لا يصح له أن يمتد ليشمل المعونات الإنسانية وقد كان نظر الرئيس الأمريكي موافقا لهذا الرأي. ولكن بقي علي هوفر أن يقنع الكونجرس.

كانت الأحوال الإقتصادية عقب عودة 2 مليون من جنود الجيش الأمريكي إلي الولايات المتحدة عقب نهاية الحرب العالمية الأولي ليست علي ما يرام. وقد كانت هناك بطالة في البلاد كما أن الثورات العمالية المتتالية كانت من عوامل القلق الكبيرة. وبالتالي كان الكونجرس غير محبذ لاعتماد أي مبالغ مالية للخارج في ظل هذه الظروف وبالذات لتقديمها إلي بلد يتهدده النظام الشيوعي تهديدا جديا. 

لكن الوجه السياسي الآخر للأمور لم يكن سيئا حيث أن فائضا ضخما من محصول القمح والذرة كان متواجدا في السوق الأمريكي مما يهدد بخفض الأسعار وخسارة الفلاحين، ولذلك فقد نجح هوفر في الحصول علي موافقة الكونجرس بفضل مساندة لوبي المزارعين داخل الكونجرس. وهكذا إعتمد الكونجرس المبلغ اللازم لتنفيذ مشروع هوفر بقدر 20 مليون دولار وهو ما يعادل 600 مليون دولار بأسعار زماننا هذا.

كان طريق الشحنات طويلا حيث يبدأ في نيويورك عبورا للأطلنطي ثم مرورا بمضيق جبل طارق فالبحر المتوسط بأكمله مرورا إلي البحر الاسود عبر البوسفور ومن هناك يتم توزيعه علي المناطق التي أضيرت بشدة من الجوع ومعظمها يقع في الجزء الآسيوي من روسيا، أي علي بعد أكثر من 1000 كم.

وهو ما يعني الإحتياج إلي شبكة من المواصلات تنهض بهذا العبء الهائل.

كما أن العمل علي أرض روسيا كان يلزمه أفراد كثيرين لكي يقوموا بالتوزيع حيث أن الخطة كانت إنشاء عدد كبير من المراكز التي يتم فيها طهو الطعام ثم توزيعه علي المحتاجين. وقد بلغ عدد هذه المطابخ 19000 مطبخ علي إمتداد القطر كله، وعمل بالمشروع بأسره 120 ألف روسي !!

وهؤلاء العاملون لم يكن الحصول عليهم سهلا بالمرة حيث كان الأمريكيون يبحثون عمن يستطيع الحديث بالإنجليزية أو بأي لغة أوروبية معروفة لهم ولكن ذلك كان نادر الوجود بسبب الجهل الهائل المستشري في روسيا.

وإضافة إلي كل هذه العوامل المحبطة كان هناك عامل الوقت حيث أن 25 الف شخص كانوا يموتون كل أسبوع لو لم تصل إليهم إمدادات الطعام. ثم كان هناك تشكك الحكومة الشيوعية المهووسة بالأمن من تهريب الاسلحة وتدريب المخربين ضد الثورة لكي يجهضوا الثورة الوليدة !!

وهكذا وجد هوفر وفريقه العامل في روسيا أمام كم كبير وجبل هائل من التحديات، فماذا فعلواإزاءها؟

أولا لابد من معرفة الأحوال التي كانت سائدة في شرق البلاد حين وصل الأمريكيون إليها لكي يشرفوا علي المشروع الكبير.

كانت الغالبية من المتضررين من الجوع هي من الأطفال، إذ أن كثيرا من الآباء والأمهات إما قضوا جوعا وإما هجروا أطفالهم ونزحوا من قراهم. كما أن من بقي في تلك القري لم يكن قادرا علي الحركة من شدة الجوع. وقد لجأ كثيرون إلي أكل القش الذي يستخدم في تغطية البيوت البسيطة في تلك القري.

بل أن المقابر قد فتحت وأخرجت أجساد المتوفين حديثا لكي تؤكل من جانب الجائعين. وتمت المتاجرة بالفعل في اللحم البشري للإستخدام كطعام ويذكر الأمريكي ويل شافروت أحد الأعضاء المهمين في تلك المهمة أن الحكومة بعد فترة أمرت بإغلاق 10 محلات جزارة تبيع لحوم الآدميين. هذا طبعا ناهيك عن أكل لحم القطط والكلاب والخيول والحمير.

وكان أكل القش يتسبب في إنتفاخ يعطي الإنطباع أن الشخص سمين وصحيح ولكن بعد فترة تظهر عليه أعراض المرض الذي ينتهي بالموت. وقد تسبب كل ذلك فى إنتشار القمل بسبب عدم النظافة وعدم القدرة علي الحركة وهذا القمل كان ناقل لمرض التيفوس وهو مرض قاتل إن لم يعالج مبكرا.

 

 

تحفظات على مشروع سيمنز بمصر

$
0
0

على هامش فضائح النظام البائس و من أصطحبهم معه من بؤساء فى زيارة المانيا، وقعت مصر على عقود بقيمة ٩ مليار دولار مع شركة سيمنز الصناعية لإنشاء ثلاث محطات لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة ١٤،٤جيجاوات أى ما يعادل حوالى ٦٠ فى المائة من إنتاجنا الفعلى الحالى و لا يعادل ٥٠ فى المائة كما يدعى الإعلام بالأرقام المتضاربة على صفحات جرائده المختلفة. المشروع ضخم و طموح و يبدو جيداً للغاية و نحن فى أمس الحاجة لمثل هذه المشروعات نظراً للأزمة المجحفة التى تمر بها بلادنا فى مجال الطاقة. المحطات ستعمل بالغاز بواسطة تربينات سيمنز Siemens H-Class gas turbines و هو إختيار موفق جداً من حيث الكفاءة العالية التى تتميز بها هذه المولدات المتطورة و لكن هناك العديد من التحفظات على هذا المشروع الضخم، لم يتم حتى الآن الإعلان عن الجهات التى ستقوم بتمويل المشروع و هناك حالة تعتيم تامة على ذلك من قبل الحكومة المصرية و أيضا من شركة سيمنز الصناعية التى صرحت للوول ستريت چورنال _دون الخوض فى أى تفاصيل_ أن هناك بنوك دولية و محلية ستقوم بتمويل المشروع و التأمين على القرض سيكون بمعرفة شركات ألمانية. حتى الآن لا يوجد أى تصريح للحكومة المصرية بهذا الشأن. حالة التعتيم هذه تثير الشبهات حول الشِق الإقتصادى لهذا المشروع خاصةً و أن سيمنز تحوم حولها العديد من شبهات الفساد و الرشى.
- لماذا لم يتم حتى الآن الإعلان عن جهات الإئتمان التى ستُقرض مصر ٩ مليار دولار مع إعلان نسبة الفوائد و التكاليف الإدارية بما فيها تكلفة التأمين على إقتراض مبلغ مهول مثل هذا؟
- لماذا لم يتم عمل موقع خاص بالمشروع على شبكة اﻹنترنت و ذلك لنشر التقرير الفنى و دراسة الجدوى لهذا المشروع مع عرض كل التفاصيل على الرأى العام المصرى؟
- إن كان لدى الحكومة المصرية تقرير فنى شامل و دراسة جدوى متقنة للمشروع، فلماذا لم يتم عمل مناقصة كى تتلقى الحكومة عروض من شركات أخرى مثل توشيبا اليابانية؟
سيمنز أعلنت أن هذا المشروع هو أكبر مشروعاتها _منذ إنشائها_ على الإطلاق و هو بالفعل مشروع ضخم و لذلك فهو يستحق منا الأهتمام و المتابعة.
- كم عدد التربينات التى سيتم توزيعها على المحطات الثلاثة؟
- هل من الممكن تجميع هذا الكم من التربينات على أرض مصر لتحفيذ سوق العمل بخلق وظائف عمل للمهندسين و الفنيين المصريين و للإستفادة من نقل خبرات تكنولوجيا التجميع و التشغيل؟
المحطات الثلاثة ستقام إحداها فى بنى سويف و الثانية شمال بحيرة البرلس على البحر المتوسط و الثالثة فى العاصمة الإدارية الجديدة. شركة أوراسكوم للإنشاء المعروفة بالتهرب الضريبى ستقوم ببناء المحطات الثلاثة حيث أعلنت أوراسكوم أن هناك مبلغ ١،٧ مليار دولار تم تجهيزه بمعرفة القابضة للكهرباء لتمويل الشِق الإنشائى و السويدى للكابلات ستقوم بإعداد النظم الكهربائية للمشروع، كل هذا سيكون تحت إشراف سيمنز التى ستلتزم بتسليم المحطات الثلاثة -تسليم مفتاح- لمصر فى خلال ٣٨ شهرا من تاريخ توقيع العقود يوم ٥ يونية ٢٠١٥. لا يوجد أدنى شك فى أن المشروع سيساهم فى رفع قدرة مصر على إنتاج الطاقة الكهربائية و لكن أزمة الطاقة فى مصر ستظل قائمة لأن هذه المحطات ستعمل بالغاز الذى إن لم تتمكن الحكومة من توفيره بالكميات المطلوبة ستتوقف المحطات الثلاثة. عدم توفير الوقود اللازم لتشغيل لمحطات التوليد بسبب الفساد فى قطاع النفط المصرى هو السبب الرئيسى فى أزمة الطاقة الكهربائية فى مصر و هذا ما أصبحنا نعانى منه بشكل مزمن.
- إذا كان لدينا عجز مزمن فى إمداد محطات التوليد بالوقود اللازم، لماذا إذاً نلجأ للتعاقد على بناء ثلاث محطات تعمل بالغاز فى ظل هذا العجز المزمن؟

حلول أزمة الطاقة عديدة و متوفرة داخل صندوق و لا تحتاج لعبقرية و تفكير خارج الصندوق. الطاقة الهيدروليكية هى أحد أهم مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية و يمكننا عمل سلسلة محطات توليد عظيمة بها تربينات تعمل بحركة المد و الجزر فى مياه مطروح بالبحر المتوسط أو فى مياه البحر الأحمر بخليج السويس. هناك دول عديدة تعانى من أزمة الطاقة منها بريطانيا التى لجأت لهذا الحل و أطلقت مشروع Swansea Tidal Lagoon بتكلفة ١٢ مليار جنيه إسترلينى تقريبا و ذلك لعمل "بحيرة مد و جزر" بمساحة قدرها ١١ كم٢ تقريباً فى مياه خليج سوانسى Swansea Bay لتفادى الإعتماد على البترول كمصدر تقليدى لإنتاج الطاقة الكهربائية. هذا المشروع البريطانى له شِق سياحى لجنى المزيد من الأرباح لتغطية جزء لا بأس به من التكاليف. إذا كانت تكاليف المشروع البريطانى باهظة، فإن المشروع الذى سيتكلف فى بريطانيا ١٢ مليار جنيه إسترلينى من الممكن أن تنخفض تكلفته بكثير إذا تم تنفيذه على أرض مصر.

- متى سنعمل من أجل من مرضاة الله و من أجل مصر؟
- متى سنخرج من تحت عباءة الفساد و الرشى؟
- إلى متى سنظل عالة على المجتمع الدولى؟
- متى سنتخلص من السفهاء أصحاب العقول الصدِأة الذين تقوقعوا فى مستنقعات الفساد العفنة؟
- متى سنخرج للنور؟
الله نور السموات و الأرض.

ا

هربرت هوفر (2)

$
0
0

إن القمل متواجد بكثرة في كل مكان، وهو ناقل لمرض التيفوس، لهذا سوف نغطي أنفسنا جيدا بالاغطية الثقيلة ونقضي ليالي سيبيريا الشتوية القارسة في العراء، لأن القمل لا يتحمل البرودة وبالتالي لا تنتقل إلينا العدوي عن طريق القمل..

كان هذا هو وصف ظروف العمل التي يعايشها الأمريكيون أثناء قيامهم بالعمل في هذا المشروع الضخم ولكم جميعا تصور معني المبيت في العراء في شتاء سيبيريا، مهما بلغت كفاءة الأغطية المستعملة.

وقد بلغ عدد الأمريكيين العاملين في هذا المشروع 300 شخص كلهم من المتطوعين وكانت مهمتهم الإشراف الدقيق علي توزيع المواد الغذائية وعدم وقوع سرقات أو إختلاسات أو بيوع لها. وقد أوجب ذلك عليهم أن يصلوا إلي أصغر القري وأبعد الأماكن وهو ما جعلهم يقومون بهذا الوصف للحالة التي كان يعيش عليها السكان في المناطق النائية. وكانوا يستخدمون الجمال في حال عدم توافر القطارات أو الزحافات علي الجليد والتي يجرها حيوان الهسكي أي أنهم لم يتركوا وسيلة إلا وقد إستغلوها لتحقيق غاية المشروع.

وكانت الأكواخ التي يمكنهم المبيت بداخلها مليئة بالقمل الذي يزحف علي الجدران وكذلك كانت عربات السكك الحديدية تمتلئ بهذه الحشرة الكريهة التي تنقل المرض المعوي الخطير التيفوس. ولهذا كانت وسيلة النقل في كثير من الأحيان هي الجمال التي تتحمل من البرودة والعطش والحركة المستمرة ما لا تتحمله الدواب الأخري. بل أن إدارة المشروع إعتقدت في أحد المراحل أن الموظف الأمريكي ويل شافروت قد تم قتله وأكل جسده من قبل هؤلاء الجياع بسبب تأخر ورود أي أخبار منه إلي موسكو. ولكن ذلك بالطبع لم يحدث، إذ أن الروس كانوا يعرفون أن الأمريكيين هم من يطعمونهم ويستوردون المواد الغذائية لهم وبالتالي لم يكن أي من هؤلاء الأمريكيين هدفا لأكلة لحوم البشر من الروس الجائعين.

وروي الناجون من الموت أن الأمهات كن يعلقن أقفالا علي أبواب البيوت ليلا حتي يظن الجياع أنها بيوت مهجورة لأن الإغارة علي البيوت بهدف قتل الصغار وأكلهم كانت تتم في العادة ليلا. وقامت الحكومة المحلية بفرض حرس بالسلاح علي المقابر إن كان بها موتي حديثي الدفن حتي تمنع فتح القبور بهدف أكل الجثث.

كان عدد ضحايا الجوع قد وصل تقريبا إلي 5 مليون قبل أن يبدأ مشروع هوفر في الحركة. وكانت بعض الأمهات تعمد إلي قتل ابنائها الأكبر وأكل لحمهم حتي تستطيع إرضاع الأطفال الاصغر!!

كانت المأساة رهيبة وإتساعها لا سابق له. وكان موقف الحكومة الروسية متخاذلا لا يهتم إلا بالأولويات التي وضعها الشيوعيون وهي أولا وقبل كل شىء تثبيت قوتهم لكي يتمكنوا من حكم البلاد كاملة. وهذا الموقف بالذات جعل هوفر يحتقر الفكر الشيوعي ويزدريه بشدة مما زاده إصرارا علي إظهار الطبيعة الإنسانية للمشروع الضخم.

كان المديرون المحليون في روسيا للمشروع الأمريكي من ضباط الجيش الأمريكي المتقاعدين وذلك لضمان إحكام الربط والإلتزام. وكانت أول عقبة تواجه إنقاذ الأرواح هي التخلف الشديد الذي كانت تعاني منه شبكة السكك الحديدية التي يقع عليها العبء الأعظم في النقل. ووقع أول خلاف بينهم وبين مدير السكك الحديدية الذي كان يعمل بالطريقة الروتينية البطيئة ولا يراع ظروف المشروع الطارئة حيث أن كل اسبوع يكلف كما عرفنا حياة 25 الف شخص. وقد كان مدير السكك الحديدية يأمر بتحويل الشحنات أولا إلي العاملين في مرفق السكك الحديدية ليستهلكوها بمعرفتهم أو لكي يبيعونها لصالحهم. وكانت أسباب تلك اللامبالاة تقع في طبيعة الفساد المنتشر في ذلك الوقت في المجتمع الروسي وإلي التثاقل في العمل الذي يتسم به كثير من الروس بالإضافة إلي كون معظم ضحايا الجوع من الشعوب الشرقية الغير روسية مثل البشكير والتتار. أما الروس الذين كانوا يعيشون في هذه المناطق فقد كان كثيرون منهم يرون أن ما يحدث هو إستحقاق رباني لعقاب الروس المسيحيين علي ما وقع في البلاد من ثورة علي القيصر يقودها كفرة شيوعيون دخلوا إلي الكنائس وقاموا بقتل القساوسة ورجال الدين المسيحي ولهذا فعقاب المجتمع هو عقاب عادل!!

ولهذا لجا المدير الأمريكي المقيم إلي الإجراء الوحيد الذي يمكنه القيام به في مثل تلك الظروف وهو التهديد بوقف المشروع. ولكن كيف فعل ذلك وكيف كان الاثر منه؟  

كانت الشكوي الرئيسية من مرفق السكك الحديدية بسبب فساد رجاله وإهماله وعدم صلاحية عرباته أي خرابه شبه الكامل. ولكن لم يكن هناك من وسيلة للوصل إلي هذه المسافات البعيدة بالسرعة المطلوبة إلا عن طريق السكك الحديدية. لهذا كتب الضابط الأمريكي المسئول برقية مفتوحة بدون شفرة إلي رئيسه هربرت هوفر يطلب منه إيقاف شحن أي كميات من الحبوب من نيويورك حيث أن المشروع لا يتحرك فعليا علي الارض لأن السكك الحديدية غير متعاونة. وبالطبع كان ذلك مقصودا حتي يقرأه المسئولون الروس ويخضعوا للتهديد عن طريق معرفة نوايا اصحاب المشروع الأمريكيين.

وعند هذه النقطة خشي الروس ان ينقطع المشروع بالفعل وأن تقوم في البلاد ثورة الجياع التي قد تضعف مركزهم أو تنهيه بالكامل فاقالوا مدير السكك الحديدية ووضعوا مكانه رئيس جهاز أمن الثورة الذي إشتهر عنه عدم التردد في قتل من يري فيه خطرا علي الثورة. وبذلك فهم كل عامل في السكة الحديد أنه إما أن يعمل علي قدر طاقته أو سوف يتلقي رصاصة تخترق راسه!! هكذا كان أثر البرقية.

والسبب الاساسي الذي جعل الضابط الأمريكي يتصرف بهذه الطريقة هو أن موعد غرس بذور المحصول الجديد من الذرة والقمح هو ربيع عام 1922 وذلك إن كان يرجي جني أي محصول في خريف ذلك العام لكي يقي البلاد شر مجاعة جديدة العام القادم. ولما كان الموعد يقترب والبذور لم يتم توصيلها بعد فقد رأي ذلك الضابط أن الخطر سوف يتكرر إن هو لم يقم بعمل حاسم.

وكان من ضمن شروط عقد المشروع التي وقع عليها ممثلو الحكومة الروسية أن يشتروا بذور الغلال من الولايات المتحدة ويقومون بغرسها في الوقت المناسب حتي يكون هناك محصول جديد. وقد رأي كل من الضابط هيسكل ورئيسه هوفر في عدم غرس بذور الغلال حتي هذا الموعد المتأخر خرقا لبنود العقد المبرم.

وبالفعل تحرك مرفق السكة الحديد بطريقة أفضل تحت تهديد قطع المشروع وتحت سمعة رئيس الجهاز الأمني وبدأ تدفق الغلال يتحسن خلال ربيع وصيف 1922.

ومن ألطف الاشياء التي يمكن للمرء أن يقرأها هو وصف الأمريكيين لطريقة عمل الروس وأسلوب حياتهم. فقد كان من نتائج هذا المشروع أن تلاقت الثقافتان بطريقة مباشرة وظهرت الفوارق.

فالأمريكيون يتوقعون من الروس أن يبدأوا العمل في تمام الثامنة صباحا ولكن العاملين الروس لم يكنوا يظهرون في أماكن العمل قبل العاشرة أو التاسعة والنصف وكانت حججهم دائما من نفس نوع حجج الشرقيين التي نعرفها، أمي مريضة، إبني سخن، كنت أبيع خروفا في السوق لأنه سوف يغلق عند الظهر إلخ...

وعلي الجانب الآخر فإن الأمريكيين لم يكنوا مستعدين علي الإطلاق للتعامل مع حضارات وأعراق مختلفة تعيش جنبا إلي جنب. فالبشكير المسلمون لا يحبون الكازاخ المسلمين أيضا وكلاهما يكره الروس.

وهكذا وجد المسئولون عن المشروع أنفسهم داخلين في موازنات سياسية وعرقية ليس لهم بها أي معرفة ولا إتصال.

وفي خريف عام 1922 بدأت بوادر المحصول الجديد في الظهور وبذلك نجحت مهمة هوفر في روسيا ولكن المشروع بقي يعمل بطريقة مخفضة حتي خريف العام التالي 1923 حين خرج آخر أمريكي من روسيا بعد أن بلغ عدد من أنقذهم هذا المشروع الكبير 11 مليون شخص كان محتما عليهم الموت جوعا.

ومما هو جدير بالذكر أن تلك الفترة في بداية عام 1922 هي نفسها التي شهدت توقيع إتفاقية راباللو بين الإتحاد السوفيتي وألمانيا حول التعاون في عديد من المجالات وهو ما سوف يسفر عنه بعد ذلك تقوية الطرفين كل في مجاله تمهيدا للحرب القادمة.

وهربرت هوفر المهندس الكفء قال بعد ذلك بحوالي 10 سنوات أنه كان يظن أن مشروعه لإنقاذ الجائعين الروس سوف يساهم في إضعاف الفكرة الشيوعية بإظهار تهافتها وبيان عجزها إلا أن أمله قد خاب ووجد نفسه في النهاية قد ساهم في نجاح سيطرتها علي روسيا.

وهو علي كل حال قد تعرض لمحنة أشد كثيرا من مجرد إدارة مشروع عاجل، وهي محنة الكساد الأمريكي الداخلي الذي خاضه رئيسا أمريكيا منذ عام 1929 وإلي عام 1933 وهو الكساد الذي إمتد ليشمل العالم كله فلم يستطع بقدراته الهندسية أن يجد لها أي حل بل وجد الحل فيما بعد تشريعيا علي يد رئيس آخر ديموقراطي هو رجل القانون فرانكلين روزفلت الذي إنتقد هوفر علنا في وجهه أثناء إلقاء كلمة حفل تنصيبه خلفا لهوفر في يناير 1933.

فالتغييرات الضرورية الكبيرة في المجتمعات لا يتم إنجازها بمجرد تنفيذ المشروعات ولكن بالتشريعات..

ونلك رواية أخري.. تشريعات النيو ديل..


طرابلس في شهر رمضان / ذاكرة مدينة

$
0
0

 

تأليف : محمد السويسي
 طرابلس في شهر رمضان:

كان شهر رمضان بالنسبة لأهل مدينة طرابلس الفيحاء اللبنانية  يعتبر ولا يزال شهر الخير والبركة ، لذا كان يستقبل بفرح ظاهر قبل أيام عدة من مجيئة فتزين الأسواق الداخلية بأكملها بأوراق الزينة الملونة ويافطات الترحيب وحبال الكهرباء المشعة باللمبات الملونة التي كانت ترفع في الشوارع من رصيف إلى آخر مقابل ، إضافة إلى الفرق الصوفية التي كانت تستقبله بالطواف في شوارع المدينة ، قبل أيام من حلوله ، بالأهازيج الدينية والطبل والزمر والأعلام الخضراء .

  سيران رمضان :

كما كان يُحتفل بقدومه من قبل ربات البيوت أو العائلات الطرابلسية قبل يوم من إثباته بالخروج منذ الصباح الباكر إلى البرية والأرياف وحقول الزيتون في أبي سمراء وقد حملوا معهم مختلف أنواع الطعام ولحوم الشواء والشراب والخضار والفواكه والأراكيل  توديعاً لأيام الإفطار وإستقبالاً لشهر رمضان الكريم وترحيباً به ، خاصة من الأطفال الذين يجدون متعة في هذا اليوم حيث يضرب طلاب المدارس الرسمية عن الذهاب للدراسة لمشاركة عائلاتهم في "سيران"رمضان ، وقد بدأت هذه العادات بالإنحسار منذ منتصف سبعينات القرن المنصرم .

 المساجد في رمضان :

كانت المساجد في طرابلس تعمر بالمصلين طوال شهر رمضان خاصة عند صلاتي العصر والعشاء . فصلاة العصر كان يتبعها دروس دينية لمشايخ عدة في المسجد الواحد حيث يتوزعون في باحته ليتحلق حولهم الناس بمتعة كبيرة لتعلم مبادىء دينهم في حسن الأخلاق والمعاملة وشروط الصيام وأحكامه  ،وكان أشهر المدرسين في ذلك الوقت شيخان مصريان هما صلاح الدين أبو على والشيخ سليمان دغيش  أما صلاة العشاء فكانت المساجد تعج بالمصلين سعياً وراء صلاة التراويح تقرباً إلى الله وطاعة له ،‎ وطمعاً في مزيد من الثواب  .

 مدفع رمضان :

كان لرمضان نكهة خاصة حيث يتم إثباته والإعلان عنه، قبل يوم واحد من بدء الصيام ، أما عصراً أو مساءً  من خلال دوى سبع طلقات مدفعية قوية تطلق من القلعة القائمة على تلة أبي سمراء .

وكان المدفع المستعمل قديماً من مخلفات الأتراك الذين كانوا قد خصصوه لهذا المهمة الدينية  التي أصبح يقوم بها بعد رحيلهم جندي من الجيش اللبناني حيث يعمد إلى حشي فوهة ماسورة المدفع بالبارود والقماش ويدكهم بعصاً طويلة ثم ينتظر أذان المغرب من الجامع الكبير الذي كان صوته مسموعاً لديه دون مكبرات كما رؤية المؤذنين عن بُعد عدا أن المأذنة كانت تضاء عند وقت الأذان بلمبات متعددة ظاهرة للقاصي والداني ، عندها يُشعل الفتيل الظاهر في مؤخرة المدفع ليدوي صوته قوياً في كل أرجاء المدينة وقد وضع الجندي يديه على أذنيه تخفيفاً من حدة الصوت .

ولكن من طرائف هذا المدفع إنه عقب إطلاقه في كل يوم فإن القماش المحروق المشحّور باللون الأسود كان يتطاير من داخله في الجو منتشراً لعشرات الأمتار ويسقط على أسطح الأبنية القريبة ، لذا عمدت الدولة نهاية الستينات إلى استبداله بمدفع حديث يطلق منه خرطوشة مدفعية خلبيّة ، أي صوتية .

وكان هذا المدفع يطلق قذيفتين عند الغروب إعلاناً لأذان المغرب وبدء الأكل ، وطلقة عند السحور لإعلان بدئه وأخرى عند الإمساك للتوقف عن الطعام . إلا أنه لأسباب أمنية مع كثرة التعديات المسلحة على القلعة فقد تم نقل المدفع في الثمانينات إلى منطقة المعرض في فسحة مجاورة له مع ثلة من الجنود ترافقه ، ولايزال يستخدم هناك حتى الآن خلال شهر رمضان ومن ثم يعاد إلى الثكنة .

 موائد رمضان :

يتميز شهر رمضان بثراء موائده العامرة بالأطايب من المحاشي واللحوم والكبة والكباب المشوي تعويضاً عن صيام النهار . ومن أكلاته المفضلة المرافقة يومياً  للوجبات الأساسية ، الفتوش أوالتبولة والحمص بطحينة أوالكبة النية والشورباء المختلفة الأصناف من خضار وعدس وشعيرية على أنواعها كما شوربة الأرز باللحم .

وكان الود والتراحم هو سيد الموقف حتى نهاية الستينات حيث كان الأقارب والأهل مع تجاور البيوت فيما بينها يتبادلون سكب الطعام فيما بينهم ، فقد ترسل تلك لأختها أو قريبتها او جارتها صحناً من ورق العنب أو الملفوف مثلاً فترد عليها هذه بسكب صحن بديل مما طبخته كاللوبياء أو الكبة المشوية  أو الدجاج أو أي صنف صنف آخر ، وبذلك كانت تتنوع السفرة بمختلف أنواع الطعام بفضل هذه العادة التي بادت نهائياً حتى ان الجار أو الجارة قد لايتقابلان ولو بالصدفة عند مدخل البناء لأشهر عدة أو سنوات .

 حلويات رمضان :

ومن ميزات شهر رمضان المتعددة هو استهلاك الحلويات تعويضاً لفقدان السكر من الجسم طوال الصوم ، لذا فإن أصنافاً معينة من الحلويات كانت ولازالت أكثر رواجاً في رمضان من الأيام العادية ، ومنها الكربوج وورد الشام بالقشطة  والكلاج المحشي بالقشطة والكنافة والقطايف   ومن ثم باقي أصناف الحلويات على أنواعها ، ومازال الأمر كذلك حتى الآن ، إلا أنه قد اختفت محلات بعض الأصناف والحلويات التي كانت تعد في رمضان كالمهلبية والألماسية .

 المهلبية : 

 كانت محلات المهلبية تتوزع في الأسواق القديمة في المحلات والبسطات حيث تعرض في صحون بسعر يتراوح بين 35 و50 قرشاً للصحن الوحد وجاطات من البورسلان بسعر يتراوح بين 75 و100 قرش وفقاً لحجمها ، يدفع المواطن ثمنها ثم ترسل إلى منزله ليعود صبي المحل لأخذها صباحاً .

والمهلبية أكلة لذيذة وطيبة جداً وهي مكونة من الحليب والسكر والنشاء والمستكة وماء الوهر وفق مقادير معينة . وكانت تصنع معها على حدة صحون الألماسية الشفافة بألوان متعددة  منها الأحمر والأصفر والأخضر تصب فوق المهلبية لتضحى ألذ طعماً .

 الألماسية :

والألماسية عبارة عن خيوط صمغية من نشاء الرز تذوب في المياه الساخنة وتحرك حتى تذوب دون سكر ثم تصب على وجه المهلبية حتى تجمد .

وبالإضافة إلى ذلك فإن ربات البيوت كن يصنعن في هذا الشهر حلاوة الرز بالجبنة في بيوتهن كما المهلبية والهيطلية والرز بحليب والعوامات .

 البرازق :

والبرازق هو من أصناف رمضان حصراً ويصنع من الدقيق والحليب والسكر  بشكل مستدير لايزيد قطره عن 12 سنتميراً كما سماكته عن 2 ملم وهو ذهبي اللون بعد خبزه ومغطى بالسمسم وهش يذوب في الفم ويقرمش كالبسكويت عند تناوله .

وكان بيعه يبدأ بعد الإفطار بقليل حيث يحمل الأطفال كما الكبار سلال البرازق ينادون عليها "برازق ..برازق "ليباع القرص منه بفرنك واحد والسبعة أقراص بربع ليرة .

أما الآن فقد بطلت هذه المهنة واختفى هذا النوع من البرازق في رمضان إلا من محلات الحلويات التي تيبع البرازق من الحجم الصغير بالوزن ، وليس بالعدد  لصغر حجمها ، طوال أيام السنة .

 الكعك بسمسم :

وهو عبارة عن رغيف من الكعك المنتفخ بحجم الرغيف الصغير مغطى بالسمسم على وجهيه  ، وهو لازال معروفاً منذ ماقبل الخمسينات وحتى الآن ويباع طوال العام على العربات ،إلا أن الناس ترغب به وتقبل على تناوله ساخناً بعد منتصف الليل في رمضان حيث تقصد الأفران قبل موعد السحور لتأكله مع الجبن الحالوم أو القشقوان أو الزعتر ، وهذا الكعك تتميز به طرابلس عن سائر أنحاء لبنان .

 

الثمن (1)

$
0
0

 

 

أظن أنه من العسير علي المرء أن يجد مجتمعا غربيا أشد قسوة من المجتمع الأمريكي قبل وقوع أزمة عام 1929 في بورصة نيويورك. فالولايات المتحدة لم تعرف تقريبا الطبقة المتوسطة إلا من خلال الإصلاح التشريعي الذي قامت به إدارة الرئيس فرانكلين روزفلت والمعروف تحت إسم النيو ديل. وهذه الإصلاحات كانت محل مقاومة شديدة من جانب رجال الأعمال والبنوك وشركات التأمين وقضاة المحكمة العليا إلي جانب جزء كبير من أعضاء الكونجرس. ولم يكن في صف الرئيس روزفلت سوي ملايين العاطلين الذين فقدوا أعمالهم بسبب الجشع المالي الذي أصاب البنوك والمستثمرين قبل أزمة 1929.

وقد كان من أهم هذه التشريعات التي جاء بها روزفلت قوانين الضمان الإجتماعي والمعاشات والحق في تكوين النقابات.

"سوف تسمعون كثيرا من المعترضين علي هذه الإجراءات يسمونها فاشية، والبعض سوف يسميها شيوعية، والبعض الآخر سوف يسميها الحد من الحرية وآخرون سوف يسمونها إشتراكية. وفي كل تلك التسميات فهم يغفلون حقيقة هامة وبسيطة وهي أن هذه الإجراءات عملية وضرورية"..

كانت هذه كلمات الرئيس فرانكلين روزفلت في خطاب عام يرد فيه علي منتقديه ويكيل لهم الصاع صاعين.

وبالفعل فقد تعرض هذا الرئيس إلي حملة واسعة للتشهير بشخصه وبزوجته وبمرضه حيث عايروه بأنه مقعد حتي أن القاضي ويليس فان ديفانتر قال علنا في أحاديثه الخاصة أنه طالما بقي هذا المقعد إبن العاهرة في البيت الابيض فلن تمر النيو ديل من المحكمة. فقد رفع المعترضون الأمر إلي المحكمة العليا لكي تحكم في دستورية هذه القوانين الجديدة علي العقلية الأمريكية.

وكان أشد ما يضايق المعترضين هو أن صاحب هذه الأفكار لا يأتي من الطبقة الفقيرة المحرومة وإنما هو من طبقة الأثرياء المنعمين في الرخاء منذ الطفولة والذين لم يروا يوما فقرا ولم يعايشوا شظف العيش، أي أنهم كانوا يرون فيه خائنا لطبقته ولأصله.. وفي هذا السياق لم يدخر المعارضون وسعا في محاولاتهم النيل منه ومن سمعته فقالوا عنه أنه شيوعي وأنه إشتراكي وأنه شاذ جنسيا وأنه فوضوي وتخريبي وعدو للسوق والحرية إلخ...

وهو من ناحيته كان يسخر منهم قائلا "لماذا يكرهونني هكذا؟ هل يكرهونني لأنني أحاول إنقاذ الراسمالية من الفشل؟

وهذه العبارة الأخيرة هي مفتاح النظر فيما فعله هذا السياسي ببلاده ولبلاده ومن أجل بلاده.

عندما وضعت الحرب الأهلية أوزارها عام 1865 وجد الأمريكيون أن بلادهم علي قدر هائل من الإتساع الجغرافي وأنها ليست مستغلة كما ينبغي لها أن تستغل ولا بالقدر الذي يسمح بمعيشة أفضل. وهكذا بدا الأمر بمشاريع إعادة الإعمار مصحوبة بانفجار هائل في حجم النقل مما تطلب مد شبكة سكك حديدية لا نهائية إخترقت كل الاراضي الأمريكية من أقصاها إلي اقصاها.

وفي هذه الظروف ظهرت مجموعة متزامنة من رجال الأعمال الذين إستطاعوا فهم الروح السائدة في ذلك العصر ونجحوا في إنشاء شركات عملاقة لم تعرف الإنسانية مثيلا لها وكونوا ثروات لا تزال حتي اليوم تعد أرقاما قياسية بحساب القدرة الشرائية.

ومن ضمن هؤلاء كان أندرو كارنيجي في مجال الصلب وكورنيليوس فاندربيلت في مجال السكك الحديدية وبالطبع جون روكفلر في مجال البترول، إضافة إلي جون بيربونت مورجان في مجال البنوك..

 

وهؤلاء الأربعة كانوا يتميزون بالقدرة الغير عادية علي العمل لساعات طويلة إلي جانب القسوة الشديدة وعدم الهوادة في شأن كل دولار يمكن كسبه أضف إلي ذلك عدم التراجع بسبب أي رادع أخلاقي أو أدبي أو حتي قانوني مع الرغبة الجامحة في تحطيم المنافسين مما جعل أعمالهم ترقي إلي درجة الإحتكار.. وهو ما أوصل الأمور في النهاية إلي إصدار قانون شيرمان لمحاربة الإحتكارات في بداية القرن العشرين، وكان ذلك في عهد رئيس جمهوري وليس ديموقراطيا ولكنه أيضا من نفس تلك العائلة، عائلة روزفلت، إنه الرئيس تيودور روزفلت.

الصحفى أحمد منصور

$
0
0

مقال بقلم  احمد نصار

 

لم يتوقع الإعلامي أحمد منصور رغم حنكته وخبرته أن تخضع ألمانيا لابتزاز اللوبي الصهيوني لهذه الدرجة أو لإغراءات عقود استثمار حكومة الانقلاب وعلى رأسها 4 اتفاقيات مع شركة (سيمنز) الألمانية لتنفيذ استثمارات بقطاع الطاقة في مصر بقيمة 10 مليار دولار!
فلقد بات مؤكد الآن أن توقيف منصور في مطار برلين في ألمانيا لم يكن بناء على طلب من البوليس الدولي "الانتربول"الذي سبق وأن أعطى منصورا وثيقة بتاريخ 21 أكتوبر 2014 أنه ليس مطلوبا على خلفية أي قضية!
أصبح الأمر الآن بيد الشرطة الجنائية الألمانية التي لا تزال تحتجز الإعلامي الأبرز في الوطن العربي، وهناك تكهنات باحتمال ترحيله إلى مصر، مما يعني أن القاهرة ستقوم مجددا بعميلة استجواب من تلك العمليات التي اعتادت عليها بعض العواصم العربية لصالح المخابرات المركزية الأميركية CIA أثناء فترة الرئيس بوش الابن.
ويبدو أن أميركا وإسرائيل حريصتان للغاية على هذه العملية التي سيسمح فيها للقاهرة باستخدام كل وسائل التعذيب للحصول على أي معلومات عن اللقاء قبل الأخير الذي أجراه منصور مع أبي محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، وعن الأشخاص الذين قابلهم، وأرقام الهاتف التي تحدث إليها، والأماكن التي زارها...إلخ
***
لكن ما يستوقفني هنا أن أحدا لم يتوقع أن تنحط ألمانيا لهذا المستوى، بالضبط كما لم يتوقع أحد من الإخوان أن يقوم الجيش بفض رابعة بهذا القدر من السادية والحيوانية وهذا القدر من الضحايا والجثث، للدرجة التي قام فيها الجنود بفرح الجثث وجرفها إلى مقالب الزبالة وإحراقها أحياء وأمواتا!
والغريب أن البعض لم يجد في كل هذه الجرائم وكل هذا التحريض إلا انتقاد الإخوان! نعم، انتقاد سياستهم وأدائهم وحكومتهم والقرارات التي كان يمكن أن يتخذها مرسي ولم يفعل، أو القرارات التي اتخذها مرسي وما كان له أن يفعل، أو القرارات التي اتخذها مرسي وتراجع عنها وما كان له أن يفعل!
ويتناسى هؤلاء أن الانقلاب لا يصده إلا انقلاب، وأن النية كانت مبيتة لقتل الإخوان وذبحهم في سراريهم كما جاء في تسريب السيد البدوي، ردا على مشاركتهم في الثورة المصرية.
وقد ذكر الفريق الركن سعد الدين الشاذلي في مذكراته القيمة "مذكرات حرب أكتوبر"أن الجيش حصل على دبابات سوفيتية جديدة قبيل حرب أكتوبر أطول مدى من تلك الموجودة في الجيش بالفعل، لكن السادات آثر بها الحرس الجمهوري ولم يعطها للجنود على جبهة القتال، خشية من أن يحدث ضده انقلاب عسكري، وأنه لو كانت هذه الدبابات ضمن الأسلحة التي يمتلكها الجيش الثالث المحاصر في السويس جراء الثغرة، لما استفحل الأمر بهذا الشكل!.
السادات خشي من انقلاب إذا حصل الجيش على دبابات أقوى من تلك الموجودة في الحرس الجمهوري، فما بالك إذا كان الجيش والشرطة والحرس الجمهوري جميعا ضد الرئيس المنتخب، وقد عقدوا النية على الانقلاب عليه واستعادة السلطة تحت غطاء مظاهرات "ماتينيه"لبضع ساعات؟؟.
صحيح أن الإخوان كان بإمكانهم تعرية هذا الانقلاب أو فضحه أكثر، أو التعامل معه قبل أن يقع بشكل أفضل، لكن في اعتقادي أنه مهما حاول الإخوان فإن الانقلاب كان سيحدث! لسبب بسيط أيضا؛ أن النية للقيام بانقلاب عسكري كانت منعقدة قبل ذلك بشهور، كما تبين بعد ذلك بأدلة كثيرة.
***
كان يمكن أن يتخذ الرئيس مرسي قرارات تعري الانقلاب أكثر، أو تجعل مناورة الإخوان أكبر، لكن الانقلاب كان قادما قادما، بالضبط كما كان اعتقال أحمد منصور مبيتا!
أرجو أن نتوقف قليلا لنفكر، ونتوقف نهائيا عن لوم الضحية. صحيح أن جزء من الخطأ أن أحمد منصور لم يأخذ حذره أكثر من ذلك ، لكن لا يجب لوم أحمد منصور على جريمة كهذا، فمهما سبح بخياله لم يكن يتوقع أن تنزلق السلطات الألمانية لهذا المستوى. وأعتقد أنه إذا تم ترحيل أحمد منصور إلى مصر فستكون أحد الأسباب التي تعجل بنهاية ميركل السياسية!
لست ضد أخذ الحذر دائما، ومحاسبة المخطئين دائما، لكن لنضع الأوزان النسبية للجرائم والأخطاء، ولا نساوي بين الجاني والضحية! فقد أكد الاستشاري النفسي الدكتور مروان المطوع أن مجتمعاتنا العربية تحتل المقدمة في «جلد الذات»، ورأى أن %80 من أبناء الشعوب العربية يسعون بل يتلذذون بجلد ذواتهم لدرجة تصل أحيانا إلى اختلاق أخطاء لم ترتكب فعليا حتى يبكوا على أنفسهم ويبكي عليهم الآخرون!
 

فضيحة "أبو غريب "اللبنانية

$
0
0

 

بقلم : محمد السويسي

مشاهد التعذيب لمساجين إسلاميين ملتحيين ومعروفين من مشايخ ورجال دين في سجن رومية في لبنان التي تداولتها المواقع الإعلامية بالأمس هي رسالة تدل على سقوط الدولة لصالح المليشيات والأحزاب التي تمددت داخل كل مؤسسات الدولة وإداراتها بعقلياتها وممارساتها السلبية . 
إذ يستحيل على مؤسسات عسكرية ان تمارس هكذا اساليب قروسطية إلا من عناصر متمردين على إداراتهم ورؤسائهم لأنهم يعلمون علم اليقين مدى عقوبة هكذا ممارسات تثير تمرداً شعبياً على الدولة وتؤذي سمعة لبنان دولياً .
وهذه الممارسات الوحشية ضد أفراد مدنيين ملتحين بحجة انهم عناصر إرهابية دون اي محاكمة على مدى سنوات طويلة أشبه بممارسات سجن "أبو غريب"والمليشيات المذهبية الطائفية والتكفيرية في سوريا والعراق الممولة والمسيرة من الخارج .
مما يدل على ان هذه الممارسات ضد المساجين ونشرها على الملأ  كانت متعمدة وموحى بها من طرف سياسي معين لإرهاب المواطنين وبث الذعر بينهم .
وكأنه إعلان من المليشيات المسلحة عن سقوط القانون والعدالة وبالتالي سقوط الدولة والوطن لصالح الإرهاب المستقوي بالخارج بأسلوب المليشيات العراقية والسورية والحوثية .
ورغم ذلك فإنه لايجب ان ينظر الى هذه الممارسات الإجرامية ضد المساجين الإسلاميين ورفضها من منظار طائفي ، بل يجب رفضها من منظار وطني إنساني ، لأنها ممارسات ضد الأخلاق والعدالة والقانون والحكومة والدولة والمؤسسة العسكرية التي نحرص عليها لإنقاذ الوطن من المليشيات المسلحة يوم يرفع الغطاء عنها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وتستغني عن خدماتها المتعددة والمتشعبة التي يندرج ضمنها حماية حدود إسرائيل ومستعمراتها  من هجمات المقاومة الفلسطينية .
لذا ومن هذا المنطلق فإن إعلان تجمع علماء المسلمين في طرابلس بالدعوة الى معاقبة المسؤولين عن هذه الجريمة كاف تماماً .

اما دعوتهم الى الإضراب المفتوح حتى معاقبة المسؤولين فإنها مزايدة في غير محلها  تسىء اليهم وللمسلمين .

إذ أين هم من هذا الإملاء والتباهي بالقوة والتهويل ؟ وما قدراتهم العسكرية ونفوذهم السياسي لتطبيق إنذارهم  كما يفعل حزب الله عندما يقرر تحدي الدولة  ؟ لاشيء؟..
لذا كان يجب ان يتركوا هذا الأمر للمسؤولين والسياسيين من نواب ووزراء ليعالجوه ، وكذلك لهيئات المجتمع المدني بتحركها  السلمي .
فالهيئات الدينية عودتنا على تحركها الفاشل المزمن ، علماً بأن بعضها  موال للجماعات الإيرانية والسورية في مسألة مشاكل التبانة وقصفها من الجبل على مدى سنوات طويلة للتغطية على فشل السياسيين عندما اخذت هذه الهيئات الأمر بيديها بالنيابة عنهم دون اي صلاحية لديها سوى القرقعة وحب الظهور على الإعلام ، الى حد سعيها  التوسط لحل مشكلة عرسال المتعلقة بخطف جنود لبنانيين من قبل مجموعات إرهابية   التي افتعلتها إيران بالتعاون مع المخابرات السورية لإحراج الجيش اللبناني وتوريطه دون طائل في معارك الداخل السوري سنداً لحزب الله والنظام السوري ، بما اساء للمسلمين واللبنانيين  اشد إساءة . 
فلما تكرار الأمر  وركب الموجة على طريقة الأحزاب اليسارية في ستينات القرن الماضي التي تبين فيما بعد ان معظم تحركاتها كانت بتوجيه من اجهزة مخابراتية ودول اجنبية.
فهل ان العلماء المسلمين في توجههم السياسي عند كل أزمة داخلية حلوا محل الأحزاب الذين سبق ان افتضح امرها ونبذت من كافة المواطنين لفقدان  الثقة بها كتجار سياسية ومال ؟! 
ومع ذلك فإن أي تحرك سياسي لرجال الدين في هذا الشأن يقع في موضع الشبهة ، مع وجود مفتي بإمكانه التحدث بإسمهم .

خاصة وان هؤلاء العلماء يجهلون مايجري على الأرض وما يحاك ضد طرابلس من مؤامرات في الخفاء ، إلا إذا كانوا مشاركين بها وجزء منها مع حمايتهم ودفاعهم الدائم عن شعار "قلعة المسلمين طرابلس "الذي وضعه عملاء لإيران معروفين عند مدخلها في وقت سابق  وساندوه  بإعلامهم  المغرض للإساءة لطرابلس بالإدعاء لدى الغرب بأنها إمارة قندهارية تكفيرية وفق المخطط الإيراني المعلن في محاولة لتحريض امريكا واخذ موافقتها لاجتياح طرابلس من قبل قوات الحرس الثوري وحزب الله وتدميرها وتهجير اهلها بنفس الأسلوب الذي جرى ويجري في العراق وسوريا ؟

 

وباختصار فإن هذه التسريبات المصورة المخيفة المتعمدة من سجن رومية لأعمال وحشية ضد ملتحين  بأسلوب سجون ابو غريب ونمطه يقصد بها الفتنة المذهبية والطائفية وتفجير الوضع .
ولاشك انها من ضمن المخطط الإيراني الأمريكي الجاري في العراق وسوريا لاستحضار داعش الى لبنان تحت دعوى الدفاع عن المسلمين المضطهدين المظلومين المسحوقين من ظلم الدولة وحزب الله .وذلك في سياق المخطط الأمريكي لتقسيم سوريا ولبنان مع اقتراب غياب الأسد عن المشهد السياسي ؟
وفي نفس السياق والتوقيت فإن الجنرال ميشال عون حليف إيران وسوريا وحزب الله يطرح بالحاح مشروع الفدرالية والتقسيم في لبنان لتحصل كل طائفة على حقوقها المهدورة ، خاصة مع تعذر إنتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن رغم مرور اكثر من عام .

والسبب في هذا التأخير ان حزب الله يصر  على إنتخاب حليفه الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية أو لارئيس .؟!

ولكن رغم كل ذلك فإن قرار إنتخاب الرئيس  في لبنان هو بيد الولايات المتحدة الأمريكية وليس بيد إيران او الدول العربية مجتمعة وإلا لتم انتخاب رئيس عند استحقاق موعده  الدستوري  قبل عام ولتم نزع سلاح حزب الله لعودة الأمن الإستقرار الى لبنان  .

والسبب في تأخير أمريكا لانتخاب الرئيس في لبنان هو انها ربطت مصيره بانتهاء الأزمة في سوريا التي تعدل خريطتها بين فترة واخرى وفقاً لتصارع القوى على الأرض واختلاف مناطق نفوذها في مد وجزر  .

الثمن (2)

$
0
0

كان أندرو كارنيجي شابا صغيرا من أسرة مهاجرة من سكوتلندا إلي الولايات المتحدة. وكان أهله جد فقراء مما دفعه إلي العمل مبكرا. وقد بدأ حياته ساعيا في مكتب تلجراف ثم ساقته الظروف إلي أن يوصل التلجرافات إلي الشركات فالتقي اثناء توصيل التلجرافات بصاحب شركة السكك الحديدية في مدينة بنسيلفانيا توماس سكوت الذي أعجب بكفاءته وسرعته في العمل وقوة تحمله وقرر أن يتبناه ويلحقه بالشركة. وبطبيعة الحال ترقي كارنيجي بسرعة في عمله الجديد وأصبح ملما بكل خبايا مجال الأعمال (رغم أنه لم يتلق تعليم Business Administration  الذي بات شباب العالم يحلم به طريقا للصعود إلي الثروة). وقد فهم كارنيجي مبكرا أن الحديد هو عماد تقدم البلاد فهو المادة التي تصنع منها القضبان والعربات وبالتالي ركز جهوده علي مشروع صهر الحديد وتشكيله بالطريقة البدائية التي كانت متواجدة أيامها. وعقب الحرب الأهلية الأمريكية التي إنتهت وهو في الثلاثين من عمره  كان رئيسه توماس سكوت يعاني من ضائقة مالية بسبب تغول شركة سكك حديدية أخري هي شركة كورنيليوس فاندربيلت الذي كان أكبر سنا من كليهما ولكنه لا يقل عن كارنيجي طموحا إلي الثروة.

وقد عاصر كارنيجي نهاية شركة توماس سكوت وقرر أن يترك مجال السكك الحديدية ويدخل نهائيا وبالكامل في مجال تصنيع الحديد وذلك بكل ما استطاع أن يدخر من مال.

والمهم ليس هو السيرة الذاتية لهذا الملياردير أو ذاك وإنما يركز موضوعنا علي علاقات العمل في تلك الفترة من تاريخ الولايات المتحدة.

كانت سلطة الدولة غائبة عن علاقات العمل حيث أنها مجال لحرية التعاقد اللانهائية بين الأطراف. ولهذا فقد كان رجال الأعمال من هذا الطراز لا يتورعون عن الزج بالعمال في الأعمال الخطرة مثل الديناميت وتفجيراته والعمل في قاع المناجم وأمام الأفران العالية لساعات طويلة بلا اي تأمين معاشات ولا رعاية صحية ولا تأمينات للبطالة ولا ضد العجز أو الشيخوخة. وهذه المصطلحات لم تكن معروفة في الولايات المتحدة بل كانت محل إستهجان من كل من الدولة وأصحاب الأعمال.

وهكذا كان الحل يكمن دائما في ترهيب العمال والعمل علي جعلهم باستمرار في حالة خوف من الفصل أو المرض بأن كان صاحب العمل يعين شخصا قاسيا لإدارة شئون العاملين يكون هو الواجهة الوحيدة للشركة فيما يتعلق بسياسات الأجور وتحديد ساعات العمل وخلافه.

وقد وجد أندرو كارنيجي ضالته في هنري فريك الذي بدا حياته في عائلة تعمل في مجال الحديد ولكن بدون نجاح يذكر.

تصاعدت أرابح شركة كارنيجي للصلب بسرعة صاروخية وخصوصا عقب إكتشاف الحديد الصلب كمادة تصلح لإنشاء الكباري وكانت باكورة هذا النوع من الكباري هي كوبري سانت لويس الذي إفتتح عام 1874 وكان جديدا في نوعه مما أخاف المشاة من عبوره حيث كانوا يعتقدون أنه سوف ينهار بهم بسبب قطاعات الحديد النحيفة التي جعلته يبدو هشا لا يتحمل.

وفي يوم الإفتتاح ولكي يتشجع الجمهور ويعبر الكوبري بلا خوف قرر أندرو كارنيجي أن يستأجر فيلا ضخما من حديقة الحيوان ويجعله يفتتح المسير علي الكوبري مرة وإثنين لكي يقتنع الناس بأنه منشأ متين. وقد كان.

وهذا الكوبري بالإضافة إلي حملة العلاقات العامة المصاحبة له كان سببا فيما بعد في تخطي أرباح شركة كارنيجي للصلب كل الحدود المعروفة في ذلك الوقت وتحوله إلي أحد أغني رجال العالم وليس فقط الولايات المتحدة. فقد إنهالت عليه طلبات الحديد  لاستخدامها في الإنشاءات وصاحب ذلك ايضا إنشاء العمارات العالية التي تناطح السحاب وكل هيكلها الداخلي من الحديد الصلب فحدث طلب هائل علي منتجات كارنيجي.

وبسبب هذا الرواج الكبير في حجم العمل كانت خدمات هنري فريك للشركة هو مما لا يمكن الإستغناء عنه. وفي ظل التوسع الكبير وزيادة عدد العمال بطريقة سريعة وزيادة المهاجرين من أوروبا إلي الولايات المتحدة حيث أن أوروبا هي معقل الفكرة النقابية فقد بدأت بوادر التذمر تظهر علي العمال وخصوصا في ظل خطورة العمل أمام الأفران والميكنة التي لم تكن تخضع لأي قواعد أمن أو قوانين للسلامة مما نعرفه الآن. وهكذا كثرت الحوادث القاتلة وأصبح حال العمال قلقا متذمرا مما أفضي إلي البدء في أول إضراب في مصانع كارنيجي لمطالبة بالتفاوض علي الأجور وساعات العمل وتشكيل نقابة إلخ.. وكلها كانت افكارا جديدة علي المجتمع الأمريكي شديد القسوة في ذلك الوقت.

كان هناك تشكيل شبه نقابي لعمال الصلب هو الإتحاد الأمريكي لعمال الصلب ولكن عضويته كانت منخفضة بين عمال الشركة ولا تمثل سوي أقلية. وقد إعتبر الشريكان كارنيجي وفريك أن هذا الإتحاد معطل للعمل ومفرق للجماعة وهو بالتالي فكرة سلبية لابد من خنقها في المهد حتي لا تنتشر. وهكذا بدأت الشركة في سبر أغوار المطالب العمالية فاتضح أنها زيادة الأجور التي يتزعمها العمال الأعضاء في الإتحاد.

ولكن الرجل المسئول عن هذه الأمور في شركة كارنيجي لم يكن لا عالما ولا مؤهلا لهذه العملية الحديثة علي العقل الأمريكي. بالإضافة إلي أن توافر المال بكثرة بين يديه جعل الأمور تبدو سهلة في نظره فقرر أن يعلق منشورا علي حوائط الشركة يبلغ فيه العمال أن الشركة لا تدخل في مفاوضات مع عمالها لا حول الأجور ولا حول ساعات العمل وأن علي من لا يرضي عن الحال القائم أن يرحل ويترك وظيفته لغيره.. وهو بالطبع منشور إستفزازي ليس به أي نوع من الحنكة السياسية التي يرجي لها التوفر في أمثال هذه المواقف.

وهكذا تصاعد الأمر إلي أن أوقف العمال المصنع وتجمهروا علي بوابته لمنع أي عمال من خارجه لكي يحلوا محلهم ومنعوا الداخلين من المرور.

إذا كان جيلنا قد عرف مؤخرا جدا عن شركات مثل بلاك ووتر العاملة في مجال الأمن وذلك عقب إستخدامها بكثرة في حربي العراق وأفغانستان فإن الأجيال القديمة قد عرفت نفس هذا النشاط الخاص منذ منتصف القرن التاسع عشر حيث كانت هناك شركات تعمل في نفس هذا المجال. وكان من بين هذه الشركات أكبرها عددا في الأفراد وأفضلها تدريبا واشدها مراسا وهي شركة

Pinkerton National Detective Agency

وهي شركة خاصة غالية التكاليف تعمل بكفاءة حتي أنها كانت من قبل قد قامت بأعمال الحراسة الخاصة للرئيس إبراهام لنكولن. وقد فاق تعداد العاملين فيها في ذلك الوقت تعداد الجيش الأمريكي وكانت تستدعي للقيام بأعمال خدمات الأمن والحراسة. وهذه الشركة كان فريك قد أحضرها قبل الإضرابات بعدة أسابيع قليلة لكي تتولي الأمن والحراسة.

ونظرا لأن هذه الشركة هي رقم واحد في هذا المجال فقد تعاقد معها فريك علي أن تقوم بالإستيلاء علي المصنع وتخليصه من أيدي العمال المضربين وذلك حتي يتسني له فصلهم جميعا وإستبدال عمال آخرين من خارج المنطقة بهؤلاء ال 800 عامل مضرب من أعضاء الإتحاد.

وهكذا تصاعد الأمر عقب رفض العمال المضربين طلب المأمور بأن يفكوا الحصار من علي المصنع ومزقوا مذكرته الرسمية مما فتح الطريق أمام فريك ليقوم بالخطوة التي طال إنتظارها.

فقد توجه العاملون في شركة الأمن إلي البوابة وطلبوا من المضربين إخلاء الطريق فورا لأن هذه ملكية خاصة لا يصح أن يمنع عنها المضربون المرور.. فلما رفض العمال وقع ما لم يكن بعيدا عن العقلية الأمريكية في  ذلك الزمان. بدأ رجال شركة الأمن المسلحون المدربون ممن يتقاضون أجورا عالية في إطلاق الرصاص في مقتل علي العمال العزل المضربين وذلك بغرض القتل وليس بغرض التخويف.

وفي هذه المعركة التي دخل فيها المسلحون من شركة الأمن والحراسة ضد العمال العزل والغير قادرين علي الدفاع عن أنفسهم سوي بإلقاء حجارة الرصيف علي المسلحين فقد 9 من العمال حياتهم وأصيب قرابة المائة عامل من جراء إطلاق النار.

ولكن لم يحكم علي أحد في اي محاكمة حيث أن العمال كانوا يسدون طريق الملكية الخاصة لصاحب العمل وقد رفضوا أمر الشرطة في اليوم السابق علي المذبحة وبالتالي فقد وضعوا أنفسهم في مأزق العتدي علي أموال خاصة لصاحبها أن يستخلصها منهم بالطريق المتاح أمامه. وقد كان ذلك وانتهي الإضراب فعلا ولكن السيد هنري فريك كاد أن يدفع حياته ثمنا لانتصاره حيث حاول أحد العمال قتله في مكتبه بمسدس بإطلاق رصاصتين علي رقبته ثم طعنه علي الارض في ساقه ولكنه اصيب فقط ولم يفقد الحياة. وقد أعلن المهاجم أنه اراد قتله فأخذ ذلك عليه في المحكمة بأنه سبق إصرار وحكم عليه بالسجن الطويل وتسببت تلك الحادثة في إضفاء سمعة سيئة علي العمل النقابي والإضرابات النقابية بصفة عامة. وكان من نتيجة ذلك فصل 2500 عامل من الشركة بالإضافة إلي خفض أجور من بقي من العمال إلي النصف عقابا لهم وإنتقاما لما فعلوا.

 

أما شركة البترول التابعة للملياردير الآخر جون روكفلر فقد كان لها موقعة أخري مع عمالها المضربين في زمن لاحق ووقع ذلك في عام 1913.

Viewing all 560 articles
Browse latest View live